|
Re: مع الحاج أرباب من مارك توين إلى رئيس الجمع (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)
|
.. جاء يوما إلى والدي وهو يحمل ورقة .. وجلس مبتسما كعادته وقال لوالدي.. " يا عم عبدالرحمن أنا لقيت الورقة دي في مخزن من مخازن المديرية فيها أسماء ناس كدي نشوفك بتعرفهم؟" رد عليه والدي كدى قولهم يمكن أعرفهم.. فأخذ الحاج يذكر الأسماء، كان ما أن يذكر إسما حتى يتهلل وجه أبي فرحا.. ويقول فلان كيف لا أعرفه ويحكي طرفة عنه، ثم يذكر الحاج الإسم التالي فيبتسم الوالد ويدلل على معرفته به ذاكرا لقبا سار عليه.. ويتابع وفيذكر الإسم الثالث..هكذا إلى أن أكمل الحاج عشرين إسما.. القائمة التي عثر عليها الحاج كانت لطلاب الأميرية الوسطى بالأبيض في العام 1927 والذين كان من ضمنهم الطالب عبدالرحمن أحمد عيسى والتي كانت تضم أيضا من أبناء بارا كل من مكي السيد علي، وعبدالخالق الدرديري ومبارك الفاضل شداد..
كنت قد تشرفت بمعرفة كل من العم مكي السيد علي فهو من الأهل، والتقيت بعبدالخالق الدرديري حيث جاء يوما زائرا لأبي لكن مع إسم شداد تعود بي الذاكرة إلى العام 1967 حيث رافقت والدي في زيارة إلى منزل بوسط الخرطوم بجوار سينما كوليزيوم .. كان ذاك منزل الدكتور مبارك الفاضل شداد كان رئيسا للجمعية التأسيسية لدورتين وقد كان من قبل عضوا في مجلس السيادة الثاني بعد ثورة أكتوبر.. فأمضينا سويعات في منزله مساءً، كان في خاتمتها أن أهدانا رئيس الجمعية التأسيسية بطاقتين لنشهد جلسة الغد في ذاك المبني التاريخي في قلب الخرطوم.. وفي اليوم التالي كنا ووالدي جلوسا في تلك الشرفة المطلة على المشهد أسفلها وشهدنا حينها أول جلسة وآخر جلسة في التاريخ تقف فيها المعارضة مؤازرة الحكومة في كل قرار تتخذه، فمن فوق الشرفة العليا المطلة على نواب البرلمان حيث جلسنا شاهدنا السيد الصادق المهدي وكان زعيم المعارضة يخطب، كانت الجلسة عقب حرب يونيو67 تلك التي اندلعت بين مصر وإسرائيل فيما عرفت بنكسة حزيران، يومها أعلن المهدي تأييده ووقوفه الكامل مع حكومة السودان لنصرة الأمة العربية، جدير بالذكر أنه لم يحدث أبدا في تاريخ الديمقراطية أن وافقت المعارضة الحكومة في شيء سوى في ذلك اليوم الذي كنت شاهدا عليه. ... رحم الله أخانا الحاج أرباب الذي غادرنا مؤخرا إلى جوار غفور رحيم ، ورحم الله الدكتور مبارك الفاضل شداد عضو مجلس السيادة الثاني ورئيس الجمعية التأسيسية إبان منتصف الستينات وخواتيمها والذي تشرفت بلقائه ورحم الله عمنا محمد النور ترير الذي ظل سنين عددا يقدم لنا المعرفة والعلم في دار كردفان. و رحم الله والدي الأستاذ عبدالرحمن أحمد عيسى. والعم مكي السيد علي وعبدالخالق الدرديري.
رحمهم الله أجمعين وغفر لهم وجعل الجنة مثواهم إنه سميع قريب مجيب الدعاء.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
|
|
|
|
|
|
|
|
|