|
Re: مع الحاج أرباب من مارك توين إلى رئيس الجمع (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)
|
أما أخانا الحاج أرباب فقد كان كان رجلا نادرا.. كان قيما على مكتبة الأبيض العامة .. ذاك المبنى الفخم الذي شيدته بلدية الأبيض فسار عليه إسم مكتبة البلدية.. كنا نستمتع حين نغشاها.. ونؤمها للإستذكار فيها لكنا نترك مقرراتنا المدرسية لنسلي أنفسنا بمختلف العناوين والأغلفة..المبنى استولت عليه أجهزة الدولة فصار دارا لإحدى أمانات الحكومة وبعدها صار المجلس التشريعي الولائي..
الحاج أرباب كان مولعا بالوثائق والمنشورات التاريخية النادرة.. يوما أعطاني مذكرات يوسف ميخائيل مطبوعة على الآلة الكاتبة .. أخبرني أن أخا يعرفه احضرها من بريطانيا.. قرأت مذكرات ميخائيل الرائعة .. وحلمت أن أنشرها.. غير أني ما رضيت لنفسي أن أتعدى على حق شخص له فضل جلب هذه المذكرات من بريطانيا.. والحاج أخبرني أيضا أن ابنة اخ يوسف ميخائيل موجودة في الأبيض.. وأنه يعرف مكانها.. قلت له إن هذا سيكون سبقا صحفيا غير مسبوق إن قابلناها..
ويوما بعد أن نقلت المكتبة العامة إلى منزل حكومي صغير بجوار البوستة، ثم جاءت جامعة كرفان فأخذت المبني مقرا لإدارتها فحولت كل الكتب إلى المخزن.. أخبرني الحاج إن لي عنده أمانة .. قلت له ما هي.. فأخرج لي لدهشتي كتابي الضائع الذي به قصة مارك توين (My watch) .. وقال لي لن أرد لك الكتاب.. ففيه بعض أسرار منك.. قلت ماذا .. فأراني الكتاب وبه عبارة شوق كنت قد بثثتها لإحدى حسناوات الأبيض، كانت مكتوبة بقلم الرصاص على هامش قصة مارك توين، شملتني سعادة غامرة وارتسمت على شفتي إبتسامة عريضة وخيال تلك الصغيرة الجميلة يطوف بخاطري.. وقلت لنفسي لعلها هي من جعلتني أنسى الكتاب في المكتبة العامة حينها ..
|
|
|
|
|
|