كان ذلك حدثا يوم أن خرجنا من فصلنا في السنة الرابعة الأولية بعد الحصة الثانية لنجد إلى جانب الباب قد علقت لوحة خشبية من الموسانايت ذات إطار ملصقة عليها بضع صفحات مصورة .. أخذنا نتزاحم لنتبين ما بها.. كانت تلك مجلة سمير التى تصدر عن دار الهلال بمصر، جلبها أحد معلمينا وأتحفنا بعرضها لنقرأها قراءة جماعية وظلت تلك الصفحات متاحة لنا طوال أسبوع إلى أن تجددت في الأحد التالي فاطلعنا على العدد الجديد منها.. سألنا عنها ثم عرفنا أين توجد، وأخذنا ظهر كل أحد نتوجه من المدرسة إلى عمنا محمد النور في دار كردفان نقتني المجلة.. وأدمنا قراءتها لزمان..
في الصفحات الداخلية وبين تلك الحلقات المتسلسلة من مغامرات سمير وتهته وباسل وسامبو وتم تم والشبح.. تجد هناك دوما رواية طويلة تملأ صفحتين تأتي على حلقات.. يوم أن بدأنا نقرأها كانت القصة عشرون ألف فرسخ تحت الماء لجول فيرن.. لم نهتم بها غير أنا لما بدأت القصة التالية وكانت لكاتب أمريكي إسمه مارك توين و عن صبي إسمه توم سوير، تابعنا القصة حتى نهايتها.. كنا نقرأ الإسم خطأ سِوٍير إلى أن عرفنا لاحقا أنه سُويَر..
ثم من بعد فترة كان أن أحضر لي والدي في عام ما كتابا فيه قطع أدبية قصيرة بالإنجليزية الكتاب يبدأ بقصة لمارك توين أيضا.. يحكي فيها توين عن ساعته التي أصابها عطب فذهب بها إلى الساعاتي.. فأصلحها غير أنها اخذت تبطئ وتتأخر حتى سبقتها كل ساعات العالم.. ثم عاد إليه تارة أخرى فأصلحها فصارت تسرع حتى سبقت كل الساعات.. الكتاب شيق .. لكنه ضاع مني ذات يوم ولم أعثر له على أثر..بحثت عنه في كل مكان غير أنه إختفى تماما..
العنوان
الكاتب
Date
مع الحاج أرباب من مارك توين إلى رئيس الجمعية التأسيسية
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة