|
Re: برنامج حقيبة الفن andquot;2andquot; لأول مرة نكتش� (Re: محمد جمال الدين)
|
Quote: تلك الكلمات الغريبة المفتاحية المشتركة (بين الحقيبة والزجل) والجمل المكررة كما بعض الأخيلة والصور الشعرية جاءت مع النمط الكلي الذي تمت مجاراته والإنفلات منه إلى الإبداع الخاص في إطاره. وللإلمام بالصورة الكلية راجع لطفاً المقالات الشارحة لمعنى وأسباب وجذور شعر الحقيبة والمحيط السياسي والإجتماعي الذي نشأت في كنفه أغنيات الحقيبة 1920-1945. والملاحظ المتأني ربما شهد أن أشعار الحقيبة في المجمل مسجعة، حادة الجرس الموسيقي وهي خليط بين الدارجة والفصحى ولا تلتزم بقواعد الشعر العربي الكلاسيكية/المعروفة ولا تشبه الإنماط الشعرية السابقة عليها في السودان ك(الدوبيت، الحماسة، المناحة، الحوبي، المديح).
إذ أن الصور الشعرية والاخيلة والكلمات المفتاحية غير موجودة في المخيلة الشعرية القديمة وغير موجودة في المدائح ولا القرآن والمسايد الصوفية والخلاوي وغير موجودة في اللغة اليومية ومنها ما هو غير معروف أصلاً في السودان آنذاك وربما حتى الآن الغالبية منا لا يهتمون بكلمات مثل (نقا ولدن وأملدن) يا غصين النقا يا لدن يا أملدن.. محمد ود الرضي . وهناك فيض من الكلمات الغريبة على المخيلة الشعبية من قبيل: يا رشا يا كحيل، حمام الايك، الهوى سباني، الخد الزهري وعشرات التعابير الأخرى المستورة من التاريخ السحيق لتأخذ مكانها في نسق شعري محلي عظم اللغة والالحان ولا يجري على أوزان العرب المعترف بها كأصل.
كما هناك نزعة حنين جلية إلى "فردوس مفقود/ضائع" وهي واحدة من أهم خصائص الزجل!.
ثم أن المخاطب في الأصل والموجه له الخطاب هو إنسان السودان في بداية القرن العشرين أي حوالي مئة عام مضت.. إنه شعر غنائي.. مفترض شعبي.. أليس أمرأ يدعو للحيرة!. لكن ربما تزول الحيرة عندما نعرف أنه شي مشابه/مطابق للزجل الاندلسي كما أنماطه الصافية (القديمة) في المغرب العربي والشام ومصر في العهد المملوكي. ونعني هنا الانواع الزجلية التي أخذت مباشرة من الزجل الأندلسي مثل الزجل/القوما/الكنكان في مصر العهد المملوكي و"الصنعة/المألوف/الحوزي" في الجزائر والمغرب وتونس قبل أن تحدث مؤثرات جديدة في اللهجات المحلية في المغرب العربي ومصر بفعل الإستعمار والتداخلات الثقافية الحديثة مع الغرب والشرق.
هناك عشرات بل مئات النماذج المشابهة والمطابقة التي تنفي الصدفة!.
وكما هو حال الزجل في كل مكان وزمان نجد في زجل الحقيبة مجاراة لافتة للنظر إذ هناك جمل وكلمات مفتاحية كثيرة تناسلت لتعبر عن أحوال مختلفة من المفترض شعورية بحتة وخاصة ربما تقتضي تنويع التعابير بإختلاف أذواق الأفراد وهوياتهم ونفسياتهم ومزاجاتهم الشخصية، لكن بعد التعبير دوماً شبه مطابق وفي بيئة مناخية شديدة الإختلاف إذ شبه صحراوية وسكانها تغلب على طبعهم الحياة البدوية ولا يعرفون الكثير عن البساتين والدوح الطبيعية المزهرة والرياض والخمايل الوردية التي تجري من تحتها الجداول!.
مما قد يؤشر إلى حالة مجارة مستمرة التناسخ في النمط الواحد أي حالة ابداعية تكرر ذاتها.. مثل غنا البنات لكن بوعي موضوعي أي حيازة المستلف كالأرض "الميري" وهو ما فعله المصريون في العهد المملوكي مثلما فعله أهل العراق والشوام وأهل الحجاز ومن قبلهم المغاربة واخيراً السودانيون حسب هذه الرؤية في شعر ما عرف بالحقيبة فالسودانيون ليس إستثناءاً.
وعلى أي حال فإن نظم الزجل بمعناه الإصطلاحي في السودان لم يعش كثيراً وحفه الغموض وتلك العلة هي التي حجمت الزجل السوداني من الإنتشار أبعد من السودان بالرغم من جودته وإبهاره وإحكام نظمه بدرجة ربما تفوقت على جميع أنواع الزجل الأخرى المحتفى بها في التاريخ.. لكن لا أحد يعلم أن بالسودان زجل كون أصحاب الإختراع لم يقولوا به ولم يفعل أحد قبل اليوم (الواقع المشهود يقول بذلك)!.
ففي السودان سادت أنماط شعرية وغنائية "شعبية" أخرى كالدوبيت والحماسة والمناحة والحوبي وغناء البنات وأنماط أخرى عديدة. إذ لم يعهد السودانيون الزجل كنمط شعري إلا في زمان "الحقيبة" لذا ظلت الحقيبة محيرة للناس معظم الوقت!.. يحتفون بها بشكل شبه هستيري أو يهجونها بذات الهستيريا بلا سبيل إلى كشف بنياتها التقنية أو تفاعيلها وأوزانها الشعرية.. لم يحدث لأن ببساطة لا أحد كشف لنا عن مرجعيتها كنوع شعري.. الآن لدينا زعم محقق عبر الأدلة الممكنة بمرجعية الحقيبة كنوع شعري في "الزجل الأندلسي/وزجل العهد المملوكي"!.
لكل تلك الأسباب وأخرى ظلت الحقيبة يحفها الغموض كون مرجعية نمطها من حيث بنية القصيدة التقنية وتفعيلتها غير محققة كما غير معهودة في الشعر السوداني السابق عليها واللاحق أيضاً لم يلتزم نمطها.. فعاش النمط ربع قرن فقط (1920-1945) بغير وعي وافي به ومرجعياته.
كما أسلفنا كل الشعوب المتحدثة العربية بالأصاله عندها "زجل" فقط تختلف أسماءه من بلاد إلى أخرى ومن زمان لزمان ولكن دائماً النمط واحد: ففي العراق وسوريا ولبنان ومصر النمط في معظم المرات يحمل إسمه الأصلي (زجل) وفي الجزائر والمغرب وتونس وليبيا عنده عده أسماء بالإضافة إلى إسمه زجل ومن أهم اسمائه هناك: الصنعة والحوزي والمألوف والقوما (أشكال وأسماء مختلفة لكن النمط واحد). وفي الخليج إسمه "الحجازي". وأخير في السودان إسمه "الحقيبة".
|
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
برنامج حقيبة الفن "2" لأول مرة نكتشف امراة شاعرة حقيبة مثل الرجال وبذات اللغة! | محمد جمال الدين | 10-12-18, 02:34 PM |
Re: برنامج حقيبة الفن andquot;2andquot; لأول مرة نكتشف ا | محمد جمال الدين | 10-12-18, 02:36 PM |
Re: برنامج حقيبة الفن andquot;2andquot; لأول مرة نكتش� | محمد جمال الدين | 10-12-18, 02:48 PM |
Re: برنامج حقيبة الفن andquot;2andquot; لأول مرة نكتشف ا | Amira Hussien | 10-12-18, 02:59 PM |
Re: برنامج حقيبة الفن andquot;2andquot; لأول مرة نكتش� | محمد جمال الدين | 10-12-18, 03:19 PM |
Re: برنامج حقيبة الفن andquot;2andquot; لأول مرة نكتش� | محمد جمال الدين | 10-12-18, 03:23 PM |
Re: برنامج حقيبة الفن andquot;2andquot; لأول مرة نكتش� | محمد جمال الدين | 10-12-18, 03:35 PM |
Re: برنامج حقيبة الفن andquot;2andquot; لأول مرة نكتش� | محمد جبره | 10-12-18, 07:58 PM |
Re: برنامج حقيبة الفن andquot;2andquot; لأول مرة نكتش� | محمد جمال الدين | 10-14-18, 06:52 AM |
Re: برنامج حقيبة الفن andquot;2andquot; لأول مرة نكتش� | محمد جمال الدين | 10-14-18, 02:38 PM |
Re: برنامج حقيبة الفن andquot;2andquot; لأول مرة نكتش� | محمد جمال الدين | 10-14-18, 03:09 PM |
Re: برنامج حقيبة الفن andquot;2andquot; لأول مرة نكتش� | محمد جمال الدين | 10-14-18, 04:14 PM |
|
|
|