|
Re: السودان اليوم في صراع بين التيار العروبي � (Re: عبدالقادر محمد)
|
من يريد أن يدري مغزى أي منشور في هذا المنبر، عليه القراءة أولاً ثم التفهم لما ورد في المنشور وتدبره ثم طرح الرأي بما يفيد الناس من علم ومعرفة بعيداً عن الإساءات والاتهامات.
هذا ورغم اختلاط المصريين بالعرب "الساميين" منذ قديم الزمان، وكذلك السودانيين قد اختطلوا بالعرب "الساميين" كذلك، إلا أنه لم تستطيع دولة أو حكومة مرت على السودان أن تطلق اسم [جمهورية السودان العربية] منذ سلطنة سنار ودارفور والبجا إلى اليوم، رغم أن جميع هؤلاء قد اختلطوا بالعرب طريقة أو بأخرى!!!
لكن الدول والحكومات التي مرت على أرض مصر قد فعلت! فأطلقت اسم [جمهورية مصر العربية] على الرقعة التي يسكنها المصريون منذ قيدم الزمان إلى اليوم، وتركت الأسماء التي كانت تعبر عن هويات أخرى غير الهوية العربية.
إذن فقد عبرت مصر بشكل واضح عن هوية المصريين أنهم عرباً – فإن لم يكونوا عرب "جين" فهم عرب لسان ودين – فبهذا أو بتلك قد حسم المصريون هوية دولتهم وهم يعتزون بالعروبة بقوة بل يشكلون رأس الرمح في الشعب العربي.. فما الذي منع الدول والحكومات التي مرت على أرض السودان أن تطلق اسم [جمهورية السودان العربية]؟؟! رغم أن الاختلاط بين الأصيل (غير العربي) والدخيل (العربي) قد حدث في كل من سكان مصر وسكان السودان!!!
يكفي أن أغلبية القبائل العربية قد هاجرت من أرض الكنانة - مصر إلى أرض النوبة - السودان، فنشرت اللغة العربية التي نكتب ونتحدث بها اليوم، وكذلك نشروا دين الإسلام الذي يعتنقه أغلبية أهل السودان بمختلف قبائلهم وأعراقهم؛ عرباً وعجم وهجين كذلك.
فالحمد لله على نعمة الإسلام الذي جمع بين العرب وغير العرب في جسم واحد سواء في السودان أو مصر أو بلدان أخرى.. لأن هذا هو المقصود من جعلناكم شعوب وقبائل لتعارفوا، ليتم التعارف ثم تأتي الهداية إلى الدين الحق دين الإسلام.
السودان أرض النوبة لا شك في هذا مطلقاً، ولكن عدم وجود عرب على أرض النوبة، فهذا نكران للحقيقة التي لن يستطيع بشر على الأرض أن ينكرها!
من أين تعلمت العربية ومن أين أصبحت مسلماً؟ إن لم يكن هناك عرباً في السودان هم الذين أدخلوا الإسلام إلى أرض النوبة وبالتالي دخلت لغة العرب تبعاً لذلك لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، فمن الواجب على المسلم تعلم العربية وحب العرب كذلك وعدم بغضهم لأنهم هم اصحاب الرسالة وفيهم اختار الله نبي آخر الزمان (ص) فلا تبغض أنت وغيرك العرب – بالنظر إلى أفعال الحكومات والدول اليوم – فأنت مأمور رغم ذلك كمسلم أن تحب العرب ولا تبغضهم، فبغض العرب يعني بغض كل شيء أتى به العرب: اللغة العربية ودين الإسلام – فأحذر أنت وغيرك.
إن لم يفعل العرب في أرض النوبة سوى أنهم أدخلوا اللغة العربية ودين الإسلام لكفاهم نجاحاً وفعلاً للخيرات للعباد.. فقد كانت أرض النوبة تعج بالأوثان والصلبان والأديان الباطلة، وجاءكم العرب في أرضكم لنشر الدين الحق – دين الله رب العالمين – فلتعرفوا للعرب حقهم ولا تبغضونهم فتبغضون الإسلام ثم أنتم في نهاية المطاف من الخاسرين – فلتحذر أنت وغيرك!
الهم في السودان اليوم ليس هم حرية وكرامة وعزة وأكل وشرب وعلاج وماء وكهرباء فحسب – نعم هذه ضروريات الحياة التي يجب على الحاكم توفيرها لشعبه بأمر الدين ومنطق العقل.
ولكن قضية المسلمين الكبرى في السودان اليوم – وهم لا يشعرون بذلك - هي استمرارية وجود العرب المسلمين في السودان بعد زوال دولة الاخوان المجرمين.
فهناك تشابه كبير بين ما يجري اليوم في السودان - الدولة العربية في أفريقيا - وما جرى يوماً في الأندلس - الدولة العربية في أوروبا – لمن قرأ التاريخ وعلم أنه يتكرر ويعيد نفسه.. ما دامت السموات والأرض.
هذا هو الهم الحقيقي إن كنتم من أصحاب الهمم العالية.. لأن الأمر دين... والسودان من أراضي المسلمين والدفاع عن أراضي المسلمين من أهم فروض الأعيان.. هذا إن كنتم من المسلمين وبأمر الدين قائمين
هل ترضى بالردة عن دين الإسلام وقبول أديان أخرى على أرض السودان من أجل دولة الديمغراطية والرفاهية وحكم القانون الوضعي؟
هل ترضى باستبدال اللغة العربية وقبول لغات أخرى على أرض السودان من أجل إرضاء عبدة الأصنام والأوثان من الداعين لكوش وآمون رع والأم السوداء؟
|
|
|
|
|
|
|
|
|