قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 11:34 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-29-2018, 06:51 PM

عبدالحفيظ ابوسن
<aعبدالحفيظ ابوسن
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 22319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: أحمد محمد عمر)

    اوووو معلم
    غصبا عنك سعيد بي شوفتك ورؤية خطاك تعطر شوارع المنبر
    برضك طلعت شبح 😆😆
    تعال بي هناك محل الاحضان ياخ
                  

09-29-2018, 08:10 PM

Frankly
<aFrankly
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 35211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: عبدالحفيظ ابوسن)

    Make sense!
                  

09-29-2018, 08:54 PM

أبوبكر عباس
<aأبوبكر عباس
تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 3472

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: Frankly)

    أبسن يا خواف
    ليش سحبت المداخلة؟
                  

09-29-2018, 09:18 PM

قسم الفضيل مضوي محمد
<aقسم الفضيل مضوي محمد
تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 2608

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: أبوبكر عباس)

    .
    ..
    .
    كتابات اخونا ابا بكر عباس أقرب الى وجبات (السناك فوودز) حيث يشبه أسلوب كتابته كتابات جعفر عباس والفاتح جبرة والتي تتميز بقصر السرد المغلف بالسخرية وهي كتابات كتير (مهضومي) ولذلك لاقت رواج بين ابناء جيل ما بعد الحداثة (ان جاز التعبير) ...
    ولو عملنا مقارنة بين هذه الكتابات وبين الأغاني قديما وحديثا نجد أن الأغاني الحديثة تتميز بقصر النص حيث لا يتعدى زمن الاغنية في اغلب الاحيان السبعة دقائق بينما نجد أن الاغاني القديمة قد كان يغلب عليها طول النص وزمن الأداء مثل أغاني أبو اللمين ووردي (بدور القلعة والطير المهاجر) وأغاني أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ( أغنية قارئة الفنجان) على سبيل المثال زمن أداءها قرابة الساعة (مساحتها شريط كاسيت كامل في ذلك الزمان) ...حولاااتن... :)
    ويعزى سبب قصر النصوص الادبية والاغاني حاليا في رأيي الى أنه كلما تقدمنا في الزمن زادت سرعة ايقاع الحياة وتوالد الشعور بقصر ساعات اليوم وبالتالي يندر أن تجد شخصا عمره دون الخمسين لديه الاستعداد لقرأة كتاب عدد صفحاته يقارب المئة صفحة أو الاستماع الى اغنية طويلة نسبيا ...
    .
    ..
    .
    هذا من جهة ...
    من جهة اخرى أنا أعتقد أن السودان في الوقت الراهن ليس بحاجة الى أدباء جدد لأنه متخم بالأدباء والشعراء والمغنيين بقدر حاجته الى علماء كل في مجاله وتخصصه للنهوض به مثل الدكتورة السودانية ليلى زكريا التي قامت باكتشاف بذور لقصب السكر والدكتور السوداني الشيخ محجوب جعفر  الذي قام باكتشاف علاج لمرض المايتسوما وغيرهم كثر فالأوطان تبنى بسواعد بنيها ...

    قسم الفضيل مضوي - ناقد حداثي ......
    .
    .
    .
    ..
    .
    يا بكور شنو (الفيتحاب) دا ؟!؟...
    .
    .
    .
                  

09-30-2018, 02:46 AM

أبوبكر عباس
<aأبوبكر عباس
تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 3472

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: قسم الفضيل مضوي محمد)

    لا أوافق أنا كتاباتي تشبه جعفر عباس والفاتح جبرا
    ديل كتابات ونسة ساكت
    أنا رحل صاحب رسالة أوظف نصي "الملتميدي" لبث الوعي

    أنا أقرب للاستاذ محمود أو عبد الخالق
    بس بصورة أدبية
    ممكن تقول رسول أو نبي جنبك
                  

09-30-2018, 02:51 AM

أبوبكر عباس
<aأبوبكر عباس
تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 3472

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: أبوبكر عباس)
                  

09-30-2018, 07:17 AM

Haytham Ghaly

تاريخ التسجيل: 01-20-2013
مجموع المشاركات: 4763

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: أحمد محمد عمر)

    Quote: بالمناسبة قبل فترة فكرت أدخل أفدي الحبيب هيثم الغالي واقول لمعاوية حسين وحاة الله الزول دة اتشبح معانا بالغلط ساي



    لا حولاااااا ورب المجرات مشتاقين

    طيب ياخي وكت عارفني وشايفني بدافع عنكم يا اشباح الماضي والمستقبل انتو .. مالك ما لحقتني؟؟

    معاوية حسين بهتني البهتان الواااحد دا وقال انا بدافع عن كل الاشباح والشخصيات الوهمية الزيك طبعاً

    اتهام كدا سااااكت بلا سند ولا عضد .. لما سألتو عن وين انا دافعت عن الاشباح .. وراني جمال ..... واتخارج

    هو طبعاً ههههههه ما عايز يجيب سيرة البحر .. عارفو كان قام بكسر اي شي قدامو


    بالمناسبة يا مستنير

    شكلتك انت والخواض دي بايخة وما عندها طعم

    جني وجن الشكلة الفي نصها الاتنين المتشاكلين يشكرو بعضهم
                  

09-30-2018, 07:26 AM

عبدالحفيظ ابوسن
<aعبدالحفيظ ابوسن
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 22319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: Haytham Ghaly)

    يا بكري مضارفة المؤمن علي نفسو حسنة
    بعدينك بعد اوضحت ما كان مبهما من قولك رجعت عندي زي اللمبة الاقتصادية تدي مية واط وهي عشرين واط بس
    الابهام دة كان متعة قرايتك
    بالمناسبة
    اين معاوية الزبير؟
                  

09-30-2018, 04:29 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: عبدالحفيظ ابوسن)

    الاستاذ حافظ بشير

    سلامات

    سبق أن قلت ألا أحد له الحق في منع أحد من أن يكتب مذكراته أو ونساته* ،

    بس ادعاء انها نص سردي أدبي والسخرية من النص نفسه وكتابة المقدمات الاولى والثانية لاستهبال القارئ،
    واختلاق عناوين براقة لزوم استبهال واستعباط القارئ ،

    فهذا ما حاولت التنبيه اليه..

    البيطار يدّعي الانتساب الى المستنيرين من أمثال د. حيدر ابراهيم ومحمد أحمد محمود،

    ولم نقرأ لهما نصوصا في السخرية من الاستنارة نفسها والمستنيرين وابتذال كل شيئ:

    حشد الجمهور لطقوس السخرية من الاستنارة نفسها والمستنيرين.

    والدور البهلولي الذي يقوم به بوعي أو بدون وعي :
    ضد الاستنارة والمستنيرين والحداثة والحداثيين ، ومبتذل لهما معاً.

    والكتابة بالعامية هو بسبب الضعف الواضح للغته الفصحى.

    وهذا واضح للعيان حين يحاول الكتابة بالفصحى

    .أختم قولي بمداخلة سابقة للبيطار:

    Quote: قبل كدا يا صلاح، اسامة الخواض (قطب) وصف امكانياتي الأدبية بالساذجة!شوف، حتى لو جا بقية الأقطاب الأربعة؛ م مدثر و بشرى الفاضل و أكدوا الحكم دا؛ لن اتزحزح عن تفاؤلي الساذج وأدبي الونسي الواقعي.

    (عدل بواسطة osama elkhawad on 09-30-2018, 04:32 PM)

                  

09-30-2018, 06:41 PM

محمد البشرى الخضر
<aمحمد البشرى الخضر
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 28869

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: عبدالحفيظ ابوسن)

    Quote: اين معاوية الزبير؟
    فتر خلاص
                  

09-30-2018, 09:30 PM

Nasser Amin
<aNasser Amin
تاريخ التسجيل: 02-07-2017
مجموع المشاركات: 3562

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: محمد البشرى الخضر)

    هسي عليك الله يا بكور الهنضبة دي كلها
    عشان جناب الاديب اسامة الخواض ما اجاز أو لم يعجبه ما تكتبه؟!!

                  

09-30-2018, 09:39 PM

عبدالحفيظ ابوسن
<aعبدالحفيظ ابوسن
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 22319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: Nasser Amin)

    يعني بكري طلع جراي ونفسو طويل يا ودو 😆
                  

09-30-2018, 09:42 PM

محمد البشرى الخضر
<aمحمد البشرى الخضر
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 28869

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: عبدالحفيظ ابوسن)

    ما كدا لكن المستنير ما يحلى ليه إلّا يدوّر اصحاب ود الزبير او اولاد نضاله و افكاره :)
    وود الزبير يقوم ويقع في الدامج كنترول و الاجادويد و المطايبات
                  

09-30-2018, 09:46 PM

عبدالحفيظ ابوسن
<aعبدالحفيظ ابوسن
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 22319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: محمد البشرى الخضر)

    لكن هسة بكور صرجها عديل كدة
    لي هسعتي ما جاب لينا شيتا نمسكو بيهو
                  

09-30-2018, 09:54 PM

عبدالحفيظ ابوسن
<aعبدالحفيظ ابوسن
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 22319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: عبدالحفيظ ابوسن)

    يا خواض عندي مأخذ حول اعتبار اللغة الدارجية منقصة للادب . دون اخذ مثال بكري
    القدال وحميد وعثمان البشري في الشعر مثلا
    او الطيب صالح نفسه في الرواية
    اعتقد انهم تجاوزوا ارتباط الدارجية في الاذهان للتنوير وبث الوعي والارتقاء .
    العيب ليس في اللغة ذات نفسها بل مضامينها
    الهدف هو الارتقاء بالانسان وليس اللغة
                  

10-01-2018, 05:35 AM

معاوية الزبير
<aمعاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: عبدالحفيظ ابوسن)

    شكرا أبوسن
    Quote: اين معاوية الزبير؟
    شكرا ود البشرى
    Quote: فتر خلاص

    في فمي ماء.. ومن في فمه ماء لا ينطق
                  

10-01-2018, 07:30 AM

عبدالحفيظ ابوسن
<aعبدالحفيظ ابوسن
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 22319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: معاوية الزبير)

    يا معاوية الموية راقدة ابصقها وانضم وتاني شيل ليك جغمة 😆😆😆
    نصوصية الفهم للنصوص 😆😆😆
                  

10-01-2018, 02:52 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: عبدالحفيظ ابوسن)

    Quote: يا خواض عندي مأخذ حول اعتبار اللغة الدارجية منقصة للادب . دون اخذ مثال بكري
    القدال وحميد وعثمان البشري في الشعر مثلا
    او الطيب صالح نفسه في الرواية
    اعتقد انهم تجاوزوا ارتباط الدارجية في الاذهان للتنوير وبث الوعي والارتقاء .
    العيب ليس في اللغة ذات نفسها بل مضامينها
    الهدف هو الارتقاء بالانسان وليس اللغة

    هذا سؤال جيد يا حفيظ..

    قصدي انه لم يختر الكتابة بالدارجية كخيار ابداعي بقدر ما أنه مرتبط بتهالك مقدرته بالكتابة بالفصحى..

    والحقيقة انك لن تستطيع أن تجزم بأي حكم حوله، فهو يبتذل كل شيئ، ويهين كل شيئ..

    ومقارنة البيطار بالذين ذكرتهم فيها إجحاف بالنقد والأدب .

    وينطبق ذلك على مقارنته في الاستنارة بدكتور حيدر ابراهيم ومحمد أحمد محمود،

    اللذين بسط عنهما البيطار بوستاً يكتب فيه محمد أحمد محمود عن كتاب لحيدر ابراهيم..
                  

10-01-2018, 03:29 PM

أبوبكر عباس
<aأبوبكر عباس
تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 3472

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: osama elkhawad)

    في سنة البرليم لاقيت لي أفريقي البتكلموا العربي الفصيح ديك، كنت قايلو سوداني،
    قلت ليهو: سفّة يا فردة
    قال لي: أني لا أفهمك يا أخي العزيز
    قلت ليهو وأنا أدردم أصابع يدي اليمنى في كفة يدي اليسرى:
    هل لديك خبزٌ يا أخ العرب؟
                  

10-02-2018, 08:55 AM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: أبوبكر عباس)

    تصدق يا ود البشرى أول ما شفت سؤال حفيظ قبل ثلاثة أيام:
    Quote: بالمناسبة
    اين معاوية الزبير؟

    طوالي كتبت: (بكون فتر)..
    أنا زاتي كنت فتران وما قدرت أتم المداخلة دي لغاية يوم الليلة..
    وكنت أنوي أن أكتب فيها: -
    ===
    من ناحية تانية،
    والله أنا مستغرب من بركات أبكر دا، مسموح له بما لا يجوز به لآخرين. لابد أن السر في "الكتابة" يا كاتبم يا بكتب ليهم!!
    ومستغرب أكتر من أسامة الخواض..
    زول يقول ليك أنا نبي وزي محمود محمد طه وإنت زعلان من قولة كاتب وأديب!! أنا سبق وقلت ليك ولأبي بكر، كل شيخ بي طريقتو وأبيتو تصدقوني..
    Quote: عزيزنا هاشم الحسن "الحسن"
    تحايا زاكيات
    إنك -للأسف الشديد-
    تقامر برصيدك الهائل في سبيل الدفاع عن "ونسات"،
    لا تعدل جناح بعوضة..
    قد أعذر من .....،
    والعفش في الانترنت على مسؤولية صاحبه....
    يا حبيبنا يا أسامة الخواض، الرصيد رصيدكم فإن شئتم تركتموه لنا نتعول به فشكرا،
    وإن شئتم رددناه إليكم، فهو أصلا منكم وهولكم.. وبرضو شكرا..
    والله ما أرهقني شيء في الانترت دا كمثل تجسير المفاهمة بينك وأبو بكر.. يهمني ذلك على المستوى الشخصي.. لكن منذ الآن فدا طرفي منكم...
    ====
    ثم الونسات مالا يا أسامة.. ياخي المنبر دا التثقيف فيه لا يتم إلا عبر الونسة، الباقي كلو شكل ساي..
    ثم إننا كلنا، فعندنا المقدرة لنفرق بين زعومات المستنير وتهديداته ومطالباته برفع راتبه المنبري وبين ونساته وبين أفكاره طي الونسات والمشاغبات..
    حكاية غيرتك على الأدب (كان حداثي أكان رجعي) من تعديات أبي بكر، فدي جديدة منك.. ثم لم تقدم بين يديها ما يكفي أو يقنع.. ياهو فقط قولك أن الونسات ليست أدبا.. في ظني أن أدب الأسافير لم يوجد له المعيار بعد.. ولا حتى الأدنى دقة بالحد الأدنى من التوافق عليه!! شوف ماذا تقول أنت:
    Quote: قصدي انه لم يختر الكتابة بالدارجية كخيار ابداعي بقدر ما أنه مرتبط بتهالك مقدرته بالكتابة بالفصحى..
    والحقيقة انك لن تستطيع أن تجزم بأي حكم حوله، فهو يبتذل كل شيئ، ويهين كل شيئ..
    أبوبكر دا لو ما طبع كتاب من قصصه دي، فسيظل هكذا خارجا عن نطاق صلاحيات ومدى فاعلية أدوات النقد التقليدي.. أنت تقفز وتتجاوز كل الموقف الفلسفي والوجودي والأدبي الذي بطي كلمة (الابتذال).. ولتخضع أبابكر مباشرة لاختبار الدارجة والفصحى!! الاختبار دا لا يمكن أبدا أن ينعقد في لجنة امتحانات المنبر دا.. خاصة وزي ما قلت ليك، إنه من المجيدين جدا لطريقة في الكتابة التفاعلية المناسبة جدا للمنابر حيث تتطور الأفكار كما النصوص من خلال وبواسطة الحوار.. وإلا فها أنت ذا وتلك هي النصوص.. أنت الناقد الخبير، فحاولها.. والحقيقة انك لن تستطيع أن تجزم بأي حكم حولها، أو كما جرت عبارتك!!
    أما عبارتك دي؛
    Quote: حشد الجمهور لطقوس السخرية من الاستنارة نفسها والمستنيرين.
    والدور البهلولي الذي يقوم به بوعي أو بدون وعي: ضد الاستنارة والمستنيرين والحداثة والحداثيين ، ومبتذل لهما معاً.
    ادعاء انها نص سردي أدبي والسخرية من النص نفسه وكتابة المقدمات الاولى والثانية لاستهبال القارئ،
    واختلاق عناوين براقة لزوم استبهال واستعباط القارئ
    فهي الأخرى مما حوله خلاف كبير.. كثير من القراء الأذكياء جدا والغير المشكوك في ذكائهم بالطبع، ومنهم الأغلبية في هذا البوست، سيجيرون هذه السخرية بالذات، ومباشرة، لصالح الاستنارة وليس ضدها.. وسيحكمون بأنها مع الحداثة حتما وقلبا وقالبا حتى وإن كانت ليست على علاقة بالحداثة كما في المقصود في الأعمال الأدبية.. لهذا يا أسامة فقد سألتك، هل بالضرورة أن يكون الحداثي (فكريا وحضاريا) فأيضا محب لنماذج الحداثة الأدبية كشعر التفعيلة أو قصيدة النثر أو نصوص سليم بركات أو أحمد النشادر مثلا؟ الإرتباط الحتمي بالحداثة في رأيي، هو في الغالب الذي بالتفكير النقدي وليس بالذائقة الأدبية ضربة لازب.. على ذلك؛ موقف كموقف أبي بكر من الشعرية الحديثة (وليس شعرك أنت فقط يا أسامة)، قد يفسره، من ضمن تفسيرات أخرى عديدة، وزيادة على الذائقة الشخصية، كونها لا تخدم مشروعه التبشيري الحداثي بصورة مباشرة، أو كونها ليست آدابا تبشيرية...... ياخي دي مواضيع طويلة ..... أحسن نرجع لموضوعنا..

    وتاني نكون واضحين وصريحين؛ حكايتكم دي أولها وآخرها هو آراؤكما كل في الآخر.. تتكي على الموضوعي لكنها ان طارت وإن ركت شخصانية.. فيها شخصنة لم ترضي أيّكما.. رأي أبي بكر في أشعارك فهو ليس رأيا موضوعيا ومجرد انطباع ذاتي لا نعرف كيف يأطره خارجا عن اطار ذائقته الشخصية الغير ملزمة لأينا.. وإلا فليتحفنا بنقد موضوعي مؤسس لما لا يخفي عدم اعجابه به، حتى إنني لأتساءل: الجابرك عليهو شنو يا مستنير؟.. شغلو دا شغل (تدوير ساي) كما شغلك هنا يا أسامة؛ لا أبوبكر مهتم بشعرك ولا بنقدك، ولا أنت مهتم بالأدب وعدمه فيما يكتب.. همكما هو الشخصي من الآخر.. هذه طريقة متعبة بالنسبة لنا ولكما، وغير مجدية.. دا طرفي منها ومن طريقتما.. هل هذا بوست آخر مهدر؟.. على طريقته الاسفيرية، فقد كانت مقاربة نفسية/اجتماعية مبشرة لموضوع الفنان سنهوري و"الفنانة" سارا رحمة.. على الجميع الرحمة والمغفرة..

    كنت حأقول إنو ما شايف ليكم حل في الاسافير دي، إلا أن تنتقدا مفاهيمكما أو كتاباتكما عبر حيثية تفيدنا، وبرضو دا صعب عليكما معا.. ليس فقط لأنكما قريبان مفهوميا في قضايا كثيرة وكبيرة، بلا وحليفان أحيانا.. ولكن ربما لأنكما لا تقرآن بعضكما، خارج الاتفاق، بأي قدر من الأريحية الكافية.. ربما هذا نتيجة من تداخلات قديمة مشخصنة لم تتجاوزانها، أو موقف أدبي مسبق من الطريقة والنوع والجنس الكتابي المفضل لدى أيكما... المهم؛ أصلا ما عارف ليييه تتداخلان في بوستات بعضكما التي لا تهمكما؟ أو لماذ يعلق واحدكما على الآخر بمناسبة أو بغيرها؟ هل هي مداخلات وتعليقات لمجرد تصفية حسابات شخصية مثلا؟

    وحتى الباقي؛ أي أساليبكما في الكتابة أو نوع تفضيلاتكما واهتماماتكما الأدبية، فهي مما لم يتم الإتفاق على معاييره (الاسفيرية) بعد.. حتى معاييرك القياسية للكتابة الحداثية والتقليدية يا أسامة، فلن تصلح لتقييم كتابات أبوبكر الاسفيرية إلا أن يبدأ ويكتب بداخل أطرها ومقايساتها..
    أما قول أبي بكر (أنا الذي أسمعت كلماتي من به صمم وأتيتكم يما لم تأتيكم به المبدعون من زمن أرسطو)، فحقو تقراهو في إطاره الاسفيري، وبعضا من نصه الإسفيري.. فان لم تستطع ذلك، فالاحسن أن يهاجم أحدكما زوله مباشرة، لأنو بالطريقة دي واضح إنكما ما عايزين تفيدونا بحيثيات نقدية مؤسسة، فحقو تنسوا حكاية (الأحكام الابداعية) دي وبصراحة كدا؛ بس تراعوا لطبائعكما الشخصية..

    ل
    رغم اسم "البيطار" الصالح للاستخدام الأدبي، لكن يا أسامة ما شرحت لي رأيك السالب في تنميط البياطرة كفاقدين للأهلية الأدبية.. هسي كدي عيب لي المقدرات الفكرية والنقدية لمولانا حافظ بأعلاه! فهو، ورغما عن بعض التعسف، إلا أن الخطأ في مقايستك لكتابة أبي بكر هنا، حتى ولو بمعايير التقليد الحداثي، هو الذي أدى بحافط لادراج الحداثة الأدبية كلها في (السلف الأدبي) وحسن اؤلئك رفيقا..

    لا أزال على رأيي،
    أبعدونا من الشخصنة والمطاردات، وحتى الهظار مع من لم ولا يطقه منكما.. وكلاكما سيجد ما يناسبه، سواء في كلام الآخر، أو في فهم القراء.. لكن بما انكما تفضلان طريقتما، فما خصانا وان شاء الله يتحقق ليكم النصر المؤزر.. بالله يا اسامة ما تخلي ليهو بوست ما تذطرو فيهو بحكاية الابتذال دي.. وانت يا أبا بكر خليك حايم باشاراتك (المحتقنة) من هنا إلى أي بوست آخر حتى ولو ليس لأسامة علاقة به ولم يحضره.. أسامة على الأقل جاءك بآرائه (المحتقنة مسبقا) في بوستاتك..
    اتحفونا بالمناكفات الشخصية عبر الانطباعات الأدبية البدون حيثيات أدبية..
    سنتابع..
    وفي "فمنا ماء كثير" زي ما قال الذي في فمه ماء..
                  

10-02-2018, 09:00 AM

muntasir

تاريخ التسجيل: 11-07-2003
مجموع المشاركات: 7547

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: هاشم الحسن)

    سيدي الحسن والله التفاكير زي ما بقول الحسن التاني الصرفتها في زندقة ده كان قرتك طب في رومانيا😂
                  

10-02-2018, 09:09 AM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: muntasir)

    ههههههههااهاهاهها..
    رومانيا.. قول جون هوبكنز ههههههها
    لو بتطمر فيهو، لو بتنفع...
    قلبو ميت!!

    لكن والله شايل هم أسامة،
    أو لغاية ما تقع ليهو حطاية (الزندقة) دي.
                  

10-02-2018, 10:34 AM

محمد البشرى الخضر
<aمحمد البشرى الخضر
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 28869

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: هاشم الحسن)

    Quote: والله أنا مستغرب من بركات أبكر دا، مسموح له بما لا يجوز به لآخرين. لابد أن السر في "الكتابة" يا كاتبم يا بكتب ليهم!!
    حقيقة يا سيدي هاشم, الزول مبروك البركة الواحدة دي
    وكلامه في رقبته وجنس شكيره لي روحه دي الناس تمر فيه عادي وتبلعه لكن الكنزي مثلا قولة أنا وانا الحرابة تقوم!
    هسّي شوف جنس "حليو" القالها لود المشّرف دي: انبرى لها ود الغالي وهو من المشهود لهم بالموضوعية و المصداقية يحرق تاريخه دا و يتبرع بشهادة زور راسها عديل اها بركة دي ولاّ مش بركة!!
                  

10-02-2018, 11:23 AM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: محمد البشرى الخضر)

    لا كمان انتا يا ود البشرى مشتهي ليك آكشن ساي، بعدين وينك مختفي برضو؟
    الجماعة ديل شكلهم كانوا مشتاقين لبعض، وقيل أن أولهما الذي بادر بالشوق الخشن فهو المشرف.
    (وين طولت الغيبة يا مشرف؟ ول دي أعراض ارهاق المنبر غير الخلاق؟):)
    وطبعا، ابوبكر واضح انو مستوحش شوية من غير حاتم ابراهيم الذي طالت غيبته أيضا.
    فطوالي جا ناطي بالأثيرتين (سماحة/حلاة وكرتونية)..

    ولكن، فبطريق آخر، أخرجه جماعة عدول من مدني، وآخرون من شمبات الكلية والحلة والمرسى،
    فقولك حلو وحليو وحلاتو جائز ومستحب من باب ابداء ما خفي من المحبة ومن فرط الأشواق وبعض الشغب،
    أو قيل كمحاكاة لكلام الشوام الطاعم. والأخير دا اجتهاد بأجرين لأنه يدخل قولة (حلو وحليو)
    في باب أداء الواجب لمقاومة الجفاف والتصحر العاطفي.. والدليل في أغنية هيثم الجابا.

                  

10-02-2018, 03:02 PM

معاوية الزبير
<aمعاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: هاشم الحسن)

    Quote: والله ما أرهقني شيء في الانترت دا كمثل تجسير المفاهمة بينك وأبو بكر..
    يهمني ذلك على المستوى الشخصي.. لكن منذ الآن فدا طرفي منكم...
    يا سيدنا ابن الحسن لا تيأس من رحمة ربك ولنكن عبيدا شكورين.
    مضايراتنا (تقرأ حسب ود البشرى: دامج كنترول) لم تضع هباءً
    شوف كم زول تقبّل طريقة المستنير البتشبه شنو كده في مخزن الخزف.
    ياخ قباني والمشرف ومن سما مكانهما من أولاد قلبا اشتروا عقولهم
    بعدين -1 دي زاتا نتيجة ما منظور مثيلا
    حتى برلمان السقيفة (على علاته) لم يستطع تحقيقها.

    مع مودتي لود الخواض الذي يعرف مقدارها، وأقول ليهو: كيف يجهلوك

    وعلى الجمال العادى راحوا يمثلوك
    ولو بادلوك عين الحقيقة وبالبصيرة تأملوك
    بالنور أو بالنار أو بقدر ما صاغ الخيال.. ما عادلوك

    كوكب منزه فى علوك
    سحرك قريب وشخصك بعيد...
    لو كان قريب أنواره آخذه بدون سلوك
    يبرق سناك فى غيهب الليل الحلوك
    أظرف شمايل زاملوك وهم أكملوك
    أدبك هبة وفيك موهبة
    شكل الظبا وطبع الملوك
                  

10-02-2018, 03:19 PM

أبوبكر عباس
<aأبوبكر عباس
تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 3472

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: معاوية الزبير)

    الميديا السودانية دي بطولها وعرضها فيها اتنين بس، ترجح كتاباتهم كامل كتابات من يكتبون بالأسافير،
    هم:
    حسن موسى عليه السلام
    و
    شاهين شاهين رضي الله عنه

    الاتنين يقدرون أدب كتاباتي

    لا يهمني رأي غثاء السيل

    وجودي معكم بجي يوم تكتبوهو في سيركم الذاتية
                  

10-02-2018, 04:27 PM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: أبوبكر عباس)

    يا أبوبكر أنا غايتو كاتبك في سيرتي الذاتية أولريدي بصفتك (بيطار كبير) وانسان عظيم جدا، هههها..
    ونحن ايضا نقدر كتابتك وطريقتك وذائقتك وعقليتك النقدية وأي حاجة فيك تقطع نفس خيل القراية يا (حلو يا مستنير إنتا).
    كلنا مع حسن موسى مع وشاهين وجميع من اعتصموا بجبلك من الأولياء..
    لكن برضو الفيك اتعرفت يا بتاع السرديات النثرية يا عدو الشعر إلا لو قالو محمد محي الدين عن مدني.

    بس أهم حاجة بالله ما تقابض وتهابش في أسامة الخواض وتصدر أحكام القيمة على كتابته بلا مشهاد من حيثية نقدية.
    يمين بالله قصائد أسامة الفلادلفيات هي بعض، بل لولا خوف السهو عن غيرها، فهي تكاد تكون أجود شعر السودانيين الحديث طرا.
    وهذا انطباع، أصرح به لأنه إيجابي، ولو كنت متوفرا على الامكانية لتوسعت فيه.. وأما لو كان انطباعا سالبا لكنت صبرت عليه حتى أجد له الحيثيات الكافية.
    ياخي من حقك ومن حق أي زول ألا يقدر أو يعجب بكتابة أي آخر، اعلان واحد عن هذا وفي سياقه سيكفي..
    ما معقول اختلف معاك حول أهلي مدني أقوم أقول ليك ما بتعرف تكتب ثم ألح وأصر وأعيد وأكرر!!
    وإلا، بحسب تعبيرك أنت بالذات (سيتحول الأمر لنوع من المصادرة)..
    وهذا الله وبالجد ما حاجة كويسة في حق أي زول، ولا يجوز أن تصدر عمن هو بحساسيتك أنت بالذات..
    الاسفير دا لو حيفسد أخلاقك بنقطع منك الانرنت ونصادر الأيفون جالاكسي ١٩ الجديد المعاك دا!

    الشعر والنقد وعموم الأدب عند أسامة رهان عمر بمعنى الكلمة، هذا لوحده باعث على التقدير، ويجب أن يعامل بأكبر قدر من الجدية، أو فلا..
    على الأقل من باب الاحترام لعمر كامل مكرّس تماما في هذا السبيل ..
    أسامة كشخص فدا اللحم، شخصنوها زي ما عايزين دا طرفنا منكم ان شاء الله تنبسطوا ببطانكم دا أو حتى تمرقوا الخلا،
    لكن بالله أوعا من العضم.. أوعا من الشعر.. إلا بحقه!
    لو لم تفعل هذا، أو ما فهم منه أسامه مثل هذاالتعدي على القيمة الفنية والمعنوية لمنتوجه الأدبي، لما غضب كما هو غاضب وجاءك هنا بنية رد الصاع صاعين.
    لا أكاد أتصور أنك ممكن تنجرف في هذه المكاواة والمكاجرات وردود الأفعال إلى ما رأينا عينات منه قبل هذا من بعض الزملاء الذين رأيناهم وقد
    ذهبوا في معاداة أسامة مذاهب عجيبة بحق.. تقرأها فتكاد تبكي من الألم لما قد تقودنا إليه هذه الخصومات الاسفيرية من قلة الانصاف..
    الذي يندرج في أضابير الاسفير لا يمكن محوه، وقد ربما يأتي يوم، فيجلب الندم!!
    الفكرة مخيفة بالجد والله..

    هسي شوف أخر مرة سمعتا معاوية دا بغني كانت سنة كم؟؟؟
                  

10-02-2018, 04:39 PM

أبوبكر عباس
<aأبوبكر عباس
تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 3472

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: هاشم الحسن)

    عشر لوحات للمدينة تبكيني يا هاشم
    كنت حضور لأحداثها
                  

10-02-2018, 04:48 PM

أبوبكر عباس
<aأبوبكر عباس
تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 3472

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: أبوبكر عباس)

    يا أخي، خطرت لي فكرة الآن الآن
    تمثال جنب مدرسة السني لمحمد محي الدين وطه يوسف عبيد

    أحمد العربي بعمل لي القصّة دي
    لو ناس الحكومة رفضوا نحتفظ بالتمثال إلى حين

    محمد محي الدين لم يترك مدني
                  

10-02-2018, 05:18 PM

أبوبكر عباس
<aأبوبكر عباس
تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 3472

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: أبوبكر عباس)

    بخصوص الخواض
    أوعد الجميع بعدم التقاطع معه

    اللهم إلا إذا رأيت فيه مطاردات تفسد علي بهجة استمتاعي بكتاباتي

    كال شيء الا افساد البهجة والدهشة في روحك

    اتفقنا؟
                  

10-02-2018, 07:19 PM

عبدالحفيظ ابوسن
<aعبدالحفيظ ابوسن
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 22319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: أبوبكر عباس)

    لو لم تنجب مدني الا محمد محي الدين وعركي
    لكفاها
    بعدينك خوفي خلو شوف معاوية و

    المسافة مقصودة
    ..... المستتر
    النقاط برضو مقصودة
                  

10-02-2018, 09:33 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: أبوبكر عباس)


    في تقديري الشخصي, لم ابادر باي نوع من الخشونة وانما اشارة في سبيل المؤانسة والضحك المعافى بين الاصدقاء.. موضوع الاشارة غير مؤذي في اعتقادي لانو الاخ ابوبكر كثيرا ما يتناول موضوع مغادرته المنبر بشيء من (او الكثير من) السخرية .. وهي سخرية محببة عندي على اية حال.

    الخطأ لم يكن في (الخشونة المافي) ..
    الخطأ كان في المبادرة نفسها.
    لم يكن من المناسب ممارسة الونس مع ابوبكر بالخلفيات الموجودة والحقيقية .. هناك خلفيات غير حقيقية تجمعني وابوبكر اخطيء احيانا بالتعامل على ضوؤها وتتمثل او تتمحور حول الاصدقاء المشتركين والزمن المشترك, وهذه غير حقيقية لاعتبارات كثيرة اهمها ان التاريخ المشترك ما هو الا مجرد تأريخ اسفيري سالب في غالبيته.

    وأما (حليو) فهي كما ذكرت تماما ..
    ومقصودة بعناية فائقة
    بيد انها غير مهمة.
    وثمن مناسب للتعامل وفق خلفيات غير حقيقية

    هنا يأتي السياق لذات سياق البوست ..
    اين تبدأ حدود الاسفير؟
    واين ينتهي الواقع؟!

    اقترح وجود ما اسميه (الواقع الاسفيري) .. واعتقد بوجوده المستقل في حياتنا .. ويجب التعامل وفقا له ..

    مثال:
    ابوبكر بالنسبة لي ليس صديقا لمعاوية الزبير وهاشم ومحمد على المشرف وآل الخطيب الخ الخ الخ ..
    الواقع الاسفيري يقول بانه زميل منبر تكتنف علاقتنا عدد من التجارب السالبة .. وليس من المهم وجود تعامل مشترك وتقاطعات .. وليس من الضروري اصلاح ذلك (محاولات الاصلاح لا تزيد الطين الا بللا) .. وكل ذلك ليس بالامر الهام او حتى الاقل اهمية .. كلام فارغ ساكت ..

    كلامي ده يمضي في اتجاهين .. اتجاهي واتجاه بكري .. لست هاما بالنسبة له .. ولن امثل اي نوع من الاضافة .. فليكن الامر كذلك .. عندها .. سيكون الامر جيدا!!


                  

10-02-2018, 09:42 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: محمد حيدر المشرف)



    بناء على عاليه
    اخطأت في الاشارة لابوبكر على سبيل الونس المعافى (لا الخشونة كما ذكر هاشم) .. واتقبل ثمن ذلك بروح طيبة على خلفية الجداد والكوشه (دجاجاتي انا العويرات جدا في هذا الزمن الصعب) .. وانتهى الموضوع.

    مودتي وتقديري للجميع.
                  

10-02-2018, 10:26 PM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: محمد حيدر المشرف)

    يا المشرف حبابكــ ياخي،
    ما صدقنا انك رجعت، ياخي، تقوم تزعل قدر دا؟
    أسمع: استخدامي للكلمة فهو من نوع الاستخدام الحميد أيضا..
    (الخشونة) التي قصدت، وقلت أنها قد صدرت عنك، هي من نوع الخشونة القانونية جدا....
    خاصة مع أبوبكر.. هذا الذي أصبح دائما ما يلعب مع الجميع، مثل لعب (سنطة) ضد الهلال أمدرمان!
    ولكن،
    أؤكد لك، وعلى ضمانتي الشخصية جدا: أن؛
    (حليو = سمح) + كرتونية = إشارة حاتمية (في البدء والمنتهى وكما شرحها ابوبكر نفسه)!
    وهي من نوع الخشونة التي اعتبرها في غاية الخشونة وتستحق الكرت الأصفر مباشرة.
    هذا كل شيء.. لا شيء وراء ذلك.. لا شيء البتة.. ولا يمكن.. هذا على ضمانتي..
    باختصار؛ أبوبكر (الشخص الحقيقي) لم يكن، وليس بذيئا.. أبدا أبدا..
    على مدى معرفة طويلة جدا لا أكاد أذكر مرة واحدة، سمعته يشتم فيها بلفظ بذئ، أو متعمدا للبذاءة.

    وهذا، بالطبع، لا يمنع أن تحقق معاهو وتزنقو لمن يعرف الله واحد ويراعي لبداهة أن الناس ليسوا بواحد.


    مشكلتكم بقيتو حساسين جدا، ثم ما بتراعو للحساسيات البيّنة،
    وهذا مما سيصيب المنبر وغالب البورداب، بالإرهاق غير الخلاق.
                  

10-02-2018, 10:37 PM

muntasir

تاريخ التسجيل: 11-07-2003
مجموع المشاركات: 7547

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: هاشم الحسن)

    سلام يا مشرف انا ما بعرف بك قدر ما بعرفوا ناس هاشم ومعاوية لكني لا أحسبه إنسان مؤذي وأعتقد اول ما يعرف انه الكلمة أذتك حيعتذر ، وانت كمان تخن جلدك شوية متعة الدافوري الردم
                  

10-02-2018, 10:45 PM

أبوبكر عباس
<aأبوبكر عباس
تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 3472

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: هاشم الحسن)

    يا مشرف، وحات رب المجرات، حليو دي ما عندي ليها معنى غير سمح

    الغريبة في مداخلتي ديك كتبت وقد قمت بالتعديل دون حاجة له
    لكي أكتب سبب التعديل إضافة هامش المشرف
    دي كنت بفتكرها خشونة موجعة
    حلو وحليو دي مشاغبة عادية

    قبل خمطاشر سنة عندي ود خالي بيطري اسمو عماد طه، لاقينا بابكر الخطيب في دبي، وعرفتو بعماد،
    في اثناء المطايبة سألت بابكر عن أولادو
    عماد عاين ليهو وقال: حلاتك اتا متزوج
                  

10-02-2018, 10:45 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: هاشم الحسن)

    و للكمثرى وظيفة أخرى

    أو

    الوقائع الخفية في حياة منصور السنّاري
    ـــــــــــــــــ
    9/12/1987
    الحديقة يكسوها الثلج وبقايا صمت متناثر. العشاق يلتصقون ببعضهم بحثا عن الدفء الهارب من شوارع "صوفيا".. محطة الباص خالية إلا من العشّاق والسكارى والتائهين مثلي.. قبل قليل كانت هنا.. تلبس معطفا عادياً يخلو من ذوق الأنثى. لكنه دافئ ومزدحم ببصمات أصابعنا العشرين.. شعرها مبعثراً كان. ومندى ببقايا ثلج وعطر خفيف.. كانت هنا للمرة الأخيرة.. وجهها كان مليئا بحزن غامض وبعض قسوة غير معلنة.. قالت لي "أنت غير جاد.. سأعاني من ماضيَّ معك.. ليست مشكلة"، لم تترك لي مجالا للتعليق، أخذتْ حقيبتها الأفريقية وهرولتْ حتى غابت بين أشجار "منتزه الحرية".. وكانت تمارس بوجع هوايتها المفضلة "البكاء" .لم أكن حزينا، لكنني سرت صامتا .. وخلافا لعادتي القديمة، لم أغني على الطريق إلى محطة الباص.

    10/12/1987م
    صحوت من النوم متأخراً.. تحسَّستُ سريري المترجرج، تذكَّرتها بعمق وشهوة.. أخرجني من ذلك العمق الجميل صوت زميلي في الغرفة مصبِّحا على، وداعيا إلى شرب كأس من الشاي.. شكرته معتذرا بأنني لم أنظّف فمي جيداً من قبلات قديمة.. بتعجل شديد ارتديت ملابسي، وقذفتُ بنفسي في الطريق.. شعرتُ بآلام حادة في كل أجزاء جسمي مع قلق لطيف.. دخلتُ المطعم الطلابي، وخرجتُ منه مثقلا برائحة الخسِّ والتفاح.. عددتُ "الفكَّة" التي في جيبي، فاكتشفتُ إنها لن تسمح لي باحتساء كوب من القهوة، والتمتع بمنظر النساء الجالسات، -وأيضا- النساء الواقفات في الصف.. أدرتُ النظر بحثا عن السودانيين، فلم أجد أحداً، فانحشرتُ في أول باص.
    مزدحما بالارتباك دخلت مبنى الكلية، ألُغيتْ المحاضرة، فجلستُ على مقعد في الحديقة المجاورة.. منذ عام كان هذا هو اليوم الوحيد الذي لم تحضر فيه خفية مندسة من عيون الفضوليين، بي اشتياق لسماع جملها المرتبكة.. كان يزعجني عدم قدرتها في اختيار المفردات.. قلت لها ذات صفاء (ولماذا لم يسمّوك "ارتباك")؟.. بكتْ..

    17/11/1986
    كنت أقيم في السكن الطلابي المجاور لسكنها.. ولهذا السبب – فقط – كان عليَّ تدريسها اللغة البلغارية ضمن مجموعة طلاب جدد.. منذ خمس سنوات أقوم بهذا العمل.. لا أنكر إنني أجد متعة في ذلك العمل رغم التكرار والرتابة، ففي هؤلاء العصافير تحسّ طعم البكارة، وتشم رائحة السودان الذي لم أطأ ثراه منذ ست سنوات.. بدأتُ بالحديث عن قواعد اللغة البلغارية.. شارك كل الحاضرين بالنقاش والأسئلة والتعليقات المرحة.. كانت صامتة، بين الحين والآخر كانت تلتفت ناحيتي.. لم تجذب انتباهي، عادية الجمال كانت، ومن وجهها يطفح نشيد حزين وأليف.. ترتدي بنطلون جينز قديم، وبلوزة اجتهدت – إلى حد كبير – أن تبدو أنيقة.. رغم ذلك كانت تذكِّرني بالمُقدمين على الجنون.. لم أعرها انتباها، وواصلتُ الشرح بين أكواب الشاي والعصير ورائحة السجائر.. انتقلتُ إلى الحديث عن المذكَّر والمؤنَّث والمحايد..فجأة انفجرتْ محتجة على ما أسمته التقسيم العشوائي (العلم مذكر أو مؤنث.. المحايد كذبة في ثوب اللغة) .حاولتُ إقناعها بكل ما أعرف عن اللغات التي أجيدها، وتلك التي لا أجيدها.. احتدَّ النقاش بيننا، ففضَّل البقية فضّ الجلسة إلى موعد آخر .هرول البقية إلى مساكنهم، وبقينا "أنا وهي".كان الثلج قد بدأ في السقوط خفيفا واعتدل الطقس قليلا.. كان الطريق فارغا إلا من مظلات تهرول في اتزان لزج.. قلت لها (لماذا خرجت في هذه الساعة)؟.. لم تعرْ سؤالي اهتماما.. وبعد صمت قصير، حدَّقتْ في وجهي طويلا وعميقا. طأطأتْ رأسها، ثم نظرتْ إليَّ في تودُّد مشوب بالصرامة الأنثوية، وقالت (هل لديك رغبة في مواصلة النقاش) ؟ لم تنتظر إجابتي.. فردَتْ مظلتها، وأشارت إليّ بعينيها، فدخلتُ تحت المظلة.. كنا نسير صامتين وراء السكن الطلابي.. سألتني فجأة "أنت مذكَّر"؟ وأردفتْ " وأنا مؤنث"؟.. هل يعقل أن تكون هذه المظلة محايدة"؟.. هبَّتْ الريح عاصفة.. أمسكنا بعود المظلة ،صرنا نغالب الريح، كنت صامتا، وكعادتها كانت تثرثر عن أشياء كثيرة في ترابط غير منطقي.. وبعد قليل أفلتت المظلة من أيدينا، وسقطنا على الأرض.. من غصن عالٍ في شجرة كمثرى كانت المظلة ترقب كائنين يتحدثان بلغة المتاهات..

    22/12/1987
    بعد انتظار طويل في صفوف بقالات "صوفيا". نجحتُ في الحصول على زجاجة كونياك، ودجاجة ورغيف.. دلفتُ إلى السكن الطلابي رقم 100 حيث يسكن صديقي بارودي.. كانت صوفيا تعبق برائحة البيروسترويكا، وبعض ارتباك يلف شوارعها وأحياءها، وأنا أعبق ببقايا كمثرى.. شاردا كنتُ.. في منتصف القعدة قال لي "بارودي" (أفهم أنها قد حرَّكتْ في نفسك شيئا لا أستطيع فهمه.. ولكن حسنا فعلتَ، فهي لا تليق بك).. صمتُّ، وواصلتُ الشرب في نهم وسرحان.. صرت أعبّ الكؤوس عبَّا حتى ثملت.. لم أتناول عشائي.. نزقا هرولتُ في الممر.. حطّمتُ كل المرايا وزجاج النوافذ والأبواب.. غازلتُ العابرات في وقاحة.. حضرتْ الشرطة واقتادتني.. أمام مركز الشرطة، طلبتُ تدخين سيجارة.. أُطلق سراحي لبعض الوقت.. لم أضع الفرصة، قمت بالتبوُّل في حوض للزهور.. قام الشرطي بضربي من الأمام حتى سقطت مغمى عليَّ.. صبّوا عليّ ماء بارداً.. وحينما أفقتُ، سألوني "لماذا خرقتَ القانون"؟.. قرأوا على مسامعي كمية من المواد التي تدينني، وسألوني (هل ترغب في قول كلمة أخيرة)؟.. قلت لهم" اكتبوا.. أجنبي يبحث عن كمثرى في سماء صوفيا".. اتهمني الشرطي بالثمالة والبله، وقام بضربي.

    23/12/1987
    في العاشرة صباحا، قام الشرطي بإطلاق سراحي بعد تغريمي خمس ليفات، عقابا على تبوُّلي على الزهور، ووعد بإبلاغ الأمر إلى المسئولين عن السكن الطلابي ليقوموا بمعاقبتي مرة أخرى.. خرجتُ مرتبكا أفكِّر.. لمَ كان ما كان؟.. دلفتُ إلى حانة مهملة، وطلبت زجاجة بيرة.. أشعلتُ سيجارة "بالتأكيد سيقوم مسئول السكن الطلابي بتعليق صورتي في مدخل السكن متَّهما أياي بسوء السلوك، لن يدور بخلده كيف عشتُ هنا ست سنوات، قضيت ثلاثا منها بدون امرأة.. بعد ذلك عثرتُ على غجرية تائهة ،قمتُ بتنظيفها قبل التهامها.. طلبتُ زجاجة أخرى وصحناً من الكباب والبطاطس. من الحانة تنبعث موسيقى شعبية ذكَّرتني بالقرويات اللواتي كنتُ اصطادهن من الشوارع الصامتة.. كنَّ يعانين من أزواجهن المدمنين ووطأة الطلاق.. كنَّ يفهمن إنني عابر.. كما كنتُ - في الجانب الآخر – متأكدا من هذا جيدا.. رغم ذلك، كان هنالك شيء يروقني جدا في علاقتي بهنّ.. كنّ يستقبلن بترحيب رائع طريقتي الخاصة في التعبير عن شعوري نحوهن.. كنت أفكِّر مع النساء بصوت عال.. سبّبتْ لي هذه الطريقة متاعب كثيرة مع النساء "المهذّبات". قالت لي أحداهن يوما "أنت مهذب وطيب، وتبدو مثقفا.. معظم النساء يعجبن بك من البداية، ولكن ينقصك شيء واحد".. قاطعتها "أفهم ذلك.." ولكن هؤلاء العابرات يفهمن إنني أفهم ذلك، ولذلك لبرهة من الزمان يطرن من الابتهاج على إيقاع طريقتي المبتكرة، ربما لأننا جميعا غرباء نبحث عن دور خاص يليق بحالتنا.. ورغم ذلك لم تكسر تلك العلاقات روتين حياتي.. كبقية الطلاب السودانيين الضائعين مثلي. كنتُ أدخل زجاجة خمر لأخرج منها إلى أخرى أكثر قوة وأعنف سريانا.. بصوت عال ونشاز نغنّي أغانينا المكرّرة، نتشاجر، نشتم بعضنا البعض ثم ننام بالعشرات في غرفة واحدة.. نصحو لننتعش، نضحك، ننسى شجارات البارحة، نخرج، نفترق لنلتقي بدون سابق إنذار في غرفة أخرى.. نطرق أبواب الطلاب الذين يبيعون الخمر سرا. نهرق أموالنا ونحن جياع. قال صديقي "عبد الصمد" (نحن كالغجر).. "نعم" أم "لا" لا أدري.. لكنني أعرف جيداً شكل هذا الفضاء السلافي.. ست سنوات عصافير وعصافير عبرتْ، وشهادات هرولتْ، وجنازات هاجرتْ، والرتابة سيدة هذا الفضاء.. ولذلك نفرح بالطلاب الجدد لأنهم يكشفون لنا خواء هذا العالم، ويغيِّرون شكل القعدات /النقاش/الأغاني/ طريقة إدارة الشجارات الليلية – و.. إلى أن يدخلوا الحلقة الجهنمية، فيكشفون لنا ضرورة هذا الخواء.

    1/1/1988
    ممرَّات السكن الطلابي ممتلئة ببقايا احتفال رأس السنة. و أنا محنَّط في سريري، أشمُّ رائحة كمثرى.. كيف تسلّقتني هذه الكمثرى؟ ربما لسذاجتها الطفولية.. كانت صرامتي تجاه الأشياء والحوادث تزعجها، وأيضا تعجبها هي الشاردة في ثلج الغربة.. كعادة البنات القادمات من السودان ممتلئة – كانت – بالوحشة، ومن حديثها يفوح إحساس قاتل بالوحدة والعزلة.. كانت تبكي من سخريتي على العالم، وكانت تبكي – كذلك – من النشوة على سرير مترجرج تفوح منه رائحة السجائر و "الصعوط" والكتب القديمة وبقايا الخمر والقيء والبول.. لِمَ تسلّقتني؟ سرب أسئلة يحلق في فضاء غرفتي.. أسئلة هنا، وأخرى هناك.. مرة سألتني "ما هو شعورك حين خرجنا متعانقين ذلك المساء"؟.. في ذلك الزمان صمتُّ، وبكتْ هي بحرقة لم أفهم معناها، ولكنني – الآن – أذكر بلذة ووجع خفيف كيف خرجنا – تلك الليلة – متعانقين متشابكي الأيدي في صمت واطمئنان ووجل.. كنا نسقط على الثلج وننهض متعانقين مرة أخرى دون أن ننفض عن ملابسنا بقايا الثلج والطين وأوراق الشجر المتساقطة في مفترق الطرق بين سكنينا . افترقنا كل إلى طريقه دون أن ننطق بحرف أو نلتفت إلى بعضنا.. إلى الآن لم أسألها عن شعورها ذلك المساء.. كنت لا أعطيها الفرصة كي تعبِّر عن نفسها.. ربما لاستيائي من طريقتها في التعبير عن ذلك، وربما لأنني كنت اعتقد أن ذلك غير مُجْدٍ لإنسان مثلي يعتبر نفسه عابرا دوماً في هذا العالم.. ولكن هل كانت عابرة؟ ربما من نوع خاص – كما فهمتُ الآن – كانت تَعْبر أسلاك الخوف وتندسُّ – كلما هزمها الحنين- في انكسارات عقلانيتي وشراهتي للنساء الخائفات.. مرة قالت لي (أخاف عقلانيتك مثلما أخاف حاجبيك الجميلين).. كنت – أيضا – أخافها، ولكن بدرجة أقل.. أخافني سريان الحنين الخفي الذي بدأ يتملكني، أنا الذي اعتقدتُ أنني قد تخلّصتُ من العاطفة الهشة.. ست سنوات تعلّمتُ أن أهزم مثل هذه المشاعر، أنا "منصور السنا ري" المعزول عن هواء وطنه ورائحته.. انقطعتْ عني الخطابات، وساهمتُ في ذلك بكسلي. سرتْ إشاعة عن زواجي بأجنبية، فقاطعني أهلي.. لم أكترث، وعوّدتُ نفسي على هذا.. لكني أشك - الآن – في كل ذلك.. فمع هذه القطّة الساذجة بدأتُ أكترث.. شيئا فشيئا صارت تمتلكني طريقتها الفريدة في نطق الكلمات "أجي ، بري ، كُر عليّ" ،بحسٍّ استشراقيٍ، أعجبتُ برد فعلها تجاه ما يدور حولها.. تعبِّر عن شعورها وانفعالها بكل جسدها و..دموعها.. لكم امتلأتْ قمصاني وملاءات و وسائد سريري بفيضان بكائها.. كنت أرقب هذا الكائن العجيب بلذة بدأتْ باردة، ثم اشتعلتْ كما أنا مشتعل الآن.. فهمتُ – الآن – لِمَ لمْ استطع أن أردّ على سؤال مدير السكن الطلابي عقب تلك العاصفة. قال لي (لقد سكنتَ معنا هنا ست سنوات.. وكنت شابا وديعا ولطيفا.. ما الذي حوَّلك هكذا؟ هل تعاني من مشاكل أسرية؟ هل في حياتك امرأة؟ هل؟.. هل"؟.. في هذه اللحظة فقط، أدركُ أنّ في حياتي عبَرتْ امرأة ذات طعم خاص، أشعلتْ حياتي الخابية. واختفتْ ليظهر لي سؤال غريب "كيف سأرجع إلى وطني"؟

    15/12/1988
    مطار صوفيا مزدحم بالمودعين.. أصدقائي يحشون حقائبي بالخطابات والهدايا، ويحشون ذاكرتي بالوصايا للأهل والعشاق. حانتْ ساعة الدخول إلى صالة المطار ،و ودّعتهم واحدا واحدا في شرود أصيل وأسى مصطنع.. شعرتُ بوخز عميق في قلبي.." كيف سأواجه وطني"؟ كانت هي تقف منزوية، لم تودّعني، وكانت ترمقني بطرف عينها الثالثة.. كانت حزينة في إباء أنثوي مهزوم، وكنت مرتبكا قليلا.. رمقتها باشتهاء كسير.. "ماذا ستكون في حياتي"؟.. داهمني هذا السؤال عند بوابة الدخول.. كنت أفكر فيه وأنا أتابع إجراءات السفر في تبلد.. فاحت رائحة كمثرى فسعلتُ.. تذكّرتُ قولا لصاحبي بارودي "ليس من الضرورة أن تؤكل الكمثرى، ولكن لها وظيفة أخرى.."... "الطائرة المغادرة إلى الخرطوم ستحلِّق بعد خمس دقائق".. حملتُ حقائبي وهرولتُ تجاه لغز قادم ،وسؤال يطاردني "ماذا ستكون في حياتي"؟
                  

10-03-2018, 04:19 AM

معاوية الزبير
<aمعاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: osama elkhawad)

    من زمن طويل ما قريت قصص قصيرة أو حتى طويلة
    لكن تفرغت لقراءة سلسلتك هذه، عزيزي أسامة
    طبعا قدر ما حاولت أتذكر رائحة الكمثرى دي غلبني
    غايتو عندنا هنا رائحتها ضعيفة جدا
    اسمها أقوى منها بكتيير
                  

10-03-2018, 04:25 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: معاوية الزبير)

    Quote: من زمن طويل ما قريت قصص قصيرة أو حتى طويلة
    لكن تفرغت لقراءة سلسلتك هذه، عزيزي أسامة
    طبعا قدر ما حاولت أتذكر رائحة الكمثرى دي غلبني
    غايتو عندنا هنا رائحتها ضعيفة جدا
    اسمها أقوى منها بكتيير

    اهلا معاوية

    النص السردي غفل من المؤلف.

    كيف عرفت أنها لكاتب هذه المداخلة؟؟؟

    مع تقديري
                  

10-03-2018, 04:39 AM

Haytham Ghaly

تاريخ التسجيل: 01-20-2013
مجموع المشاركات: 4763

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: معاوية الزبير)


    Quote: هسّي شوف جنس "حليو" القالها لود المشّرف دي: انبرى لها ود الغالي وهو من المشهود لهم بالموضوعية و المصداقية يحرق تاريخه دا و يتبرع بشهادة زور راسها عديل اها بركة دي ولاّ مش بركة!!



    ههههههههههههه


    لا حولتن... شفت الفرصة ضاقت هناك وللا شنو ؟؟؟؟

    بعدين شهادة زور شنو ياخ .. انا شهادتي زاتا كانت مبنية على مداخلتك

    وتفريزتك بين الكلمتين ..


    بعدين استدال هاشم الحسن مفروض يكون اقنعك وقنعك
                  

10-03-2018, 04:57 AM

معاوية الزبير
<aمعاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: Haytham Ghaly)

    Quote: النص السردي غفل من المؤلف.
    كيف عرفت أنها لكاتب هذه المداخلة؟؟؟
    هههه لو جينا للجدل، فالمداخلة لصاحبها، ما لم يشر لغير ذلك
                  

10-03-2018, 05:06 AM

محمد البشرى الخضر
<aمحمد البشرى الخضر
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 28869

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: Haytham Ghaly)

    Quote: انا شهادتي زاتا كانت مبنية على مداخلتك
    عارف يا هيثم .. عارف والله, ولختّي ليك فيها نوع من التطهير و النقد الذاتي ! بالإضافة لفوائد اللخّة في رقبتها طبعا :)
                  

10-03-2018, 05:17 AM

عبدالحفيظ ابوسن
<aعبدالحفيظ ابوسن
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 22319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: محمد البشرى الخضر)

    خاشي مخصوص قصاد مشرف
    اقصد دخلتي هسة
    شايف في كسير تلج كتر ل بكري . بقو ولا بكسرو ليهو كمان . يدوهو اللوح كلو وهو يكسر بي راحتو
    المهم مشرف
    حمدلا بالسلامة اولا
    وثانيا تخيل انا قادر استوعب قولك
    او هذا ما اظنه في نفسي
    اقول ليك
    لامن تحكي نكتة لي زول هو مقنطرك
    بقوم يحكها معاك كأنها قصة حقيقية . ويفقدك مرح اللحظة
    اللي هو شنو يعني ؟
    لا ير في نكتتك الا محاولة خبيئة للنيل منه
    هنا ما بقصد بكري والله
    شايف بكري اخدها منها دعابة
    لكن بقصد غيرو
    وصدقني الهدف زاتو ما سوء نية
    لكن دايرين يشغلوها ليك
    يشغلوها ليك ما تقول لي شنو ؟ انت كنت هسة في السودان بتكون وقعت ليك
                  

10-03-2018, 05:12 AM

أبوبكر عباس
<aأبوبكر عباس
تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 3472

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: Haytham Ghaly)

    غايتو يا أستاذ خواض، لو النصوص دي حقتك، وتعتبرها نصوص سردية أدبية، موش بس ما حا اتقاطع معاك؛ ح ألتزم "هاء الصمت" بقية عمري الأسفيري.

    يا أخوان الأسفير، تابعوا معنا ورطة المدعو معاوية الزبير.
    إتّا يا زول، ما سمعت عاطف خيري قال شنو؟
    قال ليك:
    أمشي في الدرب البطابق فيهو خطوك صوت نعالك
                  

10-03-2018, 05:41 AM

أبوبكر عباس
<aأبوبكر عباس
تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 3472

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: أبوبكر عباس)

    للحظة لا علم لي بنكتة حليو دي
    ولا علم لي بتشفير كلمة حليو حتى الآن
                  

10-03-2018, 05:55 AM

muntasir

تاريخ التسجيل: 11-07-2003
مجموع المشاركات: 7547

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: أبوبكر عباس)

    هاء السكت يا حليو
                  

10-03-2018, 06:20 AM

عبدالحفيظ ابوسن
<aعبدالحفيظ ابوسن
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 22319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: muntasir)

    يا بكري حليو ما عندها اي دلالات فاسدة ولا فاسقة
    ولا يقولوها الشفوت منفردة يقولون ود حليوة . وحتي الا يقولوها في وسطهم فقط حتي تفهم ذلك
    حليو ما عندها سوي دلالة اعجاب كما قلتها انت ولا تتجاوزها
    حليو يعني نضيف انيق الهندام راقي السلوك
    ناس منص ديل بولعو في النيران ساي
    البوست دة كنت داير اناقش خواض في بلاغة الدارجية
    ممكن
                  

10-03-2018, 06:48 AM

muntasir

تاريخ التسجيل: 11-07-2003
مجموع المشاركات: 7547

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: عبدالحفيظ ابوسن)

    يا شيخ العرب تلقاني في ملف في المرابيع تقول يا حليو ما يفرزونا إلا بالتكك والله لو بقيت عووضة ما أخليك
                  

10-03-2018, 06:51 AM

عبدالحفيظ ابوسن
<aعبدالحفيظ ابوسن
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 22319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: muntasir)

    ههههه يا منص
    قالها صلاح الرفاعي ل صلاح اللمين مرة
    فقال له صلاح
    لكني ما قاعد ألبس لباس
    ياخ لو ما بعرفك ولاقيتك في ملف وقلت ليك وين يا ؟ تعتبر تحرش
    لكن لو بعرفك حتقول لي
    ما ياهو قاعدين
                  

10-03-2018, 06:53 AM

أحمد محمد عمر

تاريخ التسجيل: 03-03-2010
مجموع المشاركات: 6272

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: عبدالحفيظ ابوسن)

    Quote: التحية للحلوين، صديق الغالي، أبا ذر، المسافة، الحلو خالص أسامة بابكر، إخلاص ودينا، قسم الفضيل، بدر الدين بابكر، سيف اليزل، نور تاور وأسماعيل
    Quote: فشنو يا سمعة، خليك حليو شويّة
    Re: الجلابة الحلوينRe: الجلابة الحلوين
    أنا شايف الناس تجي تاخد حقها بالجملة




    ____________
    حفيظ وهيثم شوق الشوق والله
                  

10-03-2018, 06:59 AM

عبدالحفيظ ابوسن
<aعبدالحفيظ ابوسن
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 22319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: أحمد محمد عمر)

    اوووو معلم
    حبابك
    ياخ امرق برة شوية
    ولك شوقا واحتراما
                  

10-03-2018, 07:06 AM

أحمد محمد عمر

تاريخ التسجيل: 03-03-2010
مجموع المشاركات: 6272

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: عبدالحفيظ ابوسن)

    ويييييييين دة !
    أكان مرقت برة ياني الدخلت يدي للكوع في صحن الفتة
    وانا هسة مقنع نفسي بي إني بس داير اعز النبي بلقمتين وامشي :)
                  

10-03-2018, 07:09 AM

أبوبكر عباس
<aأبوبكر عباس
تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 3472

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: عبدالحفيظ ابوسن)

    شفتوا فائدة تكون عندك حسابات شبحية كثيرة؟!
    تدافع عن نفسك بشبحك
    الدليل الرابط

    أين أنتي يا دينا؟
                  

10-03-2018, 07:15 AM

أبوبكر عباس
<aأبوبكر عباس
تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 3472

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: أبوبكر عباس)

    يا أب سن أخد راحتك
                  

10-03-2018, 07:18 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: أبوبكر عباس)

    المجلة الثقافية الجزائرية

    ثقافة السرد

    رأيت الخرطوم; انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن
    الثقافة 26/12/2014 0
    أسامة الخوَّاض*

    حزمت أمري على أن أسمي هذا البوست “رأيت الخرطوم” متناصا مع شاعر فلسطيني عظيم هو مريد البرغوثي الذي كتب بمناسبة عودته إلى فلسطين بعد غياب دام ثلاثين عاما واحدا من أعظم الكتب العربية التي تتحدث عن الغربة، ألا وهو كتابه “رأيت رام الله”. وقد حدثني عنه كثيرا قبل سنوات خلت الصديق المبدع يحي فضل الله من خلال محادثاتنا التليفونية الطويلة الشائقة، وأبت شهامته الإبداعية إلا أن تبرني به بعد أن أرسله لي بالبريد من منفاه في كندا. وكانت بالفعل-بادرته الخيرة تلك-هدية عظيمة، أهدتني نفحا أسطوريا من خلال أسلوب البرغوثي السلس الجميل. وتربطني بمريد البرغوثي وشائج كثيرة: فهو قد غاب 30 عاما عن رام الله، وأنا غبت 24 عاما عن الخرطوم. وهو قد سافر لإكمال دراسته في جامعة القاهرة عبر عمان، وأنا غادرت الخرطوم مساء 21-9-1986 إلى صوفيا لدراسة الاقتصاد، حسب المنحة، وغيرتها بعد ذلك لدراسة علم الاجتماع في جامعة صوفيا. ونشترك في كتابة الشعر، مما يعمق الغربة حسب ما كتب حين قال::
    لكنني أعرف أن الغريب لا يعود أبدا إلى حالاته الأولى “ثم يواصل” حتى لو عاد، يصاب المرء بالغربة كما يصاب بالربو، ولا علاج للاثنين، والشاعر أسوأ حالا لأن الشعر بحد ذاته غربة”.

    ***

    لأسباب لا أستطيع الآن ذكرها كان لا بد أن أسافر إلى السودان في ظل أقصى درجات الكتمان. ولم أخبر عائلتي بخبر سفري إلا قبل يوم واحد. حينها أصابني وجوم وذهول، وبدأت أتساءل كما بطل نصي القصصي القصير”وللكمثرى وظيفة أخرى-” صرت أتساءل “كيف يمكن أن أواجه وطني؟”ولا يفهم ما قلت به إلا بقراءة الفقرة الختامية في مذكرات بطل نصي القصصي القصير”منصور السناري:”:
    Quote: مطار صوفيا مزدحم بالمودعين . . أصدقائي يحشون حقائبي بالخطابات والهدايا، ويحشون ذاكرتي بالوصايا للأهل والعشاق. حانت ساعة الدخول إلى صالة المطار وودعتهم واحدا واحدا في شرود أصيل وأسى مصطنع . . شعرت بوخز عميق في قلبي . . كيف سأواجه وطني؟ كانت هي تقف منزوية، لم تودعني، وكانت ترمقني بطرف عينها الثالثة . . كانت حزينة في إباء أنثوي مهزوم، وكنت مرتبكا قليلا . . رمقتها باشتهاء كسير . . ماذا ستكون في حياتي؟ . . داهمني هذا السؤال عند بوابة الدخول. . كنت أفكر فيه وأنا أتابع إجراءات السفر في تبلد. . فاحت رائحة كمثرى فسعلت . . تذكرت قولا لصاحبي بارودي “ليس من الضرورة أن تؤكل الكمثرى، ولكن لها وظيفة أخرى. . ” الطائرة المغادرة إلى الخرطوم ستحلق بعد خمس دقائق. . حملت حقائبي وهرولت تجاه لغز قادم وسؤال يطاردني “ماذا ستكون في حياتي”؟
    وللقارئة الكريمة/ القارئ الكريم أن تبدل/ يبدل اسم صوفيا بسان فرانسيسكو. .
    آنذاك بدأت داخل النفس عملية جرد حساب عسير، وصرت أتساءل كما مصطفى سعيد في وصيته التي تركها للراوي”أنني لا أدري أي العملين أكثر أنانية، بقائي أم ذهابي. ومهما يكن فانه لا حيلة لي”. ويمكن أن نحورِّ وصية مصطفى سعيد لنقول أي العملين كان أكثر نجاعة: بقائي في الوطن أم رحيلي في بلاد متعددة هي بلغاريا، ومصر وليبيا واليمن ولبنان والولايات المتحدة الأمريكية؟ قضيت نصف تلك المدة في الدراسة والتحصيل: درست ست سنوات اللغة البلغارية وعلم الاجتماع في بلغاريا، وحصلت على ماجسترين الأول في علم نفس إرشاد المجتمع community counseling psychology والثاني في التربية، ودرست 12 كورسا في علم السلوك التطبيقي.
    قلت في “قامة الوردة الكوكبية”عملت بمهن عديدة أخرها حامل القات للسيدة”. بالتأكيد إن حمل القات للسيدة، كان اختراعا شعريا، لكنني عمليا تقلبت بين أعمال هامشية مثل التنظيف في لبنان والولايات المتحدة، والعمل في مصانع كمبيوترات شركة كومباك، ومطعم للوجبات السريعة، وكعامل مبيعات في سلسلة المحلات الشهيرة “تارقت”، ثم في مهن أخرى كمدرس لعلم الاجتماع والفلسفة والمنطق في المدارس الثانوية في ليبيا واللغة الانجليزية في المدارس الإعدادية والثانوية في اليمن، وكمدرس مساعد في منطقة الاسكندرية في ولاية فرجينيا، وقضيت أربع سنوات ك therapeutic staff support في مدينة فيلادلفيا التي كتبت فيها نصوصا شعرية عديدة أدرجتها تحت عنوان “الفيلادلفيات” في ديواني الذي سيصدر في يناير القادم “لاهوت الوردة”، وأخيرا كبروفيسور مساعد في كاليفورنيا.
    حدث لي تطور كبير في ما يتعلق باللغات، فقد تعلمت لغة ثالثة هي اللغة البلغارية لدرجة انني كتبت بها أطروحتي للتخرج وكانت عن علم اجتماع الأدب، كما تحسنت لغتي الانجليزية قراءة وتحدثا، وأتيحت لي مصادر معرفية كثيرة عربية عن طريق ما سمي بثورة “الانفوميديا. وأصدرت خلال فترة الهجرة والنفي كتابين على نفقتي الخاصة وهما ديوان “انقلابات عاطفية” و”خطاب المشاء-نصوص النسيان”، وبسطت عشرات البوستات في الأسافير، وكتبت ديواني الثاني “لاهوت الوردة”. وكتبت أيضا نصين قصصين هما “وللكمثرى وظيفة أخرى-الوقائع الخفية في حياة منصور السناري” و”المفارق الفكهة-موت مدرس متجول”.
    لكن كل ذلك التطور الذي حدث لا يمكن أن يمحي كلمات ادوارد سعيد في “صور المثقف” والتي صدّرت بها مقدمة كتاب”خطاب المشاء” وهي :”المنفى هو أحد أكثر الأقدار مدعاة للكآبة”.
    في الثامن من نوفمبر، عام 2010 ، انطلقنا أنا وزوجتي سلوى صيام من مدينة مونتري في الثامنة صباحا، ووصلنا بعد ساعتين إلى مطار مدينة سان فرانسسكو.
    كنت مصابا بتمزق في قدمي اليسرى ولذلك كنت انتعل نعلا طبية خاصة، مع عرج خفيف ما زال يلازمني بشكل طفيف حتى بعد أن شفيت من آلام التمزق، لأنني تعودت على مدى شهر، أن أسير كالأعرج.
    كنت مرتبكا جدا في انتظار إقلاع طائرة اللوفتهانزا التي ستقلنا إلى مطار فرانكفورت. وللاطمئنان على ان ارتباكي حالة طبيعية، سألت سلوى إذا ما كانت هي أيضا تحس بالارتباك مثلي. فأجابت بالإيجاب، وأضافت “أنا الذي زرت السودان العام الماضي أشعر بالارتباك، فما بالك أنت ؟ كانت الأوصال ترتجف، والقلب ينبض، وهو ما هو حسب تعبير الأستاذ محمود محمد طه باعتباره حاسة سابعة للإنسان، ناعيا على الطب الحديث أن يعتبره فقط مضخة للدم. يقول في مقدمته لرسالة الصلاة:
    “وقد أخطأ علم الطب الحديث – علم وظائف الأعضاء- حين ظنه مجرد مضخة للدم . . والأمر كما هو عليه في الدين.

    وصلت إلى مكان صعود الطائرة محمولا على كرسي متحرك. وصعدنا إلى الطائرة الألمانية. هبطنا مطار فرانكفورت بعد طيران دام 11 ساعة. وانتظرنا خمس ساعات حتى وصول الطائرة المتجهة إلى الخرطوم. آنذاك ازدادت ضربات القلب واعترى النفس شعور يترواح بين السعادة والحيرة والانقباض مجهول المصدر.

    هبطنا مطار الخرطوم في الساعة الحادية عشرة والنصف مساء. لم يكن المطار مجهزا بحيث ندخل إليه من الطائرة، فركبنا الباص. دخلنا صالة المطار التي بدت قزمة مقارنة بمطاري سان فرانسيسكو وفرانكفورت. هنالك إعلانات كبيرة لشركات اتصالات ولا يوجد حمام للرجال. كانت إجراءات الدخول سهلة، ولم يقم ضابط الجوازات بإلقاء التمنيات بقضاء وقت جميل في السودان كما عهدنا في المطارات الغربية. ويبدو أن الموظفين لم يدربوا على فن الاتيكيت و”الكستمر سيرفيس”. ثم حمل أحد العمال حقائبنا إلى خارج المطار، وسرنا خلفه حتى وطأت أقدامنا “الدرّاب” المتناثر خارج صالة الوصول.
    للدرّاب سيرة أخرى، إذ قبل أن تطأه قدماك، تشاهد عشرات المستقبلين خارج الصالة التي لم تصمم أصلا لكي يعانقوا فيها أحباءهم. حتى في المطارات يصرون على “تهميش” المواطنين. ولم أنتبه لمرافقتي إلا عندما سمعت صوت بكاء على راحل. بعد ذلك رفعت الفاتحة وتناثرت روحي على بقايا الحجارة والطوب، لكن الألم الصادر عن قدمي نتيجة السير فوق “الدرّاب”، كان يعيدني من حين لآخر إلى سيرة البحر أي الدرّاب. لم أشاهد أحدا من أسرتي في انتظاري، فانقبض قلبي قليلا، “ربما أنهم ضائعون وسط زحام المستقبلين. ما سكّن هواجسي كان عبارة عن نصيحة قديمة بأن أجد لصاحبي سبعين عذرا. صعدنا إلى “أمجاد”، وانطلقت بنا السيارة. كانت الساعة قد تجاوزت الثانية عشرة مساء بقليل. إنها إذن “الخرطوم بالليل”. اختلط صوت “عقد الجلاد” وهو يصدح “يا جمال النيل والخرطوم بالليل”، مع أول لافته صادقتني “جهاز الأمن العام-مكتب خدمات المواطنين”. منذ متى كانت أجهزة الأمن في خدمة المواطنين، والخرطوم التي كنا نعرفها كانت مأوى لبيوت الأشباح والأفغان العرب ؟و أفراد “عقد الجلاد” كانوا يجبرون في “بيوت الأشباح” على الغناء وسط تهديدات الذين لا يعرف من أين أتوا. إذن فخلال غيبتي أصبح جهاز الأمن مهذبا. وحلم “تهذيب أجهزة الأمن” راود الشاعر محمود درويش حين عاد إلى فلسطينه من المنفى الباريسي، بعد عشرات السنين ليجدها مثلي في “حالة حصار”. كتب من مخبئه عن حلم جديد بتأنيث أجهزة الأمن:
    ومختلفون علي واجبات النساء
    (ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخْتَرْتَ سيّدةً لرئاسة أَجهزة الأمنِ).
    لم أستطع تبين أسماء الشوارع، لأن مصابيحها كانت مطفأة، ولم أتعرف عليها إلا من صوت أحد المرافقين” هذا شارع كذا، وبعده شارع فلان ويوازيه شارع علان”، إلى أن أتى إلى ذكر شارع الجامعة. كان منبعا للمبادرات السياسية والفكرية والإبداعية والعاطفية أيضا. والآن تكسوه مسحة من القتامة والوحشة. شارع الجامعة، إذن. حلّقت روحي إلى الشارع المؤدي إلى مكتبة الجامعة. حينها كنت أدرس لامتحانات سنة “البرليم”، فإذا بنفسي تترك كراسات الفيزياء والكيمياء وعلمي الحيوان والنبات، لتفتش عن كتب الأدب. وانقلبت حياتي رأسا على عقب حين عثرت في رفوف منزوية ومكسوة بالغبار على أعداد من مجلة “مواقف” التي أصدرها أدونيس. فكانت تلك أولى عتباتي وأنا أرتقي درج “الحداثة”.

    شهدت في “شارع الجامعة” مولد أول نص قصصي لي وهو “أرجاس ود المجذوب”، وتكوين جماعة “الصحوة الأدبية”، وتأسيس إتحاد الكتاب السودانيين، ومولد عشق. كانت تشبه “صوفيا لورين”، وتتكلم كأنها تمارس الجنس، وأهدتني “انقلابات عاطفية” التي سميت باسمها ديواني الأول. الخرطوم بالليل، كان ثوبا جميلا ترتديه النساء اللواتي كن يملكن “القدرة على تثبيت البرق في الطرقات”. أكتب عنك وأعرف أنني كايزابيلا الليندي ، “أكتب كتمرين متواصل عن الاشتياق”.

    بعد محادثات هاتفية ظهر أهلي: أختى “عوضية” التي حدّثت اسمها ل”هبة”، وأخي نزار الأصغر، الذي اسميته على نزار قباني، بينما ظن أهلي أنني أسميته على جد العرب، والشفيف زوج شقيقتي الصادق الهاشمي. أخيرا أشتم رائحة العائلة. وانطلقنا بعد العناق الطويل إلى حي “النزهة” الذي تركته باسم “العشش”، والتي تم ترحيلها إلى مكان آخر أسماه العنصريون “الوالي دقس” لأن سكان العشش قد حظوا ببيوت واسعة، وأرض مخططة، أو كما قالت أحاديث المدينة السرية.

    لم أتمكن من ملاقاة الوالدة آسيا لأن الزمان كان الساعة الأولى من فجر الأربعاء. وفي العاشرة صباحا، كان اللقاء المليء بالكلمات والدموع, وفترات صمت حينما يعجز الكلام والدمع. لا تزال كما هي رغم مصاعبها في المشي: ذاكرة لاقطة حافظة خاصة لأشعارها، إنسانية متدفقة تجاه الغريب والفقير والمسكين، وبر -لا حد له- بصلة الرحم، التي تصر على مواصلتها متكئة على عصا السماحة والعطف والعرفان، ولا تجف الثمالة في كأس محبتها. نتذكر الماضي، وأسالها عن عرسها الذي كان حديث “كبوشية” لعقود. ولأن أخ العريس-أي أبي-كان الموسيقار “حسن خواض”، فقد أحيت حفلات العرس فرقة موسيقية كاملة، وعدة فنانين تذكر منهم أمي عثمان حسين وعثمان الشفيع. وتذكر لي كيف أن أبي كان حريصا على جمع مقالاتي وأشعاري، كما كان حريصا على ما تبقى من مكتبتي وجمع منها عدة حقائب ، أكلتها الأرضة في في بيوتنا في “كبوشية”، التي هجرها أهلي، مما أدى إلى تهدمها، وسكنها بعض من “العرب”، وهو الوصف الذي يطلقه السكان الأصليون على البدو والعرب الرحل.

    ***

    اكتشفت أنها متابعة لما أكتبه عنها، فهي كانت تكرر مقاطع من رسالة كتبتها لها في الثامن من مارس عام 2004، وتحفظ منها بعض المقاطع. كنت قد كتبت:
    انه الثامن من مارس يا أمي “آسيا الشيخ الخضر، “
    اعرف انك لم تحتفلي به أبدا في حياتك،
    وربما لم تسمعي به
    أنا غير متأكد من ذلك
    فعندما كنت طفلا وصبيا لم اسمع به أبدا في “كبوشية”
    إلى أن ذهبت إلى الخرطوم
    وبعد سنوات تعرفت على ذلك اليوم من صديقاتي “اليساريات”
    ولم اعرف أهميته إلا بعد أن ذهبت إلى صوفيا
    هنالك فقط عرفت كيف إن هذا اليوم “مهم جدا”،
    كما عرفت أيضا أننا يمكن أن نحتفل بعيد “الحب”
    ونحن قوم تعودنا ألا نبوح بمشاعرنا وعواطفنا،
    فكيف يمكن أن نحتفل بها؟؟
    انه الثامن من مارس يا أمي “أسيا الشيخ الخضر، “
    هل أرسل إليك باقة زهور؟؟
    لن أرسلها إليك لسببين:
    الأول انك ربما ستقولين “ولدي جننوهو الامريكان ورسل لي قشّ”!!!ّ
    أجي يا يمة!!!
    آخر الزمن وليدي قايلني غنماية!!!
    رغم أنني اعرف أن “القيامة ليست الآن”, وانك لست غنماية،
    إلا أن السبب الثاني مرتبط بعلاقتي المتدهورة بالزهور
    فبالرغم من الرأي السائد ان الشعراء من أكثر الناس ارتباطا بالزهور،
    فان علاقتي بالزهور اضطربت وساءت بعد أن أقنعني صديق في” صوفيا” أن نذهب لحفلة ميلاد “صاحبة صاحبو البلغارية”

    ورغم إنني لم أكن مدعوا إلا إنني تشبّثت بروح القطيع التي تربيت عليها كقروي جعلي صغير كنت اعرف أن الأرقام الفردية والزوجية تلعب دورا مهما في كيفية اختيارك لباقة الزهور ذهبت إلى بائع زهور وأفهمته ما أريد وما استشكل علي من أرقام. بدهاء التاجر اخبرني عن الإمكانيات المتعددة حول عدد الزهرات. فاخترت ما يتواءم وجيبي الضعيف. وحينما حملت تلك الباقة المتواضعة من الزهور داهمني إحساس بأنني شخص أخر. ولم أكن اعرف كيفية التعامل مع الباقة:
    هل احملها باليمين ام الشمال؟
    كيف سأناولها للمحتفى بها؟
    هل سأضعها على الطاولة ثم أصافحها؟
    أم أصافحها ثم أضعها على الطاولة؟؟
    أم أضعها في اباطي والنجم، وابتسم لها؟؟؟
    أم؟ أم؟ ام؟ أم؟
    إنّه الثامن من مارس يا أمي “أسيا الشيخ الخضر”،
    ولذلك سأرسل إليك بطاقة اعتذار لك عن ذكوريتنا القامعة
    وأرجو أن يرسل الآخرون ، خاصة الذكور، والأخريات بطاقات اعتذار
    لأمهاتهم وأخواتهم, وخالاتهم، وعماتهم وكل النساء اللواتي قمعن
    إنّه الثامن من مارس يا أمي
    وهذا البوست يا أمي- “أسيا الشيخ الخضر”-
    مخصص للاعتذار إليك
    ولكل نساء العالم عن أخطاء آبائنا وأجدادنا الذكور
    وسأعود يا أمي
    ابنك أبدا
    أسامة،
    ولكن ليس بن لادن
    ابنك المشاء:
    “أسامة الخوّاض”، ابن “آسيا الشيخ الخضر”

    ***

    وتحكي لي أمي أن أبي كان أيضا حريصا على جمع أشعارها في فايلات، ضاعت في الرحيل من بيت إلى بيت. وقد فاجأتني أمي بأبيات طازجة عن حضوري فجأة – كما سبق أن قلت أنني أخفيت سفري بقدر الإمكان:
    حمدت الله أسامة علي عاد
    وعاد بالصدفة من غير ميعاد
    أنا أسامة لي طال شوقي
    منتظرا هو إن مرضت يقف فوقي
    يخت راسي ويجر “واسوقي”
    كناية عن الحضور وقت الوفاة والدفن.
    أنهم لا يأبهون بالموت ولا يخشونه، مثل حال الأستاذ الراحل المقيم والصديق عمر علي تروس الذي –حسب رواية أمي-أعجبه أحد عناقريبها ، فقامت بإهدائه له، فحمله ثم أعاد تجليده تجليدا محكما ، وكان يقول “دا عنقريب الموت”، وفعلا كان حمل أن عليه حين توفى. وعدم الخوف من الموت ينطلق من الفكر الجمهوري التوحيدي الذي يرى أن الفرق بين الموت والحياة هو فارق درجة لا فارق مقدار. وأمي مشهورة بأنها تتكلم مع الموتى ، بعد رحيلهم، وكان من العادي أن يأتي أقرباء الموتى ليسألوها إذا ما كان أن كلمتهم ، وكيف حالهم في البرزخ، وإذا ما تركوا معها أية وصايا وخاصة في ما يتعلق بالديون. وروت لي بعد أن عدنا من رحلة الحج إلى السادة المراغنة في “كسلا”، انها عندما زارت أحدهم، وجدته جالسا فوق قبره، وتحيط به “ناموسية”، وكلمها ، وهذا ما يسميه أهلنا الصوفية بالرؤية يقظة.

    وتقول مؤرخة لغيبتي عن السودان:
    يا ناس “العجمي” و”القرّاي”
    وينكم بي نظركم جاي
    وين يا رجال “القوز”
    أسامة البأدب محروس
    يتم ولي شهادتو يحوز
    وين يا التسعة وتسعين
    يا الفي القوز هناك راقدين
    ليه تخلوا أسامة عشرة سنين
    في هذا النص نجد الشخصيات المحورية في تاريخ الأسرة الخواضية أو ما يسمون بالخواويض والقراري وأضاف آخر “السماسعة “من سمساعة” أي سم الساعة وهو كناية عن شفائه الفوري للمرضى في مقامه العيسوي. ويطلق عليهم النسّابة عثمان حمدنا الله “هل هو والد الشهيد فاروق عثمان حمدنا الله؟ “الخواضين”و “القرّاوين” حين تحدث عن “عجمي التاكا” قائلا: جد عموم القراويين والخواضين بالسودان المتوفى في أواخر القرن العاشر الهجري والمدفون بقوز الفقراء رضي الله عنه. هو محمد المشهور بالقراي العجمي التاكي بن البركة الشيخ إسماعيل المتوفى ببغداد بن الشيخ سليمان الحلنقي نسبة لأمه من قبيلة الحلانقة المنسوبة إلى (هوازن). . . ثم واصل النسب إلى الشيخ شعيب الهرري الذي هاجر – أي هرر ببلاد الحبشة.

    ويتصل الشيخ سليمان الحلانقي في الشيخ شعيب في 13 من الأجداد ثم وصل هذا بالشيخ عبد الله الدمشقي في 4 من الأجداد. وقد يصل النسب من الدمشقي إلى سيدنا عثمان رضي الله عنه”. “والتسعة وتسعون المذكورون في نص أمي الشعري، هم أولياء الله المدفونون في قوز “الفقراء” المسمى أيضا القوز الأبرص في “الجبلاب”. و”العجمي والقرّاي” اسمان لجد العائلة الذي أتى من جبال التاكا. وفي الأساطير المؤسسة للعائلة الخواضية أن القرّاي لقب بذلك لأنه كثير الترتيل للقرآن، وفي رواية أخرى لأنه كان معلما للقرآن، ولا أدري كيف يتفق ذلك مع عجمة لسانه؟؟ والعجمي، كما أرى، تومئ إلى انه لم يكن فصيحا في نطق العربية الدارجية، لأنه يسمى في مقام آخر بعجمي “التاكا” أو “رطّان التاكا”، ويبدو أنه من “الحلنقة” الذين هاجروا إلى “كبوشية”. وسمعنا في الطفولة كرامات كثيرة عنه. ومن ذلك أنه كان يملك أراض زراعية شاسعة ولم يوجد في ذلك الوقت عمال زراعيون، أو مزارعون يتولون زراعة الأرض عن المالك لقاء أجر بالتراضي كالعشر أو الثمن وخلافه. فكان أن “السلوكة” كانت تقوم بنفسها دون تدخل عامل بشري بحفر الأرض وكانت “قرعة” البذور معلقة في الهواء، وتتولى مهمة إلقاء البذور في الحُفر التي تحفرها “السلَّوكة”. ومن ذلك –أيضا- أن بعض الناس شكّوا في ولايته وكراماته، فكان أن تحداهم بدفن شيء ما في غيابه وأنه سيخبرهم به. فكان أن أحتشد قوم كثير لمشاهدة امتحان ولاية القرّاي “عجمي التاكا”. وقام الذين تحدوه بدفن أربع بقرات ذات لون أسود. وبعد ذلك حضر “القرّاي”، وحين سألوه عن الشيء المدفون، قال بصوت واضح النبرة تسيل منه ثقة مطلقة”أربعة خيول، غر و”محجلات”، فضحك الذين تحدّوه، وقالوا “كضبا كاضب”، وحين نبشوا لحفرة، فإذا بهم أمام “أربعة خيول، غر و”محجلات”.

    وحين تم افتتاح القباب التي بناها بعض الخيرين وتضم الرموز الدينية للأسرة الخواضية حضر الشاعر الفذ الراحل (الجبلابى) شاعر الانصار محجوب سليمان (سمورة) ، ألقى قصيدة عدّد فيها الأولياء المدفونين تحت القباب:
    سلام الله عليكم أيها الأحباب
    سلاماً يرضى للآباء والأصحاب
    الليلة القبائل نالن الإعجاب
    بتقويم القبب ياما انلتو ثواب
    مما ختو ساسن وقام بناهن طالع
    اصبحت المقابر ليها نوراَ شالع
    تشوفن من بعيد كالبدر حين قام طالع
    وان قطعة فى الليل تلقى نورن والع
    قبباً تحتها رجال كان تقيم الليل
    وقبباً تحتها رجال كان فعالا جميل
    قببا تحتها عرفوا بالتكميل
    وعبدوا المولى حتى

    جاوزوا الاكليل
    وكت المولى راد بعد الدرس تقويم
    قومتو القبب فى احسن التنظيم
    تحتهن الولى القراى ابى ابراهيم
    عجمى التاكا عند المولى قدرو عظيم
    وبعدو القائم الليل بى خضوع وخشاعة
    وجار السبحة دوماً ما بيغفل ساعة
    يلحق فى الدرك زى البرق بى سراعة
    القراى الصغير جدكم سمساعة
    عن ذكر الله ديل لااتكاسلو ولازهجو
    وتحت القبة ديك ابنو المعسل لهجو
    قوموا يارجال هيا بى ثناهو ابتهجو
    هو عبدالسلام ابنو اللقام فوق نهجو
    غير ذكر الله لاعندو بيع لاشروة
    ومهرول كل عام بين الصفاء والمروة
    عبادة ربه يوت يراها زى الثروة
    الفكى ابراهيم خواض البحر بالفروة
    قبيل السابقين ضربوا المثل بى صراح
    وما دخلت قبور البركة قولاً صاح
    خليفتن الفكى ابراهيم تقى وناصاح
    وحين تنظر وجهه تعرفو عندو صلاح
    رجلا كفو مبروك مو جديد شئ قديم
    وتلاى لى كتاب الله القديم وعظيم
    متواضع دوام للضيف بشوش وكريم
    وكل الناس تقول صح فى الفكى ابراهيم
    يا اولاد القرارى افلحتوا فى فكرتكم
    وبى تقويم القبب كل البلاد شكرتكم
    نهضتوا ليهن جميع خفيتوا لى حركتكم
    قومتوا القبب المن بركتن بركتكم
    محجوب اقتتطف من شعرو حاجة قليلة
    ولو كنت بكتب او بقراء كنت بجيد تفصيلا
    نيابةً عنى والجيران قبيلة قبيلة
    نشكر للقرارى الاخطو خطوة جميلة
    هناك فى القوز الابرص التحتو الرجال راقدين
    يعلمن الله فوق للتسعة والتسعين
    بى جاهن نفوز انشالله فى الدارين
    وقولوا معاى جميع يامسلمين امين
    نلاحظ أن الشاعر وضح أن القراي ليس هو ابراهيم خواض البحر بالفروة، نافيا زعم الذين يرون أن عجمي التاكا هو نفسه أبراهيم الخواض.
    و يقال أن الشاعر ود ضحوية قد “نده ” القرّاي قائلا:
    زمن الدهاريب والسماء الهراج . . . حقب قريبنى فوقى وعتمر اللجاج
    ياجد القرارى للبحر فجاج. . . . . . سريع النهمه ما يهبرن شروكو القاج
    و يعتقد أن هذه “النديهة” كانت السب في نجاة ود ضحوية من المفتش الانجليزي.

    وقد أثير قبل عام نقاش في “شبكة الجعليين” حول نسب الخواويض والقراري. وهو امتداد لبوست افترعته بعنوان “في وداع أبي صاحب السجادة الخواضية” ففي ذلك البوست كما يورد أحد المتناقشين ” ومنها مداخلة لأحد أبناء الخواويض، في موضوع كتبه الشاعر أسامة الخواض، وقد ورد في نص المداخلة: (المتداخل يكتب عن نسبه) نزار ابراهيم الشيخ الخواض بن الشيخ عبدالرحمن بن الشيخ محمد عشرة بن الخليفة ابراهيم الخواض بن الشيخ الفكي احمد بن الخليفة ابراهيم الخواض(الصغير)، بن الشيخ عبدالسلام ابو إيدا صاقته، بن الشيخ القراي سمساعه*(امه مدينه بنت الشيخ عمر بن البلال، اخت الشيخ حامد اب عصاة لأبيه) بن الخليفة الخواض (الكبير) بن الاستاذ العالم العامل التقي الورع الزاهد الشيخ محمد المشهور بالقراي العجمي، الشاذلي طريقة، المالكي مذهبا، الاشعري عقيدة، المتوفى في اواخر القرن العاشر الهجري والمدفون بقوز الفقرا (الفقها) بالقرب من الجبلاب، شمال طيبة الخواض (مركز الخلافة) غرب مدينة شندي – بن البركة الشيخ اسماعيل المتوفى فى بغداد، بن الشيخ سليمان بن الشيخ عيسى بن الشيخ عمر بن ابراهيم بن موسى بن سليمان بن محمد بن الخضر بن داود بن سالم بن ابي بكر بن عمر بن سالم بن ابراهيم بن شعيب بن علي بن محمد بن العباس بن عبد الله الدمشقي بن احمد بن محمود بن الحسن المدني بن جعفر بن عثمان بن عمر بن محمد المذهب بن عبد الله العرجي بن عمرو بن ذي النورين عثمان بن عفان بن ابي العاص بن امية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي القرشي العربي . . . . . آدم.
    ولا أدري من هو “أبو أيداً صاقتة؟

    ودار نقاش بين من يرون بأن أصل الخواويض من الحبشة، ومنهم من يرى غير ذلك، ومنهم من يتخذ موقعا وسطيا حين يقول” جد القراري قدم من دار الحلنقا . . ودي مأكدة . . لكن جده قدم من اليمن . . ثم تزوج جد القراراي من أخت الشيخ حامد ابو عصا . . يعني القراراي كلهم أخوالهم الجعليين العمراب . . ثم تزاوجت الذرية مع الجعليين والآن القراري أكثر جعلية من الجعليين أنفسهم.

    بينما ترى باحثة هي الدكتورة ” بدرية يونس عبد الرحمن ” أن أصل الخواويض من الجبرت” ، حين كتبت عن مملكة إيفات جبرت كبرى ممالك الطراز الإسلامي في شرق إفريقيا- مؤتمر الإسلام في إفريقيا : ذكرى مرور 14 قرن هجري. – الخرطوم: مركز البحوث والدراسات الإفريقية – جامعة إفريقيا, 2006. – 22ص، ” وصل المهاجرون الجبرت الهاربون بدينهم من سلطان الحبشة . متتبعين للنيل الأزرق ونهر تكازي (سيتيت أو عطبرة) في جنوب شرق وشرق السودان وشماله . واختلطوا بالقبائل العربية السودانية . وانتسبوا إليها . أو تبدلت أسماؤهم بألقاب أطلقها عليهم أهل المناطق التي نزلوا فيها . مثل (الخواويض) الذين ينتسبون إلي الجعليين ، وتحالفت مجموعات منهم مع قبائل البني عامر الممتدة بين ارتريا والسودان. ثم تقول عن الخواويض:

    “أما في شمال السودان فكما ذكرنا سابقا في مناطق الجعليين في ود الحبشي ، وديم القراي (تعني المقرئ وهو جبرتي ) ومنطقة وقبائل الخواويض ، الذين سموا بهذا الاسم لخوضهم نهر العطبرة وصولا إلي أهل المنطقة “. ونرى أن الباحثة أخطأت في إرجاع اسم “الخواويض” إلى أنهم خاضوا نهر العطبرة، ووقع الخطأ حين أهملت التاريخ الموازي الشفاهي وهو مما يندرج في فانتازيا الهوية. فالخوض لم يكن مجازيا، بل كان حقيقيا من خلال خوض نهر النيل بواسطة الفروة من الغرب إلى الشرق من الفكي إبراهيم الذي سمي بخوّاض البحر بالفروة، ومن حينها فكل من يسمى “الخواض” فاسمه أيضا إبراهيم، وقد كنا نحن الذين ولدنا في كبوشية نسمى بأولاد الخواض، والذين تمت ولادتهم في المستشفيات سموا بالاسم الرسمي لأبي وهو إبراهيم أحمد الخواض.

    ثم تضرب الباحثة مثالا لأحد مشاهير الجبرت حين تقول:
    مجذوب الخليفة : (من الخواويض):
    من كبار قادة الحركة الإسلامية بالسودان، عمل واليا للخرطوم ثم وزيرا للزراعة في عهد الرئيس عمر البشير.

    ويوضح أحد الخواويض من أين أتوا حين قال:
    استوقفنى كثيرا الحديث عن نسب الخووايض وانا بن هذه الأسرة وتوجب على ان اوضح ما التبس من حقائق نسبة لكونى امتلك كثير من المعلومات تركها الوالد عليه رحمة الله فى كتاب من ما يقارب خمسمائة ورقه عن نسب القرارى وارتباطهم بالجعليين وان شاء الله سوف يجدوا الكلام الوافي في هذا الامر. ينتسب القرارى لجد أموي ينتسب لسيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه من جهة الاب وللسيده فاطمه بنت الحسين بن على بن ابى طالب من جهة الام وهذا الكلام موثق وعندا فيه تحقيق سوف ينشر قريبا عند طبع الكتاب , هاجر الاجداد بعد سقوط الدوله الأموية نسبة لمطاردة العباسيين لهم لنفوذهم السياسي المؤثر في الدولة الأموية نحو الشرق دخلوا السودان عن طريق الحبشه واستقر جزا من الامويين فى منطقه هرر بالحبشة وأسسوا فيها مراكز اشعاع قرانى معروفة.

    وفى شرق السودان تزوج جدنا من الحلنقه ( والحلنقه من هوازن وهم اهل ام الرسول صلى الله عليه وسلم وكانت هوازن تقول للنبى الكريم نحن مرضعوك وحاملوك اى نحن احق الناس ببرك وفضلك ). ومن ثم هاجر جدنا القراى الكبير الى منطقة الجعليين واسس فيها مركز اشعاع قرانى قبل خمسمائة عام فى خلوه مشهوره بمنطقة طيبة الخواض وكانت وظيفة الاباء الاساسيه هى تعليم القرآن وصاهر ابائنا جميع فروع الجعليين من العمراب والسعداب والعالياب وغيرهم فهم جميعا اخوالنا فنحن منهم وهم منا ان شاء الله. نكتب هذا الكلام ليس دعوة لعصبيه ولا جاهليه ولكن رغبة منا وجهدا فى الحفاظ على خصاصئنا ولتعرف اجيالنا اقدارها وعلاقاتها بالاخرين وصولا لمقاصد صلة الارحام المرجوة. نلاحظ أن الخواويض في دفاعهم عن نسبهم لا ينطلقون من مبدأ المفاخرة والمباهاة وإنما من منطلق ديني يدور حول أهمية “صلة الرحم”، كما نلاحظ أيضا الجهد المبذول أي “خمسمائة صفحة لاثبات ‘عروبة” الخواويض والقراري. ويبدو أن شكوكا كانت تحوم حول “عروبة” الخواويض، خاصة عندما تردد أن الانقاذ في بداياتها، قالت لأهل الشرق الذين اشتكوا من عدم اشراكهم في السلطة، بأنها أعطتهم دكتور مجذوب الخليفة ودكتور تاج السر مصطفى وهما من الخواويض. وفي هذا قول واضح أن أصل الخواويض يرجع إلى “الحلنقة”. فكان أن قام مجذوب الخليفة بزيارة دار الوثائق السودانية للبحث عن أدلة تبعد شبهة الحلنقة.

    وهنا شهادة أحد الخواويض الذي أصر على كتابة اسمه مطولا هكذا عمر الخواض أحمد محمد سمساعة، حتى يُلْحق “سمساعة” بالخواض، وفيها يتحدث عن ذهاب مجذوب الخليفة إلى دار الوثائق بحثا عن إثبات لنسب الخواويض:
    “”إن تاريخ الأجداد من القرارى او الخواويض او السماسعة لا يجحده إلا من كان في نفسه شيء خاص فتلك من أمراض النفوس التي لا تعالج فعندما ذهب ابنهم مجذوب الخليفة الى دار الوثائق السودانية وجد وثيقة النسب المتسلسل حتى عثمان بن عفان (رض) وهى مكتوبة بمداد الدواية (العمار) الذى كانوا يعلمون به كثير ممن تطاولوا الآن وكثير ممن صاروا ارقاماً يراها من كان اعمى فى تاريخ السودان وانا املك منها نسخة فى حين انه لم يجد لكثير من الفروع اى توثيق فى تلك الدار وأقول إن لكل فرع أجداد وكلهم يعتزون بأجدادهم لم اقصد دفاعاً عنهم ولكن يجب ان نوضح ما يخفى على بعض الناس”. “وسبق أن كتبت عن علاقتي بشجرة العائلة ، ويبدو أن إثبات النسب كان مرتبطا بظاهرة الرق التي كانت منتشرة، وساهم الخواويض في تبنيها، وقد استفدت من ذلك في نص سردي قديم اشتركت به في مسابقة نظمتها مجلة الشباب والرياضة، وكان بعنوان “التاريخ الجنسي للسيد “س”. وقد كان الشاعر الكبير محمد المهدي المجذوب من ضمن هيئة التحكيم، حسب رواية الصحافي نجيب نور الدين. ودافع عن نصي السردي دفاعا مجيدا، ومن ضمن ذلك أنه أمّن على ما أشرت إليه من علاقة الرق بالجنس، لأنه عاش في عائلة توجد بها “رقيق”. وأصر أن يحرز نصي الجائزة الأولى، وحين أصر بقية أعضاء اللجنة على أن ينال الجائزة الثانية، أقترح المجذوب إما أن يحرز النص الجائزة الأولى أو يستبعد، وكان أن استبعد.

    وقد كتبت عن كيف أتيح لي أن أصل إلى شجرة العائلة:
    كنت ألاحظ أن المتنفذين في العائلة من الرجال والنساء،
    يذهبون الى ذلك المكان السري،
    من وقت لاخر. ويبدو من طريقة تلفتاتهم الحذرة، ونظراتهم، أنهم ذاهبون الى مكان يثير فضول ذلك الطفل الوحيد الذي كنته في طفولتي الباكرة.
    وانتظرت زمنا طويلا حتى تهيأت لي فرصة الدخول إلى ذلك المكان المحاط بسرية وتكتم غريبين.

    وكان ان دخلت تلك الغرفة المهجورة، والتي نسج العنكبوت خيوطا كثيرة في بابه المخلَّع، وكانت مظلمة، ويبدو انهم اختاروا هذا المكان لاخفاء وديعتهم الغالية، لانه لا يثير الريبة، ولم انجح في دخول تلك الغرفة المهجورة، الا بعد محاولات متكررة، اذ أنني كنت اطلق ساقي للريح، كلما سمعت “كركبة” قريبة. وكان ان وجدت:
    شجرة العائلة.
    والخواويض من أوائل الذين لحقوا بركب التحديث، فانخرطوا في مؤسسات التعليم الحديث، ولذلك قال أحد الكتاب الإسفيريين ” ويعتبرون محظوظين لانهم تعلموا قبل الاخرين وامتلكوا الاراضي الشاسعة والسواقي والجناين . . ومسكوا النظارات”.
    ثم يورد كاتب اسفيري أمثلة على ما قدمته العائلة:
    “عمر احمد عبد الرحيم الخواض الذى شغل منصب قاضى قضاة السودان قبل السبعينات واللواء الخواض محمد احمد الذى شغل منصب القائدالعام لقوات الشعب المسلحة والذى له الفضل الكبير فى معركة جبال( كرن)التى لولاهم لكانت منطقة القلابات وكسلا وجزء من القضارف خارج خارطة السودان”. ويقول كاتب آخر” هذه العائلة الكريمة خرجت أول قائد سوداني للجيش بعد عهد الانجليز، وخرجت عدداً من النجباء والأذكياء، ممن حازوا على أعلى الدرجات العلمية،
    ومنهم عدد من قادة العمل السياسي بالبلاد”.

    وقد كان جدي أحمد الخواض، عاملا في قسم “المناورة” في السكة حديد في عطبرة، وسمي أحمد أفندي “أب شبال” كناية عن الطربوش. وكان أول من استقدم “طقم الشاي” إلى كبوشية، وهرع سكان المنطقة من كل حدب وصوب ليروا هذه الظاهرة العجيبة. وقد استفدت من ذلك في نصي السردي “المفارق الفكهة-موت مدرس متجوِّل”، إذ يرد في نهاية النص تعريف “للحمار”:
    الحمار: هو حمار الملابس. وسمي بذلك لظهره المستوي الذي يحمل أثقالا كثيرة من الملابس. وقيل للسكسكة الصادرة عنه، وهي تبدو متقطعة الصوت كما النهيق. وقد دخل الحمار قرية “سعيد الطيب” بعد طقم الشاي، وقبل “التانج”، والآيسكريم. لكنه لم يحظ بالاستقبال الذي حظى به “طقم الشاي”، الذي أحضره لاول مرة، جد “سعيد الطيب” أحمد أفندي أب شبال الذي كان يعمل بالسكة الحديد في عطبرة. آنذاك توافدت الجماعات من شرق النيل وغربه من القرى المجاورة لترى الأكواب المزخرفة ذات الأحجام المختلفة ، ويتوسطها براد كبير، يشبه ديكا “فيوميا”، وكلها جاثمة على صينية برّاقة البياض. بدا المشهد كله للعامة جذابا ومثيرا، وشبيها بدجاج يمرح في حقل أبيض، فأسموا الطقم “حقل الدجاج الأبيض”. وكما قلت في بوست سابق، فإن عدم وجود “كتاب” هو الذي جعل العائلة الخوّاضية لا تقوم بتأسيس كيان منفصل لها، وتكتفي بتبني الطريقة الختمية في الغالب الأعم، مع وجود جماعة اخترت ان تنتمي للانصار. والطريقة الختمية تملك كتبا مثل “تاج التفاسير” و”المولد النبي”، وتنظيما منضبطا كتنظيم “الشباب” الذي كان يقوم بقيادته رجل أعرج، ومن سماحة القوم أنهم لم يمنعوا واحدا من “ذوي الاحتياجات الخاصة” كما نقول بلغة اليوم، من أن يقود “الشباب” وهم يقومون بعروضهم البديعة. وبلغ حب الخواويض حدا عجيبا، حين وهبوا أخصب أراضيهم لآل الميرغني، وكادوا أن يهبوا خالتي “نور” لكي تعمل خادمة في “تكية” الميرغني في الخرطوم، لولا تدخل “طلائع التحديث” ، المتمثِّلة في من نالوا ” تعليما حديثا في المدارس.

    وكان “الديوان” المهجور في بيت جدي “الشيخ الخصر” يعج بصور معلقة على الحوائط لبعض من رحلوا من الميرغنية”. وحين قمت بفك الخط، وتلقيت قليلا من التعليم، كنت أتساءل، موجها الحديث لأمي وأبي لماذا يكتبون تحت صورهم “الذي احتجب يوم. . . “، ولا يكتبون “الذي مات أو توفي”. ولم أجد إجابة شافية، إلى أنْ قرأت أصحابنا الصوفية الذين يقولون بحياة أخرى للولي.

    ***

    مثل الراوي في “موسم الهجرة إلى الشمال”، كان برنامج يومي الأول. يقول الراوي “كانت امي لي بالمرصاد، تذكِّرني بمن مات، لأذهب وأعزي، وتذكِّرني بمن تزوج، لأذهب وأهنئ. جبت البلد طولا وعرضا معزّيا ومهنِّئا”. لكن أمي اكتفتْ بتعداد الزيجات، ومن الأموات اختارت أقربهم إلى قلبها، وقد كانت جد عملية وبراغماتية، فلا يمكنني أن أتقمص راوي “موسم الهجرة” الذي غاب سبع سنوات عن قرية خاملة الذكر على منحنى نهر النيل، وأنا عدت يا سادتي بعد ربع قرن، انصرمت خلالها ثلاثة أجيال، وتغيرت “حكومات”، وانهار “المعسكر الاشتراكي. “

    ***

    كان سائقي ودليلي أخي الأصغر نزار، الذي سميته على “نزار قباني”، وابتهج الأهل بالاسم لأنه جد الرسول. امتطينا “مركوبنا” كما يسمي القذافي “وسائل المواصلات”، وانطلقت بنا سيارة الصادق الهاشمي البيضاء. كانت الشوارع ضيقة، وكثيرة الازدحام، وأعداد السيارات والحافلات والبصات والركشات أو الكاروهات، أكثر بأضعاف مضاعفة من قدرة الشوارع الطاعنة في الذبول. مسار الحركة جد بطيء، والسائقون يتنافسون في “سرقة الشارع” في جنون هستيري. ومن النادر أن ترى إشارات المرور إلا في “الأحياء الراقية”. ولذلك انتشر رجال المرور بأشرطتهم البرتقالية وسيقانهم النحيلة، يشيرون بأياديهم ، في مدينة محرومة من “صواني الحركة”. لذلك يكتفي أولئك الشرطيون بكومة “درّاب” يتحلّقون حولها، ولهم فيها مآرب أخرى، أهمها قذف السائقين العصاة بفتات “الدرّاب”، ويتبعون ذلك بشتائم من النوع أبو كديس على شاكلة “يا ابن ال. . . . “، ولكن لا حياة لمن تشتم.

    المدينة وقد اكتمل ترييفها، تئنُّ من كثرة الخلق والأسمنت. عشرات المباني قيد الإكمال، وفوضى بصرية تنشر أجنحتها على فضاء المدن الثلاث. المدن تشكو قلة الخضرة والماء وتعج بالوجوه العابسة التي تحاول بابتسامات مختلقة طرد الزهايمر المبكر. أسماء المحال التجارية تعرّي هوية الأثرياء الجدد. والأسماء توزعت على حقلين دلاليين: إسلامي وأعجمي. وجه كوزمبوليتي بقناع ديني. شلنا الفاتحة، وتقهوجنا كثيرا، واجترعنا بعضا من العصير الحديث، وتحدثنا عن العرب، والغرب، والغربة، وافترقنا وسؤال يطاردني من أفواه المتلقين للعزاء:
    “متى ستعود مرة أخرى”؟
    لا أحد سألني ولو مجاملا، إنْ كنت أنوي الاستقرار.

    شفق الخسران:
    لم تشفع لي جولاتي الليلية وسط حُفر الأحياء التي ما تزال بلا شوارع تقود ابنا ضالا عاد مثلي كما الطير، فلامني البعض سرا وعلانية لأنني لم أتفقد البيوت واحدا واحدا. لم يشفع كوني نصف “عضير” أتوكأ على نواياي الحسنة وأتفيأ ظلال ابتسامة جاهدت ربع قرن كي أجعلها وشما دائما على مرآة وجهي وحديقة روحي، لم يشفع لي كل ذلك لسهوي عن منازل كنت أسير إليها كأعمى أضاع مكان غواياته المتوارية. ولم تسلم عنقي من التفاف حبل اللوم، وأطواق الملامة، “ما عليَّ” بحتُ لقلبي وكبدي، فقرون استشعاري كانت تجاهد كي تلتقط تفاصيل الدور الصامتة، الكابي على جدرانها نصف عتمة. وانسربتُ، صاعدا ببطء وتمحْرك درج شقة عائلتي، إلى فضاء البيتوتيّة.

    كاتب سوداني، يقيم في الولايات المتحدة الأمريكية

    *https://thakafamag.com/؟p=4238https://thakafamag.com/؟p=4238
                  

10-03-2018, 07:32 AM

احمد التجانى احمد
<aاحمد التجانى احمد
تاريخ التسجيل: 11-11-2006
مجموع المشاركات: 3155

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: عبدالحفيظ ابوسن)

    يا ابكر بمناسبة سيرة الدافورى و سميرة راجل على بانقا , انت مولانا صديق نسيبكم المتزوج بت عمنا سعيد مجزوب مالو ما كان بيلعب معانا الدافورى و بيكتفى بالمشاهدة من كرسيه القابع فى المصطبه

    تانى ياخ جهجهتنى بحكاية انه دينا خالد بالنسبة ليك لسه شبح اسفيرى ساى بعد قصة اللكزس و الاسبانيات و استاربكس

    اخيرا انت مستقر وين فى المجرة دى
                  

10-03-2018, 07:43 AM

أحمد محمد عمر

تاريخ التسجيل: 03-03-2010
مجموع المشاركات: 6272

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: احمد التجانى احمد)

    شنو ياااااااا خواض !
    قالوا لبكري يحترم كتاباتك لكن ما قالوا ليك أكلها ليه بالرجالة جوة بيته



    _________
    يا ربي المداخلة دي بياتو حساب!
                  

10-03-2018, 07:47 AM

muntasir

تاريخ التسجيل: 11-07-2003
مجموع المشاركات: 7547

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: أحمد محمد عمر)

    يا اسامة كده ممكن أبوبكر ممكن يقول انت بتستغل شعبيته وشهرته للنشر
                  

10-03-2018, 07:49 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: أحمد محمد عمر)

    اهلا برجوعك اخيرا

    هو "طردني من جنة السرد"،

    وهذه العبارة فاتتْ على فطنة هاشم الحسن...

    خليك قريب ههههههههه
                  

10-03-2018, 08:01 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: osama elkhawad)

    من ارشيف روايات الكلمة لصاحبها صبري حافظ:

    Quote:
    ليلة الهدهد (رواية)
    إبراهيم أحمد

    خص الروائي العراقي (الكلمة) بهذا النص الروائي الملحمي الذي يغوص بتاريخ الدولة العراقية الحديثة منذ نشأتها بحدودها الحالية 1921 من خلال بنية تمزج الوثائقي بالفنطازي بتناول حركة كانت الأكثر تأثيراً في بلورة ملامح العراق السياسي الحديث إلا وهي الحزب الشيوعي العراقي وعالمه في علاقته بالتاريخ والمجتمع. إقرأ المزيد...


    موت مدرس متجوِّل (رواية)
    أسـامة الخواض

    يرسم الكاتب السوداني عالم مدرس سوداني غريب قابع في القاع الاجتماعي في بلد نفطي مجاور (ليبيا زمن الدكتاتورية)، متأملا ومفصلا معاناة معلم مثقف حالم في مواجهة فساد متأصل في بنية ريف صحراوي، كما يكشف الروح العنصرية المستشرية بين العرب من خلال الحط من قيمة العامل الغريب في بنية ولغة متألقة. إقرأ المزيد...


    جبل النظيف (رواية)
    إبراهيم أبو عواد

    خص الروائي الأردني (الكلمة) بهذه الرواية التي رسم فيها العالم السفلي لمنطقة «جبل النظيف» وتتبع فيها شخصياته المختلفة في علاقاتها مع بعضها، ومع فضاء آخر حيث تمددت بعض الشخصيات إلى عالم الأغنياء، راصدا تناقضات الحياة والعلاقات الملتبسة بلغة سرد تزاوج بين المجاز الشعري والسرد الدقيق. إقرأ المزيد...
                  

10-03-2018, 08:03 AM

أحمد محمد عمر

تاريخ التسجيل: 03-03-2010
مجموع المشاركات: 6272

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: osama elkhawad)

    طوااااااالي تمشي تفتح بوست اسمه الخواض في جنة السرد وتعرض فيه انتاجك وسط جمهورك وتوريهو الحنن النملة منو
    هنا البوست دة عن سارة وسنهوري ومدح المستنير بواسطة نفسه ومحبيه :)
                  

10-03-2018, 08:33 AM

Haytham Ghaly

تاريخ التسجيل: 01-20-2013
مجموع المشاركات: 4763

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: أحمد محمد عمر)


    Quote:
    : التحية للحلوين، صديق الغالي، أبا ذر، المسافة، الحلو خالص أسامة بابكر، إخلاص ودينا، قسم الفضيل، بدر الدين بابكر، سيف اليزل، نور تاور وأسماعيل


    Quote: فشنو يا سمعة، خليك حليو شويّة
    Re: الجلابة الحلوينRe: الجلابة الحلوين
    أنا شايف الناس تجي تاخد حقها بالجملة




    ____________
    حفيظ وهيثم شوق الشوق والله




    انا لرب المجرات ولله واللات وجميع الالهة راجعون

    يا زول انت بتبحت الحاجات دي من وين وكيف ؟؟


    بديت اصل مرحلة اليقين انك شبح


    بالله المستنير اتاريهو مطلع الجلابة كلهم حلوين


    شكيت محنك يا ود مدني
                  

10-03-2018, 09:40 AM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: أبوبكر عباس)

    كتر خيركم كلكم يا شباب .. وأصدق ابوبكر في حكاية نفي اي دلالة ذهنية اخرى لوصف حليو ..وانتهى الموضوع

    مشكلة الكتابة في الاسفير ان الإحالات متعددة تتخطى ما تريد من الكتابة

                  

10-03-2018, 10:03 AM

أحمد محمد عمر

تاريخ التسجيل: 03-03-2010
مجموع المشاركات: 6272

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: محمد حيدر المشرف)

    أنا غايتو ما مصدقه
    قبل كدة قال لي حمادة وانا الموضوع دة ما بخليهو
    هيثم نجهني في مهارات البحث لمن ما اتذكرت الكوت اللي اتعدى عليه فيه المستنير ووصفني بحمادة
                  

10-03-2018, 10:45 AM

أبوبكر عباس
<aأبوبكر عباس
تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 3472

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: أحمد محمد عمر)

    يا أحمد التيجاني،
    الاسبوع الفات لاقيت أخوانك في أبو العباس (رغم أنف حرف الجر)
    مرتضى وأخوك العندو لوتري
    اتونسنا وأديتو اقتراح لو داير بلاد دافئة وملانة سودانيين يجينا في غرينسبورو
    لكن ما فيها قروش، بس فيها أنا بونسو وبثقفو.

    مولانا صديق الزمن داك البرستيج بتاعو ما كان بسمح ليهو يلعب معانا دافوري
    الراجل كان سعادة مستشار حاكم الأقليم الأوسط بحالو

    بخصوص دينا خالد
    أمس دي كانت معاي بالتلفون
                  

10-03-2018, 11:13 AM

محمد البشرى الخضر
<aمحمد البشرى الخضر
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 28869

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: أبوبكر عباس)

    عاين يقول ليك عايز آكل لقمتين وأقوم! يا حبة ما تنسى تغسّل الصحن معاك و تلم صناديق البيبسي
                  

10-03-2018, 11:55 AM

أحمد محمد عمر

تاريخ التسجيل: 03-03-2010
مجموع المشاركات: 6272

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: محمد البشرى الخضر)

    كنت قايم لكن جابو التحلية
                  

10-03-2018, 11:59 AM

عبدالحفيظ ابوسن
<aعبدالحفيظ ابوسن
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 22319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: أحمد محمد عمر)

    رد معلمين
    فتشت للكيس اخت سفة
    لقيتو مافي
    اتذكرت اني ما بسف
    Quote:
    كنت قايم لكن جابو التحلية
                      

10-03-2018, 01:00 PM

Nasser Amin
<aNasser Amin
تاريخ التسجيل: 02-07-2017
مجموع المشاركات: 3562

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: عبدالحفيظ ابوسن)
                  

10-03-2018, 01:29 PM

أحمد محمد عمر

تاريخ التسجيل: 03-03-2010
مجموع المشاركات: 6272

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: Nasser Amin)



    عاااااااااااااالم تموت في الآكشن

    تكمل الباسطة يحلفوا عليك بكباية حليب :)
                  

10-03-2018, 05:26 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: أحمد محمد عمر)

    Quote: طوااااااالي تمشي تفتح بوست اسمه الخواض في جنة السرد وتعرض فيه انتاجك وسط جمهورك وتوريهو الحنن النملة منو

    بس باقي شوية

    البيطار هو البدا يعمل في مقارنات ما عندها معنى...

    حاديهو عشر سنوات يكتب زي "بنك بجنب الخصيتين":

    بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة

    أسامة الخواض
    [email protected]
    ******************

    "يا للأسف!ماذا يفيد هذا الرواح والمجيئ, وماذا ينفع هذا التعب؟ وهذه المغامرة، عند أقوام غريبة، ما ذا تنفع هذه اللغات التي تغصُّ الذاكرة بها, وهذه الهموم التي لا تعرف أسمالاً، إذا لن يكون بمقدوري، ذات يوم،بعد عدة سنوات، أنْ أستريح في مكان يعجبني ولو قليلاً،وأنْ أجد عائلة،وأنْ يكون لي طفل على الأقل،أقضي بقية حياته في تربيته حسب أفكاري،وفي تربيته وتسليحه بالمعرفة الكاملة التي يعرفها عصره،و أنْ أراه يصير مهندساً مشهوراً، ورجلاً نافذاً وغنياً بواسطة العلم؟ولكن من يعرف عدد الأيام التي سأقضيها في الجبال هذه؟يمكنني أنْ أختفي وسط هذه الأقوام دون أن يبلغ خبري".
    من رسالة لرامبو إلى أهله،كتبها في هرر في اثيوبيا بتأريخ السادس من مايو 1883 م.
    ********
    لم يدرْ بخلد "سعيد الطيب" ، أنَّه سيستحضر في لحظةٍ من لحظات حياته المهرولة بين القرى والبلاد النائية،وباختصار "الجحور العربية النائية"،كلَّ تفاصيل سنوات حياته الأربعين.ها هي اللحظة قد دنتْ،وهو مسجَّى الآن بمفرق(س) الذي تتفرَّع منه طرق وشعابٌ كثيرةٌ تؤدِّي إلى هذيانٍ طويلٍ طويلٍ طويلٍ. ها هو الآن مغطَّى بشوال سكّر قديم،وحوله كتبه التي تناثرتْ في تضاريس المفرق الذي اكتظَّ بأشخاصٍ يلقون عليه نظرة إشفاقٍ بعد أنْ دهسته سيارةٌ مسرعةٌ،نثرتْ خلايا مخّه على الشارع راسمةًً لوحة سريالية.
    ...وهكذا تلوَّنت المفارق أمام روحه،وهي تسرع الخطو على رصيف شهيقه الأخير.وبالفعل كان "سعيد الطيب" سعيداً و هو يتأرجح في برزخٍ ما بين الحياة والموت. كان مولعاً بالسرد.لكنْ بعد فشله في أنْ يصبح قاصَّاً أو روائياً غير مشهورٍ،كان يتمنَّى أنْ يمتهن عملا يوفِّر له فيوضاً من السرد،والاستماع إلى سرد الآخرين والردِّ عليهم،كأنْ يكون محلِّلاً نفسيَّاً أو أختصاصياً اجتماعياً.وقد صرف النظر عن ذلك لأنَّه لا يستطيع أنْ يوفِّر قوته الضروري من الاستماع إلى والردِّ على تداعيات البشر.
    و ها هي الفرصة أخيراًً قد واتته ليحقِّق أمنيته في ذلك البرزخ الضيِّق الذي يأمل أنْ يملأ به ما فاض من مفارقه الفكِهة.
    *مفرق الهرولة العربية:
    كغيري من زملائي الذين أكملوا دراساتهم الجامعية،تلبَّستني رغبة الهرولة بين المفارق العربية بحثاًً عن المال.لم أجد هنالك ما أفعله سوى أنْ أعمل مدرِّساًً،وهي -أي مهنة التدريس-مهنة ،لم أكنْ أتصوّر أنْ أرتبط بها بهذا الدفء الدخيل الذي أحسّه،وأنا أنتقل من من مكان إلى آخر حاملاً طبشوري وأوتار صوتي بين أقوامٍٍ لا يدرون لماذا يتعلَّمون,وكيف يتعلَّمون،ولذلك كنت مجبراً على تدريس موادٍ لا أفهم عنها ما يميّزني عن تلاميذي،لكنَّني كنتُ مجبراً على الانصياع إلى القاعدة العربية الجُحْريَّة الذهبيَّة التي تقول أنَّ المدرس الناجح جدَّاً هو من يستطيع أنْ يتواءم حسب النقْص الموجود في المدرِّسين.بسرعةٍ اكتشفتُ أنَّهم يريدون فصولاً مليئةً بمعلمين و طلاب،والمهم في كل ذلك سدُّ النقص لا غير.فَهُمْ يعرفون أنَّ النتائج مضمونةٌ بحسب ما يقول به أصحاب الشأن.لم يكنْ بإمكاني التهرُّب من ذلك،ففي ذلك خيانة وطنية –حسب ظنِّي البائس ذات مساءٍ غير ممطرٍ-فكل المسؤولين العرب في تلك الجحور العربية-كانوا يسردون لي قائمة طويلة بأسماء المدرِّسين السودانيين الذين كان بإمكانهم تدريس جميع المواد باقتدار وتمكُّن.
    وهكذا، حفاظاً على تلك السمعة الوطنية الطيبة،كنتُ "أُباصر" الأمر ،اعتمادا على معلوماتي السابقة و اطِّلاعي،و اعتمادا على أنَّ هؤلاء القوم لا يدرون لماذا يجب أن يتعلَّموا,وكيف.و انطلاقا من ذلك الفهم العربي الجُحْري للتعليم,صرت معلِّماً "شاملا "-كما المدرسة الهولنديَّة في كرة القدم-يهرول بين مختلف فروع المعرفة،في خمولٍ خفيٍ،ونشاطٍ دعيٍ، يُرْضي طموح المدراء الجهلة في ملء الفصول و أوقات فراغ التلاميذ.

    عندما غدا المدرس لاعباً أو مفرق الرياضة:

    كان مفرقا ًعبثياً أنْ أتحوَّل من شخصٍ خاملٍ إلى لاعبٍ قديرٍ،و أنا الذي لا تربطني بالرياضة أدنى صلة،ذلك أنَّ تقوُّس ظهري الواضح للعيان،ينفي أية علاقة لي بالرياضة و الرياضيين،وما أزال أكنُّ بغضاً عميقاً لذلك المقعد الذي أورثني ذلك التقوُّس حين ضاع كرسيَّ في المرحلة الابتدائية،فاضطررتُ إلى الجلوس على مقعد يشبه مقاعد البارات والتي هي بلا مسندٍ للظهر.كنتُ أكره ذلك التقوُّس،إذْ أنَّه دائماً ما يجعلني أبدو أكبر كثيراً من عمري.ذلك التقوُّس لم يعجب إلا "حبب" التي باحتْ لي –وهي متلاحقة اللهاث-أنَّ إنحناءة ظهري هي أوّل ما جذبني إليها،فهي قد توصَّلتْ من خلال ملاحظاتها وقراءتها العميقة،إلى اكتشافٍ مذهلٍ،مفاده أنَّ من العلامات المميِّزة للإنتلجنسيا إضافةً إلى الصمت والسرحان الطويل،الانحناءة الخفيفة للظهر.
    ما خلا كلام "حبب" الظريفة،فإنَّني كنتُ أعتقد أنَّني قطعتُ كلَّ صلاتي بالرياضة،لكنَّ المدراء الجهلاء في تلك الجحور العربية,كانوا يذكِّرونني دوماً بأنَّني لاعبٌ ماهرٌ،وأُشبه لاعبي كرة القدم بالتحديد.فهم كانوا يصرّون على أنَّني لاعب ممتاز،يلعب على كل الحبال.والحقيقة تقول أنَّني كنتُ غير مبالٍ بما يدور بينهم من خلافات،بسبب استحالة العثور على أي منطق عقلاني ولو بسيط لخلافاتهم.ففي غمرة انشغالهم بالتناطح حول الكراسي الإدارية "الملخْلخة"،كنتُ لا أُبدي مواقف واضحة لأنَّني لا أفهم ما يدور،كما أنَّهم حين يحاولون استمالتي إلى جانبهم،كانت مواقفي الجاهلة واللامبالية،تُوحي لكلِّ الأطراف المتناطحة أنَّني أتّخذ سرَّاً ًمواقف مناهضة لهم،ولذلك كنتُ أبدو أحياناً (لاعباً على الحبلين)،وأحياناً على الحبال الثلاثة،و مرَّات ٍأبدو لاعباً على كلِّ الحبال.
    وما عزَّز من قناعتي بتحوُّلي إلى لاعبٍ،ما يدور في بداية كل عام دراسي من إجراءات إداريَّة عقيمة،وكان عاطف الساخر يسمِّيها "فكّ التسجيلات".وهو تشبيه صائب،فمثل لاعبي كرة القدم كنَّا نصطفُّ ونهرول في دهاليز مكاتب التعليم،بحثاً عن مدرسة جديدة،بآمالٍ مبعثرة،وعرق غزير ،وتعب واضح من أثر الهرولة والنقاش العقيم مع المسؤولين الجهلة.
    مرةً تمَّ تسجيلي في وقتٍ واحدٍ في ناديين،أقصد مدرستين,ولم أكنْ أدري بذلك,وعندما أتيتُ لاستلام راتبي،تمَّ توقيفي لأنَّني أصرف راتبين في وقتٍ واحدٍ.حين قرَّروا تقديمي إلى المحاكمة بتهمة الاختلاس وتزوير أوراق رسمية،تدخَّل فجأةً أحد الكائنات اللامرئيَّة،والتي تظهر أوان "الزنقة" في ممرَّات مكاتب وزارة التعليم.تحدَّث إليَّ بصوتٍ خفيضٍ،لكي يؤكِّد تأثُّره ،وتعاطفه مع قضيتي.وبرَّر تعاطفه معي،بأنَّه يحب السودانيين,لأنَّهم "أحسن ناس"،لذا فهو متأكِّد من براءتي،وأنَّه سيخلّصني من تلك الورطة،بأنْ يسجِّلني في مدرسته،على أنْ أتنازل له عن رُبْع راتبي،نظير الرشاوى التي دفعها .وافقتُ فوراً ,وهرولتُ خلفه.

    *عندما بدا المدرس مالكا للجنّ أو مفرق الكتب:

    لم أكنْ أدري أنَّ هنالك علاقة وثيقة بين الجنّ والكتب،إلّا عندما هبطتت "النجيبة" تلك القرية النائية في سهول تهامة,أحمل أكياساً من الكتب.كنتُ آمل أن تفيدني الكتب بعض الشيئ في مشروعي الجديد لتلطيف بؤس الحياة.فقد توصَّلتُ إلى أنَّ الحياة ذات نسق واحدٍ له طابع تراجيدي .لا أدري أين قرأتُ هذه الفكرة ,لكنَّني كنتُ أجدها مناسبة تماماً لوصف حياتي المهرولة.وقد اكتشفتُ أنّ الكتب في علاقتها بالوقت ،تجعل الحياة أقلَّ مللاً وبؤساً.لم يزعزع من تلك القناعة ما قاله صديقي "السفوري" معلِّقا على علاقتي بالكتب"إنّ مواجهة الريف العربي الكئيب ،لا تتحقَّق بالكتب وحدها،فتلك المواجهة تحتاج إضافة إلى الكتب،الساتلايت،وزوجة ،ومجموعة من قحاب القرية،وخمراً،وأشرطة موسيقية وسينمائية" ثم أردف قائلا-وكانت عيناه تلمعان بوميضٍ ما- "و.....خيالاً روائياً".

    مصداقية كلام "السفوري" وإيماني بجدوى الكتب ،لم يصمدا حين سمعتُ تهامس القرويين أوان وصولي إلى ذلك الجُحْر العربي,وأنا أحمل أكياساً من الكتب.كان التهامس يزداد كل يوم،وأنا لا أجد له سبباً مقنعًاً،إلى أنْ التقاني أحد القرويين ،وطلب مني في توسُّل وإلحاح بأن أُكلِّم ملك الجنِّ والتمس إليه لحل مشكلة تخصّه،وحين سألته"و ما علاقتي أنا بالجنِّ؟"،فقال لي متعجِّباً "وهل يملك الجنَّ إلا أصحاب الكتب؟؟إنَّ آخر مالك ٍللجنِّ كان يملك عشرة كتب،وأنتَ تملك أكثر من مائة كتاب!!!..أزعجتني الفكرة،فانسحبتُ بهدوءٍ دون كلام ،ومضيت مترنِّحاً،لكنَّه لاحقني قائلاً في ثقةٍ "انَّ مشيتك المترنِّحة، و أنحناءتك الواضحة تدلُّ أنَّ الجنّ أيضاً "راكبك".

    *عندما تمترس المدرس بالخيال الروائي أو مفرق السرديات الجُحْريفية:

    لم تكن الكتب مفيدة فقط في تخفيف قسوة الحياة في الجحور العربية الكئيبة،بل ساعدتني في قبول حياتي,و في تخطِّي كثير من الحرج الاجتماعي.كلُّ الكتب ليست مفيدة في تلك الأجواء العربية الخانقة.لذا صرتُ أقلِّل من قراءة الكتب ذات الطابع الحداثوي,حتى لا أشحن لاشعوري بذلك. وفي المقابل أكثرتُ من قراءة الروايات.فالخيال الروائي قد أفادني كثيرا في تقبُّل حياتي المبعثرة بين الجحور الريفية العربية،كما أنَّه أفادني في خلق صورة لنفسي تجعلني مقبولا كفأر محترم في تلك الجحور العربية.وفي كلا الحالين ، كنتُ أتحوَّل إلى سارد.
    وللتدليل على قوَّة الخيال الروائي،سأذكر كيف ساعدني ذلك الخيال الروائي في قبول حياتي الجُحْريَّة.كنتُ أنام على سرير بالٍ "مهتوك"،يكاد يصل عجيزتي بالأرض,لذلك صرتُ أقنع نفسي بأنَّني أنام على أرجوحة تشبه تلك الأراجيح المبثوثات في روايات أمريكا اللاتينية، إلا أنَّ أرجوحتي لا تُمنِّي نفسها بعطر حسناء,أو ملمس عجيزة ممتلئة،إنَّها فقط تحتفي فقط بعجائز المدراء الجهلة ،وهو ما يعطيني شعورا بالمساواة،إذْ أنَّ مستقبل عجيزتي مشابه لمستقبل عجيزة مديري،لذلك فاحتمال أنْ تلدغ عقربةعجيزتي ، مساوٍ تماماً لمصير عجيزة المدير.
    الخيال الروائي خلق وظيفة أُخرى لحبال البلاستيك التي أُعلِّق عليها ملابسي.فتلك الحبال البلاستيكية أصبحتْ تفوح برائحة التراث،وترتدي طابعا ًفولكلورياً،وأحياناًً طابعاً إستشراقياً معجبياً، يرجع بها الى مرحلة ما قبل اكتشاف "الحمار".

    أمَّا على صعيد تجنُّب الحرج الاجتماعي،في مواجهة السؤال الأساس للفئران العربية التي تقابلني:متزوج؟؟؟",وهذا هو سؤال الفئة الواعية المهذَّبة،أمَّا الأغلبية فتُعمل خيالها في صلفٍ:
    إمتي حتجيب العائلة؟؟

    ساعدني "الخيال الروائي"،على إصلاح خطأ إجابتي للجماهير الجُحْريَّة.
    كنتُ في البدء أُوكِّد على عزوبيتي،وأُدافع عنها بأثر العوامل الاقتصادية ،والاجتماعية في عدم دخولي القفص الذهبي.مثل ذلك الرد كان قاتلاً ،بل وفتَّاكاً،إذْ لم يُلقِ الفضوليون القرويّون أي اهتمام لإجاباتي المتحذلقة،بل أنَّهم لم يفهموا سوى أنَّني خطر على نسائهم،في تفسير،وفي تفسير آخر ،وخطر على أطفالهم،خاصة انَّ نسبة التحرُّش والإعتداء الجنسي على الأطفال ،نسبة كبيرة جدا.
    بعد إدراكي لخطأي ذاك،قمتُ بشحذ خيالي الروائي،والاستفادة ممَّا قرأته من روايات لخلق عائلة وهميَّة بأسماء أطفال ،وأُحاول خلق علاقة بين أسمائهم ومدلولاتها،كي لا أنساها.وبعد تأمُّل مرتبك،توصّلتُ إلى "عبلة وعنتر"،فالارتباط بين الإسمين يسهْل حفظهما،كما أنَّ تقليل عدد أطفالي يقود إلى تمييز عن ثقافة القطيع الجُحْري،ويتيح لي فرصة الكفِّ عن الكذب،والتعبير عن نفسي،إذ أنَّني كنتُ متضايقاً من سردي الكاذب.

    وللاحتفاظ بصورة نفسي في نفسي،اخترعتُ شخصيات وهميَّة تروي ما أفكِّر به وأعتقده،للتحايل على العقل الجمعي الجُحْري،وما يتبقَّى من أكاذيب أُدخلها في باب التدريب على السرد عبر إعادة تركيب ما قرأته من قصص وروايات وكتب أخرى وما شاهدته من سرد مصوَّر عبر الأفلام والمسلسلات التلفزيونية. كلُّ تلك المَنْتجة والكولاجات ،كانت تعطي حياتي الرتيبة نكهة السرد الفوّاحة.كان ذلك الاحتفاء العصابي بالسرد،يعطي لحياتي الرتيبة إكسيرا يومياً أُواجه به أشباح الموت في شكلها الجُحْري العربي.كما يوفِّر لي فرصة أُخرى،أُقنع بها نفسي –خفيةً-بتبريراتٍ ما لإحجامي عن الزواج.كنتُ أخترع شخصيات من "المجتمع الصفوري"،تعكس نيَّتي الطيّبة في عدم جرِّ آدمية أخرى وآدميين آخرين للعيش في هذا البؤس الملطَّف ب"القسمة والنصيب".كنتُ لا أُركِّز على فوضى العازب،وإنما على فوضى الحياة المهرولة بلا معنى.لكن في المقابل عليَّ أن أعترف أنَّ وضعية المتزوِّج التي أتصنَّعها،تعطيني مكانةً تبعد عنّي كثيراً من الشكوك والظنون،كما تتيح لي فرصة التحدُّث مع مدرِّسين آخرين لا يملكون هموما معرفية،كما غيرهم من "الفلاشا".فهم ،أولئك النفر من "الفلاشا"،يعتبرون الهموم المعرفية أقرب المسالك إلى الجنون،وفي درجة أقل من ذلك،أنها مُفْسدة للحياة.

    قادتني أعتراضات "الفلاشا" اللامعرفيين،إلى إعادة النظر في ما أحمله من تركيب عقلاني،نتج عن تأثُّري بالثقافة "المروقية" مثل كثيرين من جيلي المتطلِّع إلى حياة تليق بكلب أمريكي.فقد اكتشفت من مآزقي المتتابعة،أنَّني كلَّما ازددت عقلانية،كلما قذفت بي الأيام إلى هامش ضيق من المكان والزمان.فابتدأتُ أعتقد أنَّ قليلا من "العرقلانية"مفيد للصحة العامة ل"مروقي" مبتدئ.وما شجَّعني على ذلك أنَّني لستُ وحدي في هذا المنحى الجديد وسط أبناء جيلي.فقد كتب لي "مروقيٌّ" عريق في "المروقيَّة":
    "إنَّني أبحث منذ زمن طويل نسبيا،عن كتاب "علم الجفر" ولكن بخط اليد،وسأسافر إلى سواحل البحر الأحمر –كما قيل لي-لشرائه لأهدي به الشباب الضالين من أبناء جيلنا".

    أمَّا أنا فكنتُ أبحث عن شيئين:المال والصفاء النفسي لأُبعد عن نفسي هاجس الانتحار الذي يراودني من حين لآخر.فعدتُ أقرأ "مجرَّبات الديربي الصغير والكبير" و "أبو معشر الفلكي" و “The miracle power of believing” ،حتّى أتواءم مع أُصولي الريفية و فكرة "الطابع التراجيدي للحياة".

    *مفرق الأبراج: أو عندما أضحى المدرس دلواً:

    أنا من مواليد برج الجدي،وأعرفُ من قراءاتي في علم الكفّ والتنجيم أنَّ مواليد هذا البرج ينسجمون مع مواليد برج الدلو.لم أحاول قط في حياتي ،أنْ أتأكَّد من صدْق هذه المقولة،لكنَّني جرَّبتُ-بدلاً عن ذلك –محاولة الانسجام مع الدلو نفسه.فقد قُدّر لي أنْ أهرول في جبال نائية مليئة بالصمت والقمل والجهل والنسيان.كنتُ أصعد إلى جبلي بدلو،ولا أهبط من الجبل إلا في نهاية العام الدراسي.كان الأمر في البدء مزعجاً،لكنَّني كعادتي الجُحْريَّة،جعلتُ من تلك الرحلة فرصة لسرد تفاصيل حياتي إلى نفسي المسكينة.والأغرب من ذلك ،أنَّ علاقة الالتصاق بالدلو،تحوَّلتْ إلى تقمُّص كامل لصديقي الدلو.فقد عملتُ في منطقة تسمى "الآبار السبع" والتي يقطنها بدو شرسون.

    كنتُ ضحية عادتهم الكريهة في تضييع الأختام والأوراق الرسمية.فتارة أُنقل إلى "بئر الغنم" ،وتارة أخرى إلى "بئر مُعمّر"،ثمَّ بعد أسابيع إلى "بئر عز الدين".استفزني هذا الرحيل العشوائي بين الآبار البدوية،فقلتُ للمسؤول البدويّ"أنا إنسان،ولست دلوا تلقون به كيفما اتفق في آباركم المالحة".لم يفهم كلامي ولا سبب احتجاجي،لكنَّه أحسَّ بإهانة كبرى،فقال لي وهو يتحدَّث كشريط مسجّل"إن في هذا إهانة كبرى لأوَّل جماهيرية في التاريخ،حرَّرت الإنسان ،وبدأتْ مشروع بناء المدينة الفاضلة،وهي على أعتاب بناء الإنسان النموذجي السعيد،يا أستاذ "سعيد"....."ثمَّ أخذ ورقة،كتب عليها بعض الكلمات بخط قبيح ولغة لم أفهمها،وأرانيها كي أوقع.اعتذرتُ عن التوقيع لأنني لم أستطع قراءة المكتوب لنسياني للنظَّارة.فَهِم كلامي،وعلى الفور نهرني وهو يأمرني بالذهاب إلى "البئر الأعوج"،وهدَّدني بتشديد المراقبة علي،ثُمَّ أعطاني نسخة من "الكتاب البنفسجي".حملتُ الكتاب،قلَّبته كثيرا،ولم أفهم لماذا سُمِّيتْ هذه الصفحات المليئة بالبديهيات "كتابا".حاولت أن أُفهم مدير المدرسة البدوي،وهو من الثوريين الذين يؤمنون بمقولات "الكتاب البنفسجي"،انني أجد صعوبة كبيرة في فهم الكتاب،فأرشدني الى شروحات "الكتاب البنفسجي" التي ستجعل منك إنسانا بعد أن كنت دلوا،وأعقب كلامه الأخير بابتسامة عديمة المعنى،لكنني بادلته الابتسامة،لأنَّ نكات المدراء دائماً مضحكة.

    كانت "الشروحات" تتألَّف من عشرة مجلدات ضخمة.وكانت المجلدات ذات ورق صقيل وأغلفة فاخرة مذهَّبة.من أول وهلة أدركتُ أنَّني لن أستطيع قراءة تلك الشروحات،ومن ثمَّ لن أفلح في التحوُّل من دلو الى إنسان.قنعتُ بهويتي الدلوية الجديدة،وراهنتُُ على إيجاد فهم خاص للكتاب البنفسجي الذي لا تزيد صفحاته عن مائة صفحة من القطع الصغير ،ومكتوبة ببنط كبير يصلح لضعاف النظر.وغمرني فجأة شعور طاغ ٍبأنني سأجتاز التفتيش بنجاح.

    ضحى يوم غائم،حضر المفتِّش.كان يرتدي سروالا طويلا أزرق وقميصا بنفس اللون،وهو زيّ لشيوعه لا يجعلك تفرِّق بين الخفير وبين المدير.رحَّبتُ به أمام الطلاب وأشدتُ بقدراته التي لا أعرف عنها شيئا.نهض في تثاقل وجلافة،وشكرني في حياء مختلط بغلظة واضحة على وجهه المتهدِّل،مثل وضوح رائحة فمه الكريهة التي تشكو من هجر المسواك ،لأن أولئك القوم يعتقدون أن السواك عادة نسائية.تحدَّث عن مفهوم المساواة في "الكتاب البنفسجي"،وأمرني بتوضيحه للطلاب.
    تنحنحتُ قليلا،وأمَّنتُ على أهمية مفهوم المساواة وأهمية "الكتاب البنفسجي" كمرجع واحد أحد في هذا العصر الجماهيري الذهبي،وخطر ببالي فجأة أن أُحلِّي كلامي باستغلال موهبتي المدفونة في السرد،وابتدرتُ حديثي إلى الطلاب هكذا بصوت مؤثِّر:
    في يوم من أيَّام الصيف المطيرة،ذهب الأسد ملك الغابة..."هبَّ المفتِّش من مقعده ثائراً و هو يقول مرتجفاً من الغضب"نحن يا أبنائي الأعزاء في عصر الجماهير،ولا يوجد لدينا ملوك في نظريتنا العالمية".
    قلت مصحِّحا في مسْكنة متلعثمة" ولكنَّني ...."،
    فقاطعني هائجاً:
    "أبنائي الأعزاء،إنَّ الجماهير هي صانعة الثورات وقاطرة التغيير،وإنَّ الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها،وكذلك الأسود اذا دخلت الغابات."
    ثم أنهى الحصة و اقتادني إلى مكتب ناءٍ،وقال لي في رثاء واضح"أدرك حداثة عهدك ووجودك في هذه البلاد،ومثل ذلك الكلام الذي قلته للطلاب سيقطع رزقك.سأنقلك إلى "بئر العسل"،فالمدير هنالك طيِّب ومتفهِّم للبرَّانيين من شاكلتك,وسيغفر لك مثل هذه الأخطاء".
    شكرته في مذلَّة،وأنا أفكِّر في طريقة ما للتخلُّص من هذا المأزق الدلوي.

    بعد أسابيع من حديثي مع المفتش،تخلصت من ذلك المأزق،لكن لعنة الدلو انتقلت معي عندما غادرت المجتمع النموذجي السعيد متوجِّهاً إلى البلاد السعيدة.

    تمَّ قذفي إلى إحدى المدارس في قرية جبليَّة وعرة.كنتُ أعرف من الكتب المدهشة ذلك الارتباط سابق الذكر بين مواليد برج الجدي والدلو,لكننَّي لم أكنْ أتصوَّر أنَّ تلك العلاقة ستتطوَّر إلى علاقة شخصيَّة مع الدلو نفسه.ففي تلك القرية الجبليَّة كان الدلو هو الوسيلة الوحيدة للمواصلات،وبواسطته كُنَّا نعرف كثيراً من الأحداث المهمَّة لحياتنا الجُحْريَّة الجبليَّة،وكنَّا لا ننزل من الجبل إلّا لمهام جليلة مثل صرف المرتَّب.ولذلك كانت مناداتنا لركوب الدلو أمراً يسرّ البال.وبحسب لغة لاعبي "الكُنْكان"،فإنَّ نزلات صرف المرتّب أثناء العام الدراسي هي تعريجة،أمّا النزْلة الأخيرة فتسمَّى نزْلة مصحوبة بفكَّة تيكتين والقفول انتظارا للخمسين أي صرف الدولار.

    *مفرق المعاهد أو "الحلومر" في خيبته :

    طيلة عملي في البلاد السعيدة،كنت أعمل في مدارس وزارة التربية،وهي تختلف عن "المعاهد العلمية"،وانْ كان أنَّ المرتب واحد.والمعاهد العلمية كما يرى المدافعون عنها لا تختلف عن مدارس الوزارة إلا في تكثيف منهج اللغة العربية و التربية الإسلامية لزيادة الاهتمام بأهمّ مكوِّنات الثقافة العربية الإسلامية.ويرى آخرون أنها أُنشئتْ لمواجهة المدِّ اليساري في الجزء الجنوبي من البلاد السعيدة.و تمزج تلك المعاهد بين دور المدرس و الفقيه،و هو ما وطّد عند العامة من سكان البلاد السعيدة،أن "الأستاذ" قادر على الإفتاء.و قد أربكتني هذه الصورة الفقهية للمدرس ،حين سألني راكب جلس بجواري في حافلة ،في حماس غير الواثق من نفسه "مش صحيح يا أستاذ في حديث بقول "ساعة لربك،و ساعة لقلبك،و ساعة لز...ك"؟فما كان منى إلا أن لعبت دور أعجمي من الأفارقة الذين يتسللون خلسة إلى البلاد السعيدة تتبعهم رائحة أعشاب البحر.

    وقد جعلتني خلفيتي "المروقيَّة" نافرا من تلك المعاهد.وظلَّ هذا النفور قائما إلى أنْ تعرَّضنا ذات مَرَّة مُرّة إلى "التفنيش" ،وهي كلمة محوَّرة عن الانجليزية والمقصود بها تلطيف عملية الاستغناء،والذي هو بدوره حسب خبرة الفلاشا وخاصة المعارين منهم،ليس نهائيا،وهو ناتج عن الربكة الإدارية المريعة في البلاد السعيدة.ولذلك كثيرا ما كان يتمُّ إرجاع "المفنَّشين" إلى أعمالهم باسمين،ومثل هذا الإجراء كان يُسمَّى بالحلو مر،لاجتماع قطرات السعادة مع حبيبات الأسى على ورقة الهباء المتدلية من شجرة الروح الذابلة.
    لكنّ الأمر في تلك المَرّة المُرَّة لم يكن "حلومراً".ولم يكن من بد سوى التقديم للعمل في "المعاهد".لم يكن اتخاذي لقرار التقديم سهلا،خاصة بعد التهكُّمات التي صدرتْ من بعض زملائي عن جدوى الكتب.وهو سؤالٌ أربكني كثيراً،إذ كنتُ دائماً أكتشف الفارق الضخم والخرافي بين حياتي والحياة التي تحكي عنها الكتب المدهشة.وكانت روحي "المروقية" تتأزَّم ،كلّما اكتشفتُ أنّ العالم المحيط بي لا يشبه أبداً الحياة الموجودة في الكتب المدهشة.كما أنَّ التحليلات "المروقية" التي تتحدّثُ عن دخولنا مرحلة جديدة واقترابنا من الحياة المبثوثة في الكتب،لم ترقْ لي،بل واكتشفت أنها كاذبة.فكلما سِرنا في المظاهرات الاحتجاجية،و هنْدسنا الانتفاضات على حياتنا غير المتَّفقة مع الحياة التي في الكتب،وكُلَّما كثر عدد الكورالات والأغاني التي تعدنا بنوافير وبناتٍ كالحدائق،كُلَّما دهستنا الوحشة والكآبة.وقد توصّلتُ إلى أنّ الحياة التي نعيشها الآن،هي دليل دامغ على أنّ الشرط الوحيد لبقائنا الآن هو الابتعاد عن الحياة التي تعدنا بها الكورالات، والأغاني، والكتب المدهشة، و"الأولاد أبَّانْ خُرْتايات".

    وقد قادني اكتشاف وجود حياتين، إلى أنَّ هنالك حياة ما بين الحياتين،و أنَّ الحياة الوحيدة الممكنة هي التي يتحقَّق فيها "الضرب العادي من السعادة".كان توصُّلى إلى تلك الحياة بين الحياتين مقروناً بنشوةٍ مفكَّكةٍ ، وتشبه نشوة القفز من المقلاة إلى النار مباشرةً.وبناءً على وعيي الجديد قرَّرت التقديم للمعاهد.كان قراري ذلك قرارا تاريخيا في سيرة حياتي المترجرجة،فهو يشكِّل بداية دخولي مرحلة جديدة أسميتها "الاستعداد للخيبة".لكنَّني اكتشفتُ بعد ذلك ،أنَّني لم أكنْ مستعداً بما فيه الكفاية لمعانقة الخيبة.فقد رُفض طلبي بحجَّة أنّني صاحب شخصية غامضة لا يمكن تحديد سماتها بدقّة،كما أنّني أُكثر من اقتناء الكتب التي تحتوي على علمٍ لا ينفع.
    *************
    اكتشف الكاتب بعد انتهائه من تدوين هذيانات سعيد الطيِّب،أنَّ هنالك كثيرا من الكلمات غير المفهومة للقارئ العادي،مما يساهم في استغلاق النص.فقام ببحثٍ مُضْنٍ عبْر المقابلات الشخصيَّة، والرسائل البريدية، و المحادثات التليفونية، والإيميلات،و "مذكرات"سعيد الطيب التي تم ترميمها بعد أن غمرت خلايا مخه المتناثرة أجزاء منها.وكان أنْ توصّل الكاتب –من منفاه الكاليفورني-إلى القاموس التالي:

    1-الفلاشا:
    تسمية أطلقها في الثمانينيّات من القرن العشرين موظَّفو مطار الخرطوم على المدرسين السودانيين المعارين القادمين من دولة عربية سعيدة،لأنّهم أي أولئك المعارين يأتون ويذهبون أفواجاً في رحلات "التفويج"،مرتدين ملابس رثة.وقُصِد بهذه التسمية عزل وفرْز أولئك المدرسين عن مغتربي البلدان العربية الناعمة،مثلما حدث لأقرانهم و أبناء أعمامهم من "السلْكاويَّة".و لا تتم معاملة المعارين من قبل أولئك الموظفين على قدم المساواة.و من العوامل المركونة في لا وعيهم "أغاني البنات".
    في البداية صعد نجم الهاربين، جميعا بدون فرز،فارتفع النشيد النسوي:
    "أنحنا ما دايرينْ
    يا العزَّابة
    إلأ مغتربين
    يا العزَّابة"
    ترمترم ترم ترمترم ترم ترمترم ترم
    و بالغن في الإطلاق حتى أنهن أنشدن:
    مغترب كان كديس كان ك ل ب
    مممامما ممما ممما ممما مممما
    ثم انكشفت الغشاوة البترودولارية،فتوصلنَّ إلى طبقات المغتربين:
    بقوا نوعين:
    نوع أصلي:
    "يا أبو ظبي
    يا بلد النبي
    يا أقعد كدي"
    توتوتوتو تاتاتاتا تي تي تي تي تي تي
    و نوع تايواني ،ضعضعه الدهر،فتضعضع مثل "الفلاشا"،في مقارنة مع النوع الأصلي:
    "ليبيا و اليمنْ ضياع زمنْ
    الكويتْ
    عربية و بيتْ"
    توتوتوترارا توتوتوترارا توتوتوترارا
    ثم ذهب "الهاربون" جميعا إلى مهاوي النسيان،و على مسرح الأماني النسوية ظهر الصاعدون الجدد من البرابرة الملتحين إلى سماء الأهازيج السرية:
    أتحجَّبْ و ألبسْ طويلْ
    عشان أعرِّسْ عمر البشيرْ
    تررررم ترررررم ترررررم
    "الكوز مريِّشْ
    الكوز بعيِّشْ"
    لالالا لالالالا لالالالالا
    حبيبي ظريفْ
    يا ناسْ
    الكوز لطيفْ
    يا ناسْ"
    هشِّكْ بشِّكْ هشِّكْ بشِّكْ هشِّكْ بشِّكْ
    و حين بحَّتْ أصوات النداء الأنثوي، لم تجد غضاضة في لعب دور الضرَّة:
    "جاياك يا أبشرا
    و جاية أفتو معاك و بالضره
    يا أبشرا
    إن شاء الله راجل مره"
    تللا لالا تللا لالا تللا لالا لالالا
    و جاوبها صدى حبشي جبلي:
    الليل
    مغرزة
    راجل المرة حلو حلا
    تنتنا تنتنا تنتن تنتنا تنتنا تنتن
    وبمرور الأيام تمَّ توسيع ماعون "الفلاشا" كتسمية، لتشمل أيضاً الباحثين عن عملٍ كمدرِّسين في دواوين الوزارة بتلك الدولة السعيدة.وربّما للإيحاء للمسؤولين عن توظيف المدرسين الأجانب بثقل الوجود،أو لسبب آخر،يصرّ الفلاشا على تأكيد هويتهم السودانية بلبس العراريق المكرفسة والجلاليب المتَّسخة والسراويل ذات "التكك" المزركشة ويكوِّرون فوق رؤوسهم عمامات لُفَّتْ على النمط الأنصاري في أحايين قليلة.وكانوا يفضِّلون ،لأسباب عملية في الغالب،النمط الهلامي،وهو نمط حر ،لا يحكمه قانون،وفيه تلفُّ العمامة كيفما اتّفق.ذلك أنّ عجلتهم الدائمة لا تتيح لهم تدوير العمامة على الطريقة "الترباسية" أو الأقل تعقيدا منها :"الحسينخوجلية" .
    وينتعل الفلاشا السفنجات للشعور بخفَّة الوجود،ف"البرطعة" بالسفنجات،كما يرى أحدهم من المثقفين،هي مؤشِّر على تفضيل الحياة في الهواء الطلق.وهذا السلوك "المُنْطَلِق"-كما يرى "السفوري"-هو من التأثيرات الخفيَّة لثقافة المومسات على الحياة السودانية المعاصرة.فأوّل من "برطعن" بالسفنجات،كُنَّ من مومسات "أبو صليب"،و بعد ذلك انتقل هذا التقليد إلى مومسات "المزاد" و "سبعة بيوت".
    لكنَّ ذلك السلوك "المُنْطلق"،من جانب الفلاشا، يختلط بإصرارهم على العيش والسير والسفر في جماعات كثيرة العدد.وساهم ذلك في اكتسابهم عادة التحدُّث بصوت عال.وترتفع أصواتهم أكثر عندما يركبون سيَّارات النقل العام.وهم عادةً يتحدّثون بذلك الصوتٍ المرتفع عن النجاحات التي حقّقوها في سبيل التوظيف،ويتحدّثون في اقتضابٍ وبصوتٍ خجولٍ عمّا يسمّونها "المضايقات" التي قابلتهم في شبَّاك الوزارة حيث يتزاحم طالبو الوظائف، والمدرسون في آخر العام في طوابير طويلة لصرف مرتباتهم.وهذه الطوابير عادةً ما تتمخّض عن سيلان آلاف الليترات من العرق،وقليل من الليترات من الدم الآدمي إذا ما نجحتْ سياط الشرطة السعيدة،في الوصول الى أُنوف وأرجل و ظهور المتدافعين المتنافسين في شراسة المُعْدم، للوصول إلى شبّاك "التصفية" أي صرف الدولارات.
    وأحياناً كثيرةً تتمخَّض عن سقوط مئات الزراير،وتمزيق أنواع مختلفةٍ من الملابس،وسقوط عشرات الضحايا في حالة إغماء.
    يقول الراصدون لتسمية "الفلاشا"،أنّ المعارين يصرِّون على إخراج أنفسهم من دائرة "الفلاشا".و حسب رأيهم ،فإنّ "الفلاشا"،تضمُّ فضْلا عن "الدخلاء على المهنة" من المتعاقدين،فئات "الخضرجية" والعتّالة" و "مدرِّسي الابتدائيّات"،الذين "تبكْبَكوا" في "عام البكْبَكَة".

    2-العرقلانيّة:
    خلاصة ما توصَّل إليه "سعيد الطيب"، حين فشل في تبنِّي إستراتيجية "الضرب العادي من السعادة".وسكنتْ تلك الخلاصة في نفسه،ذات "طشمةٍ"،حين كان يفكِّر في المصائر المستريبة التي سكنتْ تفاصيل هرولته العربية"التراجيكوميدية". فالحياة لا تبدو-كما توهَّم- سلسلة من المحاولات الناجحة والفاشلة معا لإعمال العقل-كما أوحتْ له بذلك الكتب المدهشة.إنّ الحياة-على النقيض من ذلك تماماً-هي سلسلة من العراقيل.إنَّها مسيرٌ ممضّ من عرقلة إلى أخرى أكثر تعقيداً.وهي –أي العراقيل-تروح وتجيئ –وِفْقاً لمنطقٍ يجهله،ولم تسعفه الكتب المدهشة في اكتشاف ذلك المنطق،كلما تعرقلت مقاود إبل رغباته .وقرّ في نفسه بعد تأمُّلٍ عميقٍ،أنّ قليلاً من العرقلانية هو السعادة نفسها،لكنّها السعادة الموسْوسة المتوجِّسة دوماً من "هادمة المسرات ":
    "العرقلانية الغامضة"..

    3-المعارون:
    هم كما يرى "السفوري"،فئة من المعلِّمين السودانيين كبار السن،ظهرتْ في السبعينيات من القرن العشرين في عدّة دول عربية. وقد تكاثرتْ تلك الفئة عندما لم يكنْ بإمكان "فقرا السودان" اقتسام النبقة.ولذلك صاروا من عَبَدة المال. وهم أوّل من قدّس "الدولار" في التاريخ السوداني المعاصر.ولذلك كانوا يتفنّنون في حفظ الدولار،وتفتَّقتْ عبقرياتهم عن طرقٍ شتَّى للحفظ أهمَّها "بنك بجنب الخصيتين".
    وقد أخرجوا الدولار من دائرة النقود.ويروون في ذلك أنّ أحد المعارين المرضى ادعى أنّه مفلس،ولذلك كان أصدقاؤه يتولّون الصرف عليه في أثناء إقامته في مستشفى ما .وذات يوم سقطت منه صُرَّة اتَّضح بعد فحصها أنّها مليئة بالدولارات..وحين نظر إليه الحضور نظرة استنكار واحتقار،قال محتجّاً،والدموع تترقْرق في عينيه:
    "دي ما قروش،دي دولارات"، وبالغ في تفخيم "الراء" في كلمة "دولارات"،حتّى سقط مغشيَّاً عليه.

    4-المجتمع الصفوري:
    من تخريجات "عاطف الساخر" ويقصد بها المجتمع المنعزل الموحش الذي لا يتواصل فيه الأفراد ،ولا يتأكَّدون من وجود ذواتهم إلا عن طريق المضاجعة.
    وقد جاءت تخريجة "عاطف الساخر" على وزن المجتمع الذكوري،وإنْ كان في الأصل أنّه اقتبسها من حديث إحدى المغتربات القادمات من دولة عربية ثريّة،وهي تروي ما قالته إحدى المغتربات من سكّان الجبال العربية،وهي تحاول تلخيص حياتها الجبليَّة:
    "............وهكذا يتكرَّر هذا المشهد يوميا:
    يأتي زوجي المدرِّس ظهرا،فنتغدَّى سويَّاً،ثم نغطُّ في نوم متقطِّعٍ حتّى أذان العصر...حينذاك يخرج زوجي ليجلس على صخرةٍ وحيدةٍ،ثم يطلق صُفّارة طويلة،بعدها ينحدر آيباً لنرقد سويَّاً،ثم ينهض،ويغتسل،ويخرج ليجلس على صخرته الوحيدة ثم يطلق صُفّارته المعتادة ثم يؤوب لمجامعتي.وهكذا يتكرَّر يومياً ما يحدث حين يعود زوجي المدرِّس ظهراً.......
    وهكذا توصَّل "عاطف الساخر" إلى تخريجته تلك ،قارناً لقاء السرير والصفير بالبحث عن التواصل،وأكثر من ذلك التأكُّد من وجود "الأنا".
    وهذه التفصيلة الأخيرة أي "التأكُّد من وجود الأنا"،ليست مفهوما فلسفيا أضافه "عاطف الساخر" من خياله،وإنَّما هي الجزء الثاني ممّا سمعه من حديث المغتربة القادمة من دولة عربية ثريّة ،وهي تروي ما قالته تلك المغتربة القادمة من سكّان الجبال ردّاً على سؤال المغتربة الثريّة :
    "ألا تسأمان من الصفير والجماع؟؟"،وكان أن ردّتْ :
    "يحدث ذلك أحيانا،وعلاجه كان سهلا أول الأمر:
    تناولنا بالتشريح والتحليل كلّ الذين عرفناهم حتى أنّني صرت ألقبه بأبي نمّام،وصار يلقبني بأم نمّام.وحين فرغتْ جعبتانا من الأسماء،كنّا نكسر الصمت بالتسابق على فعل ما. ابتدأنا بالبكاء،وحين جفّتْ مآقينا،تسابقنا على الضراط.وحين جفّت مصاريننا كنّا نرجع مرة أخرى حين يعود زوجي المدرِّس ظهرا إلى.........".
    وما قال به "عاطف الساخر" ،ينسجم تماما مع ما قالته مغتربة في المجتمع النموذجي السعيد،حين سألتها مغتربة من دولة عربية ناعمة،عن حياتها هنالك، فقالت لها:
    "الأكل بطاطس، والز..................غاطس".و الإجابة الأخيرة للمغتربة ،اختلف حولها مثقفو الخرطوم-و خاصة مقتفي آثار "الأولاد أبَّان خُرْتايات"-في ما إذا كانت تندرج ضمن مصطلح "الشطْح الجُحْري".

    5-الضرب العادي من السعادة:
    إستراتيجية تبنّاها "سعيد الطيب"،من تعبير لبطل "البحر والسم"،لشوساكواندوا حين قال:
    "انّ ما هو عادي ،يمكن أنْ يمنح المرء أعظم سعادة" ص 34.
    وقد توصّل إلى مغزى الإستراتيجية ومحتواها و حدودها من كلام بطل الرواية،حين قال:
    كم هو جميل أنْ يكون له ولد بعد فترة، وأن يستقرّ مع زوجته في ضاحية محدودة التكاليف،في مكان ما ،ليستمتع بضرب عادي من السعادة".
    أراحه هذا الاكتشاف قليلا،لكنّه لاحظ أنّ العاديين لا ينزعجون عندما تواجههم تساؤلات أو شكوك ،بل يكتفون بأقوال مثل:
    "هذا شيئ طبيعي" أو "من الطبيعي أنْ ..." أو " ليس من العادة....". أو... . وهكذا تخلّى "سعيد الطيب" عن تلك الإستراتيجية عندما عرف أن ذلك الضرب العادي من السعادة لا يهتمّ كثيرا ولا قليلا بما تقوله الكتب المدهشة.

    6- -موسِّخ-وصيف-عِبَيد-عَبْدو:
    ألفاظ لم تردْ في سرد سعيد الطيب البرزخي،ولكنّها من الألفاظ التي استقرَّتْ و توطَّدتْ في لاوعيه البدوي الجُحْري.
    الألفاظ الثلاثة الأولى يطلقها الدهماء في أول جماهيرية في التاريخ على العاملين فيها من أهل السودان. ف"موسِّخ" تعني الأسود ذا البشرة المتَّسخة من كثرة السواد،وهي نقيض كلمة نظيف ،وتعني في خطاب الرجرجة من افراد المجتمع النموذجي السعيد:ذا البشرة البيضاء.
    و "وصيف" عندهم هي إشارة لطيفة إلى العبد.
    أمّا "عَبْدو" فهو اسم الدلع ل"ِعِبيد" ،و الذي حين نطق به أحد المعارين، كإجابة عن سؤال ضابط جوازات جماهيري "شن سمَّوك"؟ ردَّ الضابط الجماهيري متأفِّفاً و متضايقاً "أدري انك عِبيد،شنو اسمك"؟
    وقد تفتّق خيال الأطفال الجماهيريين عن ذلك الاسم ،عندما أكثر السودان الموسِّخون من امتشاق أسلحتهم البيضاء لدى سماعهم ألفاظ التعيير باللون الكلاسيكية.

    7-المُرُوقِيّون:
    هم جماعة عالمية ذات نوايا طيِّبة و طوباويَّة،مخلوطة بنزعةٍ علميةٍ صارمةٍ.
    وهم كما يرى "عاطف الساخر"، أوّل من حاول ضبط المواعيد في السودان بعد رحيل الإنجليز،ساخرين من "الصباحات الحميمة".
    واشتطّوا في ذلك ،حتى وصل بهم الحال إلى تقديس الاجتماعات والتكاليف الحزبية.
    واستند "عاطف الساخر" في ذلك التخريج على ما ذكرته إحدى "المروقيَّات" في نقاش عاصف -ذات صحو- حينما صاحت في تشنُّج "نحن الذين يقودهم وهج الشمس نحو صعود لا يرث الهبوط،نحن الذين على كتوفنا "مِرِق" الحياة إذا تراخينا،انكسر المِرِق و اتشتتْ الرصاص،و خسرنا كل شيئ".
    وقد أجرى "عاطف الساخر" النسبة من الجمع أي "المروق"،بدلا من المفرد "المِرِق" للأسباب التالية:
    أ‌-إن النسبة من المفرد "المِِرِق" أي مِرٍقي قد تختلط بالمرَق أي الحساء أو المَرْقُ أي إِكْثارُ مَرَقَةِ القِدْرِ.وهؤلاء القوم تطهّريون في علاقتهم بالمَرق ،وإنْ كان أنّهم يطالبون بأنْ يكون المََرَق للجميع.ويُعْتَبر المَرَق عنصرا أساسيا في التحليلات الاجتصادية لنفر كثير منهم، و كرهابنة راديكاليين يسْخرون من المثل الدارج "أهل العِرِس مِشْتهين المَرَقة".
    ب‌-إنّ الجمع يشير إلى أنّهم لا يحملون مِرقا واحدا.وهذا يثبت أنّهم أيضا موعودون بحمل "مروق" أخرى لا يعلمونها،وهي تظهر فجأة عندما يتّضح لهم في مسيرهم الصاعد نحو وهج الشمس،أنّ الحياة لا تجري حسب المخطط ذي المروق الثلاثة.
    ج- وقد اختار المروق لان القواميس تقول أن المارِقةُ: الذين مرقوا من الدِّين لغُلُوّهم فيه.
    والمُرُوق سرعة الخروج من الشيء، مَرَق الرجلُ من دِينه ومَرَقَ من بيته.
    و مما عزّز كلام القواميس، أن مخيال السوقة من السودان و البيضان، يحوك و ينسج أساطير عن المروقيين من بينها أنهم يتزوجون أمهاتهم و أخواتهم،و لا يؤدون الشعائر المفروضة .و إن قاموا بغشيان المعابد،كما يقول علماء الحيض و النفاس من السودان و البيضان،أطلقوا زفرة المُضطهَد،و غرقوا –في رواية لعلماء السوء و السلطان - في سرحان متصل عن المخطوطات الفلسفية و الاقتصادية لذلك الفيلسوف الألماني الشاب،وبيانهم التأسيسي الأكثر انتشارا في التاريخ الإنساني قاطبةً بعد كتب شرقأوسطية مقدسة، و قبل مختارات ماوتسي تونغ و كيم إل سونق الزعيم المحبوب من أربعين مليون كوري.


    8-الحمار:
    هو حمار الملابس.وسمِّي بذلك لظهره المستوي الذي يحمل أثقالا كثيرة من الملابس.وقيل للسكْسكة الصادرة عنه،وهي تبدو متقطِّعة الصوت كما النهيق.
    وقد دخل الحمار قرية "سعيد الطيب" بعد طقم الشاي،وقبل "التانج" والآيسكريم.لكنّه لم يحظ بالاستقبال الذي حظى به "طقم الشاي"،الذي أحضره لأوّل مرة،جد صديق "سعيد الطيب" أحمد أفندي "أب شبّال" الذي كان يعمل بالسكة الحديد في عطبرة قبل عقود من "السودنة". آنذاك توافدت الجماعات من شرق النيل وغربه من القرى المجاورة لترى الأكواب المزخرفة ذات الأحجام المختلفة ،ويتوسّطها برَّاد كبير،يشبه ديكا فيّوميَّاً،وكلّها جاثمة على صينيّة برّاقة البياض.بدا المشهد كله للقرويين جذَّاباً ومثيراً،وشبيهاً بدجاج يمرح في حقل أبيض ،فأسموا الطقم "حقل الدجاج الأبيض".
    وقد جُوبه "الحمار" باعتراضات كثيرة، مثل شَغْله لحيِّز كبير و ارتفاع سعره.لكنَّ أهم تلك الاعتراضات كانت من جانب فقيه القرية الذي اعترض على عرض الملابس ،خاصة تلك التي تذكِّر بعورة الانسان أو تثير الفتنة،كما اعتبره وسيلة لل"فخفخة " و "البوبار" واستفزاز مشاعر الفقراء المساكين.وقال أيضا أنّ الحمار يغيِّر من خِلْقة الملابس التي أرادها الله إما ملبوسة أو متوسَّدة تحت الأذرع. ولذلك-قال الفقيه خاتما كلامه- فإنّ الله قد مسخ الحمار فجعله "يسكْسك" مثل الشباب "المخنّثين" في حفلات خرطوم سبعينيات القرن العشرين.
    لم تفتّ تلك الاعتراضات من عضد الحمار،بل تطوَّر من الخشب إلى الحديد بأنواعه، إلى أنْ جاءه ملك الموت"الشمَّاعة"،فقبضتْ روحه التي صعدتْ إلى سماء بارئها: "النسيان. "

    9-السلكاويَّة:
    هم النسخة المصرية للفلاشا السودانية،و كلهم إما عديمو المهارات،أو أن مهاراتهم تجعلهم في أحسن الأحوال من ذوي الدخل المحدود و الجيب المقدود و العُسْر المشهود.و قد دأبوا على الدخول خلسةً إلى المجتمع النموذجي السعيد عبر اجتيازهم للأسلاك الشائكة التي أقيمت عبر الحدود بين البلدين الشقيقين.
    و من مذكرات "سعيد الطيب"،نجده قد ميَّز نفسه من "الفلاشا" ،و ما استُنْسخ منها مثل "السلكاوية"،في إطار محاولة "الفلاشا" السودانية لعولمة نفسها.و قد حدس الكاتب أن "سعيد الطيب" أشار إلى ذلك مواربةً-عبر مقطع أثير لديه- كتبه في وريقة مهملة وُجِدتْ مطوية برفْق داخل مذكراته- يقول:
    "بري بري بري
    بري بري بري
    بري بري بري
    حبيبي لا جنجويد لا عسكري
    دا زول "فاهِمْ" و رضي"
    و يبدو أنه أوّل "فاهِمْ" تأويلا في صالحه،من خلال ربط "الفهم" بالكتب المدهشة.

    مُلْحق تفسيري للقاموس:

    نتيجةً لهياج وهرج و مرج بعض القرّاء غير النموذجيين من أشباه المتعلمين، لاستغلاق "هذيانات سعيد الطيب" على أفهامهم،حتى بعد قراءتهم للقاموس،اتصل المدوِّن أسامة الخوَّاض بالكاتب التقليدي أسامة الخوَّاض للمساهمة في تهدئة الجماهير الاسفيرية الهائجة. وعد الخوَّاض التقليديُ المدوِّنَ خيرا،و قام بأخذ كورسات في اليوغا و التقنيات الروحيَّة الشرقية بهدف التواصل مع روح "سعيد الطيب".
    بعد انتظار قلِق،بدأتْ إشارات تصل الكاتب التقليدي من "سعيد الطيب" في شكل دمدمات و همهمات مصحوبة بصليل أجراس و دوي نحل ،و ذبذبات صوتية معطونة في عسل فتنة الوجود الأثيري. أوحتْ روح "سعيد الطيب" كلامه علي قلب الكاتب التقليدي.و قام الكاتب التقليدي بنقله من قلبه إلى لسانه بكلام متلو مسموع بالأذان، ثم خطّه بالمداد في القرطاس،وكان اليراع يتفصَّد عرقا،فكان الملحق التفسيري التالي:

    أ-بنك بجنب الخصيتين:

    هو مقابل شعري لجيب سروال المعار.ويرى "عاطف الساخر" أنّ سروال المعار هو من اكتشافات المعارين في تلك الدولة العربية السعيدة،حيث كان الترزية السعداء يصمّمون سروالا ذا جيب سري،في داخل السروال ،وقريب من الخصيتين، يدسُّ فيه المعارون دولاراتهم في آخر العام الدراسي حين يصرفونها دفعة واحدة.
    وقد قال أحد المدرسين المعادين لذهنية المعارين بيت الشعر التالي في صديق له من لابسي ذلك النوع الجديد من السراويل "مادحا" له:
    ولأنْتَ أوّلُ مُنْشئٍ بنْكاً بجنْب الخصْيتينِ فذاكَ فَضْلُ اللهِ للبخلاءِ
    و في أحيان قليلة لم يكن "بنك بجنب الخصيتين" حرْزا حريزا للدولارات.فقد تمقْلب معارون كثيرون قلوبهم معلقة بالمساجد،و كانوا يعلِّقون سراويلهم خارج المسجد على عادة السكان الأصليين الذين يعلِّقون سراويلهم في الخارج لعدم طهارتها الناجمة عن السوائل التي تُفْرز نتيجة تعاطيهم لعشبة مخدرِّة.و حين يخرج المعارون كانوا يلبسون سروايل السكّان الأصليين عن طريق الخطأ.و قِيْل ان أحد الفلاشا أصيب بإغماءة في طائرة "التفويج"،حين اكتشف انه نسى سرواله في حمام عمومي.

    ب-الصباحات الحميمة:

    هي الصباحات التي استدعاها متحسِّرا "السفوري" المحاضر في علم التأريخ في إحدى الجامعات العربية غير ذائعة الصيت،حين اشتمّ –ذات مفاجأة- رائحة صباح خائب ،ظلَّت تزوره بعد ذلك كل يوم،عبر ستائر غرفته المزوقة بأشعار من "العودة إلى سنار" و "أمتي" و "صحو الكلمات المنسية".
    فالصباحات الحميمة كما يرى السفوري هي سلاح عامة السودانيين ذوي الأصول العربية الاسلامية ،حين تربكهم الحياة بفعل "العرقلانية"، فيهمسون إلى بعضهم "صباحات الله بيض" و- أو "صباحات الله بي خيرا".
    ويرى هو المتخصِّص في علم تاريخ العرقلانية، أنَّ الصباحات الحميمة هي في نفس الوقت عامل من عوامل إرباك الحياة،في موجة "ألفن توفلر" الثانية.
    فهي صباحات قديمة قِدم الموجة الاولى،عليها هالة من قبس الألوهة ،ورذاذ من جمال الطبيعة العذراء،و فيوض من خيال القروي الساذج، وتفاؤله الغامض.

    ج-عام البَكْبَكَة:

    بحسب رواية المعارين ،هو العام الذي تبكْبَك فيه الخضرجية و"العتَّالة" ومدرسو الابتدائيات في تلك الدولة السعيدة .
    والبكْبَكة تعني الحصول على درجة البكالوريوس فجأة .
    و المفاجأة -في هذا السياق- هي التلطيف الذي قام به بعض الفلاشا لكلمة "التزوير". واللطيف في الأمر أنه لم يتم اكتشاف ذلك التزوير الجماعي،من قِبل المُرْتشين الهبنَّقات المشرفين على "التعليم" في القطر السعيد.و أدّى ذلك الجهل البيروقراطي الجماعي إلى ضياع فرصة العمر الماسيّة:مئات الآلاف من دولارات "المُتبكْبِكين".

    د-الاستعداد للخيبة:

    استقى "سعيد الطيب" فكرة "الاستعداد للخيبة"، من كلام عن المنفى للبولندي "جيسواف مييووش" في حديث ،يناسب طموحات "سعيد الطيب" عن طلب السعادة في الجحور الريفيَّة العربية.
    قال مييووش في ذلك:
    "والمرجَّح هو هذا الوعي المتزايد ونحن نبحث عن السعادة في البلدان النائية،بأنَّ علينا الاستعداد للخيبة،بل حتى لنشوة مفكَّكة،نشوة القفز من المقلاة إلى النار مباشرة".
    وبالرغم من الصدمة التي أصابتْ "سعيد الطيِّب" -ذات غشوةٍ ل"معهدٍ علمي"- في البلد السعيد،فإنَّه قد رأى أنّ الاستعداد للخيبة ميكانزم مهمٌّ لمواجهة "العرقلانية الغامضة".
    هاء-الأولاد أبَّانْ خُرْتايات:
    مصطلح نحته و صكّه علي المك،لوصف بعض شباب كُتاب خرطوم الثمانينيات من القرن العشرين.و أورده بولا في مقدمته لكتاب صلاح الزين "عنهما و الإكليل و الانتظار"،و الذي كان آخر كتاب أعاد سعيد الطيب قراءته لكي ينفتح له ما استغلق عليه من نصوص صلاح الزين المعقَّدات،حتى يحظى بمنزلة القارئ النموذجي عند أمبرتو أيكو.
    و سيتحوَّل المصطلح لاحقا على يد "رسَّام من ضفاف السين" إلى "مُتبنْيويِّ الخرطوم".
    و مثلما أنَّ بولا أبدى رضاه عن "الأولاد أبَّانْ خرتايات"،إلّا من عُجْمةٍ ميَّزتْ خطاب أحد من أولئك المساخيط المطموسين المسنوحين في عُرْف جدّة سعيد الطيب حسبما ورد في مذكراته،فإنَّ "سعيد الطيب" كان مهتما بالمصير المأساوي الدياسبوري الذي آل إليه "أبَّانْ خُرْتايات" الذين أقاموا شمال الأطلسي.فجوهر الإقامة في الجحور العربية الريفية،معادل لجوهر الإقامة شمال الأطلسي،مما عزَّز عنده فكرة "الطابع التراجيدي للحياة".و قد توصَّل إلى ذلك من عنوان رواية لم تُكْتب بعد:
    "السعادة لا تعبر الأطلسي شمالا".
    و- الشطْح الجُحْري:
    من اجتراحات مثقفي الداخل الخرطوميين،لتوصيف خطاب ما بعد عودة الطيور المهاجرة من سلالة "الفلاشا" الموشكة على الانقراض بعد مؤشرات التقرير الدولي للسعادة عن الوضع المتدهور للسعادة في البلاد السعيدة.فقد دأب المدرسون السودانيون العائدون من الجحور الريفية العربية حين تداهمهم وقائع سابقة من حياتهم الجُحْرية العربية في شكل هلوسات و كوابيس كالتي تداهم ضحايا التراوما،دأبوا على حوك سرديات شاطحات .و هي مثل نهر ضيق الضفتين ينطلق فيه الماء بسرعة،فيفيض على جانبيه أو مثل نخل الطحين و طفحه على الجانبين.و لا يفهم كلام العائدين من الجحور العربية الريفية، إلا أصحاب القدرة على التأويل من مدرسة السُّكْر (1).و في أحايين نادرة يُنْكر "الفلاشا" شطحاتهم الجُحْرية متذبذبين كما العبارة الزئبقية الأشهر في الخطاب الحزبي السوداني المعاصر"تهمة لا ننكرها ،و شرف لا ندَّعيه".
    و من أشهر الشطحات الجُحْرية أن المشرفين على التعليم و إدارات المدارس و المدرسين و الطلاب و أولياء الأمور و الرأي العام السعيد و الجماهيري يسمّون الغش في الامتحانات "مساعدة" للطلاب، و تندرج في باب البِرِّ و الإحسان و الصدقات.و من أشهر أنواع "المساعدة" ،أن "كونترول" الامتحانات يذيع في الدقائق الأخيرة من المباراة،أقصد الامتحانات،ما تيسر من الإجابات النموذجية للطلاب،مستخدمين أحدث ما أنتجته التكنولوجيا اليابانية من مكبرات صوت في مراكز الامتحانات.و يستخدمون الهواتف المحمولة من بعد،"لمساعدة" أبناء شيوخ القبائل من الطلاب أثناء الامتحانات.و يقيمون بعد ذلك الولائم و الاحتفالات و ينشرون التهاني في وسائل الإعلام الجماهيرية بمناسبة نجاح طلابهم و تفوق مدارسهم. و لم يقصِّر أبدا المدرسون العرب الآتون من سبعة آلاف سنة من الحضارة، في تلخيص تجاوبهم الحار مع أعمال البِرِّ و الإحسان البيداغوغية من خلال استراتيجية مركزية هي "علِّم الجحش يطلع حمار".و حين سمع ذلك الشطح والد فلاشي تخرَّج من "كلية غردون التذكارية" و درّس في " معهد التربية بخت الرضا"، أُصيبَ بنوبة قلبية .
    و من شطحات الفلاشا القادمين من البلاد السعيدة أنّ المدير يمكن أن يكون تلميذا في نفس المدرسة و قد بلغ الحلم توا.و استحقاق الإدارة المدرسية قد يكون لان والده المتوفى كان مدير المدرسة،و هو الوارث الشرعي الوحيد له،أو أن التلميذ ابن شيخ قبيلة.
    لا يقتصر الشطح الجُحْري على أرض السودان،بل يمد سردياته إلى البلاد السعيدة مثلما حدث في تشابه بديع مع ما يجري في مسرح العبث،حين سأل مثقف سعيد أحد المخضرمين من الفلاشا ممن قضوا ردحا من الزمن بين الجحور العربية الريفية طالبا منه زبدة "خبرته"،فتردَّد الفلاشي المخضرم قائلا "ما فينا زعل"؟فطمْأنه المثقف السعيد عبر لغة الجسد الصامتة لإثبات رحابة صدره،فقال الفلاشي المخضرم "ربع قرن لا انتوا اتعلمتوا و لا نحن غِنِيْنَا".و البحث عن الذهب في البلاد السعيدة، يقود الفلاشا إلى سياسة تقشفية تعتمد على العيش فوق فوهة بركان،كما الفلاشي الذي اكترى شقة فخمة بثمن بخس ريالات معدودات،فسئل عن سرِّ "شطارته" في الحصول على ذلك الكنز، فقال"هي رخيصة لأنها تقع فوق مخزن للأسلحة الثقيلة و المتفجرات".و مثله فلاشي آخر تحت شعار "أكْل العيش صَعَب"،احتملت ركبه السائبة تجربة العيش على شفا حفرة من النار،إذ كانت ركبتاه تطآن شوالا يشفُّ عن أشكال مدوَّرة صلبة،و سأل عنها الراكب السعيد الذي أجاب قائلا في برود "هي شوية قنابل يدوية".و حين اصطكَّتْ ركبتا الفلاشي ،و أصدرتا ارتعاشات و ارتجافات و كركبة متصاعدة الذبذبات،طمْأنه الراكب السعيد "ما تخاف يا أستاذ،هي مؤمَّنة". فتدلَّى لسان الفلاشي ،و ارتختْ رقبته، و ظنَّ الراكب السعيد أنه قد غطَّ في نوم عميق،بينما هو كان في غيبوبة لم يفقْ منها إلا لحظة إيقاظه أوان وصول التاكسي بعد عشر ساعات إلى الجُحْر الذي يعمل فيه.
    و مرات قليلة يترافق الشطح الجُحْري مع الإرباكات التي تحدث نتيجة لاختلاف الثقافات،مثلما حدث حين أرْبك التثاقف مع لهجة البلاد السعيدة ،الحياة عند "فقرا السودان" الذين لم يستطيعوا اقتسام "نبقة" الثروة و السلطة و السلاح.فقد أرسل "فلاشي" عتيق في الحياة الجُحْريَّة شريطا مسجَّلا لأهله يعدهم فيه بإرسال "عربية" و "ثلاجة" جديدتين لنج..فعمّ السرور عائلة "الفلاشي" العتيق،و باعت الثلاجة و السيارة القديمة بل و هدمتْ السور الخارجي،و بَنَتْ بالدَّيْن قرَاشا للعربية المنتظرة. و حين وفى الابن الفلاشي بوعده،أسقط في أيدي العائلة المتشوِّقة، ف"العربية" عند سعداء شبه الجزيرة هي "الدرداقة"(2) ،بينما أنَّ "الثلاجة" هي حفّاظة الثلج و المشروبات. و ما حلّ بالأسرة من كارثة انضاف إلى ضيق والد "الفلاشي" العتيق حين كان ابنه البار،يسرد بعضا من تفاصيل حياته الجُحْريِّة:
    "تعرفْ يا حاج نحنا بنطلع القرية بي دلو،و ما بننزل إلا آخر السنة لاستلام "التصفية".و إنت راكب في الدلو مرات بتشوف السحاب تحتك،و مرّات في الفصل تكتب في السبورة،تجي سحابة داخلة بي الشباك تمسحا ليك"،فما كان لوالد الفلاشي العتيق سوى أن ينفجر في ولده قائلا"يا ولدي قِلّ القروش عرفناهو،الكضب ليك شنو"؟

    *****************
    *****************
    -انتهى النص بحمد الله تعالى و توفيقه،
    مع تحيَّات سعيد الطيب من برزخه،والكاتب التقليدي أسامة الخوَّاض،من منفاه الكائن في شقته الكائنة في الطابق الثاني ، في شارع مونرو، في مدينة مونتري،على المحيط الهادي، في ولاية كاليفورنيا .
    (1)بتصرف من "أبو يزيد البسطامي-المجموعة الصوفية الكاملة-و يليها كتاب تأويل الشطح-تحقيق و تقديم:قاسم محمد عباس،دار المدى للثقافة،الطبعة الأولى،2004.
    (2)يكتب وليد التلب في موقع أبناء منطقة الهدى بوستا معرِّفا فيه "الدرداقة" ، ومبيِّنا توسُّع استخداماتها العملية وحقلها الدلالي معا:
    عربة يدوية صغيرة بمقبضين وعجل ووعاء حديدى يسع لحمل خفيف ..

    تمتاز بسهولة استخدامها وانسيابها خصوصا فى اماكن الزحام والتى يصعب دخول العربة او الكارو اليها

    وفى الآونة الآخيرة اخذت رواجا وشهرة .. !! وذلك للخدمة التى تقدمها حيث توجد فى كل بيت

    تساعد فى نقل الطوب التراب الغاز الدقيق وكثير من مستلزمات البيت !!

    وايضا تدر دخلا معتبرا لصاحبها فى الاسواق وذلك بتأجيرها لنقل بضائع المسافرين والمتسوقين

    حيث اصبحت تباع توكيلات عطاءات( تشغيل درداقات) وذلك فى كبريات الاسواق .. والذى يفوز بالعطاء

    له حق الامتياز فى تشغيل ما يقارب من ال500 درداقة فى السوق ويقوم بتأجيرالواحدة مقابل 3 جنيه لليوم الواحد

    اذن هى تدر دخلا معتبرا وهى مفيدة .......!!

    وكذلك المعلمة .. لى بلدنا مفيدة .. المعلمة .. ربنا يزيدا .. المعلمة !!

    وفى الاونة الاخيرة ومع ظهور هذه الآلة العجيبة تمت تسمية معلمة الاساس بالدرداقة نظرا لما ذكر سابقا

    حيث المقارنة تمت فى وجود الدخل المشترك من كليهما ..!!

    واحيانا تسمع من اراد الزواج يقول : ( داير لى درداقة ) يعنى انه يسعى للزواج من معلمة !!

    وكل ما كبر حجم الآلة كبر دخلها ولذلك سموا معلمة الثانوى الاكثر دخلا من معلمة الاساس بالركشة

    بالله شـووووووف !!!
    و التوسيع الدلالي ل"دردق" كفعل من اختراع السودان من الناطقين بالعربية الذي أشار إليه "وليد التلب" ينضاف إلى "دردقني في النجيلة" كتسريحة شعر اشتهر بها المطرب الذرِّي إبراهيم عوض في رواية لاسفيري،و مذيعة شهيرة في التلفزيون السوداني في رواية لزوجة الكاتب التقليدي أسامة الخواض.كما يشمل الحقل الدلالي "الدردقة"* كسعي حثيث ماكر لإغواء بنات الناس في لغة الذكور السودان،محيلة إلى "جكسا في خط ستة" ك "euphemism لل"ميني جيب"، و "جعبة سكينة" كتسمية لحلوى من باب المقاومة السلبية و النكاية الجماهيرية بديكتاتور صغير .
    *تعرّف رواية "نكبة الجضعلاب" لصلاح حامد هبّاش "الدردقة" هكذا " الاستدراج رويداً رويدا حتى تقع الفريسة في الشباك المنصوبة"،ص 41.
                  

10-03-2018, 07:06 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصّة سنهوري وسارا من زاوية أدبية (Re: osama elkhawad)

    مدة إمهال البيطار تم تمديدها إلى عقدين "عشرين سنة" بناء على آراء النقاد ....
                  


1 صفحة 2 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de