الأستاذ / عبد العزيز البطل قبل تعيينه مُستشاراً ثقافياً في لندن
الوجود الأجنبي في السودان
* أيها القلب ، الحب داؤك ودواؤك العزيز الأكرم : محمد أبوجودة تحية واحراماً * القلب لا يعرف الحياد موليير * أبعدتنا عن بعضنا المشاغل ، لعنها الله. اصطفّت كل الحوائط لتمنعنا أن نرى كتابكم الكريم في شئوننا . وأنت صاحب السبق بالفضل ، وبعلوِّك شأننا ، وهذا مما يجعلنا نستحي من الإفراط في المديح ، ونحن أقرب القلوب إلى المثقفين النابهين ، الذين أنت منهم . إن البطل صديق قديم ، وكاتب متميز ، بيننا حوارات في الأدب والثقافة لا تنقطع . وأذكر هنا قول الإمام علي : { السلطان كالنار ، إذا باعدتها بَطل نفعها ، وإن قاربتها عمَّ ضررها } * للناس الذين نعزّهم خيارات، ربما كانت صعبة. ففي مايو اشترك لفيف من المثقفين في استوزار نظام مايو 25 . وحدّثوا أنفسهم بأنه من الخير أن يتسيدوا السلطة ، علهم يفعلوا الخير لموطنهم وشعبهم . وهؤلاء كُثر: منهم إبراهيم منعم منصور وأبو ساق وجعفر محمد علي بخيت ومنصور خالد وجمال محمد أحمد وبشير عبادي وعمر الحاج موسى وغيرهم . وبذلوا الكثير ، ولم يكونوا مستأثرين بمال لأنفسهم ، ولم تصعد إليهم صفات المُتعالين عن الناس . * وقادتهم خُطاهم إلى مشاركتهم الحريق الذي شبّ في مايو . اختلّ ميزان المدفوعات منذ العام 1976 ، وصارالسودان يستورد أكثر مما يُصدّر. وقُدمت للسودان ديون من الدّول العربية بفوائد مُغرية بعد ارتفاع جالون البترول من 6 إلى 18 دولار. وشاهدنا مشروعات تُنفذ بدون دراسة جدوى ، وفشل معظمها . وعلق الوطن في أمر الإستدانة ومكر مرابيي النظام الرأسمالي . وأضحت فوائد الدين أضعاف أصل الديون .
لن نتحدث عن الإخوان المسلمين وإنقلابهم عام 1989 ، ولا الجهالة التي يتمتعون ويستمتعون بها . قديماً قال أبو الطيب : ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم وها هم الإخوان المسلمين ، الذين لا يعرفون الحياة ، يُمسكون بالسلطان ، وأرادوا أن يغيّروا الناس ، ويدرسوهم الإسلام من جديد ، وهم يعتقدون أن مجتمعهم يعيش الجاهلية . وشهدنا كيف أدار الإخوان القارب إلى بحر الفساد ومغنم التمكين ، وتعذيب المخالفين لهم وحتى اغتصاب بعضهم وقتلهم ، إقتداء بأن المنافقين في الدرك الأسفل من النار . وقد تلبسوا سلطة الإله ، وسارت مركبهم في حياة السودانيين الطيبين سحلاً ، وجرفاً لكل مُنشأة وأحالوا الوطن في أسفل سافلي الأوطان . بعد ذلك يستعملون من نعزّهم لخدمتهم مستشارين ! ماذا يمسك الإخوان المسلمين للبطل؟ * أما مقالنا قبل سنوات عن ملايين دخلوا السودان . فإننا ما كتبنا المقال حتى جاءت النيل الأزرق بثلاثة أيام ببرنامج التلفزيوني يتحدث عن الموضوع ، وأفاض فيما أجملنا . ولم تزل وفود الغرباء اليومية تعبر إلى السودان من شرقه وغربه ، يومياً ، وربما برضاء الحُكام ! *
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة