الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث منذ 1821 وحتى الآن مع تركيز على وحدة وادي النيل!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-31-2024, 08:00 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-01-2018, 10:44 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5463

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� (Re: محمد جمال الدين)

    وحدة وادي النيل والاستقلال.. ست تيارات مختلفة ولا توجد رؤية واحدة أو اثنتان كما في الظاهر.. من بوست أيام البحث في حقيبة الفن.

    ---

    نظرة في المحيط السياسي والإجتماعي والثقافي والتقاسيم والمناشط الإقتصادية والطبقات المسيطرة/المتحكمة في الفترة التي عاشتها حقيبة الفن أيام العهد الإنجليزي/التركي

    وآخر أخبار البحث حول حقيبة الفن السودانية(هناك مستجدات)!

    ملاحظة إستباقية:
    الإنجليز وقعو ميثاق صلح سياسي على مراحل مع الكيانات الإجتماعية الفاعلة في السودان وهما زعماء الطوائف ونظار القبائل. ولكن الصلح لم يشمل الإرث الثقافي لشعوب السودان او هي فرضيتي هنا، وأعطوا الأفندية (الموظفين) بقدر عطائهم في العمل الوظيفي غير السياسي. فسطا زعماء الطوائف ونظار القبائل على المشهد السياسي كل الوقت وحتى تاريخ اليوم بينما استعاض الأفندية وحتى تاريخ اليوم بالسيطرة على المشهد الثقافي بغرض النفوذ الرمزي والكسب الإقتصادي والسياسي فاحتكرو صناعة جل الفنون الحديثة ومنها الفن الغنائي كله، حتى لم تجد "الحكامات" شيئا لتفعلنه فاختفين من التاريخ.. (هذه الملاحظة محورية في بحثنا).

    وعدت الأصدقاء أنني سأنشر اليوم خلاصات أولية وكانت مشروطة بإنجاز عمل فني حتمي للبحث متعلق بثبت المراجع لجزئية جوهرية في البحث وهي: المحيط السياسي والإجتماعي والثقافي والتقاسيم والمناشط الإقتصادية والطبقات المسيطرة/المتحكمة في الفترة التي عاشتها حقيبة الفن أيام العهد الإنجليزي/التركي وحتى العام 1950 (ملاحظة: هو عندي ليس إحتلال إنجليزي/مصري إلا مجازاً كون مصر مستعمرة تركية/إنجليزية حتى العام 1952 وكانت قناة السويس محتلة حتى يونيو من العام 1956 عام الجلاء وهو كما هو معلوم من اهم المناسبات/الأعياد الوطنية المصرية). هذه المعلومة مهمة كونها ستتعرض للإضاءة في ثنايا البحث عندما نبحث في التيارات السياسية التي شكلت خيال الناس في تلك المرحلة الهامة من عمر السودان.

    وهي ست تيارات وليس إثنان فقط كما نختزلهما في كلامنا اليومي فنقول: تيار الإستقلال (ملاحظة توضيحية، لا أعني هنا تيار الإستقلال الشامل ورمزه ود حبوبة بل تيار الحلف مع الإنجليز ضد وحدة وادي النيل اي الإستقلال المنضبط وهو التيار الند الاقوى الذي انتصر على وحدة وادي النيل فكان الإستقلال من داخل البرلمان). وتيار وحدة وادي النيل الذي ظل يداعب الأحلام بين حين وآخر دون أن يتحقق في الواقع. وتلكما كانتا الإيديولجيتان الظاهرتان اللتان إنقسم لاحقاً على أساسهما المشهد السياسي كله في السودان بعد دخول الأفندية مؤخراً إلى الساحة السياسية عبر المؤهلات الاكاديمية. فكان إنقسام مؤتمر الخريجين بين الطائفتين "الأنصارية والختمية" ثم توالت الإنقسامات والحروب والإنقلابات وحتى تاريخ أول إنقسام مادي/جغرافي وهو إنقسام جنوب السودان عام 2011.

    بعد القراءة والتمعن في واقع اللحظة التاريخية ايام العهد الإنجليزي وجدنا أن هناك ست تيارات سياسية فاعلة ومختلفة في توجهها الآيديولوجي. ستة تيارات!.

    وأن تلك التيارات عادة ما يعلو فعلها/أثرها أو يهبط من مرحلة إلى أخرى وبعضها ظل فاعلا كل الوقت. وعلى قاعدتها تشكلت حركات وأجزاب وجمعيات أدبية وسياسية، مثل: جمعية وحدة وادي النيل عام 1918 واللواء الأبيض 1924 ومؤتمر الخريجين 1938 والأمة والأنصار والحزب الإتحادي والمزيد. وعلى أساسها تم إعدام ود حبوبة .. ود حبوبة يمثل التيار التحرري المستقل "ضد الإحتلال بشكل شامل" بينما على عبد اللطيف يمثل التيار التحرري الوحدوي، ضد الإنجليز وحدهم أو كأولوية مطلقة، دا مجرد مثال عاجل، التحليل يأتي لاحقا).

    تلك التيارات ذات اثر حاسم في تشكل الوعي الوطني والسياسي كما بالطبع تشكل المشهد الثقافي بشكل مختلف عن الماضي!. كما تلك التيارات حددت وجهتنا في إنماط الفن التي صنعناهاأو/و تبنيناها في السودان و أيضاً مصر مع إختلافات مقداراية وليست نوعية.

    خلاصة قولي هنا لمن تابع بوستاتي السابقة حول الموضوع: أن هناك خمسة اشخاص مؤهلين في مجالات مختلفة يعملون معي في البحث (جمع الوثائق الكتابية والمسموعة والمرئية وكل كل الممكن من المهام) وهم الاعزاء: يسرا بن إدريس ومعتصم بيضاب ومجدي الحسن ومنعم وهناك آخرين ساهمو مساهمة كبيرة على حائطي بالفيسبوك فرفدو البحث بقدر من المعلومات والتحليلات والإنفعالات العظيمة، فشكراً وسعادة بكم أجمعين.
    للأسف الصديق الخامس إنسان عزيز وجدير بالمهمة وأكثر وهو كان زميلي في كلية غردون التذكارية/الخرطوم (قسم الانثروبولوجيا) لكنه لأسبابه الخاصة لم يبلغني أنه لم يقم بمهمته التي يتوقف عليها إضاءة هذه الجزئية الهامة من البحث إلا اليوم. لذا رأيت أن الأفضل للعمل أن يكون في كماله الممكن ولا كمال طبعا. وعليه لن يتم نشر خلاصة من أي نوع حتى يتم إكتمال البحث بالصورة المثلى. ودون إستعجال قد يخل بالمحتوى المعنوي او الفني. في الحقيقة أنا منفعل جداً مع الناس، كم هذا جميل، لكنه ربما كان أهم نقاط التحدي في أن يكون البحث سليماً من الناحية المعيارية/العلمية وإمتثال الأعراف الأكاديمية. ثم أخشى أن يكون إستعجالي في نشر خلاصة أولية للبحث كان مسوقاً بنزعات ذاتية!. أزعم أنني قادر على إنتقاد منهجيتي في البحث وأن أفعل تقيم ذاتي للعمل mentoring and evaluation

    إذن البحث سينشر كاملاً حين جاهزيته للنشر وعبر دار نشر رسمية (870 صفحة حتى الآن).

    ولكن ومن حين إلى اخر ربما أنشر بعض المواد أو الوثائق الكثيرة التي حصلت عليها مع تعليق صادر من رؤيتي الخاصة وليس نتيجة بحث، أي أنا العادي كما تعرفونني اشارك معكم كالعادة.. مجرد توضيح.. شكرأ لصبركم.. واجمل معاني الحب والإحترام لكم أجمعين.. وأسف إن كان في الحوارات الكثيرة حول الموضوع أهملت أحدكم من حيث الردود أو تماهيت مع الإنفعالات الكثيرة التي أعتبرها حميدة ومفيدة لأانها المشاعر الإنسانية ما دامت غير مغرضة!.. فقط علينا أن لا نسرف لأن القضية عادية، مجرد بحث صغير ولا شيء غيره، أنا أعرف ذلك!. ويمكن الموافقة على محتواه أو الرد عليه وتفنيد حججه اي كانت. وتلك هي القضية وعادية.

    لحظة لطفاً "في كلام تحت إختياري القراءة بالذات لمن أراد الرد أو التداخل "المفيد" على جزئية التيارات والإفتراضات التي قلنا بها أعلاه" أو اي شيء متعلق.

    من أراد أن يتعرف بشكل اكثر دقة على النقطة المعنية بالتيارات المتنافسة/المتصارعة/المتصادمة في مستوى السيطرة على السياسة والسوق والثقافة ومن الثقافة الفن في النصف الأول من القرن العشرين يستطيع أن يشاركني قراءة المقطع التالي من البحث (ليس في شكله النهائي بعد من حيث المحتوي ولا اللغة) لكنه يعطي ملامح الفكرة. أي مراجع ايضاً مطلوبة من الاصدقاء سواءاً كانت كتابية او مسموعة أو مرئية الخ.

    المحيط السياسي والإجتماعي والثقافي والتقاسيم والمناشط الإقتصادية والطبقات المسيطرة/المتحكمة في الفترة التي عاشتها حقيبة الفن أيام العهد الإنجليزي/التركي

    في العام 1899 دخل الإنجليز السودان واستطاعو إحتلاله بعد مجزرة دموية كبيرة موثقة راح ضحيتها الآلاف من السودانيين "جدودنا العاديين" في معركتي كرري وأم دبيكرات ومعارك أخرى. (لم نهزمهم ولكن سحقناهم) هكذا قال تشيرشل في كتابه معركة النهر. بمعنى أنهم شجعان واولي ولاء عظيم لقضيتهم فقدموا صدورهم للسلاح الناري المتطور بلا تردد املاً في النصر.

    ووطد الإنجليز حكمهم على المدنية الغربية الحديثة. وكان عدوهم الأكبر في المرحلة الأولى هم أهل الطرق الصوفية وفي مقدمتها طريقة المهدي الأنصارية المنبثقة عن الطريقة السمانية. وكان العدو الثاني هم الكيانات القبلية والعشائرية الحية في الوسط النيلي وكردفان والشرق ودارفور وسائر أرجاء السودان. إذ أن المقاومة ضد الإنجليز في بدايات الغزو قادها هؤلاء ومن أبرزهم "ود حبوبة" ومثله الكثرين، قبل أن يعمل الإنجليز لاحقاً على إحتواء الموقف المتفجر عبر العسف المادي ثم تم الصلح عبر قسمة السلطة والثروة (في مستوي تحتاني) مع شيوخ وزعماء الطوائف والقبائل.

    أعقب ذلك بعملية رشاوي عظيمة، من أبرزها منح أراضي زراعية شاسعة لآل المهدي والميرغني وآخرين. وتعيين الكثير من زعماء القبائل والعشائر في وظائف سياسية وسيادية وبرلمانية. حتى وصل الصلح مداً أهدى عنده الإمام عبد الرحمن إبن المهدي سيف الامام المهدي لملك بريطانيا العظمى وهي قصة معروفة وموثقة.

    وإن تم الصلح السياسي فلم يتم صلح ولا تصالح مع الإرث العشائري/القبلي المشوب بالفخر بالذات والفروسية وإثارة حمية الحرب لدى الفرسان السودانيين (الأشعار والأغاني: الحماسة والدوبيت وغيرهما الكثير. لا بد أنها نماط شعرية وغنائية وظيفية تحمل جينات التمرد (نحن أولاد بلد نقعد نقوم على كيفنا وفوق رقاب الناس مجرب سيفنا) مثل هذا الشعر سيزعج أي دخيل يسمعه طبعا، اليس كذلك!.

    إنها على اقل تقدير أنماط أدبية/فنية غير محبذة مثلها والأشعار التي تمجد رجالات الصوفية "الدراويش" بلغة الإنجليز، الذين أستطاعو هزيمة القائد الإنجليزي الفذ وقطع رأسه "في وضح النهار" وهو طبعا الجنرال الإنجليزي العظيم غردون باشا الذي تأسست للتو في العام 1902 كلية تذكارية بإسمه في قلب الخرطوم، تخرج منها في العام 1918 خليل فرح والعمرابي ومصطفى بطران ودميتري البازار وهم من أعظم مؤسسي شعر الحقيبة .. وانا ايضاً لاحقاً درست في نفس مباني الكلية التذكارية وتخرج الالاف منها، ومنهم الناس الخيرين والاشرار، وهذه حاجة جانبية على سبيل المناسبة)!.

    إن أغاني الدوبيت والحماسة والمناحة والدلوكة والمديح تعتبر أشعار مقاومة في نظر الإنجليز وهي من أهم الإنماط الشعرية الغنائية في العهود السابقة بداية بالعهد السناري وربما قبله بأمد غير معلوم.

    العامل السياسي عضدته عوامل أخرى لا تقل حسما وهي الرؤى المدنية الحديثة الوافدة مع الفتح "الإحتلال" والمفاهيم اللبرالية ومفاهيم الوطنية المضادة للقبلية والعشائرية (يقودها الأفندية) ثم السوق الحديث الذي يتطلب فن حديث يستطيع أن يرضي الأذواق الجديدة. ويرضى في نفس الوقت الإنجليز والمصريين "الأتراك/البشوات" حكام السودان آنذاك.

    وعند ذلك يزدهر الفن كما يمكن أن يكون مهنة "نشاط إقتصادي" مثل كل المهن يعتاش منها مشتغليها كلما أمكن بيع الفن كترفيه في السوق مثله وأي بضاعة. وهو بالضبط ما حدث، ففي العام 1930 قامت أول حفلة تجارية في سينما كلوزيوم، نظمها ابو الفن دميتري البازار (هو نفسه قال بذلك في تسجيل إذاعي، وذكر أن لقبه "ابو الفن" يعني الفن السوداني الحديث). وقبل العام 1930 كانت أسطوانات الغناء الجديد تباع في السوق بواسطة دميتري البازار وآخرين.

    وفي محاولة البحث عن نمط شعري جديد وفق الضرورات الملحة الف إبراهيم العبادي كتاباً أسماه "أستاذ الأغاني" في الثلاثنيات وطبعه في مصر وجاء به إلى السودان.

    ويبدو أن كل شعراء ومثقفي ومغني تلك الحقبة الزمنية كانو مهمومين هماً كبيراً بإيجاد نمط شعري جديد يواكب اللحظة التاريخية الجديدة وبشكل عاجل كما هو واضح من الإجتماعات الساخنة التي تمت في منازل كل من خليل فرح والعبادي والعمرابي ومصطفى بطران ودميتري البازار وسرور واخرين (المرجع: كلام: دميتري وسرور والعبادي والسر قدور وآخرين/تسجيل اذاعي).

    كانت تلك الإجتماعات مخصصة لمناقشة خلق/صناعة/إيجاد نمط شعري وغنائي جديد في السودان وفق مواصفات جديدة مختلفة عن الأشعار والأغاني السائدة التي تمجد الفرسان أحياءً وأموات "الحماسة والمناحة والدوبيت" أشعار العزة والتمرد والاستقلال المطلق والفخر بالذات الحرة في الإطلاق . كما المديح الذي يمجد شيوخ الطرق الصوفية بالإضافة إلى وظائفه الأخرى في التقوى ومدح الرسول "راجع أعلاه.. المديح أيضا خطر على العهد الجديد من تجارب الماضي! .. لا بد من صناعة فن جديد لأن الحياة لا تصح بلا فن!.

    عناصر المشهد السياسي بشكل أكثر تفصيلية.. مزيد من إلقاء الضوء على خلفيات تخلق الفن الجديد "الحقيبة":

    كانت هناك ستة تيارات سياسية/آيديولوجية عريضة في السودان كل أيام العهد الإنجليزي.

    تلك التيارات بقدر تصالحها الشكلي/الظاهري كانت في العمق متنافسة ومتصارعة مع بعضها البعض حد الفناء، وهي:

    1- التيار الإنجليزي الأقوى والأعتى إذ الإدارة العليا في يد الإنجليز (خط مساند للخط الإستقلالي المنضبط الذي تمثله ثلة من ألأفندية إضافة إلى حزب الامة والأنصار بشكل اكثر حدة من حيث السياسي وله عناصره الثقافية الواضحة حتى الآن).

    2- التيار التركي/الباشوات حكام مصر الفعليين، المسيطر الفعلي الثاني ولا غيره (مساند لتيار نسخته الخاصة من وحدة وادي النيل" هنا سر التشويش في دعوة وحدة وادي النيل كون هنا توجد تحت الركام النسخة المدسوسة والمغشوشة من دعاوي وحدة وادي النيل"!. والتي تضمن إستمرارية اللحظة الرهنة "آنذاك" وهي حكم البشاوات لمصر والسودان بعد ذهاب الإنجليز. وهنا تكمن اسباب تعثر المحاولات الشعبية الأصيلة المنادية بوحدة وادي النيل من الجانبين ودائما ما تتشتت من الداخل كونها موبوءة بجرثومة الإختراق العضوي من نظام الباشوات في مصر والسودان ز وهنا يكمن سر فشل محاولة على عبد اللطيف العسكرية في السودان عام 1924 والتي أعقبت مقتل حاكم عام مصر والسودان في القاهرة "اليسر لستاك".

    والبقية تيارات معارضة من حيث الجوهر للتيارين اعلاه لكن هناك تشابكات ومتقاطعة في المصلحة أو ضدها من واقع القمع والركون أحياناً لمنطق الواقع بحكم الضرورة:

    3- التيار الوحدوي التحرري المصري/عموم المصريين من عمال وموظفين وعساكر عاديين إلخ وفي مصر والسودان .. وهو منبع الرؤية الحقيقية الشعبية "المصرية/السودانية" في الإنعتاق من الإستعمار وبناء وطن قوي موحد (وادي نيل موحد) على اساس طوعي وندي. وهي نسخة معطوفة على "4" صالحة كل الوقت وحتى الآن.

    4- التيار الوحدوي التحرري السوداني "عمال وموظفي المدن من الافندية، إضافة لعدد من الطوائف الدينية واهما الختمية" وهو تيار متحالف بالضرورة أو شبه مندغم مع التيار التحرري المصري (البشر العاديون/الشعوب) كون المصلحة واحدة والمصير مشترك في التحرر والإنعتاق من الإستعمار الإنجليزي التركي في مصر والسودان على حد سواء (هنا يكمن سر بريق النداء بوحدة وادي النيل التي الرية العظيمة ولكن قلنا أنها مخترقة عضوياً من العدو آنها، فدرج على توسيخه دائماً عبر دمجها في (العدو للشعب المصري والسوداني على حد سواء وهو التيار رقم "2" انظر اعلاه). هذا الحلم بعد غسله من الشوائب معطوفا على "3" مازال صالحا ومشرعا على كل الإحتمالات، بما هي إرادة الشعوب الحرة.

    5. التيار التحرري الإستقلالي (الشامل) في مصر.. غير متحالف مع احد.. ضد الإنجليز والباشوات "الأتراك/الالبان/الشركس" معاً وبشكل مطلق ورمزه الدائم هو الزعيم عرابي (تم سحق هذا التيار وهزيمته المادية بشكل شبه كامل) لكنه ظل يمثل حضوراً عظيماً في الأدب والرؤى والأشعار والأحلام العظيمة والميثولوجيات الشعبية.

    6. التيار التحرري الإستقلالي الشامل في السودان ضد الإستعمار بشكل كلي كما أن ليس في خاطره تحالف مع أي قوة اخرى خارجية مثلما لدى الافندية في الخرطوم "هنا لا مدح ولا قدح بل قراءة محايدة". ورمز هذا التيار الحر المستقل والمتحرر كلية رمزه الاول هو عبد القادر ود حبوبة (تم هزيمة هذا التيار المادية وسحقه بشكل شبه كامل) لكنه ظل من نظيره المصري/العرابي يشكل حضوراً كثيفاً في الأدب والرؤى والأشعار والأحلام العظيمة والميثولوجيات الشعبية:
    (بتريد اللطام أسد الكدادة الزام
    هزيت البلد من اليمن للشام
    ســــــــــــــيفك للفقــــر قــــلّام
    بالصفا واليقين حقيقة انصار دين
    بالحربه ام طبائق قابلوا المرتين
    فى وش المكن رقدوا التقول نايمين
    تيّم فى التقر انصار زاربنو
    بعهدوا القبيل بعيسى تاهمنو
    اتلمـوا العمـد ليهـــم نقــــر سنو
    الهوج و الشرق طار المنام منو
    تيّم فى التقر قال العمير للسوم
    القوى والضعيف من عينو طار النوم
    الكفرة النجوس ما بختوا من اللوم). ادب ساخن حد اعلان الحرب ضد الإنجليز.. أي فنان يتغنى بتلك الملحمة ايام الأنجليز سيعرض نفسه إلى ما لا يحمد عقباه.. اليس كذلك!، طبعا، انت إذن تشجع االتمرد على السلطة الشرعية "حسب تصورها لذاتها" تلك الإشعار/الغناء يتضمن التحريض على أعمال إرهابية بلغة ذلك الزمان!.

    (أب كريق في اللجج .. سدر حبس الفجج.. خال فاطنة) ادب ضد الأتراك. دا برضو كلام خطير.

    وهناك آلاف الأشعار والأغاني من تلك الانماط كما المدائح أصبحت محرمة بعد الغزو الأنجليزي/التركي في العام 1900 وحتى خروج الإستعمار من السودان، فنرى الأن أغاني المقاومة تلك تحولت إلى صدى لفخر قديم قادم من البعيد المجهول يتغنى بها الفنانون الجدد وغيرهم في القنوات الفضائية المعولمة والقاعات المكندشة في شكل ترفيه يتباع بالقروش في السوق من فنانات رائعات مثل إنصاف مدني وآخرين وأخريات.

    وإذ اندثرت المقاومة السودانية الشعبية الأصيلة (نسخة: بتريد اللطام وأب كريق في اللجج).
    فأنتقل الإنجليز بعدها إلى مرحلة "رخوة" من التنافس، ليس مع احد غير شريكهم في الحكم "الباشوات" والأخطر عليهم كانت النسخة الأصيلة الشعبية المصرية السودانية (كل الجمعيات السرية الفاعلة كانت تحت شعار وحدة وادي النيل كمدخل للتحرر والخلاص للشعبين معا ومنها الجمعية التي شكلها شعراء حقيبة الفن بكلية غردون التذكارية إضافة إلى دميتري البازار عام 1918 والتي إنبثقت عنها لاحقاً جمعية اللواء الأبيض عام 1924). فأصبح الصوت الذي يزعج الإنجليز هو نداءات وحدة وادي النيل "الشعبية الندية/الاصيلة". وحدة وادي النيل كانت شعاراً مقدساً لدى التحرريين "الوحدويين" في القسمين من وادي النيل وهي تسمية مضادة للإستعمار الإنجلزي/التركي ..نزوع إلى إستقلالية مشروطة بوحدة إندماجية!.

    كما اسلفنا للتو تأسست أول خلية لوحدة وادي النيل "حسب شهادة دميتري البازار" في العام 1918 وتم على أساسها فصل دميتري وخليح فرح والعمرابي ومصطفى بطران من كلية غردون. وعلى خلفية هذه الجمعية تأسست جمعية أخرى أشد بأساً وصرامة بدورها تنادي بوحدة وادي النيل وهي جمعية اللواء الأبيض ومن رموزها البارزة على عبد اللطيف وهناك المزيد طبعاً.

    في الجانب المصري أهم رموز التحرر الوحدوي من الإستعمار الإنجليزي/التركي هو سعد زغلول "وحدوي شعبي حر".

    ولاء معظم شعراء ومبدعي الحقيبة في السودان كان مع هذا الخط (وحدة وادي النيل) . وهم في العادة غير قبليين ولا عشائريين ولا طائفيين إلا تكتيكيا!. وكان معظمهم من طليعة مثقفي البلاد على مستوى التمدن والمدنية.

    وعمومً فإن الأفندية في السودان كان يتأرجح ولائهم الغالب بين الخطين: خط الإنجليز بالنسبة للإستقلاليين المنضبطين والخط التحرري الوحدوي.. كان هناك إستقطاب وشد وجذب دائما بين الولاء لخط من الخطوط وتأرجح وعدم إستقرار. ولكن حالة الشد والجذب ليست دائماً فاعلة وحية وإنما كثيراً ما يتصالح الناس مع الواقع القائم كما أن الحركة التحررية ليست بمنأ عن الإختراق وهناك إشاعات مثلاً حول دور دميتري البازار وهو رجل تبناه الإنجليز في الخرطوم وأبوه أغريقي وجده سلاطين باشا "من شهادته بنفسه في حديثه الإذاعي سنة 1974”.
    ولا شيء مؤكد والإدعاءات قد تفنقدها البراهين. ولكن على أي حال تلك التحولات والإنفاعلات العظيمة أنتجت واقعاً جديداً أحتاج أدوات تعبير جديدة فكان النمط الشعري الجديد، إحدى تجلياته الفن الجديد، الشيء الجديد "الحقيبة".

    إنتهى المقطع من البحث.. كان ذلك مقطع صغير غير نهائي من بحث حول حقيبة الفن السودان "إبداعات وإشكالات حقيبة الفن السودانية" نحاول من خلاله أن نعاين المحيط الذي نشأت في كنفه حقيبةالفن.

    محمد جمال الدين

    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 09-01-2018, 10:48 PM)
    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 09-02-2018, 10:45 PM)
    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 09-09-2018, 04:54 PM)





















                  

العنوان الكاتب Date
الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث منذ 1821 وحتى الآن مع تركيز على وحدة وادي النيل! محمد جمال الدين09-01-18, 06:21 PM
  Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� محمد جمال الدين09-01-18, 10:44 PM
    Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� محمد جمال الدين09-01-18, 11:12 PM
      Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� محمد جمال الدين09-01-18, 11:40 PM
      Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� محمد جمال الدين09-02-18, 10:43 PM
        Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� محمد جمال الدين09-07-18, 04:55 PM
          Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� محمد على طه الملك09-07-18, 11:09 PM
  Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� هاشم الحسن09-08-18, 12:49 PM
    Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� محمد على طه الملك09-08-18, 01:56 PM
    Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� محمد جمال الدين09-08-18, 02:39 PM
      Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� محمد على طه الملك09-08-18, 03:48 PM
        Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� محمد جمال الدين09-08-18, 04:51 PM
          Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� محمد جمال الدين09-09-18, 05:14 PM
            Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� هاشم الحسن09-10-18, 01:41 AM
              Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� هاشم الحسن09-10-18, 02:36 AM
                Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� Kabar09-10-18, 06:48 AM
                  Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� هاشم الحسن09-10-18, 10:27 AM
                    Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� محمد جمال الدين09-10-18, 01:48 PM
                      Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� محمد على طه الملك09-10-18, 03:38 PM
                        Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� معاوية الزبير09-10-18, 05:12 PM
                          Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� محمد على طه الملك09-10-18, 06:19 PM
                            Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� معاوية الزبير09-10-18, 06:59 PM
                              Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� محمد جمال الدين09-10-18, 09:36 PM
                            Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� محمد جمال الدين09-11-18, 06:39 AM
                              Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� محمد جمال الدين09-14-18, 01:38 PM
                                Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� هاشم الحسن09-14-18, 09:24 PM
                                  Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� Kabar09-15-18, 04:31 AM
                                    Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� Kabar09-15-18, 04:32 AM
                                      Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� Kabar09-15-18, 04:52 AM
                                        Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� هاشم الحسن09-15-18, 12:15 PM
                                          Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� هاشم الحسن09-15-18, 12:42 PM
                                            Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� هاشم احمد ادم09-16-18, 07:07 AM
                                              Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� محمد جمال الدين09-17-18, 00:20 AM
                                                Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� محمد جمال الدين09-18-18, 10:00 AM
                                                Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� عبد العزيز حسين الصاوي09-18-18, 01:01 PM
                                                  Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� هاشم الحسن09-18-18, 07:23 PM
                                                    Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� محمد جمال الدين09-18-18, 07:47 PM
                                                      Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� عبد العزيز حسين الصاوي09-19-18, 10:12 PM
                                                        Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� محمد جمال الدين09-20-18, 01:46 PM
                                                          Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� محمد جمال الدين09-20-18, 02:17 PM
                                                            Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� محمد عثمان09-20-18, 02:44 PM
                                                              اليدولوجيات في تاريخ السودان الحديث Sinnary09-20-18, 04:17 PM
                                                                Re: اليدولوجيات في تاريخ السودان الحديث عبد العزيز حسين الصاوي09-20-18, 05:53 PM
                                                                  Re: اليدولوجيات في تاريخ السودان الحديث هاشم الحسن09-21-18, 01:50 PM
                                                                    Re: اليدولوجيات في تاريخ السودان الحديث عبد العزيز حسين الصاوي09-21-18, 09:41 PM
                                                                    Re: اليدولوجيات في تاريخ السودان الحديث عبد العزيز حسين الصاوي09-26-18, 04:20 PM
  Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� هاشم الحسن09-20-18, 07:02 PM
    Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� محمد جمال الدين09-20-18, 10:11 PM
      Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� محمد جمال الدين09-20-18, 10:23 PM
        Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� هاشم الحسن09-21-18, 06:24 PM
          Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� mekki09-22-18, 10:24 AM
            Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� Sinnary09-22-18, 12:10 PM
              Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� محمد جمال الدين09-22-18, 04:15 PM
                Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� محمد جمال الدين09-25-18, 09:29 AM
                  Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� محمد جمال الدين09-25-18, 02:15 PM
                    Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� محمد جمال الدين09-26-18, 05:33 PM
                      Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� عبد العزيز حسين الصاوي09-27-18, 11:01 AM
                        Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� هاشم الحسن09-27-18, 12:45 PM
                          Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� محمد جمال الدين09-27-18, 01:19 PM
                            Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� هاشم الحسن09-27-18, 04:30 PM
                          Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� عبد العزيز حسين الصاوي09-29-18, 01:26 PM
                            Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� محمد جمال الدين09-29-18, 10:06 PM
                              Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� عبد العزيز حسين الصاوي10-01-18, 11:03 AM
                                Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� محمد جمال الدين10-02-18, 08:42 PM
                                  Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� محمد جمال الدين10-08-18, 11:04 PM
                                    Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� هاشم الحسن10-13-18, 11:46 AM
                                      Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� محمد جمال الدين10-14-18, 03:41 PM
                                        Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� محمد جمال الدين11-02-18, 01:28 AM
                                          Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� محمد جمال الدين11-12-18, 02:53 AM
                                            Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� محمد جمال الدين11-13-18, 11:56 PM
                                              Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� محمد جمال الدين11-20-18, 04:28 PM
                                                Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� محمد جمال الدين11-21-18, 09:47 PM
                                                  Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� محمد جمال الدين11-30-18, 01:37 AM
                                                    Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� عمر نملة11-30-18, 01:45 PM
                                                      Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� محمد جمال الدين12-02-18, 00:18 AM
                                                        Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� محمد جمال الدين12-02-18, 09:27 PM
                                                          Re: الآيديولوجيات في تاريخ السودان الحديث من� محمد جمال الدين12-14-18, 01:48 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de