كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: في رحيل الانسانة الوطن فاطمة احمد ابراهيم (Re: احمد الامين احمد)
|
بسم الله الرحمن الرحيم لها الرحمة و المغفرة و نعشها يتأهب للسفر عبر البحار و الانهر و الغابات و الوهاد و الصحاري صوب (وطنى القديم ) لم أقل (قديما ) و الفرق واضح فتأمل ! ليتم دثره فى قبر موحش ( حسب قاموس شقيقها شادى الموال صلاح أحمد إبراهيم) لكنه عبق بعبير النضال الموجب الذى صار بصمة تميز عمرها الأول عبر تلك الكاريزما التى جعلتها من ( المتفق عليهم ) فى سجلات الوطن وهم ثلة من الأولين منهم صوت عبدالعزيز داؤود و وتر برعى و كفر جكسا ( أنا مريخابى وأفخر ) وموسوعية عبدالله الطيب و إنشاد سيدنا السمانى احمد عالم و مديح ( أبونا ) حاج الماحى و سيدنا البرعى السودانى و مزيكا وردي وعثمان حسين و صوت أحمد المصطفى و كل ما حوته تلك ( الاسطوانات المشروخة ) من غُنا ناس حاج سرور و ود ماحي و الكروان كرومة وناس عوض وإبراهيم شنبات و عصفور السودان ود عبدالجليل وكمنجات خواض وعربى ومحمديه و أكورديون ود الحاوي وصفارة حافظ عبدالرحمن . ما أكثر الرموز ( الشريرة ) التى اختلف حولها السودانيون وجلهم مارسوا السلطة عبر الحكم و المعارضة ومنظمات المجتمع المدنى فأدركنا أن لا فرق وهذا باب واسع . أمس الإثنين وقد إنتصف ذو القعدة المُحرم فى الجاهلية و الإسلام من العام الهجري تشرفت عقب صلاة المغرب بمسجد ريجنت بارك بحاضرة الملك جيمس والقديس جورج عليهما السلام ! بالصلاة مع جمهرة من الموحدين على روح الفقيرة لرحمة مولاها فاطنة أحمد إبراهيم سليلة ذاك العالم الثبت الفقيه الإمام الراتب الذى عرفنا ورعه جراء تتبعنا الموجب لسيرة أنجاله المؤثرين إيجابا فى التكوين الحضاري و المعرفى و الوجدانى لذاكرة السودان ( القديم ) الماضلة فاطنة و شقيقيها (الوزير المتمرد ) مرتضى و الشاعر الكبير جدا صلاح . عقب صلاة المغرب تحديدا التى تلا الإمام فى ركعتها الاولى عقب أم الكتاب ما تيسر له من أخر الحواميم الأحقاف المكية بدءا من الأيه 27 حتى ختمها فى نفس واحد وهذا هو نهج سيدنا عبدالباري الثبيتى أحد أئمة الحرم النبوى خاصة فى قران الفجر المشهود ثم فى الثانية ختم الركعة ب ( الزلزلة ) عقب التسليم إصطف الموحدون لأجل إقامة ( طقوس الرحيل المسلمة ) وطلب الرحمة و المغفرة لاختهم المسكينة فى العقيدة و الدعوة لها الثبات عند السؤال و تجنب عذاب القبر وهو حق و البعث تحت لواء الحمد وهو حق و الرشف من تلك الشربة التى لأظمأ بعدها وهى حق و تلقى الكتاب باليمين وهو حق ثم عبور الصراط صوب الجنة عقب شفاعة المصطفى وهى حق والمصطفى صلى الله عليه حق ونور ثم حمل النعش إلى ساحة المسجد الخارجية وقد تساقطت زخات خفيف جدا من المطر وهذا رحمة وقد إلتف المحبون و المحبات حول الجسد المسجى ملفوفا بعلم الوطن و ترحموا عليها بأم الكتاب عدة مرات . نفس المشهد التأملى الحزين هذا كنت أحد حضوره بذات المسجد و الطقوس رغم تبدل الوجوه و توالى السنون ذاك كان ذات صيف بعيد فى ضحى ممطر حين تمت الصلاة على روح السياسى السودانى خالد الكد وقد تم نقل الجثمان إلى ذات مدينة فاطنة أحمد إبراهيم وهى ( مدينة أدمية ) فى قاموس شقيقها صلاح و( مدينة من تراب ) فى قاموس خدنه على المك ( قبره يزار بالبكرى ) رغم أن ( التراب ) هو مادة خلق ( أدم ) و ذريته فتأمل . ذاك المشهد كان مركزه الطيب صالح حين تلا قبل الصلاة على روح الفقير لرحمة مولاه خالد الكد كل سورة الدهر ( تقرا كذلك سورة الإنسان ) بصوت خاشع متمرس فى القراءة الدرامية و الرمزية عبر ( هنا لندن ) فى عز مجدها خاصة حين قرأ (سيره إبن هشام ) ثم أجهش فى نحيب هامس تجلى فى سرده الجمالى رفيع القيمة فى مشهد إمام تلك القرية عند منحنى النيل فى أواسط السافل النيلى القديم فى تلك اللحظة التى خشع فيها قلب سيف الدين العربيد وقد سجلتها ذاكرة ولسان سعيد عشا البايتات ( غنت فى عرسه فطومه نفسها لان القروش الزمن ده تجيب الهوا من قرونو ) و هو من اهم شخصيات الطيب صالح واكثرها عمقا رغم تجاهل النقاد و القراء لهم و تركيزهم على الشخصيات البذيئة مثل بت مجذوب و ود الريس و مصطفى سعيد نفسه وهذا باب واسع . الفسيسفاء السودانية فى مشهد الصلاة على روح المسكين خالد الكد كانت أكثر تنوعا عبر الالوان و الرموز حين كان التجمع الوطنى الديمقراطى ينشط فى الخارج لذا كان هناك عمر نور الدايم وهو من صلى إماما على روح خالد الكد و مبارك الفاضل إلى جانب عدد من الساسة كالخاتم عدلان و الكثير جدا من الناشطين و الرموز الوطنية السالبة و الموجبة جميعهم لم يستقروا بذاكرتى عدا رمز وطنى وحضارى وجمالى رفيع القامة (قبره يزار بمقابر فاروق بناحية حى الزهور بالخرطوم القديمة ) عبر المزهر و الطمبور السحرى و الساحر و المسحور و الكلمة الرفيعة و اللحن الراقى و المزيكا الكبيرة تمكن من توحيد وجدان السودان ( القديم ) من حلفا البداية إلى نمولى وفاض فيضه الدفاق خارج الوطن إلى غرب افريقيا و القرن الافريقى بصورة جعلت دولة إرتيريا عند رحيله تعلن ( دقيقة صمت حدادا ) على روحه فى كافة أراضيها ذاك هو الصوت الراقى محمد وردي وكان مرتديا بدلة كاملة حمراء اللون على نهج شيخه إبراهيم عوض ( قبره يزار بمدافن البكرى وهو مثوى الطيب صالح وفاطنة أحمد إبرهيم نفسها كما وردنى فى تصحيف من أحد المتابعين للحدث بالداخل ) شكرا عبدالكريم على التكرم بفتح بوست بما فتح الله على به من كلمات فى مقام عالى جدا وهو مقام ستنا فاطنة الزهراء أحمد إبراهيم صاحبة الإسم الجميل المختص بإسم أمنا فاطنة الزهراء أم الحسن و الحسين التى أجمع على حبها السُنة و الشيعة من أمة المصطفى على كثرة الخلاف بينهما لدرجة التكفير وشن الحروب المذهبية مثلما أجمع السودانيون على كثرة الخلاف بينهم على حب و إحترام هذه السيدة الشجاعة فاطنة أحمد إبراهيم . تحية وشكر ألأخ العزيز عمر مصطفى مضوي و الاخ على عبدالوهاب عثمان على الترحم و المرور النوعى الراقى تحية وشكر لمن يراه وقد مررت بالبوست كزائر مع الشكر لصاحبه عبدالكريم اللمين أحمد الولى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في رحيل الانسانة الوطن فاطمة احمد ابراهيم (Re: احمد الامين احمد)
|
بِتَّ الحُرْ .. وأُمَّ الحُرْ .. وأُخْتَ الحُرْ .. وسِتَّ الضَّنَبهُ مَرْدٌومْ .. بِي وَرَاه يْجُرْ .. سِتَّ الْفِي الخُشَشْ مِنَّ العِصِيرْ بِنْتُرْ .. وسًتَّ الخِيلْ ،وسِتَّ الْفِي القُلُوبْ بنقرْ .. وأُمَّ الحَلَفُوا بِيكْ ، وبِي العَذَاب المُرْ .. ما بْخُتُّو لكْ الشّينَهْ ومَنَاحةْ كُرْ
رحم الله فاطنة احمد ابراهيم فاطنة السمحة ايقونة النضال والصمود
شكرا ابناء عمي الامين علي تلك الكلمات
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في رحيل الانسانة الوطن فاطمة احمد ابراهيم (Re: محمد حيدر المشرف)
|
لها الرحمة و المغفرة. تحية وتقدير للإخوة : خليل وآدم حسن ومحمد حيدر المشرف على نقش حروف من (تراب ) على شاهد ضريح أمنا المناضلة فاطنة الزهراء أحمد إبراهيم عليها السلام فى مرقدها بالبكرى فى إنتظار نفخة النشوز وقيل النشور وهى حق. يا الصادق إسماعيل كنت متأكد أنك (متابع ) من الضفة الاخرى للاطلنطى كل تفاصيل المشهد الحزين. تهمنى ذاكرتك الحاضرة لما علق بها من ومضات لتجربة تعاملك معها و الملاحظات الصامتة حول تلك التجربة الثرة لها فترة نشاط المعارضة باسمره وهى فترة ثرة. عقب نيفاشا وعودة رموز سياسية للوطن بعد منفى طويل جرى حوار نوعى هام مع المناضلة فاطنة بصحيفة أخبار اليوم و قد تحدثت عن نواحى إنسانية واجتماعية فى تجربتها بالمنفى ونعتز فى اسرتنا أنها اثنت فى ذاك الحوار بايجاب على شقيقى الأكبر (الزميل )صلاح اللمين انه كان يهتم بها كأم خلال زياراتها إرتيريا والحوار ضمن أرشيف قصاصات قديمة احتفظ بها فى ود مدنى. توجد صورة شهيرة للسيدة فاطنة و المناضل الأستاذ إسماعيل الذى صار للأسف عقب نيفاشا خارج وطن فاطنة وثلة من مقاتلى مجد ومنهم صلاح شايلين بنادق خلال زيارة نوعية للمناضلة لهم. عرمان ارتجل كلمة فى الفندق فى أول تأبين لها و قد شهد أن قرنق كان يحترمها بقوة خاصة أنها السياسي المعارض البارز الوحيد الذى قام بزيارة ميدانية إلى أعماق الجنوب المحرر وقت الدواس مع الديش السودانى و الدفاع الشعبى والتقت بالعامة من اهل الجنوب القديم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في رحيل الانسانة الوطن فاطمة احمد ابراهيم (Re: احمد الامين احمد)
|
أستاذنا أحمد لأمرٍ تلاصقت الحروف في كنابتي أعلاه فأُبْتُ لها وأصلحتها حتى تُصبِح مقروءة وواضحة.
وقد ذكرتُ في كتابتي أعلاه أنني التقيتها في مجيئها الأخير فقط في المؤتمر الثاني للتجمع الشهير بمؤتمر مصوع، ولكني أتمنى من (صلاح اللمين) أن يكتب عنها. صلاح نقل ما كتبته أنت يا أحمد لنواحي الفيسبوك وليته يضيف ما عنده.
أهتم جداً (بأنسنة) الشخصيات العامة، ويُزعجني الإحتفاء الُمبالغ فيه، لذلك أتمنى أن تسهب لنا في الكتابة عن فاطنة السمحة.
حضور فاطنة كرمز أعطى الثقة للمرأة السودانية، حضور مَثّل صوت قوي للمرأة في المشهد السياسي الذكوري، حضورٌ أفاد الحزب الشيوعي في استقطاب النساء له. فشخصيات مثل علوية تابر وغيرها ما كان لهنَّ أن ينتمينَّ لمؤسسة كالحزب الشيوعي لولا وجود أمثال فاطمة. فهي مثّلت في سلوكها والتزامها ما ينبغي أن تكون عليه المرأة. ربما يختلف معها كثير من (الفيمنست) في (تقليديتها) ومحافظتها على عادات وتقااليد (يراها البعض بعيدة عن الحداثة والليبرالية). ولكن القيمة الحقيقية لفاطمة أنها جَسّرت الهوة بين التقاليد والانخراط في الحداثة لكثير من النساء، فلم يرى (الذكوريين) بأساً من تعاطف أو إنضمام نساءهم وبناتهم لمؤسسات مثل الاتحاد النسائي أو الحزب الشيوعي. اسهام فاطمة في هذه الناحية مهم جداً، فمثلاً سمعت خالتي تقول أن فاطمة تقية وورعة و(تصوم رجب) في حضرة أحداهن (تَقَوَّلتْ على فاطمة وبعدها عن الدين) وخالتي متعلمة وليست شيوعية ولا تهتم حتى بالسياسة وهي زوجة المرحوم بروفسير التاريخ محمد احمد الحاج، ولا أقول هذا لاستدرار عطف البعض أو نفي صفة الالحاد عن الشيوعية، (دا ما موضوعي هنا)، ولكن أقوله وأحسب أن فاطنة كانت واعية بدورها في الالتزام بقيم الدين كجزء من تربيتها وجزء من القيام بدور (القدوة). في أسمرا كنا في قوات التحالف نساعد (التجمع النسوي) في اصدار مجلته وكان اسمها (عزة)، كان فيها مقابلة مع فاطمة، شنت فيها هجوم على الفيمينست وقالت أنها حركة ضد (تقاليدنا) لم تقل تقاليد الحزب الشيوعي. ففاطمة كانت واعية برمزيتها، وربما كانت قضيتها الأولى هي (تحرير المرأة)، وإظهار قوتها. وأنا صغير سمعت الرجال يتداولون بفخر موقف فاطمة في مطار الخرطوم ومنعها من السفر وشتيمتها للسلطة ولنميري في اوج ما عُرِف حينها بالشريعة. كان الرجال يحكون الموقف بفخر وهذا يكفي لشخصية كفاطنة أن يعترف لها الرجال في مجتمع ذكوري بشجاعتها. مع رفع الفراش على فاطنة اتمنى أن يتواصل هذا الخيط للتطرق للجانب (الانساني) من فاطنة، ونضالها واسهامها في قضية المرأة.
وشكراً أحمد اللمين فقلمك يجبرني فعلاً على المتابعة أينما كتبتَ. وأنا أتمنى أن يتقبل الله تَرحمُكَ الصادق على رحيل فاطنة السمحة، فهو دعاء لا شكَ في صدقه من شخصٍ يعلم قيمتها وتضحيتها ونبلها. رحمنا الله جميعاً ولنا حسن العزاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في رحيل الانسانة الوطن فاطمة احمد ابراهيم (Re: الصادق اسماعيل)
|
تحية وشكر اخى الصادق على المداخلة الثرة ذات البعد التحليلى الصارم وبها معلومات ثرة. عسي أن ينشط شقيقى صلاح و اخرون عاشوا عصر أمنا المناضلة فاطنة فى قدح ذواكرهم والكتابة عنها بإسهاب فسيرتها العطرة تظل نهرا سرمديا لن ينضب برحيلها وهى حقل خصب للدراسات العلمية فى عدة مجالات. لاحظ انا فى استطراد ما أشرت إلى احتفال الانجليز عام رحيل فاطنة بقرنين من حياة الروائية الرمز جين أوستن ودى إشارة أن فاطنة عقب قرون سوف تبعث مجددا عبر الاحتفال بقيمتها وربما تطبع صورتها على عملات ورقية شأن جين اوستن إن ارتفع أمة ووطن فاطنة مستقبلا إلى مصاف أمة وقوم جين أوستن وادركوا أن قيمة الحضارة تقاس عبر الاحتفاء بمن هم من طبقة فاطنة فى ميزان الجرح والتعديل عبر تأنيث علم الرجال الذى امكن البخاري من ضبط سند الحديث النبوى. بخصوص تحليلك الدقيق إلى إدراك فاطنة لتقليد المجتمع الذكورى الصارم وعدم تحديه عبر المظهر زالتس إ التشبه بالرجال فى المظهر والسلوك المادى كشرط للحداثة هنالك مقالات تصب في ذات مجرى تحليلك للدكتور عبدالله على إبراهيم (انا منتبه أن بعض الشيوعيين السودانيين لا يقبلون شهادته ) فيها شهادة بفاطنة انها حين دخلت البرلمان فى عصر ويجتمع ذكوري شرس قد زادت فى الحشمة مما حدا بالمجتمع الصارم قبول مبدأ دخول الكثير من النساء فى هذا المجال من تيارات شتى. تابعت على صفحة صحيفة الفجر اللندنية السودانية الإرتيرية جانبا من سيرة الأستاذة فاطنة بقلمها كما وقفت على بعض الكتابات المضادة لرؤيتها للحداثة النسوية. دكتور عبدالله على إبراهيم ذكر أنه قد أصدر عنها كتابا العام2012 عن دار عزة بالخرطوم فعسى أن نتصفح هذا الكتاب و غيره علما أن مثلها يمكن كتابة عشرات الكتب من منطلقات مختلفة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في رحيل الانسانة الوطن فاطمة احمد ابراهيم (Re: احمد الامين احمد)
|
تحية و تقدير عبدالكريم اللمين صاحب البوست عسي في مقام رحيل المناضلة العظيمة فاطنة الزهراء أحمد إبراهيم (قبرها يزار بمقابر البكري بامدر حليل ناسا ) عسي السماح لى بتحويل البوست بعد حين إلى (مقبرة عظماء ) مثل (ركن الشعراء ) ب Westminster Abbey على ضفة التيمز قرب مبنى البرلمان حيث نصبوا تمثالين لماديبا نلسون مانديلا وآخر للمهاتما غاندى ومثل ساحة الانفيلد بحاضرة فولتير و رينيه ديكارت و فيكتور اوغو ذلك بتثبيت مختارات من مداخلات (قديمة )أرسلتها فى أحوال مختلفة فى رحيل ثلة من رموز الخير بالسودان القديم والعالم أجمع مثل: الفراش الحائر عثمان حسين و العندليب زيدان و الكنار خليل إسماعيل و محمديه (بتاع الكمنجة )و صاحب الكمنجات الضائعة االشاعر مصطفى سند و المناضل المسلم رفيق ماديبا فى تلك الزنزانة فى رفقة الفئران و السحالى (حسب خيال شوينكا ) و المناضلة الروائية اليهودية جنوب افريقيه التى خانت بايجاب طبقتها و اثنيتها وملتها وإنحازت بقوة إلى صف مانديلا و رفاقه الشجعان الذين ناهضوا العنصرية وهزموها. عسي أن تظل الشمعة على ضريح السيدة المناضلة فاطنة أحمد إبراهيم (مولعة )سرمديا كتلك التى على ضريح ماو تى سونغ وتمنى الروائى الثائر الكينى انقوقى واثيناقو عبر لسان أحد شخصيات رواياته أن يرى مثلها على ضريح المناضل جومو كنياتا (غنى له كابلى شخصيا ). عسي أن نلتقى والله اعلم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في رحيل الانسانة الوطن فاطمة احمد ابراهيم (Re: احمد الامين احمد)
|
الرحمة و المغفرة لمن رحل . على مدي قد يطول ان طال العمر بأمر الله سوف اوالى إعادة نشر عدد من المداخلات أرسلتها قديما فى رحيل عدد من رموز الخير بالسودان القديم فى مجالات شتى اتشرف أن بعض تلك المداخلات وجدت طريقها نحو النشر فى عدة صحف ومنابر أخري دون علمى المسبق وهذا لا يزعجني كذلك تم نشر إثنين من مداخلات الرثاء تلك فى كتب خاصة فى الاحتفاء بالرموز جوهر المداخلة دون علمى المسبق كذلك وهذا أيضا لا يزعجني رغم أننا فى عصر (حقوق النشر والملكية الفكرية ).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في رحيل الانسانة الوطن فاطمة احمد ابراهيم (Re: احمد الامين احمد)
|
هذه النقوش كانت على شاهد ضريح صاحب البحر القديم حين حدق فى الموت بمدينة أبها السعودية وجري نشرها فى صحيفتي الصحافة ورأي الشعب وتقرأ : نقوش على شاهد ضريح صاحب (الكمنجات الضائعة )الشاعر مصطفى سند. قال رحمه الله : أيها الشادي بلحن الحب يا طير المدارات الجميل. قلت : مصطفى سند (قبره يزار بمدينة أبها السعودية ) صاحب (البحر القديم )و (ملامح من الوجه القديم )و غيرها من دواوين الشعر المصفى حسب قاموسه فى رثاء صاحب (العودة إلى سنار ) كان يعمل وكيل ببوستة المجلد ذات المعمار الفيكتوري بذاك الطوب الأحمر فى منتصف العقد السابع من القرن العشرين وقتها كانت مغريات الخدمة المدنية المنضبطة التى خلفها الانجليز بالسودان القديم تسمح لأبناء أم در ودار الصباح عموما بالتجوال طوعا داخل ربوع السودان. تجلى ذلك التجوال الملهم لافندية الخدمة المدنية بفجاج السودان الجميلة و الموحية تحدبدا بيئة غرب و شرق وجنوب السودان الساحرة فى قريض أبناء أم درمان من لدن صاحب الدهليز المنهدم فى ديوانه ذى الأجزاء الأربعة (أفق و شفق ) كما تأملنا فى خرائده المدهشة عن عيون الماء تلك ب (دلامى ) و (رشاد ) شرق جبال النوبة التى تعد من حيث السحر و الطقس و المناخ و الخضرة المثمرة من اجمل مناطق السودان إلى جانب اشعار الناصر قريب الله عن (أم بادر ) و تلك الكاهليه التى غنى لها الصوت الراقى كابلى و خريدته عن (خور أربعات ) شريان (شيخ برغوث )الذى أعاد سحره إليه (انشودة الحب العميق ) أو كما قال. حدثنى صاحب البحر القديم فى العام 1990 خلال مشاركته فى ليلة شعرية بدرها تم بجامعة الخرطوم أنه صباح أول يوم لوصوله المجلد لمباشرة عمله بالبوستة قد تلقى عدة جرادل مليئة بالحليب الطازج حلب الدغش كترحيب به من الجيران الذين علموا وصول ضيف جديد إلى المجلد و قد حل اول أيامه ضيفا بحوش نمر حرقاص مريدة نجل العمدة مريدة ناظر المزاغنى إحدى فروع العجايرة الخمسة للمسيرية الحمر وقد خلد العمدة حرقاص هذا فى الأدبيات المحكمة فى لسان شكسبير كونه مضيف الخواجى الانثروبولوجى الأشهر يان كننسون الذى ظعن و أقام عدة سنوات فى مرحال الناظر حرقاص بداية منتصف خمسين القرن الماضي ليكتب عبر الملاحظة كتابه الأشهر عن عن عرب البقارة من منطلقات النسب و السلطة ويعد أهم مرجع حتى الراهن فى تاريخ المنطقة الملتهبة تلك وقد أفادت بعض مادته التاريخية حكومة السودان فى إيراد بعض الحقائق الجغرافية حول قضية أبيي بلاهاى قبل سنوات وهذا باب واسع. لعلمى أن مصطفى سند قد سلخ عمرا بالمجلد خلال تتلمذى بالمجلد الشرقية ذكرت له اننى من (عيال المجلد القديمة ) لأجل جرح ذاكرته شديدة الثراء فذكر لى عدة شخصيات علقت بذاكرته من فضاء المجلد منهم قادم زين ذاك السندالى الأشهر بسوق الصفارين بالمجلد وقد كان صديقا لمصطفى سند يزوره فى ورشته علما أن السندالى قادم زين قد أهدى الشاعر مصطفى سند حين هم بمغادرة المجلد حربة رمزية من صنع يده ذكرها سند لاحقا فى مقالاته النثرية التى كان يكتبها بصحيفة الأيام نهاية السبعين و بداية الثمانينات عبر كتاباته الميتافيزيقية ذات الصور السحرية عن شخوص و ظواهر رآها عبر تجواله المبدع فى ربوع وطنه القديم ولقد علمت بعد سنوات من تأمل تلك المقالات وانا فى المرحلة الثانوية انها تدخل فى باب أدب المقاومة عبر الرمز لطغيان نميرى و حكمه لأجل تحاشي مقص الرقيب ،حيث كتب مصطفى سند رحمه الله أن شرطيا بناحية ما من ربوع السودان كان يتحول عند الليل إلى تمساح! يمخر عباب النيل الأزرق صعيد مكوار ولقد افزع الأهالى كثيرا فحاول مصطفى سند طعنه بتلك الحربة التى اهداها إليه بالمجلد السندالى قادم زين و منقوشا عليها حرفى ق ز لكن الطعنة لم تصب ذاك الشرطي التمساح فى مقتل وقد بادر التمساح حين صار شرطيا فى صباح اليوم التالى بإعادة الحربة المغروسة على جلده منذ ليل البارحة إلى صاحبها مصطفى سند واراه موضع الطعنة الفاشلة ثم علمه كيفية طعن التمساح فى مقتل المرة القادمة. من أكثر خرائد سند علوقا بذاكرتى القديمة تلك المهداة إلى الثائر شمال أيرلندى بوبى ساندز وقد كتبها مصطفى سند خلال استشفاء بالدوحة حيث عمل صحفيا فترة ما وقد كشف فى حوار قبل وفاته تعرفه على المناضل بوبى ساندز عبر أحاديث جانبيه مع ممرضة بريطانية خلال الإضراب عن الطعام الشهير لبوبى ساندز الذى احتل نشرات الأخبار وقتها و لم يرفعه رغم مناشدة بابا الفاتيكان شخصيا له عبر رسالة تعج بالإيمان وقد ختم سند تلك القصيدة بذكر هذه الرسالة عبر صورة شعرية سحرية اخاذة جعل الصليب يزدهر و ينبض بالحياة وبها غزل ساحر لمدينة بلفاست عروس الثلج كما وصفها سند وتشف القصيدة تلك عن روح كونية وهم انسانى واسع تعج به خرائد مصطفى سند كما تجلى فى تلك القصائد ذات الموسيقى الشعرية الهادئة التى اهداها سند إلى محمود درويش و معين بسيسو وغيرهما من شعراء فلسطين لكن أجمل ما قرأت لسند هو قصيدته الحزينة تلك فى رثاء شاعر الحقيبة محمد البشير عتيق (1909_1992) ولسبب اجهله لم يثبتها مصطفى سند فى أعماله الشعرية الكاملة التى صدرت فى حياته أو حتى دواوينه المفردة لكنها منشورة بصحيفة الإنقاذ الوطنى. العبد الفقير مصطفى سند الان بين يدي مليك مقتدر فى جدثه بمدينة أبها السعودية ذات الطبيعة الساحرة التى تليق بخيال سند كشاعر من طبقة نادرة وتكاد تكون منقرضة فعسى أن يسقى من الكوثر وأشهد له فى هذا المقام انه يمتاز بصفة صارت عملة نادرة بين البشر المخلوقين من طين لازب هذا العصر المتكبر هى صفة التواضع الإنساني الذى لمسته فى حديثى النادر معه تلك الليلة المقمرة بجامعة الخرطوم حيث كان رغم علو كعبه فى ديوان الشعر السودانى الاصيل يشعرك انه يصغي إليك بكل حواسه مع تفضله بالتبسم فى وجهك رغم علو شأنه الجمالى فى ميزان الأدب و شهرته الموجبة التى سار بها الركبان داخل وطنه السودان. له الرحمة و المغفرة. الفقير لرحمة مولاه : احمد اللمين أحمد .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في رحيل الانسانة الوطن فاطمة احمد ابراهيم (Re: احمد الامين احمد)
|
* الرحمة و المغفرة لنا ولمن سبقنا إلى دار الخلود. الكلمات التالية نقشتها على شاهد ضريح الروائية المناضلة جنوب افريقيه نادين غورديمر (يهودية الأصل ) التى ناضلت عبر القلم والموقف إلى جانب سيدى ماديبا ورفاقه من ملل شتى ضد التفرقة العنصرية وقد حدقت نادين فى الموت قبل نحو أربع سنوات من تحديق المناضلة السودانية ستنا فاطنة الزهراء أحمد إبراهيم عليها السلام. . *زهور على شاهد ضريح المناضل نادين غورديمر * بقلم : احمد اللمين أحمد.
**** حملت السحب الثقال ظهر الأحد 13 تموز 2014 بعد ثمانية أشهر من تحديق مانديلا فى الردي، نبأ تحديق الروائية جنوب افريقية الشهيرة المناضلة نادين غورديمر فى الموت، عن عمر ناهز التسعين حولا ،سلخته بايحاب فى التأليف الجمالى ومكافحة العنصرية تحت راية مانديلا بوطنها والعالم أجمع. جدير بالذكر أن المناضلة والروائية مرهفة الحس تنتمى عرقيا للأقلية البيضاء بأرض مانديلا والتى مارست بقسوة أبشع تفرقة عنصرية تجاه السودان (حسب مصطلح الجاحظ ) و الملونين لعقود قبيحة انتهت بهزيمتها بقوة على ايدى مانديلا و رفاقه الشجعان من كافة الألوان و الديانات والطبقات من الجنسين. الرياح التى نقلت للعالم أجمع قبل أن يفيق من صدمة رحيل ماديبا قبل أشهر وصفت الروائية العظيمة نادين غورديمر انها كانت ( أقوى صوت ادبى مناهض للعنصرية فى عصر مانديلا ). وقد صرعها الموت أمس بمدينة جوها نسبيرج وقد نالت فى حياتها جوائز أدبية رفيعة جدا قبل عصر -منح الجوائز لاشباه الروائيين (قليلى الأدب ) الذين بلغ بهم الجهل درجة شتم جهات جغرافية و ديموغرافية وبوادى ملهمة بأبشع النعوت العنصرية دون أن يرمش لهم جفن ) وهذا باب أقبح من قبيح فتأمل. حين رحل مانديلا (تلك الليلة )شتاء 2013 استنطقت هيئة التلفزيون البريطانى قلة من عارفى فضله منهم الأسقف جسي جاكسون رفيق دكتور مارتن لوثر كنغ نفسه إلى جانب المناضلة نادين غورديمر التى عاشت عصر مانديلا وقد تحدثت بصوت متعدد بفعل الشيخوخة الموجبة عن قيمة مانديلا واعترفت أنها كانت حاضرة كشاهد عصر منصف لوقائع جلسة النطق بالحكم على مانديلا و رفاقه الشجعان بالسجن المؤبد 1964 بواسطة ذاك القاضى اليهودى الأبيض، وأكدت نادين غورديمر انها لاحقا قامت بتحرير عبر قاموس ادبى رفيع المستوى للكلمة النادرة الشجاعة التى تلاها مانديلا انابة عن رفاقه قبل الحكم عليهم معلنا بوضوح : (إن كان الطريق إلى حرية شعبى يمر عبر موتى فأنا مستعدا للموت لأجل ذلك )أو كماقال. من عبث التأريخ أن ذاك القاضى (البليد ) الذى حكم على المناضلين فى أرضهم بذاك الحكم كان يهوديا مثل غورديمر والد المناضلة نادين التى وقفت فى الجانب الصحيح لبوصلة التأريخ وقتها عبر مناصرة مانديلا. والدها كان صانع ساعات شهير بجوهانسبيرج و يهودى ملتزم لكن ديانته لم تفلح فى جعل بنته صاحبة الضمير تصطف بغباء مع القاضى اليهودى و زمرته بل انحازت تجاه الحق بعيدا عن تبعية الدين خاصة أن الدين إن لم يسلحك بضمير واحترام ألوان و درجة غلظة (شفايف )مخلوقات الله يصبح مجرد دروشة ودجل وسبح للزينة وليس للتسبيح الروائية المناضلة نادين غورديمر يحمد لها رغم بياض اهابها وإمكانية اعتزازها بوضعها الطبقى والعنصري المضاد داخل المؤسسة المسيطرة بوطنها جنوب افريقيا عدم رغبتها فى التمتع بأى مزايا جراء ذلك، و فضلت الوقوف الحضارى فى وجه قومها العنصريين المستوطنين بأرض مانديلا و مهاجمتها بقوة لسياسة التفرقة العنصرية. تصور رواياتها بدقة وامانة الأثار الهدامة لسياسة الفصل العنصرى،كما تتجلى دقة تاملاتها و براعة أسلوبها كشاهد عصر موجب فى مجموعتيها : Face to Face The Soft Voice of the Serpent. وتصوران و تلتقطان أعراض ومشاهد واحزان ورموزه سريعة لاحقاد و ضغائن جنوب افريقيا العنصرية فى فترة منتصف القرن العشرين الميلادى عهد سطوة التفرقة العنصرية وبدء ولوج مانديلا حلبة النزال كمناضل من طراز نادر لصرعها بأى وسيلة كانت بما فيها امتشاق الرمح المقدس إن دعا الداعى. أما قصصها فى مجموعتى : Not for Publication The Late Bourgeois فتتميزان بالامساك بتفاصيل و مشاهد بانوراميا دون إظهار الأمل وطرح الحلول بينما تركن عبر روايتها الأشهر The Connservationist للتوثيق الجمالى عبر النهج الذى وظفه الروائى المصري اليسارى صنع الله ابراهيم لاحقا فى (نجمة أغسطس ) و (بيروت بيروت ) تحديدا ويبرز عبرها مدى نضجها الأدبى والفكرى وتكامل شخصيتها واندماجها بقوة مع الواقع السياسى العنصرى أكثر فى رواية Burger,s Daughter التى تصور قيام إبنة ماركسى عتيد من البيضان (حسب مصطلح الجاحظ )بإعادة صياغة وتشكيل مجمل لعقائدها المسيحية قبل أن يحكم عليها بالسجن مثلما تم الحكم كذلك على ابيها المناضل الماركسي المتمرد. فور إعلان نبأ الوفاة للمناضلة نادين وهى تغط فى نوم بادر حزب المؤتمر الوطني جنوب افريقى الذى قاده قديما ماديبا ضمن جناحه العسكرى بإصدار بيانا قويا حيا عبره نضال الرفيقة نادين غورديمر و أعترف البيان أن بلادها جنوب افريقيا قد فقدت برحيلها عملاقا أدبيا يصعب تعويضه هذا العصر ،كذلك نعاها برلمان وطنها المنتخب مثلما حياها كذلك مجلس النواب اليهودى بجنوب أفريقيا كونها سليلة أسرة يهودية هاجرت من لتوانيا الى ارض مانديلا لكنها وقفت فى موقع مخالف لأهلها وطبقتها وإنجازات لمنتديات ورفاقه ضد التفرقة العنصرية. صحيفة الاندبندنت البريطانية أصدرت ملحقات خاصا عنها تحت عنوان. نادين غورديمر صوت المقهورين استعرضت فيه مواقفها الحضارية المشرفة لفضح الظلم الذى تعرض له الأفارقة السودان بوطنها عهد نضال مانديلا و رفاقه الشجعان. *أحمد اللمين أحمد : لندن صيف 2014 * تنبيه توجد مصادر محفوظة فى أصل المقال وهو مقال طويل جدا منهما بالصور والاحالات بأكثر من لغة و وسيط ضمن مخطوطة كتاب لى عن نلسون مانديلا وعصره عسي أن يرى النور قريبا بإذن الله.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في رحيل الانسانة الوطن فاطمة احمد ابراهيم (Re: احمد الامين احمد)
|
بسم الله الرحمن الرحيم فى إطار (الشخبطة ) على شواهد أضرحة (رموز الخير )من ملل وطبقات شتى الزهور التالية نثرتها قديما على قبر الكنار زيدان إبراهيم عليه السلام بمدافن البندارى وتقرأ : *على شاهد ضريح زيدان إبراهيم * أحمد اللمين أحمد الولى. للعبد الفقير (العندليب )زيدان إبراهيم ود حجة أم الحسين الرحمة و المغفرة و السقيا و السير تحت لواء الحمد و ومذاق خمر الواقعة و النبأ التى لا تذهب بالعقول. أمين يارب العالمين . عسي وهى واجبة التحقق فى حق المؤمن حسب تأويل حبر الأمة رضى الله عنه وعن العباس أن يلتقى زيدان باسلافه الكاشف، حسن عطية أمير العود، إبراهيم عوض وسيم الطلعة، كنار شندى الشفيع وبدر وبيدر حى القبة بالأبيض القديمة ود القرشي فى جنة الفردوس بأمر الله تعالى ورحمته التى وسعت كل شئ . ما أجمل لقاء زيدان بالشغيع و ود القرشي وإبراهيم عوض تحديدا إلى جانب أمير العود فالعندليب كان يتجلي ويذوب كثيرا و يتوحد و يتسلطن حين يشدو على مزهره السحري بدرر هؤلاء العمالقة. انصتوا لشدوه الغريد على المزهر المطواع وهو يترنم برائعتى الطاهر إبراهيم و إبراهيم عوض : يا خاين عزيز دنياى. ويبدو أن لهاتين الدرتين مفردة و لحنا صلة خاصة و غامضة بجرح زيدان الأليم الغائر فى وجدانه ليلون حياته الخاصة بالحزن والوجع والسهد والأرق. زيدان بصوفيته و صدقه الواضح صريح جدا وحياته كتابا مفتوحا حيث ذكر فى حوار تلفزيوني تابعته قديما شرقى بحر القلزم المالح أنه ضحية صدمة عاطفية عنيفة (حسب مصطلح شاعر الجمال حدباى حين سرد نتغا من مصادر وبواعث الهام قصص أغنيات نديمه النهر العاتى خليل افندى فرح) عبر فتاة سلخ شبابه الأول فى حبها العميق فصده أهلها حين تقدم لخطبتها مصطحبا معه أمه أم الحسين وخاله _حسب رواية زيدان نفسه عبر سهرة تلفزيونية 2009). هذه العادة الاجتماعية القبيحة صد المحبوب للأسف الشديد متجذرة فى المجتمعات الإنسانية عبر التأريخ منذ عهد جميل و بثينة و لبنى وقيس وتتاصل بقوة فى المجتمع السودانى (القديم والجديد ) وهو مجتمع شرس وقاسى وعنيف جدا، لذا حياة زيدان العندليب الغرد والمغرد والصادح و الصيدح والصداح ملوثة إيجابا بالحزن و الصبابة و اللوعة و الصد والحرمان والاهات (التى أقسم بها محمد يوسف موسى فى (الدرب الاخدر ) على صوت عثمان حسين العبق بتلك البحة التى اجهدت مفردات حسين بازرعة ). زيدان إبراهيم ياناس! كنار وكروان راقى من طبقة منقرضة ومغلقة بأمر السميعة هى طبقة ناس الكاشف والتاج مصطفى وعشة الفلاتية وفاطنة الحاج وكابلى و ابى داؤود وعثمان حسين و الشفيع وإبراهيم حسين و محمد ميرغنى و أحمد الجابرى وأحمد المصطفى وتلك الصوادح التى صدحت بالسودان القديم قبل أن يتحول الفن إلى (قلة أدب ). نوه بفن زيدان الراقى إثنان من أرق وأرقى أبناء السودان (من حلفا إلى نمولى ) منذ بدء تدفق سريان النهر الخالد (غنى له عثمان حسين و تجانى يوسف بشير عليهما السلام ) هما الصوت الراقى محمد وردى الصادح الأكبر فى محراب الفن الراقى منذ عهد ود الفكى علما أن وردى ضنين جدا بمنح الشهادة لفنان (لكن ليهو حق ) لأنه اى وردى صاحب ميزان ومزاج موجب عالى الحساسية ولا يجامل فى الفن الراقى ومعايير التقييم والسمع عنده صارمة جدا رغم رهافتها (لاحظوا تجلى صرامة ورهافة بوصلة وردى تلك فى دقة مزيكتو الكبيرة جدا بشهادة عربى بتاع الكمنجة و رهافة مفردات اغنياتو و روعة الأداء عبر طلوع وهبوط وذبذبات الصوت عند أداء محمد وردى عليه السلام. ) شهد لزيدان كصادح من طينة ناس الدرويش خدر بشير الموسيقار الأكبر سماعين عبدالمعين (درس مزيكا بمصر وباريس قبل استقلال وطنه وقبره يزار بمقابر حلة حمد وهى مرقد عبدالله الطيب وعبدالعزيز داؤود وهدك من فرقدين ) شهد له بالتفرد والنبوغ و الملكة عبر الموهبة و الفطرة السليمة و القدرة على تجديد نبض الفن السودانى وقد تنازل له طوعا عن : من مثلك فى علاكا يا الساكن جبال التاكا رائعة المهندس بشير عبدالرحمن أحد رواد الحركة الوطنية وقد صدح له أحمد المصطفى نفسه ب (بنت النيل )كذلك تنازل له عن : قابلتو مع البياح وقد صدح بها زيدان على المزهر المطواع مثلما صدح بها على المزيكا العالية نور الجيلاني علما أن سماعين عبدالمعين قد شهد كذلك بملكة نور الجيلاني وخليل إسماعيل و محمد ميرغنى والأخير صادح من طبقة مغلقة ومنقرضة يجلس فى ذات مرتقى ناس حسن عطية و أحمد المصطفى و التاج مصطفى و الشفيع وعثمان حسين (صاحب تلك البحة العجيبة التي اجهدت قاموس بازرعة ) و الجابرى (راقى شديد الزول ده ) وعبدالرحمن عبدالله و ود البادية وسيد خليفة وهذا مرتقى فنى لو تعلمون عظيم فى هذا العصر الجايط و الركيك والنابح والمزعج الملوث بالفن المسيخ و المفردة البذيئة فتأمل. تجربة زيدان والجابرى وخليل إسماعيل بصوته (الكاستراتو و السوبرانو تارة ) تجربة تؤكد أن لجنة الأصوات بالسودان فى حاجة ما لإعادة النظر فى تكوينها حيث بلغنى عبر عدة مصادر أنها قد صدت هذه الأصوات العذبة عدة مرات قبل مرورها ،فتنفس صبح زيدان عليه السلام شأن صبح الدرويش ود البادية من (هنا لندن ) بمبادرة جريئة من الطيب صالح )) قبره يزار بمدافن البكرى بأم در القديمة ) وهو بصير بالجمال كله كما لا يخفى. صدق على المك حين قال أن لجان النصوص كثيرا ما تجتمع دون أن تنجز شيئا فهاهو زيدان المصدود مرارا من تلك أللجنة حيا وحييا فى وجدان كافة السميعة ويشهد له بذلك مدى الأسى والحسرة فى نفوس مشيعيه وعواده على الفراش الأبيض إلى جانب كثرة كلمات الرثاء فى مناقبه بمختلف الوسائط وعبر هذا الحب والقبول عند الأذن الراقيه لعل زيدان ضمن ثلاثة من أكثر الصوادح بالسودان القديم والجديد جماهيرية خاصة وسط الشباب من الجنسين عبر اغنياته الخاصة الرقيقة إلى جانب ترنمه (دكاكينى ) على المزهر المطواع السحرى بدرر اسلافه من لدن محمد وردى (أمير الحسن لو تسمح ظروفك. لو بهمسة. المستحيل ) حسن عطية وأحمد المصطفى (يا بنات المدرسة ) و الكنار الشفيع وعثمان حسين وإبراهيم عوض (أعز عزيز. يا خاين. ده قاصدنى ما مخلينى و راخصنى ما مغلينى يا قلبى يا معذبنى فى حبو ليه رامينى؟ ) . أعترف فى مقام زيدان انه لا يندرج ضمن العشر الأوائل من الصوادح الذين اطرب لهم رغم ميلى الشديد إلى سماعه على العود فقط فى (الدكاكينى ) خاصة حين يصدح لناس الشفيع و ود القرشي كذلك اجدنى ميالا بقوة إلى جمال (دق العود )عبر ريشة زيدان. الرحمة و الغفران للعبد الفقير إلى الله تعالى زيدان إبراهيم ود حجة أم الحسين الابن البار بأمه شأن أحمد الجابرى كما شهد له بذلك من خبر داره القديمة بالعباسية وهذا البر بالأم فضيلة نادرة ترتفع بزيدان إبراهيم إلى مصاف عظيم هو مصاف التابعى الجليل سيدى اويس القرنى الذى بواه بره بأمه منزلة عالية حدت بالذى (ما ينطق عن الهوى )توصية إثنين من المبشرين بالجنة سلفا توسل الدعاء عبر صفاء قلب هذا التابعى الجليل حين يلتقياته يوما ما وقد تم ذلك. سلاما على زيدان إبراهيم. صادحا صيدحا صداحا كنارا عندلیبا و صوتا مغردا و غرد وغريدا يجرح القلوب ثم يداويها. الفقير لرحمة مولاه : احمد اللمين أحمد. كامبريدج شتاء رحيل زيدان إبراهيم عليه السلام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في رحيل الانسانة الوطن فاطمة احمد ابراهيم (Re: احمد الامين احمد)
|
تحية وتقدير للأخ بكرى على تنشيط البوست ونبشه من الأرشيف بطلب منى مع الشكر كذلك لصاحب البوست عبدالكريم الأمين أحمد . الرحمة و المغفرة للمناضلة فاطمة أحمد وعموم من رحل من عناصر الخير بالسودان القديم . أخر الراحلين من واهبى الفرح و الجمال و مرققى الحس و الشعور كان الصادح الملحن الصوفى المعذب : السنى الضوى و على شاهد شريح جدثه تشرفت بتدوين هذه المفردات :
تقاسيم على مزهر السنى الضوى*
سبحان الحى الذى لا يموت واهب الحياة و الموت . اللهم أغفر لعبدك الفقير *السنى الضوى* الذى لبى نداء لا يقدر على عصيانه أحد فى هذى الليالى السمحة التى نجومها سبحة (على قول الإمام الأكبر فؤاد حداد فى المسحراتى ) هذى الليالى العشر التى أقسم بها فى (رواية ) رب العرش العظيم فى مفتتح سورة الفجر . أمين .
المغنى و الملحن الراقى السنى الضوى حجة فى الفن لحنا وغناء وهو بصير بالشعر المغنى الذى ينضح بالمفردة المجودة يتجلى ذلك فى تجربته النوعية مع ثلاثى العاصمة ( الحويج و أبو دية ) و الأول طابق عثمان حسين نفسه فى ( كلمة منك حلوة ) وكفى
كما قد تجلى كذلك فى تجربته مع ثنائى العاصمة مطابقا إبراهيم أب ديه له الرحمة حيث لم يصدح مطلقا بأى مفردة هابطة أو شعرا ركيكا يتجلى ذلك فى كل قصائد على شبيكة و أب شورة وغيرهما من الشعراء المجودين ممن تغنى لهم . مقدرة *السنى الضوى* اللحنية ترفعه بسهولة إلى مقام ناس ود الحاوى واحمد زاهر وعلاء الدين حمزة وتكاد تقترب به من مقام سحيق هو مقام ناس برعى وبشير عباس و *محمد وردى* الراقى وعثمان حسين و المقام الأخير ( لو تعلمون عظيم ) . فى مقام اللحن الراقى يكفى *السنى الضوى* فخرا أنه ملحن جل إن لم يكن كل أشعار الشاعر النادر *محجوب سراج* ( عدا تلك التى لحنها صلاح مصطفى وتمثل نصيب الأسد ) حيث لحن السنى الضوى من أشعار محجوب سراج لإبراهيم عوض فى عصر ود الريح و الطاهر إبراهيم الأغنات التالية : 1- *مين قساك* مين قسا قلبك أيه نساك يا ناسى حبك. 2- *ليه بتسأل* عنى تانى ؟ وأجمل مافيها ( ما فضل غير أغنياتى فيها أكتب ذكرياتى . لو بتفكر الليالى تداوى جرحى ولا تانى ترجع الأفراح لقلبى ، لا لا لا لا ، أنت واهم يا حبيبى ، دى الليالى امر لى من دموعى الفى عينى الخ . وكانت ضمن شعار برنامج إذاعى شهير تقديم عمر الجزلى هو (أغنياتى وذكرياتى ) ويُذاع عند الهدأة وهو من أرقى البرنامج التى تبث غُنا راقى . 3- *قاصدنى ما مخلينى* راخصنى ما مخلينى يا قلبى يا معذبنى فى حبو ليه رامينى . علما أن هذه الأغنية فى الأصل مكتوبة لصوت ود البادية الدرويش وقد سجلها فعلا لركن السودان من القاهرة قبل تسجيل إبراهيم عوض لها فى هنا أم درمان لتصبح ملكه وقد صدح بها قبل رحيله بسنوات قليلة فى حلقة تلفزيونية جمعته بالعندليب زيدان إبراهيم ( قبره يُزار بمدافن البندارى ) للدرويش ود البادية لحن السنى الضوى من خرائد محجوب سراج الأغنيات التالية : 1- *الجرح الأبيض* (لو نعيم الدنيا عندك أحرمينى | أو جحيم الأخرة ملكك عذبينى | ياضناى يا وهج أشواقى الحبيسة | جرحى أصبح ما بسيل لو تجرحينى ) 2- *عواطف* ( ود البادية فى لحظة مرح ذكر أن عواطف هى إسم ملهمة الشاعر محجوب سراج مثلما أن عواطف كذلك هو إسم زوجة السنى الضوى ولعل هذا ما حدا باللحن أن يتجلى بهذا الصدق . 3- *أول حب* و اخر حب حبك نار كلو ودار منو بقول أنا اه يارب . فى عصر الملحن الأكبر *حسن بابكر* لحن السنى الضوى لمحمد ميرغنى المجود هاتين الدرتين : 1- *عاطفة وحنان* يا ناس وإنسان مليح وناس (كلمات ابو شورة وهو من شعراء وردى رغم أقلاله \|) . 2- *شفتك و أبتهجت* . *السُنى الضوى* حالة فنية خاصة جمعت بين اللحن و الصدح على ذات النهج الذى تجلى فى حالات : كرومة ، عثمان حسين ، محمد وردى ، صلاح مصطفى إلى جانب تعلقه بالمديح النبوى و الإنشاد المجود على نهج صوت داؤود ، خدر بشير ، ود البادية ، صلاح محمد عيسى وقد إعترف السنى أن الوجدان الصوفى الذى تشرب به خلال طفولته الاولى ببلدة *نورى* بدار شايق التى من بنيها الشاعر محمد الحسن سالم *حميد* و الصوفى المعذب *عمر الحسين* محقق ديوان *حاج الماحى* و ديوان *حسونة* وسماعه المديح قد عمقت جذوة الذوق الرفيع فى وجدانه خاصة سماع مدائح حاج الماحى مثل : *فوق مطايا أسرى الليل لحجايا للمحبوب* لذا حين لحن رائعة على شبيكة ( *لمتين أزورك يغمرنى نورك .تجرى الدموع تروى سورك يا نبى* ) كاد أن يرتفع إلى مصاف *حاج الماحى* ذاك المصاف السحرى الذى يسبح مع المجرات حُبا وشوقا للفناء فى ملكوت الله عبر صدق القلب .
فى رحيل السنى الضوى صباح ذات يوم ممطر بالخرطوم بحرى نظرت إلى *الجزء الثانى من موسوعة معاوية يس* التى صدرت عام رحيل *محمد وردى* وبها ترجمات لعدد من رموز المفردة و الصدح بالسوان القديم الذين عاشوا فى عصر *السنى الضوى* ومنهم الشاعر *محجوب سراج* الذى لحن له *السنى الضوى* منفردا وصدح كثنائى مع إبراهيم اب ديه بأشعاره مثل : 1- *حيرت قلبى* معاك صيرتو بيك مشغول | يا أحلى من ضماك ما بصح عذابنا يطول . قف ! هذه الأغنية الراقية يتغنى بها كثيرا الفنان *الناشئ* عصام محمد نور رغم أن الفرق بينه وثنائى العاصمة فى الصدح كالفرق بين الثرى و الثريا وهذا باب واسع . رجع الحديث : 2- *زى عينى* وغالى على | وفيك عاجبانى مشاعر حية . لكن تظل أشعار *على شبيكة* التى لحنها السنى الضوى وصدح بها ثنائى العاصمة هى الفتح الأكبر فى تجربة السنى الضوى الفنية . الرحمة و المغفرة للسنى الضوى .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في رحيل الانسانة الوطن فاطمة احمد ابراهيم (Re: احمد الامين احمد)
|
بسم الله الرحمن الرحيم فى رحيل عازف الاكورديون القديم سليمان اكرت عليه السلام . نظرت مجددا إلى الجزء الأول من موسوعة معاوية يس *من تأريخ الغناء والموسيقى فى السودان* تحديدا الباب المسمى : *آلات الموسيقى فى السودان دخولها البلاد وروادها وعازفوها وأساليب عزفها* والذى خصصه عبر مرجعية صارمة وسرد سحرى عبر لغة حميمة لدخول المزهر والكمنجة القديمة والبيانو الكنسى والاكورديون إلى السودان *القديم* وبه إشارات راقية إلى ناس برعى وبشير عباس و وبشير عمر وخواض وعربى ومحمدية ومن كان فى طبقتهم *المنقرضة* من مسودنى المزهر والكمنجة ومنحهما ( اللون السودانى الاخدر الزرعى والعيون العسلية التى تكون على وش اى زول ) كما ذكر على المك (بتصرف ) حين استطرد فى حديثه عن *عود برعى السودانى الذى رافق صوت داؤود عليه السلام* * فى صفحة 231 وماتلاها حتى منتصف صفحة 237 تسكع قلم معاوية يس بمتعة فى ذكر اله *الاكورديون* و دخولها السودان والملفت إشارة المؤلف عبر مصادر إلى أن الزعيم الأزهري كان يلعب على هذه الالة وغيرها خلال عمله بكلية غردون كما توقف بقوة عند أصابع *وهبة جعفر* عازف المزيكا على الاكورديون الذى طابق فنانى الحقيبة حين سجلوا تلك الاسطوانات القديمة عند الخواجات بمصر وقد خلد وهبة هذا الشاعر الاكبر ابى صلاح فى *بدور القلعة وجوهر ( ما أحلاها عند محمد اللمين ) . فى ذكر الاكورديون السودانى حاز *عبداللطيف خدر ود الحاوى* على نصيب الأسد باعتباره الإمام والاخرون يصلون خلفه في الجامع فى مضمار اللعب على الاكورديون وانه مسودنه بامتياز عبر شفافية انامله فى العبث الشفيف على أزرار ومفاتيح الاكورديون السودانى خاصة عبر الالحان الكبيرة عند ناس إبراهيم عوض وإسماعيل حسب الدائم وعثمان مصطفى إلى جانب الصولات السحرية فى أغنيات أخرى عند ناس وردى وأحمد المصطفى. ختم المؤلف حديثه عن *الاكورديون السودانى* بتخصيص نحو الصفحتين لذكر مناقب سليمان اكرت الذى اصطفاه الله إلى جواره وتم دثره ثرى أحمد شرفى بامدرمان وهو مرقد الفقراء لرحمته : إبراهيم الكاشف والمواطن السودانى جعفر محمد نميرى لهما الرحمة من رحمن رحيم. أشار معاوية حسن يس إلى تعرف سليمان اكرت على الاكورديون خلال صباه فى رفقة والده الادارى مكاوى سليمان اكرت بلندن وموهبته كذلك على *ضرب الصفارة والهارمونيكا* وان الصوت الراقى محمد وردى هو من شجعه على الالتحاق بالاوركسترا الذهبية بعد أن اطمأن على قدرته الرهيبة فى عزف المزيكا الصعبة بعد أن رافق كهاوى ناس وردى وعثمان مصطفى ومحمد اللمين والعاقب فى حفل عرس بامدرمان القديمة علما أن المزيكا الجد جد منبعها هذا الرباعى السحرى مضافا إليهم ناس التاج مصطفى وعثمان حسين والكاشف والجابرى الحلو وكفى! أما مزيكا برعى وصوت داؤود فهى خارج المقارنة كونها تنبع من كهوف ضوئية شديدة الغور ويصعب التحديق فيها و إدراك كنهها مهما صفا السمع فتأمل. أجود تجليات أنامل اكرت على الاكورديون تجدونها عند تسجيلات ناس وردى لمنصفون إلى جانب مزيكا أحمد الجابرى الحلو خاصة فى ذاك الصولو الشهير الذى تحاور فيه مع جيتار صلاح خليل ( تجلى جيتار صلاح خليل بصورة عجيبة فى حواره مع صوت وردى فى جميلة ومستحيلة ) و تارة ومع صوت ومزهر الجابرى تارة. سلاما على سليمان اكرت فى العالمين. اللهم أنت خير الراحمين ارحمه وارحمنا برحمتك يا رحمن يا رحيم. امين يارب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في رحيل الانسانة الوطن فاطمة احمد ابراهيم (Re: احمد الامين احمد)
|
على شاهد ضريح الشاعر سيف الدين دسوقى* (1936_2018)
الرحمة و المغفرة من رحمن رحيم غفور غفار غافر لروح العبد الفقير سيف الدين دسوقى وجعل قبره روضة من رياض الجنة. قلت : الشاعر صاحب (حروف من دمى )و (الحرف الاخدر )سيف الدين دسوقى الذى حدق أخيرا فى الموت شاعر وعاشق مدنف ينتمى إلى طبقة شعرية نادرة وشبه منقرضة هى طبقة من حاز فضل الدراسة بالخلوة ثم المعهد العلمى بامدرمان ذاك البستان النضير فى تنشئة الشعراء عبر اللغة والقرآن الكريم وعلومه كما تأملنا فى شاعرية التجانى يوسف بشير وكرف ومحمد عبدالوهاب القاضى وعبدالله الشيخ البشير وكفى. خاصية أخرى نادرة فى تكوين شخصية سيف الدين دسوقى الشعرية هى الانتماء الجغرافى والديموغرافى الى طينة حى العرب بامدرمان القديمة الذى من بنيه أرقى شعراء الأغنية من لدن سيد وعبيد و ود الريح والطاهر ابراهيم والعاشق الراقى محجوب سراج ومصطفى عبدالرحيم وانعم بهم من طبقة شعرية نادرة عصر الشعر الركيك. حى العرب أرض ميلاد سيف الدين دسوقى كذلك منجم أصوات صادحة من طبقة من العسجد والعطور والعسل هى طبقة ناس التاج مصطفى وإبراهيم عوض و الجابرى وجميعهم صدحوا بشعر سيف الدين دسوقى وأشهر ما صدح به إبراهيم عوض له أعز مكان وطنى السودان لحن برعى الراقى و فى المراى الجميل القاك لحن السنى الضوى والمصير لحن ود الحاوى المدهش والأخيرة هى الأشهر رغم أن صغار الفنانين قد افسدوها عبر أصواتهم الضعيفة وهذا باب طويل. صادحان وصيدحان من طبقة منقرضة هما سيد خليفة بتلك البحة العذبة والدرويش ود البادية صدحا كذلك بشعر سيف دسوقى عالى القيمة حيث تغنى له سيد ب (أودع كيف افارق كيف )وترنم له صلاح بصوته العجيب ب (لو تمر ترسل تحية )وهى اغنية لا تذاع كثيرا .محمد أحمد عوض وهو مجود عبر الرق والصفقة والايقاعات تغنى بمعظم أغنيات سيف الدين دسوقى وأشهرها ( رغم بعدى برسل سلامى ). لعل أشهر أغنيات سيف الدين دسوقى على الإطلاق هى التى اذاعها أرقى صادح هو أحمد الجابرى بين الناس وهى مافى حتى رسالة واحدة وقد غطاها ود الجريف بأغنية من طرف الحبيب . من الخصائص النوعية ذات القيمة السحرية فى طينة سيف الدين دسوقى الشعرية الانتماء الصوفى إلى الطريقة السمانية التى يندرج تحت سلكها أجود شعراء السودان القديم مثل محمد سعيد العباسي و محمد الواثق و الحبر يوسف نور الدائم والسمانى الحفيان و محمد دسوقى الشقيق الأصغر لسيف وقد كتب أغنيات للتاج مصطفى الراقى ورمضان حسن الذى صدح له بأغنية (بشكى ليك ياربى من حبيبى الظالم ). بفضل علم التجويد الذى حازه سيف الدين دسوقى فى أروقة المعهد العلمى قديما فإنه يمتاز بملكة نادرة فى مخارج الحروف جعلته صاحب قدرة عالية فى الإلقاء الشعرى عبر ذاك الصوت الواثق الجهور واعترف أن برنامجه الاذاعى الشهير (الحرف والليل والنغم )الذى كان يذاع عبر رادى هنا أم درمان عند العاشرة والنصف تقريبا كان أحد أرقى البرامج التى اواظب على سماعها بشغف وتركيز خلال فترة الدراسة الثانوية. الرحمة و المغفرة لروح الشاعر الفحل سيف الدين دسوقى صاحب المفردة الراقية والصورة الشعرية الموحية فى عصر الشعر الركيك حاليا الذى تعج به الساحة و تبثه ب (قوة عين )الفضائيات السودانية المزعجة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في رحيل الانسانة الوطن فاطمة احمد ابراهيم (Re: Abdullah Idrees)
|
حياك الله أخى عبدالله إدريس ولك الشكر والتقدير. جمال الكتابة ينبع من جمال و سحر وجاذبية من نكتب عنهم من رموز الخير مثل المناضلة فاطمة أحمد (رغم الخلاف مع كيانها السياسى لكن صدقها يجبرنى على إحترامها ) إلى جانب بقية الرموز المضيئة الذين تشرفت بنعيهم مثل الراحل المقيم الدكتور الجيلى فرح على وجه الخصوص . لك الشكر .
| |
|
|
|
|
|
|
|