|
Re: تضاريس الغياب (Re: أبوذر بابكر)
|
(الغياب هو ان تبحث عن صدي صوتك في ذاكرة الاخرين فلا تجده)
صديقي جدا .... الود اقصاه هو الرحيل الصعب ولا حديث غيره قرارا سيئ التوقيت... لكنها الحياة حمَلتنا ما لا طاقة لنا به فحملنا ما استطعنا من صبر التواجد في بلاد لا تهب الضحك الا في لحظات الوداع ...وذلك جراء سريان الذكريات عكسيا من القلب الي العقل..... حتي صار الرحيل فرض عين فاخترناه ملاذا (ليس بآمن) لهروب الروح والجسد اتوكأ علي الذي اهديتني في لحظات احتفالك بي واحتفالي بك ايضا... كلمات أتوكأ عليهن واهش بها علي حزني خوف السقوط... هم الأصدقاء لا شيء يجمعهم سوي الالفة.....ولا اراهم الا في قول الطاهر ود الرواسي في رائعة الطيب صالح مريود(يا صاحب الجلال والجبروت عبدك المسكين الطاهر و دبلال يقف بين يديك خالي الجراب مقطع الأسباب ما عنده شيء يضعه في ميزان عدلك سوي المحبة) طوي القلب كثيرا من حزنه في تلك اللحظات ..واستقام النبض لينسج علي إيقاع الكلمات الطيبة والودودة جدا حلما لزمان سيأتي (ربما) بلاأحزان. هي ورطة الدخول الي اقصي القلب والخروج المتأخر جدا! ... تدري انها قضيتنا ضد الخوف وضلال العقل والقلب ... مذ كانت قضيتنا الحضور في مواسم تقاسمنا فيها الود والجهد والقلق والفقر والحزن والالم.... أو لنقل انها ورطة الخضوع لحاجة النفس الماسة لحلمِ بلونِ ابيض..... ورب فرح يوقظه الآتي من غياب هوغياب جاء بعد أن سرقت بطاقات الراحة والهوية مني ومنك ومن آخرين في لحظات الانتماء القاسي لأرض لا تنبت إلامزيدا من الأحلام المستحيلة وكثيرا من الغبن..... انه الشعور المباغت بأننا لا شيء ...حين يستهلك العمر مقابل الخبز ...أو في أحسن الحالات مقابل البقاء حين عدت يا صديقي لتلك الارض ...كنت اظنها العودة....لكن الحياة رسمتني علي جدران الشوارع والدفاتر لوحة من فرح فقيرِ وناقص ... إطارها القلق والحزن والالم ..... فكنت كفأرِ في بيت فقيرِ معدم....أو كماقالت البدوية: والله ما يقيم فيه إلا لحب الوطن......وهكذا دار الزمان وعدت لصرخة البدء بلا زاد يقيني شر الوقوف علي النبض للنهوض تجاه الغياب مرة اخري. ياصديقي أعلم ان تلك الارض لا تغفر ذنب الغياب... رغم انها لم تعد تنبت خبزا !...ولم تعد ايضا صالحة لاستيعاب حزن ابنائها...... تلك ارض (ياصديقي) فضت بكارتها بعنف بالغ ..... فأصاب الجفاف احضانها حتي تهتكت ذاكرتها فهربت منها امومتها وضلت الطريق الي قلوب ابنائها وعاشقيها .... تلك ارض سلبها سارقوها حق ان تغفر لبنيها غيابهم ...ولا حق لنا في ان نلومها ...فقد تستعيد ذاكرتها ذات يوم فتغفر لنا ذنب الهروب والغياب وذنب الحضور الاخرق ايضا كسرة غيابك طال...غنتها فاطمة حين ارهقها الحزن خوف سقوط العشق السر من ذاكرتها يوما.....وبرغم سطوة حضورها الانثوي الفاره كانت تخشي هروب ذاكرته في لحظات هروبها اليها... خوفاً من قسوة الفراق وقلة الحيلة في مواجهة صلف غيابه المتكرر...خطأها انها ظنت انه يملك ذاكرة حضوره فانتظرته .... وحين طال انتظارها كتبته علي دفتر احزانها (غيابك طال)
الغياب ياصديقي هو ان تبحث عن صدي صوتك في ذاكرة الاخرين (وخصوصا فاطمة) فلا تجده
عبد الله جعفر
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
تضاريس الغياب الحاضر | أبوذر بابكر | 07-28-18, 08:51 AM |
Re: تضاريس الغياب | أبوذر بابكر | 07-30-18, 05:16 PM |
Re: تضاريس الغياب | صديق مهدى على | 07-30-18, 06:29 PM |
Re: تضاريس الغياب | أبوذر بابكر | 07-30-18, 07:14 PM |
Re: تضاريس الغياب | أبوذر بابكر | 07-30-18, 07:19 PM |
Re: تضاريس الغياب | أبوذر بابكر | 07-31-18, 09:49 AM |
Re: تضاريس الغياب | أبوذر بابكر | 07-31-18, 06:02 PM |
Re: تضاريس الغياب | أبوذر بابكر | 08-01-18, 08:31 AM |
Re: تضاريس الغياب | Abdalla Gaafar | 08-02-18, 11:05 AM |
Re: تضاريس الغياب | Abdalla Gaafar | 08-02-18, 12:27 PM |
Re: تضاريس الغياب | أبوذر بابكر | 08-02-18, 10:35 PM |
Re: تضاريس الغياب | Abdalla Gaafar | 08-03-18, 06:01 PM |
Re: تضاريس الغياب | Abdalla Gaafar | 08-03-18, 06:10 PM |
Re: تضاريس الغياب | أبوذر بابكر | 08-04-18, 10:20 AM |
Re: تضاريس الغياب | Abdalla Gaafar | 08-05-18, 09:49 AM |
|
|
|