|
Re: المسافه بين السودان ورواندا (Re: Asim Ali)
|
حبيبنا عاصم البوست مهم .. رغم أن أزمة رواندا كانت أعمق كثير من مما جرى في السودان ولكن هؤلاء وصلوا إلى قناعة بأن القتل والتشريد والارهاب والعنصرية والتمييز لا طائل من ورائه فطغى عليهم الجانب الانساني حتى في القرآن الكريم له خطاب بكل التجرد ( يا أيها الناس ) .. فهناك قيم مشتركة بين البشر وإذا قدم أي مجتمع هذه القيم على المصلحة الذاتية والجهوية والاثنية كان الرابح الاكبر .. وهكذا كانت الصحوة في الجانب الانساني لجميع الروانديين (وخاصة التوتسي وهوتو ) فعندنا طغى عليهم الجانب الانساني توقفوا عن الحرب ثم كان أجمل وأقيم وأعلى تصرف إنساني في هذا الوجود هو ( الاعتراف بالخطأ ثم الاعتذار ) .. لم يحدث ذلك الجدال العقيم ولم تأخذهم العزة بالاثم .. ولم يبالغوا في تبادل التهم .. ولكن جميعهم أعترفوا بالخطأ وتعانقوا في مرأى ومسمع من الجميع وفي شاشات التلفزيون هنا بدأت نقطة الانطلاق .. لأن الاعتذار هو المنطلق .. كما حدث أيضاً في جنوب أفريقيا .. فالاعتذار هو الذي يسبق الصلح والتسامح وأشعر أن هذا سيحدث في جنوب السودان .. لأن هذا التصرف النبيل أصبح مؤصلاً في افريقيا وأصبح سلوكاً حضارياً على عكس العرب الذين لا يعرفوا الاعتذار بل الاعتذار عندهم بمثابة منقصة وهزيمة ( وهذا موروث تاريخي في اللاشعور العربي من أيام الداحس والغبراء )
نعم هؤلاء الافارقة أثاروا الدهشة في العالم وفي كل مراكز الابحاث المجتمعية .. ربما كانت شخصية مانديلا له أثر على الافارقة عموماً ..
حبيبنا عاصم .. تخيل عندنا في السودان .. جيمع السياسين من مختلف المشارب والاحزاب والتجمعات قدموا إعتذار حقيقي للشعب وبأنهم كانوا السبب في كل هذه الحماقة والضياع للشعب ويتم الاعتذار بدون قداسات أو اي ( تابو) الاسلاميين ، الامة ، الاتحادي ، الشيوعي ، رموز الاستقلال ، الجهات ، القبائل ... إلخ .. وأنهم يتحملون كل ما حدث للشعب هنا سوف نجد الرقم ( صفر ) وإذا صعدنا إلى الصفر سوف ننطلق إلى باقي الارقام ( ونتبديء من الرقم 1 ) وبعد ذلك ينطلق البلاد تلقائياً نحو المستقبل ..
بدون إعتذار وإعتراف الجميع بالخطأ لن يحدث تغيير ولن نتحرك خطوة للامام ..
الموضوع شائك وطويل ولكن هذه قراءة شخصية وإجتهاد متواضع ..
شكراً كثير عاصم على البوست .. هذه قراءة زول تربال .. ما متخصص في أي علم ..
|
|
|
|
|
|
|
|
|