Quote: يعني ممكن متفوق يعجز عن دخول الجامعة ويدخلها من هو اقل منه
وهل في ذلك مشكلة يا حفيظ؟ .. و(ما لكم كيف تحكمون)؟!!!..
فهل يرضيك مثلاً أن يُعامل "أبناء المصارين البيضاء" عند توزيع مقاعد الجامعات مثل سائر المنبوذين التعساء/الفقراء/الحفاة/العراة/الشماسة/ الدهماء/رعاة الشاة ؟!
وهل من العدل مثلاً أن يطال سيف المساواة القانونية "أبناء الأكرمين" وأن يُعامل نجل وزيرة الدولة للعدل مثل سائر مروجي المخدرات والمدمنين؟
وهل من الإنصاف أن ينظر "بعض الخبثاء الحاسدين" بنظرة متشككة إلى "شطارة" وزراء "الخليفة عمر" وأشقاء "أمير المؤمنين" ؟ أو أن يقوموا – والعياذ بالله – بالطعن في ذمة أشقاء "خادم القرآن" والافتراء عليهم وتشبيه ما وهبهم الله من أرزاق وثروات، وما تمتعوا به من "نزاهة" و"عِصامية" و"كريم الصفاة" بأفعال النهابين واللصوص والمرتشين؟!
فكن متفائلاً يا حفيظ ولا تركِّز نظرك في كراسي القبول الخاص بل حدِّق ملياً في الجزء الممتلئ من "الكأس" وسوف ترى صورة القبول في الجامعات الإنقاذية متلألئة وزاهية ولاهية.
فلا يوجد تدمير ولا محاباة ولا يحزنون في مسألة القبول الخاص لأن الإنقاذ (ولله الحمد والمنة) وضعت التعليم "في أيدي أمينة" ولأن المنطق العقلاني يقول ،وبفصيح اللسان، أننا نعيش في وطن يُمثل ذروة العدل.
والواقع يشهد بأن السودان ومنذ الثلاثين من يونيو 1989 تحوّل إلى ورشة عمل يسود فيها "العدل الإنقاذي"، وترعى الذئاب والحملان بجوار طلاب الجامعات، وترعى القطط داخل غرف المرضى في المستشفيات دون خوف أو وجل أو منغصات.
وأننا في هذه الورشة العملاقة يؤدي كل فرد وظيفته بلا كلل ولا ملل وتنشط "الجقور" وتشرع بكل هِمة في قضم الصخور وتفتيت قوائم الجسور لينساب الفساد كـ(سيل الوادي المنحدر) ويندفع متدفقاً بعدما أُزيلت الحواجز وعُطلت الكوابح وتكسرت الموانع وانهارت كامل المنظومة العدلية.. وغابت كل الضوابط والأعراف والقوانين، أو تلككت في الوحل وغاصت و"تحللت" في الطين.
Quote: تحويل التعليم لدكان سيورد البلاد موارد الانهيار لاحقا
وليت الخراب والانهيار و"التحلل" يا حفيظ اقتصر على القبول الخاص في مؤسسات التعليم، وليت الظُلم انحصر فقط في بيع وشراء الذمم أو السمسرة في المقاعد "الدسمة" للطلاب الجامعيين..
فـ"الإنقاذ" - كما تعلم يا حفيظ - هي منظومة متكاملة من الظُلم والظلام والخراب الممنهج الذي ضرب ضربته المميتة ومايزال يعشعش وينخر ويُسرطن كل ما تبقى من خلايا الوطن النظيفة والحية.
غياب المحاسبة والمحاباة وتفشي الفساد لا يقتصر على الجامعات بل هو منتشر يمد لسانه في بقية المرافق الصحية وخدماتها من (مستشفيات/مراكز/شفخانات/استيراد دواء ..الخ). ثم ألم تشنف أذنيك يا حفيظ بسماع التصريحات "الخادشة للحياء" التي انطلقت من أفواه المسؤولين، ولا تلك التي انسابت من شفاه وزراء الصحة المركزيين والولائيين في "حكومة السيدة ماري انطوانيت" وهم يهتزون طرباً لموسيقى الشكوى والأنين الصادرة عن ملايين البؤساء والمسحوقين سواء كانوا مرضى بالسرطان وبالفشل الكلوي، أو ممن سقطوا صرعى جراء دوي التصريحات التي تفقع المصارين.
ودعك من التعليم والخدمات الصحية، فيمكنك أن تجول بنظرك على أحوال الزراعة والراعي والرعية، وما حل بمشروع الجزيرة ومرافقه الخدمية، ومراكز أبحاثه، ومؤسسة حفرياته وبقية معيناته عليها رحمة الله.
ويمكن أن تتأمل أحوال "القبول الخاص" عطفاً على ما جرى للصناعة وللمصانع، وللموانيء والمطارات وسودانير والسكة الحديد وبقية الشركات، وأن ترفع كفيك إلى الأعلى وتقرأ الفاتحة على روح ما قضي نحبه من إخوة واشقاء هيثرو.
بل ألق نظرة أخيرة إلى جيشنا (جيش الهنا .. الحارق مالنا ودمنا) كيف اُهين وبُددت قواه في قتل أشقائنا في الجنوب وانتهت معاركه بتمزيق الوطن وفقدانه ثلث أراضيه في منتجعات نيفاشا إذعاناً "لآلية القبول الخاص".
وكيف أنه ووفق آلية "القبول الخاص" استطاع جيشنا وبسرعة البرق الوصول إلى "حُسن الخاتمة" مدمراً بعدما قام قائده الأعلى بتحويله من جيش وطني لحماية وصيانة الحدود إلى جيش مرتزق يحمي حدود الآخرين، وإلى سِلعة تُعرض في أسواق النخاسة ويتم تفكيك ألويته وبيع كتائبه "رخيسة" تُشترى بتراب الفلوس لكل من يتوفر في جيبه حفنة من الريالات والدراهم والدولارات.
ختاماً: هذا نظام مشكلته لا تقتصر على التعليم برغم أهميته وأولويته، فالنظام لا يملك رؤية للمستقبل ويعيش (رزق اليوم باليوم) ، ورئيسه الأعمى (رهين المحبسين) سعيد بمحبسه يأكل ويشرب ويضاجع ولا وقت عنده لأن يلتفت لشكواكم يا حفيظ بل سوف يقابل النُصح بأذن من طين وأخرى من عجين. كما أن جميع من يعمل تحت إمرته إما أصّم لا يسمع أو فاقد للإحساس لا يلتفت، ولن ينفع معهم ولا مع نظامهم النقد أو الإصلاح والترقيع.
لم يبق إلا الايمان بهذا الشعب لـ"ينقذ" نفسه من مافيا "الإنقاذ" ويقول كلمته الأخيرة والمدوية والحاسمة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الصادق عبدالله الحسن
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست