كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: ثبوث الشهر بين الحساب الفلكي وروايات الحد (Re: عبد الوهاب السناري)
|
(المقال رقم 4 من 6)
ما ورد في القرآن الكريم حول دور الشمس والأرض والقمر في حساب السنين لم يلتفت المفسرون إلى ما ورد في القرآن الكريم عن أهمية جريان الشمس والقمر في حساب السنين والمواقيت التي ترتبط بها. فقد حدد القرآن الكريم عدد الأشهر بإثني عشر شهراً:
إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36): سورة التوبة (9).
بالطبع، فأن الأثني عشر شهر تمثل عدد شهور السنة. ولذا أوضح لنا جل شأنه أنه جعل ضياء الشمس ونور القمر ومنازل القمر آيات لنا لنعلم نستعين بها في تعلم وحساب السنين ووحداتها من أشهر وأسابيع وأيام وساعات، إلخ:
هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5): سورة يونس (10).
وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً (12): سورة الإسراء (17).
فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (96): سورة الأنعام (6).
الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5): سورة الرحمن (55).
فالحساب الذي تطرقت إلية الآيات السالفة هو بالطبع حساب السنين والفصول والشهور والأيام وغيرها من وحدات الزمن الأخرى. ولا يقتصر ذلك الحساب فقط على الحساب في التقويم الهجري، والذي يحسب بتتبع حركة القمر ومنازله، بل يشمل أيضاً التقويم الميلادي والذي يحسب إستناداً على حركة الشمس. كما أن تعاقب اليل والنهار، والذي يحدث نتيجة دوران الأرض حول محورها، يساعدنا ليس فقط في حساب الأيام بل أيضاً في حساب الشهور والسنين. ولم يكتفِ القرآن الكريم بإخبارنا أنه يمكننا الإستعانة بالشمس والقمر وبتعاقب الليل والنهار في حساب السنين والوقت، بل أنه أوضح لنا الكيفية العلمية التي يتم بها ذلك الحساب حين تطرق لجريان الشمس والقمر لأجل مسمى وإيلاج الليل في النهار وإيلاج النهار في الليل وجريهما وتقدير منازل القمر:
اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2): سورة الرعد (13).
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (33): سورة الأنبياء (21).
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (29): سورة لقمان (31).
يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ (13): سورة فاطر (35).
وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ (37) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40): سورة يس (36).
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (5): سورة الزمر (39).
يمكننا الآن تلخيص ما ورد في النصوص السالفة على أنه تعالى جعل الليل والنهار وجريان الشمس والقمر وتقدير منازل القمر والأهلة آيات نستعين بها في تحديد مواقيتنا ونعلم منها عدد السنين والحساب. وقد لا يخفى علينا جميعاً أن العلم الوحيد الذي تنطبق عليه جميع المواصفات المذكورة أعلاه هو علم الحساب الفلكي. فهل يشك أحدٌ بعد هذا العرض من أن الله سبحانه وتعالى أمرنا باتباع الحساب الفلكي في ثبوت الشهر لنعلم مواقيتنا وعدد السنين والحساب والذي يشمل فيما يشمل حساب بداية الشهر الهجري وأطوار القمر؟
|
|
|
|
|
|
|
|
|