|
Re: اما كان من الافضل به/م فعل ذلك ؟ اقصد البشي (Re: Osman Mahmoud)
|
ربما النظام يؤمن بما يسمى بالحظ، ويعتقد انه بقي كل هذه الفترة لأنه محظوظ .. عليه ان يعي بعد وضع قانون "جاستا" في الولايات المتحدة، انه لا حظ بعد اليوم .. طوال ما وضع السودان على لائحة الدول الراعية للارهاب، فهو حتما بعد وضع هذا القانون لن يجد المساندة الأقتصادية من دول المنطقة وخاصة السعودية، الامارات، على الاقل بشكل علني او بالمجان .. لأن اي تحرك للاموال تجاه السودان من تلك الدول الذي سلط على رقبتها هذا السيف الذي يسمى "جاستا" قد يعتبر ذلك دعما للارهاب .. وهذه حقائق ستواجه بها الادارة الامريكية .. واكبر دليل على ذلك اجتهاد السعودية والامارات فيما يسمى برفع العقوبات الاقتصادية الامريكية عن السودان .. وتلويحهم الدائم بمساندة السودان لرفع اسمه من الدول الراعية للارهاب .. بالتأكيد لم يكن ليفكروا كذلك ان لم تكن عليهم ضغوطات هائلة من جراء تعاونهم وسخائهم المالي على السودان .. لأن رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب سيتيح لهم التعامل مع السودان بأريحية تامة .. فهم قد جعلوا من السودان للاسف حقلهم او المزرعة الخلفية الخاصة بقصورهم .. ليس من اجل التعاون المشترك، وليس للاخوة او العروبة الزائفة، وليس بإسم الدين او الاسلام .. فقط هنالك مصالح لهم تعيقها بعض العوائق التي يعتقدون انهم قادرون على اقتلاعها بالاملاء، وان استدعى الامر بالضغوط الاقتصادية كما يحدث الان، والخوف ان لم يجدي كل ذلك نفعا ان يستبيحوا السودان تماما كما فعلوا مع اليمن .. الاحتمال الاخير ضعيف الان نسبة لانشغالهم بأكثر من جبهة مفتوحة .. العراق، سوريا، ليبيا، اليمن .. وصراعهم التركي القطري .. وهذا لا يعني ان السودان في مأمن ان لم يستجيب لمطالبهم، قد لا يتوقف الأمر برفع يدهم من دعم السودان اقتصاديا، بل قد يتعدا الامر ذلك بكثير بأن يصلوا الى الشاطئ الذي وصلوه مع شقيتهم قطر واعلان الحصار على السودان تمهيدا للخطوات القادمة وهي الاستباحة العسكرية المباشرة ..
قد يقول قائل لن يصلوا مع السودان هذا الحد من العداء لأن السودان حقق لهم اهم خطوة وهي صد البوابة في وجه ايران ..! من الغباء طبعا التفكير بهذه الطريقة لأن السودان كدولة في الوقت الحالي يستمر على حكمها هذا النظام وفق سياساته المعروفة، ولن يستطيع السودان الوقوف على قدميه لوحده، لأنه ليس له الخيارات اما ان يتبع هذا المعسكر او ينضم لهذا المعسكر .. وهذا يعني مجرد رفض الوصايا الاماراتية السعودية يعني سيتقدم هذا الحلف لخطوات عملية للاستيلاء على السلطة .. ومما لا شك فيه ان المعسكر القطري الايراني التركي لن يتفرج .. وهنا تم توسيع الدائرة بدخول ايران بصورة مباشرة من جديد ..
لهذا يبقى الحل الاساسي لهذه المشاكل قيام نظام ديمقراطي على السلطة في السودان، نظام اتى بإرادة الشعب ويمثل الشعب، لكي يتثنى له قيادة الشعب دون مخاوف على المقاعد السلطوية، لأن المدافع الأول عنه دائما سيكون الشعب، ولنا اكبر مثال في اسقاط "مرسي" وفي التصدي لعملية الانقلاب في تركيا ..
عندما لم يجد مرسي الحماية الشعبية سقط، لأنه اتى بديمقراطية مزيفة قامت على امرين العاطفة الدينية التي كشفت عند اقرب محك، وسياسة اغراء الناخب بالدفع المباشر وغيره .. حدثت هذه العوائق وتم اسقاط مرسي لعدم التجربة السياسية الكافية في مصر .. وحدث عكس ذلك في تركيا نسبة للخبرات التراكمية لدي الاتراك .. وهذه الخبرة لم تتح لهم السبيل لشحن المواطن التركي كما حدث مع المواطن المصري، واخراجه في مواكب مليونية ضد مرسي نسبة لعدم ترسخ الديمقراطية لدي العقل الجمعي ان كان او القادات المجتمعية في مصر، في الوقت الذي كان يجب ان يتوفر هذا النوع من الوعي حتى للذين لم يكن ليفوتوا الفرصة للانقضاض على غرمائهم السياسين .. لأن الأمر وبرغم خروج ملايين المصرين على مرسي، واجراء انتخابات اخرى اتت بالسيسي يبدو الامر وكأنه انقلاب عسكري على نظام مرسي .. لهذ كان طريقهم تجاه بعض القادات العسكرين في تركيا طريق اسهل من العقل الجمعي للشعب التركي، واكبر دليل عندما خرج الشعب التركي وهو يحمل العلم ويحمي تركيا، لم يهمه بالتأكيد اردوغان بل المهم المكتسبات السياسية بعد تجارب مع الانقلابات العسكرية ..
اشرنا الى هاتين التجربتين لدعم وجهة النظر التي تقول ان السلطة الديمقراطية لا تخشى ولن تخشى التهديد الخارجي على كرسي الحكم، وبذلك يكون لديها الشجاعة الكافية لمواجهة الخارج دون شيئ تخشى عليه، وهذا سيحجم من قوة السلطة الخارجية، لأن الديمقراطية تعني الوفاق الوطني، والوفاق الوطني يغلق كل المنافذ والابواب من أي تطفل خارجي .. وهذا سيؤدي الى حرق كل اوراق الضغط التي تملكها ان كانت الدول العالمية او الاقليمية او دول الجوار .. بل واكثر من ذلك تتحول هذه الاوراق كلها وكأنه السحر في ايدي الانظمة والمؤسسات السودانية ان ارادت استخدامها في الخير او الشر، في المصالح الذاتية للسودان او المصالح المشتركة ..
.
|
|
|
|
|
|
|
|
|