|
Re: الفات زمان (Re: درديري كباشي)
|
أسئلة فلسفية توجد أسئلة فلسفية كثيرة تدور في ذهني وهي نتيجة لمزيج من الواقع والقراءات السابقة تعالوا نتشاركها بدلا أن تدور في ذهني وحدي وتزعجني. وهي عبارة عن أسئلة كثيرة لها مبررات. أولها هل الانسان يفقد كثير من خصائصه وحواسه الطبيعية كلما تطورت التكنلوجيا وحلت محل هذه الحواس فضمرت وبطل مفعولها؟ نظرية معروفة عند ناس الطب والتشريح. وهي أن أي عضو في جسد الانسان يبدأ في الضمور والانكماش كلما استغنى الانسان عن استخدامه. وقيل إن الزائدة الدودية هذه هي كانت طويلة وكبيرة الحجم وفعالة عندما كان يميل الانسان في غذائه الى الأعشاب والنبات أكثر من المنتج الحيواني. ويقابلها في الحيوان ذاك المصران الغليظ (كبير أخوانه) الذي هو متخصص في هضم الأعشاب. لو فعلا الأمر كذلك محتاجين نعيدها ونكبرها وخاصة بعد ان استعصى على كثير منا شراء اللحم والبيض وباقي المنتجات الحيوانية. ليس هذا هو الموضوع أنما أقصد الحواس التي ضعفت وفقدت مقدرتها بعد أن حلت محلها الأجهزة الحديثة. في السابق كانت عند أهلنا الكبار وخصوصا النساء خالاتنا وعماتنا. فجأة تقول لك جايينا زول من السفر. كيف عرفتي يا خالة؟ تقول عيني الشمال ترف. أو كتفي اليمين يرجف. بعد ساعة فعلا يتوقف التاكسي أمام البيت. ودخول التاكسي في الاحياء كان نادرا في السابق، إذ أن الناس يستخدمون المواصلات العامة الا في حالة السفر والمرض. لذلك كان صوت توقف سيارة التاكسي أمام البيت مميز جدا ويلفت انظار كل أهل الحي. وتجد الأبواب بدأت تفتح بفضول وشوق للقادم. (ما قلت ليكم اصلا عيني ما تكذب). أو تأتي عصفورة تقف على شجرة أو عمود وتصدر نغمات معينة يستقبلها الكبار بفرح. مستبشرين وواثقين من قدوم فرح بكل ثقة وفعلا يتحقق تنبيه العصفورة. أكيد بعض المتمردين أو المتشددين كانوا يصفونه بالدجل والشعوذة وادعاء الغيب. أقول هذا ليس بغيب أنما الغيب في الشئ الذي ليس له وجود على الكرة الأرضية في الوقت الحاضر. لكن شخص قادم قطع التذكرة ونوى السفر في مكان ما من الكرة الأرضية هذا ليس بغيب انما هو غائب عن قدرات حواسنا التقليدية المحدودة. أكيد خرجت منه هذه المشاعر في شكل موجات وانتقلت بصورة ما عبر الأثير الى قلب أو عقل أمه أو اخته وجعلت عينها ترف وكتفها يرجف. هذه الخاصية الآن حل محلها الجوال والواتساب ..وتغريده العصفورة حلت محل منبه الموبايل والغريبة الخواجات سموها تويتر يعني تغريدة أيضا . هذه الخاصيات سماها الفيلسوف البريطاني كولن ولسون في كتابه الانسان وقواه الخفية بالتخاطر التلباثي . وأحضر مثلها نمازج كثيرة. وقال مثلا الزوجين والأم والابناء يوجد بينهم رابط خفي حتى لو ابتعدوا عن بعض آلاف الكيلومترات. وأكثر من يشعر بهذا الشئ ويعيشه هم المغتربون. أنا شخصيا عندي أكثر من مثال. واقعي مدهش. كثير ما تتصل بي خالتي من السودان، الله يعطيها العافية، دون أي مقدمات وتبدأ تسأل بإلحاح شديد (أنت شديد أنت بخير عندك شيء صحتك كيف؟) الغريبة فعلا تكون عندي مشكلة صحية أو في العمل قدر ما أحاول أداريها عنها لكن لن أستطيع أن اغالط حدثها فأعترف لها لتلاحقني بالدعوات والشفقة التي ترهقها. ومثال آخر غريب قبل أكثر من عشرة سنوات (أي قبل وسائل التواصل الجديدة هذه) جاءني قلق عجيب على أهلي في كسلا. حاولت اتصل لم أجد رصيد خرجت من المكتب واحضرت رصيد من الدكان المجاور شحنته واتصلت ببيتنا. فاجأتني الوالدة بأن جدتي توفت في ذات اللحظة الله يرحمها وهم حتى لم يخبروا الجيران بعد وباندهاش سألتني (أنت الكلمك منو؟) . السؤال هو ما هي هذه الملكات والتي قطع شك أي واحد منا عنده لها أكثر من مثال. وهل سنخسرها لصالح التكنلوجيا. وهل حلت محلها الموبايلات للأسف. بل الكاتب الراحل والفيلسوف أنيس منصور ذهب لأبعد من ذلك في كتابيه : الذين هبطوا من السماء وكتابه الآخر ديانات أخرى. والكتابين منبثقين عن كتابه الموسوعة حول العالم في مائتي يوم. يقول أنيس منصور في كل البلاد التي زارها وفي كل اللهجات توجد عبارة واحدة بمختلف اللغات وهي عبارة (أكاد اطير من الفرح) يقول لماذا تحديدا عبارة اطير. وهل كان الانسان عنده قدره على التحليق أو الطيران. ليس بأجنحة. انما شعور وحاسة تجعله خفيف الوزن يقاوم الجاذبية الأرضية فيحلق في الهواء. وقال ما جعله يوقن هذا الظن زار أحد المناطق الأثرية المجهولة ووجد مباني لحضارات قديمة الغرف فيها ليست لها فتحات أو أبواب من الأجناب أنما كل الفتحات موجودة في السقف. بمعنى لا يستطيع أحد الدخول والخروج منها بسلاسة الا إذا كان له قدرة على التحليق والطيران. على كل حال ما أطول عليكم تأملوها حتى نعود.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الفات زمان | درديري كباشي | 03-25-18, 09:04 AM |
Re: الفات زمان | درديري كباشي | 03-25-18, 02:42 PM |
Re: الفات زمان | باسط المكي | 03-25-18, 02:59 PM |
Re: الفات زمان | درديري كباشي | 03-25-18, 03:18 PM |
Re: الفات زمان | درديري كباشي | 03-25-18, 03:20 PM |
Re: الفات زمان | درديري كباشي | 03-25-18, 04:37 PM |
Re: الفات زمان | درديري كباشي | 03-26-18, 09:25 AM |
Re: الفات زمان | درديري كباشي | 03-27-18, 06:02 AM |
Re: الفات زمان | درديري كباشي | 03-27-18, 10:21 AM |
Re: الفات زمان | درديري كباشي | 03-29-18, 08:48 AM |
|
|
|