|
Re: هل سيكون القرن 21 قرن الثورات الدينية؟ الج (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
هذه محطات لن نوسعها كثيراً. لأنها ستصاب بنكسات أيديولوجية ودينية بعد قيام الثورة الفرنسية، وانتصار «العلمانيين» و»الملحدين» والتي استمرت نزاعاتها نحو 70
عاماً، لتستقر في أوروبا وتخصيصاً في فرنسا عام 1855. حروب مستجدة على الدين إذاً. حروب على «السماء» على «الكنيسة» والاقطاع، واستبدال «الاله» السماوي
بآخر هو «الشعب» والثورة.. والدكتاتور. لكن الثورة على الاستبداد الديني في فرنسا (1779) نصبت استبداداً آخر والثورة على «الشمولية» الدينية أوجدت ظواهر
شمولية أخرى، والرد على «الدكتاتوريات» الدينية أظهرت دكتاتوريات دموية جديدة، وروبسبير آخر رموزها والمقصلة (قطع الرؤوس) من أدواتها. المقدمات
ونتذكر تصريحات رئيسة الحكومة البريطانية مارغريت تاتشر عندما قالت «الثورة الفرنسية هي ثورة قطع الرؤوس».
بل ان هذه الثورة الفرنسية التي (سبقتها الثورة الأميركية) وإن بقسمات مختلفة، كانت الرحم التي انجبت أيديولوجيات القرن العشرين، وثوراته:
1917 الثورة الشيوعية تحت شعار المثلث: «لينين- ماركس انجلز» وتعمقت الهاوية بين الدين وهذه الظاهرة الثورية سواء مع لينين أو مع تلميذه «النجيب« ستالين،
الذي هدم مئات الكنائس والآثار والأيقونات: حاول دفن الدين تحت اعلام الثورة العلمانية الشيوعية الملحدة. ومن هذه الثورة طلعت الثورة الماوية (الثورة الثقافية) بقيادة
ماو تسي تونغ. الثورتان: المتضادتان سياسياً شبيهتان ايديولوجياً واستبدادياً وشمولياً وعنفاً وقتلاً ومذابح... حيث حلّ محل «الإله» السماوي الواحد (للجميع) إله «الشعب
»: ستالين وبعده إله الصين (ماو) وتفرعاتهما أيديولوجياً مطلقة؛ خاضعة للمسبقات الفكرية تماماً كالدين واله أرضي فرض عبادته وطقوسه وإطلاقيته وعصمته.
لكن الغريب ان هذه الثورات العلمانية المادية التاريخية الأكادية، عمقها «ديني» تقوم على «المقدس» والشخصانية المقدسة، والأهداف التي لا تختلف كثيراً عن «الجنات»
الدينية: زوال الطبقات وزوال «الدول» وحكم الشعب وملائكته (الجنود) والمخابرات بل كأنما تعود إلى زمن الوصايا العشر... (موسى) و(القرآن) وتعاليم المسيحية من
حيث أن أفكارها المادية التاريخية تخفي وراءها «أواليات» تسبق المجتمع والواقع وتفرض عليهما: المصائر تأتي من فوق أي الأيديولوجيا تماماً كما تأتي من ارادة الاله
الواحد التي تعبر عنه الديانات التوحيدية. فهل يمكن اعتبار القرن العشرين هو قرن ديني (من حيث مقدساته ومحرماته وفرضياته ونواهيه وأوامره) بامتياز بالمعنى الذي
يسبق فيها «الفكرة» التجريدية حتى الجدلية التاريخية، التي صارت مع هتلر جدلية عرقية، أي ايديولوجيا تجعل من العرق أساساً «فكرياً» ثورياً ناجزاً: من الأيديولوجيا
المادية التاريخية «المتفوقة« إلى الأيديولوجيا العرقية «المتفوقة«.(في النهاية العرقية الأيديولوجية كما الثورة الشيوعية هي من نوازع الغيوب والمشابهات الدينية: «سبق
ان قال «اليهود» انهم شعب الله المختار» وسبق كل ذلك اعتبار كل قبيلة نفسها في الجاهلية أفضل وأعظم» القبائل! وهذا ما يصح على الثورة المادية... وثورتها الثقافية
الأيديولوجية الفوقية «الميتافيزيقية» التي تفرض تطبيقها على الشعب، وعلى برامج الحكم والسلطة المطلقة والمشاريع الزراعية... والعلمية والاجتماعية!
كأننا نكتشف انه منذ الثورة الفرنسية «الأرضية» إلى الثورتين البولشفية والماوية وصولاً إلى هتلر والعديد من الثورات الأخرى (كيم إيل سونغ) ومن ثم «الخمير الحمر»
هي استرجاع مموّه أو مقنّع لجوهر الصراعات الدينية: النظرية الفوقية تفرض على الواقع... بالعنف؛ حلّ التخوين محل التكفير: لكنهما مجاز واحد وحلّت الدكتاتورية محل
«الاطلاقية» الالهية: فمن آلهة السماء ها هي آلهة الأرض الدموية... وارثة كل أدوات الحروب الدينية السابقة! وها هي «نحن وهم» اي الثنائية: الخير والشر تتجلى بأبهى
عنفها. لكن حتى وان وجد بعضهم آراءنا «غريبة» سنتحول إلى ثقافة القرن العشرين نفسها: من المدارس إلى النظريات الفلسفية والشعرية والفنية الأدبية هي في عمقها مستوحاة
من الدين (ومن ثم من الثورات) اذ نجد ان كل من كان يسعى إلى تجربة مسرحية مثلاً يلطأ خلف نظرية جاهزة: من استاتسلافكي، إلى انطونان أرطو، إلى برشت، إلى
غروتوفسكي، إلى اللامعقول (بيكيت- يوشكو) اي نظرية لها «قواعدها» وخصوصياتها الجاهزة: كالأيديولوجيا... كالوصايا.. وهذا ايضاً وجدناه في المدارس الفلسفية
والنقدية: البنيوية، اللسانية، والوجودية والواقعية الاشتراكية (جدانوف- غوركي) والمستقبلية، (أوائل القرن خصوصاً في روسيا قبل الثورة) والتكعيبية في الفن والوحشية
وقبلهما الانطباعية والتعبيرية والتجريدية... وطبعاً الواقعية، والالتزام والنخبوية والجمالية... كلها نظريات تستبطن طريقة احساس وتفكير وعمل سابقة للتجارب ومقحمة
على الواقع... أي من استيحاءات عمقها ديني!
للمقال بقية
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
هل سيكون القرن 21 قرن الثورات الدينية؟ الجذور الدينية للثورات | محمد عبد الله الحسين | 03-10-18, 08:32 PM |
Re: هل سيكون القرن 21 قرن الثورات الدينية؟ الج | محمد عبد الله الحسين | 03-10-18, 08:36 PM |
Re: هل سيكون القرن 21 قرن الثورات الدينية؟ الج | محمد عبد الله الحسين | 03-10-18, 09:04 PM |
Re: هل سيكون القرن 21 قرن الثورات الدينية؟ الج | محمد عبد الله الحسين | 03-10-18, 09:26 PM |
Re: هل سيكون القرن 21 قرن الثورات الدينية؟ الج | محمد على طه الملك | 03-11-18, 05:34 AM |
Re: هل سيكون القرن 21 قرن الثورات الدينية؟ الج | محمد عبد الله الحسين | 03-11-18, 07:05 AM |
Re: هل سيكون القرن 21 قرن الثورات الدينية؟ الج | Asim Fageary | 03-11-18, 07:20 AM |
Re: هل سيكون القرن 21 قرن الثورات الدينية؟ الج | محمد عبد الله الحسين | 03-11-18, 07:37 AM |
Re: هل سيكون القرن 21 قرن الثورات الدينية؟ الج | محمد عبد الله الحسين | 03-11-18, 09:44 PM |
Re: هل سيكون القرن 21 قرن الثورات الدينية؟ الج | محمد عبد الله الحسين | 03-11-18, 10:16 PM |
|
|
|