|
Re: هل سيكون القرن 21 قرن الثورات الدينية؟ الج (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
ماوتسي تونغ وهناك ما هو أدهى: عندما أعلن ماوتسي تونغ ثورته الدموية وحربه على المثقفين، والفلاسفة، والشعراء، وعلى شعبه، وتسبب بمقتل أكثر من 30 مليون صيني، كان
«عميان» الفكر والأدب واليساريون في فرنسا والعالم يصفقون له، ويعتبرون انه في جنونه الدموي هذا سيزبل الطبقات، ويقضي على البورجوازية، ويصحح الثورة
البولشفية السوفياتية. ومن شدة اغتباط هؤلاء «العباقرة» بمجازر ماو، صار اسمه مقدساً ومحرماً على النقد. منعت بعض دور النشر يومئذ كل كتاب يوجه نقداً إلى ماو
هذا «الاله» الجديد. وتبارى كبار الفلاسفة في كيل المديح له، والتبخير، وإضاءة الشموع، والتسابق الى زيارة بكين ليهنئوا هذا الدكتاتور ويبرروا جنونه. من هؤلاء:
الفيلسوف الان باديو، وميشال فوكو، وفيليب سولرز، وسارتر، وسيمون ده بووار. انه «مسيحهم الجديد» الآتي من السموات الإيديولوجية التنويرية، لينشر الظلامية
والقمع على شعبه. ولا ننسى كذلك تأييد هؤلاء اليساريين للخمير الحمر، وبول بوت، قاتل الملايين من شعبه. إذاً، بات عندنا طائفتان شيوعيتان مقدستان: الستالينية والماوية. هنا إله معصوم عن الخطأ، مقدس (كالأنبياء والله) اسمه ستالين (قتل 25 مليوناً من شعبه)، وهناك مثيله
ماو (قتل 30 مليوناً)، وبينهما رسلهما (الخمير، وبول بوت..). والمفارقة أن الانتماء لكل من هذه «الطوائف» المادية التاريخية، لم يعد فكرياً نقدياً، بل استسلام لمشيئة القائد
والمرشد الإلهي التي لا ترد، ولا تناقش. أوليس كل ذلك من سمات الإيمان الديني أُسقِط أو أُنزِل كالوحي على من دأبوا على محاربة الأديان غير مميزين بين الانتماء الديني المغلق، والروحانية التي تنضح بها هذه
الأديان. من صنمية وجنون الأديان في القرون الوسطى، وشعوذاتها، ومحرماتها، إلى صنمية الإيديولوجيات التي تحمل شعار «حركة التاريخ»، والصيرورة، والتقدم،
والتجاوز، والثورة المستمرة (تروتسكي) تجمد العقل ليحل محله الإيمان والغيبوبة، ونشوة السلطة، وذرائعها «التخوينية»، ورفعها الشعب إلى مستوى «القداسة» (محل
الله)، لتتمكن من قمعه، واستعباده، وإهراق دمائه، واستغلاله، وحصاره، وممارسة التعذيب في السجون، وتقاسم ثرواته باسم الاشتراكية: كأن الاشتراكية أو تقاسم ثروات
الشعب ونهبها لم تطبق إلا على أهل السلطة و»حراس» الثورات الجدلية والمادية والنقدية. أوليس هذا ما فعله الإقطاع في القرون الوسطى؟ أوليس هذا ما مارسته محاكم
التفتيش «الإلهية» عندما راحت الكنيسة تبيع عقارات في الجنة للأغنياء، والاقطاعيين.
بات للخلود في الجنة هنا سعر، وباتت الجنة جزءاً من عقارات الكنيسة (واليوم جزءاً من متاع التكفيريين). لكن هذا ما فعلته الثورات التاريخية (جعلت للتاريخ حركة
واحدة لتجمّده، وتوقعه في اللاتاريخية! واللاحركة. واللاتقدم) هذا ما حاولنا تبيانه من أن القرن العشرين لم يكن سوى تنويع ثوري تنويري على تقاسيم الدين. ولهذا نقول نعم! القرن العشرون الذي اضطهد كل الأديان، وحاربها، وقمع
مؤمنيها، وهدم معابدها.. وأعلن إلحاده... لم يكن سوى عصر الدين المتغلغل داخل الإيديولوجيات المادية. بل أن تنازع النفوذ بين هذه النظم الثورية أعادنا إلى حروب
القبائل الجاهلية، وإلى الصراعات المذهبية، والعنصرية، والاثنية، التي تختفي وراء شعارات الثورة. لكن يبدو أن القرن الواحد والعشرين سيشهد انتقام «الأديان» من الذين انتزعوا منها سلطاتها، وحضورها، وأدوارها. عصر الانتقام ها هو يهلّ، نعم! لكن لا نراه عصر
الحروب الدينية، بقدر ما نراه عصر الحروب المذهبية، والاثنية، والكانتونات، والعصبيات المختلفة.
(بول شاوول)
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
هل سيكون القرن 21 قرن الثورات الدينية؟ الجذور الدينية للثورات | محمد عبد الله الحسين | 03-10-18, 08:32 PM |
Re: هل سيكون القرن 21 قرن الثورات الدينية؟ الج | محمد عبد الله الحسين | 03-10-18, 08:36 PM |
Re: هل سيكون القرن 21 قرن الثورات الدينية؟ الج | محمد عبد الله الحسين | 03-10-18, 09:04 PM |
Re: هل سيكون القرن 21 قرن الثورات الدينية؟ الج | محمد عبد الله الحسين | 03-10-18, 09:26 PM |
Re: هل سيكون القرن 21 قرن الثورات الدينية؟ الج | محمد على طه الملك | 03-11-18, 05:34 AM |
Re: هل سيكون القرن 21 قرن الثورات الدينية؟ الج | محمد عبد الله الحسين | 03-11-18, 07:05 AM |
Re: هل سيكون القرن 21 قرن الثورات الدينية؟ الج | Asim Fageary | 03-11-18, 07:20 AM |
Re: هل سيكون القرن 21 قرن الثورات الدينية؟ الج | محمد عبد الله الحسين | 03-11-18, 07:37 AM |
Re: هل سيكون القرن 21 قرن الثورات الدينية؟ الج | محمد عبد الله الحسين | 03-11-18, 09:44 PM |
Re: هل سيكون القرن 21 قرن الثورات الدينية؟ الج | محمد عبد الله الحسين | 03-11-18, 10:16 PM |
|
|
|