أنت - لا أنا - يا أخي كبر من تفتقد الدِقة.. وأنت لا أنا من تُجيد المغالطة.. وأنت من قام بتسييس البوست منذ الفقرة الأولى.
أنت من انمسخت وسلخت إهابك ووجّهت بوصلتك ناحية "أهلك اليهود" بعدما تنكرت لأصلك العربي/الأفريقي ونَعَّتْ أهلك السابقين "عرب جُهينة" بلا سبب بـ"المواهيم".
وأنت وفق المقتبس عنك في الأعلى من ملأت الأجواء بنتانة "قريبك" نتنياهو عند استهلالك للبوست ثم أتيت تتساءل مستنكراً: (ممكن توضح لي وين ذكرت اسرائيل؟)!!.
أنت تعلم يقيناً بأن ليس لي ولا للإخوة: كمال الزين، جلال، بريمة، حاتم، أبو جودة، المشرف، عبد العظيم مكي، محجوب وغيرهم مشكلة مع اليهود كيهود. لكنهم جميعاً احتاروا وصُعقوا عندما رأوا اندفاعك الأعمى وانزلاقك الأقرب للاستلاب والانسحاق التام لمجرّد الاستماع لبضعة ألحان سودانية من مغنية تحمل جنسية الدولة اليهودية.
المشكلة اليهودية – كما يعلم الجميع – لم تكن مشكلة الفلسطينيين ولا العرب وإنما كانت مُعضلة أوروبية أرتأى دهاة "العالم المتحضر" التخلص منها على حساب غيرهم من شعوب "العالم المتخلف".
فالأوروبيون – لا العرب – هم من صنعوا مأسأة اليهود وهم من حشروهم في الأفران .. وأنت كحقوقي، يفترض فيك أن تعلم أن الشعب الفلسطيني دفع وما يزال يدفع – بلا سبب – أثماناً لتلك الجرائم الأوروبية بعدما تحوّل الضحية اليهودي إلى مجرم نازي ومشروع صهيوني عنصري.
وأن إسرائيل منذ نشأتها كانت الحليف الأبرز والداعم الأكبر لنظام الأبارتهايد الذي كان يمارس الاضطهاد والاسترقاق لأشقائنا السود في جنوب أفريقيا، وأن النظام الصهيوني استنسخ مزيج ممارسات الأبارتهايد والنازي وعاد يمارس التطهير العرقي والفصل العنصري في فلسطين على المسلمين والمسيحيين، بل وعلى الفلاشا الأثيوبيين.
______________ _
وخلاصة ما يصل إليه المرء من ردودك المتعاقبة في الأعلى يا كبر لا يعدو واحداً من احتمالين:
إما أن فكرة البوست في رأسك غير متماسكة وغير واضحة.
أو أنك قصدت – مع سبق الإصرار – امتداح إسرائيل على حساب كل من يتعرضون لعنصريتها: فلسطينيين، عرب، أفارقة، وسودانيين.
أخيراً.. ولمساعدتك في العودة والهبوط الآمن من الخيال الرومانسي المبثوث في أغنيات راحيلا وبين خطوط لوحات الفوهرر، نرجوك الضغط على زرار تشغيل هذا الفيديو لترى وتُشنف أذنيك بجرعة من الواقع الفِعلي على "أرض الميعاد":
والمؤكد أنك لاحظت في المقطع نوع "الزهور والورد" التي ينثرها "أهلك اليهود" وفيض المحبّة الذي يغدقونه على من هم مثلي ومثلك.
فليت واقع عبير "الزهور والورد" يُعيد إلينا توازننا جميعاً، وخصوصاً بعض إخوتنا "العِلمانيين" الذين يتحمسون ويندفعون صمٌ بُكمٌ عميٌ للارتماء في أحضان الدولة الدينية العنصرية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة