|
Re: الذكرى ٣٨ لاغتيال القائد النقابي الشهيد ق (Re: فقيرى جاويش طه)
|
أخونا الأستاذ صلاح أبوزيد والعزيز فقيرى جاويش طه شكرا جزيلا لكما على إلقاء الضوء على هذا الرمز الوطنى المغيب.
كان منزلنا يقع فى نفس المربوع الذى كان فيه نادى العمال القديم (فى البيت الذى سكنه لاحقا الدحيش لاعب الهلال). وكان للنادى بابان باب يفتح على شارع الظلط الجاى من المستشفى مارا بالسوق الجديد إلى محطة السكة حديد. والباب الثانى داخل ميدان المربوع. وكان النادى فى الخمسينات والستينات مليئا بالنشاط الفكرى والسياسى والندوات والليالى السياسية وإعلان الإضرابات من منصة النادى والبوليس فى مداهمات مستمرة تحت إمرة الضابط الإنجليزى.
وكان نجوم الساحة السياسية يومها قاسم أمين وعمنا جسور وأعمامنا محمد السيد سلام والشفيع أحمد الشيخ وعليهم جميعا رحمة الله. وكانوا جميعهم خطباء لا يشق لهم غبار. تفتحت إعيننا على خطاباتهم النارية المملؤة بالحكمة والثبات و نضالاتهم وفكرهم وعطائهم بلا أنانية وبكل التجرد حبا فى الوطن وشعبه. فتعلمنا منهم الصمود والأمانة فى العمل العام والتجرد والعطاء والثبات على المبادئ.
رحم الله العم قاسم أمين وصحبه الأبرار نواة ومحركى الآلة النقابية والحركة الوطنية. ولا تزال تطن فى أذنى الهتافات الداوية "عاش سلام والشفيع" و "القهر لن يثنينا" و "عاش نضال الطبقة العاملة" و "عاش السودان حرا مستقلا" و "عاش نضال الشعوب للحرية والسلام"، و "إلى الجحيم يا روبرت هاو" و "السودان عزيز ما داير إنجليز" "الإستعمار ياهو الدمار، يانموت أحرار... يا نعيش فى عار".
وقد كتبت من قبل أن جلود أجسادنا الغضة كانت تقشعر ونحن أطفالا. فترسخ فى العقل قيم الكرامة والنضال ونحن نرى القوم ما همهم أدخنة "البنبان" ولا هروات رجال الشرطة، وقائدهم البريطانى الذى يجلس فى داخل سيارته الجيب يراقب الموقف عن كثب. ثم فجأة يولى هاربا بسرعة أنطلاقة السيارة، وحشود تتنطلق صوب العربة. وما ظننت أنهم كانو سيهاجمونه. وإنما كانوا يتدافعون والشرطة تطاردهم فتقبض على هذا أو تهوى بالهراوى على أولئك. ولكنه جبن الطغاة وعيشهم فى هلع دائم، هو ما حدا بالقمندان لتولية الدبر والهروب من الموقف.
وقد كان قاسم أمين ملء السمع والبصر وكانت له أدوارا هامة جدا فى الحركة العمالية إلى أن تم عزله من الحزب الشيوعى. ودارت كثير من الأقاويل حول محاولة إزاحته تمكينا لمجموعة عبدالخالق. ومن الغريب أن قيادات العمل النقابى الذين كان لهم صيت وتقدم فى الصفوف إنزوا وتضاءل دورهم أمثال محمد السيد سلام وجسور وطبعا قاسم أمين. ولم يصعد من المجموعة القيادية تلك إلا الشفيع أحمد الشيخ الذى كان يجى فى الأهمية بعد قاسم أمين وسلام. حتى أن الهتافات كانت تقدم سلام على الشفيع: "عاش سلام والشفيع".
فشكرا مرة أخرى لإستثارة هذه الذكريات النضالية الجميلة.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الذكرى ٣٨ لاغتيال القائد النقابي الشهيد قاسم أمين | صلاح أبو زيد | 02-04-18, 03:47 AM |
Re: الذكرى ٣٨ لاغتيال القائد النقابي الشهيد ق | صلاح أبو زيد | 02-04-18, 07:51 AM |
Re: الذكرى ٣٨ لاغتيال القائد النقابي الشهيد ق | فقيرى جاويش طه | 02-04-18, 04:54 PM |
Re: الذكرى ٣٨ لاغتيال القائد النقابي الشهيد ق | باسط المكي | 02-04-18, 06:40 PM |
Re: الذكرى ٣٨ لاغتيال القائد النقابي الشهيد ق | صلاح أبو زيد | 02-05-18, 02:21 PM |
Re: الذكرى ٣٨ لاغتيال القائد النقابي الشهيد ق | فقيرى جاويش طه | 02-05-18, 04:28 PM |
Re: الذكرى ٣٨ لاغتيال القائد النقابي الشهيد ق | عبدالرحمن إبراهيم محمد | 02-07-18, 05:16 AM |
Re: الذكرى ٣٨ لاغتيال القائد النقابي الشهيد ق | عبدالرحمن إبراهيم محمد | 02-07-18, 05:24 AM |
Re: الذكرى ٣٨ لاغتيال القائد النقابي الشهيد ق | صلاح أبو زيد | 02-07-18, 08:32 AM |
Re: الذكرى ٣٨ لاغتيال القائد النقابي الشهيد ق | محمد مجيدو | 02-07-18, 08:47 AM |
Re: الذكرى ٣٨ لاغتيال القائد النقابي الشهيد ق | صلاح أبو زيد | 02-07-18, 08:49 AM |
|
|
|