قالت (الغبشاء) ذات صباح ممطر وهي توقظ ابنتها الجحشة من نومها العميق: - قومي يا صغيرتي وتجهزي لتذهبي معنا للحقل، قبل أن ترعد السماء فوق رأسنا من جديد . - ولماذا نذهب كل يوم يا أمي ، فقد كان يوم الامس مملا ومتعبا ومازالت أرجلي تؤلمي من مشواره الطويل. - هذا الحقل يا بنيتي هو كل ما نملك في هذه الدنيا ، هو مطعمنا الذي نجد فيه رزقنا، وهو مستقبلنا الذي يصون الحياة الكريمة للأجيال القادمة من الحمير، كما أن عصا (السيد) الغليظة - كما تعلمين يا عزيزتي- لا تقبل بوجود أي بهيمة غير منتجة ضمن قطيعه . قامت الجحشة بتكاسل وهي تتثاءب ، دعكت عيونها المتورمة ونهقت بصوت خجول تنبه ابن عمها الجحش لينضم للقافلة، تأمل الجحشان بقية القطيع وهو يحمل بالسروج وجوالات الماروق الثقيلة ، قبل أن تنهش السياط جموع الحمير ، ويتسابق أبناء السيد من فوقها على أرزاق الصباح.
(انتهت)
02-18-2018, 10:38 AM
عمر التاج
عمر التاج
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 3428
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة