|
Re: الى الدكتور على الحاج محمد .. البحر خلفكم و (Re: عمر دفع الله)
|
د ابراهيم الصديق على - (1) يبدو المشهد في حزب المؤتمر الشعبي مرتبكاً وملتبساً، ففي أوقات وحالات الاستقطاب الحاد تمتحن قوة التحالفات والقناعة بالمواقف، ولقد أثبتت التجربة أن الشعبي هو الحزب الأضعف والأكثر ضبابية في مواقفه من بين كل أحزاب الحوار والقوى السياسية ، في حكومة الوفاق الوطني ، ومن خلال منطق حرية التعبير سمح الحزب لقياداته بمناهضة كل إجراءات الحكومة التي وافق عليها وزراؤه ، وإن كان كل ذلك مقبولاً في تراتيبية المجلس الوطني ، فإن ما يجري الآن على صعيد أماناته ومواقف أمناء بعض الولايات يشير إلى أن حدة التقاطعات داخل الحزب تتصاعد، بما يفقد الحزب كلمته ومواقفه في الساحة السياسية ، وذلك لصالح خلافات داخلية فى بنية الحزب واماناته ومؤسساته. نهاية الأسبوع الماضي، انسحب الحزب من حكومة ولاية القضارف، وهناك حديث في ولاية البحر الأحمر ،وفى ولاية الخرطوم اصدر الحزب بيانا وهذه المواقف الاحتجاجية على الميزانية، تشير إلى نقاط مهمة، أولها: الافتقاد للانضباط التنظيمي ، لأن قرار المشاركة اتخذ من خلال مؤسسات الحزب وبالتالي فإن الخروج ينبغي أن يتم بذات الإجرائية وليس من حق اى ولاية ان تتخذ قرارا منفردا ، فإما ان يكون ذلك افتقارا للانضباط التنظيمى او توزيع ادوار من مؤسسات الحزب ، وثانيها: فإن هذه الموازنة تمت إجازتها من خلال مجلس الوزراء ، ووزراء الحزب حضور ومن بين الوزراء د. موسى كرامة وزير الصناعة أحد الخبراء الاقتصاديين السودانيين وكان رأيه مطابقاً لما ورد ، مع ملاحظات تم التأمين عليها والأخذ بها، وهناك السفير ادريس سليمان وزير التعاون الدولي، وخلاصة القول ان وزراء الشعبي كانوا جزءاً من ارادة الموقف ، فما هي مبررات هؤلاء الناقمين الآن على الموازنة ، ولماذا لا يتحمل الحزب السياسى ضريبة المشاركة السياسية؟ ، وثالثاً: فإن الموازنة تعبير عن مخرجات الحوار الوطني في جانبه الاقتصادي والشعبي شارك في الحكومة ضمن آخرين، فما هي الأفكار التي رآها دون الآخرين جاءت بعيداً عن مخرجات الحوار الوطني؟ ولماذا وحده دون بقية أحزاب الحوار الوطني، وحكومة الوفاق الوطني؟ (2) إن الاجابة على هذه الافتراضات، تحدد من خلال النظر في التيارات التي تقود هذه الموجة المتصاعدة، ونجدها في أمانات محددة وتحديداً (الأمانة السياسية والأمانة العدلية)، وتقودها ذات القيادات التي كانت تقف ضد المشاركة في الحكومة ، وخاصة الأخ أبو بكر عبد الرازق ود. محمد العالم ، والأمر بهذا البعد يعتبر امتداداً للصراع القديم في قيادة الحزب وداخل أماناته ، وللأسف فإن هذه الصراعات الداخلية تتبدى فى مواقف وآليات ضغط على الأمانة العامة ، والمكاتب القيادية . إن من الحيوية أن تكون هناك تيارات داخلية فى الاحزاب ، تدعو للاصلاح والتقويم ، ولكن محاولة ارباك المشهد السياسي واختطاف المواقف تعتبر أمرا معيبا في حق الأحزاب السياسية ، وخاصة انها تدعو للالتزام بمعايير الحداثة والرؤية ووحدة الهدف . ان صراع الشعبي الداخلى يبدو واقعا فى بيانات وتظاهرات امام بوابة الامانة العامة للحزب. الصحافة
|
|
|
|
|
|
|
|
|