شكرا محمدعبدالله على هذه الاضاءة النقدية القيمة وهذه ظاهرة صحية لو تواصلت حتى نفكك شفرات ازماتنا المستمرة في السودان والا نكتفى بالتهرب من الواقع مهما كان مرا . اولا ارى هذه الجلسة النقدية تعكس وجهة نظر احادية وهو مايمثل السير في نفس النفق المظلم للازمة الراهنة , لانى لم اقرأ في السرد انه كان هناك رأى من الاتجاهالآخر , على الاقل يحتاج الامر الى وجود من يمثل وجهة النظر المؤيدة لطرح الكتاب الاسود لان للكاتب وجهة نظر وللناقد أخرى .ثانيا وانا قد قرأت الكتاب الاسود ولم أجد به ما يدعو الى ذلك الانفعال الذى حدث وقت خروجه الى العلن ووصمه بكل قبيح من شاكلة العنصرية والجهوية وما الى ذلك لانه ببساطةيعتمد على الارقام والاسماء والتواريخ ويمكن لأى موضوعى ان يفند ماجاء به ان كان ماورد بالكتاب ليس صحيحا .وهنا لابد لى من ان اذكر ان منهجية الكتاب ليست معيبة كما ذكر الكاتب اكثر من مرة ولعله قد ركز على ذلك اكثر من تركيزه على سرد اهداف الكتاب العامة , وعلى سبيلالمثال لنرجع الى الاقتباس التالى :
Quote: فالأزهري معروف أنه من الغرب ولكنه ولد وترعرع في العاصمة. وقد رحل أهله عن الشمالية قبل قرون. ومع ذلك فهو عند الكتاب شمالي برغم مهاجر أهله العديدة اللاحقة. ولذا يستغرب المرء قول الكتاب إنه لم يكن بين من تقلدوا رئاسة السودان رجل من الغرب. فإن لم يكن أزهري من الغرب صار من العاصمة. وستكون نسبته للشمالية مشتطة إلا إن كانت النسبة للشمالية عاهة لا تبرأ .لا يدري المرء لماذا اختار الكتاب الإقليم وحدة قياس في وقت هو مقتنع بأن جمهرة كبيرة من الإقليم الشمالي السيد نفسه مظاليم. فذكر
هذا المنهج سببه الواقع المشاهد والممارسة السائدة من قبل السلطة وهذا ليس سرا فكل من يتقدم الى اصغر الوظائف في السودان يواجه بسؤال مشهور" انت من وين " او " جذورك من وين " فإرجاع الناس الى جذورهم الاثنية ممارسة سلطوية شائعة كما ان سؤال القبيلة ظل موجودا في الاوراق الرسمية للدولة حتى قبل سنتين ربما "في نموذج استخراج الجواز على سبيل المثال " حتى اثيرت المسألة من احد نواب البرلمان مؤخرا ...وينبنى على مثل هذا التصنيف الجهوى كل ما يلى ذلك .وبالطبع من يكن في قمة المسؤولية هو من يتخذ القرارات التى تؤثر في الواقع ولذلك فإن الصراع حولالسلطة هو صراع من أجل كل شئ .ولذلك فإن منهج الكتاب الاسود من هذه الناحية منهج سليم يعكس الواقع المعاش . اما قوله :
Quote: ومن صور عشوائية الكتاب نقدهم لقلة الإخصائيين بدارفور
فقد جافي الحقيقة والموضوعية حين وصف الكتاب بالعشوائية واظنه قد سار على نفس الدرب حين ذهب الى تقييم الكتاب من زاوية واحدة واعطي نفسه الحق في النظر الى مايرى انه خطل دون ان يهتم بما جاء به من حقائق وكذلك ارى ان هذه محاكمة بدون محامى لهذا الكتاب واشير الى قوله في اول كلامه الى التالى :
Quote: جلست قبل سنتين إلى حلقة من الماركسيين في الخرطوم لألقي عليهم هذه الكلمة في تقييم "الكتاب الأسود" الذي صدر في اوائل القرن وأنبت ظلامة دارفور وخروجهم بالسلاح للإنصاف على حجته. فإلى النص:
كيف يفسر قوله ان الكتاب الاسود هو الذى انبت ظلامة دارفور ؟ هل يمكن لكتاب ان يفعل كل هذا الدمار ؟الكتاب هو تعبير عن مشكلة وليس سببا فيها ؟ وهذا بديهي .... وختاما ارى انه قد ذهب في نفس الطريق الخاطئ لانه لم يرى الا ما يود ان يراه في الكتاب حين اسهب في ذكر العيوب والعشوائية ولم يذكر شيئا واحدا يمكن ان يكون ايجابيا سوى تلكم الجلسة الماركسية التى اعطته الفرصة ليتحدث فيها بما يراه من زاويته الخاصة . .مودتى وتقديرى
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة