ورشة النقد السوداني: قضايا اولية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 02:56 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-07-2018, 05:58 AM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ورشة النقد السوداني: قضايا اولية (Re: Kabar)




    ورشة النقد السوداني: مفهوم النقد في ثقافة غير ناقدة


    محمد النور كبر

    ثمة حقيقة تدور في اذهان مثقفي السودان بان النقد في السودان يعاني من ازمة عصية ، وان حركة النقد في السودان تعاني من كساح دائم وشح في الدراسات النقدية التي لا تواكب حركة الإنتاج الإبداعي. ولقد اجتهد الكثيرون في تشخيص الأزمة وتبيان مواطن الخلل أو ما يسمى بازمة النقد في السودان. الناقد عبد القدوس الخاتم ذكراسباب عديدة يراها بانها هي سبب ازمة النقد في السودان منها :ازمة التلقي النقدي ، طبيعة الشخصية السودانية النافرة من النقد ، شح الخطاب النظري النقدي ، فقر الدراسات المقارنة [1]. واضاف علي هذه المبررات ، الناقد دكتور مصطفى الصاوي ، الذي يرى ان من بين اسباب ازمة النقد في السودان: غياب الحوار النقدي الخلاق، خفوت صوت النقد الأكاديمي ، ضعف الصلة بين المراحل النقدية ، سيادة النقد الصحفي السريع ، الصراعات النقدية التي تتجاوز الإبداعي الى الأيدولوجي[2]. وغيرهم كثر من اهل الثقافة والنقد في السودان يثيرون نفس السؤال ويتحدثون عن نفس الأزمة ، ويشخصون نفس التشخيص بنفس الأدوات التي تكاد تكون متطابقة الى حد بعيد للغاية..!!
    مثل تلك الأراء وغيرها من اراء عديدة في المشهد الثقافي السوداني، لم تسبر غور الإشكالية النقدية في السودان ، وبالتالي تسعى لسيادة ذهنية نقد الإنطباع الذي يمارس رطينه الخاص المتعالي مما يخلق قطيعة بين الأعمال والناقد والمتلقي. فمثل تلك الأراء ، وهي تمارس النقد في بيئة غير ناقدة وغير قارئة ، لم تهتم ببديهيات مثل تحديد حقل الثقافة التي يعمل فيها الناقد السوداني ، ولم تحدد لنا قضايا مثل مفهوم النقد ، عماذا يبحث الناقد في عملية النقد ، ادوات الناقد ، ومصداقية الناقد.


    النقد وسط حقل ثقافات غير ناقدة:


    من يتصدى للنقد في السودان ، يخوض مهمة شاقة للغاية ، فمثل ذلك الناقد يعمل في ظل ثقافات سودانية متنوعة تتميز بالإفتقار للعقل الناقد وفي نفس الوقت يعمل وفق بيئة عالمية متسارعة تسودها فكرة المعرفة المفتوحة.فيكون منشطر بين امرين: امر توطين مفاهيم النقد في مثل تلك البيئة غير الناقدة وبالتالي تطبيقها على عمليات نقدية ، وبين امر خلق بيئة تنشغل بالعمل النقدي وتواكب تسارع المشهد المعرفي المفتوح.
    الثقافات السودانية ، كحواضن لبناء العقل السوداني، تتميز بغياب العقل الناقد وسيادة العقل المجتر الذي يحبس ذاته في الغيبيات و الماضي ، سواءا كان قريب أو بعيد. ومثل هذا العقل يقوم على التراتبية البطرياركية ، بان ما قال به الأباء والأجداد ، هو مسلمات لا تقبل النقاش ، فهي ايقونة الماضي الجميل الذي نعيده ونعيده حتى بات باهت الملامح. فحينما ننظر للدين في السودان ، كظاهرة سيوسيولوجيا ، كان نظام التدين في السودان تغلب عليه الصوفية ، والصوفية كحركة دينية وفلسفية في السودان ، تقوم على نظام التراتبية ذات الطابع البطرياركي ، الذي يقوم على نظام احترام الأبوة.
    نواتج طبيعة هذا العقل السوداني (الغير نقدي) ، انتجت مجتمع استسلامي منقاد ، وفي لحظات تجليه مجتمع ملئ بالحروب والعنف والفساد بكل انواعه (اداري وثقافي وسياسي واقتصادي واخلاقي وجمالي ..الخ) ، اضافة لذلك ، انتجت مؤسسات تعليم تمارس التلقين والإجترار اكثر من كونها توفر بنيات نقدية ومناهج نقدية لها القدرة على اثارة السؤال والتجاوز في تقديم اجابات تكون اساس متين لبناء مستقبل.فمن البدهي ان نرى عقل عنيف منشطر تتنازعه صراعات هوية مفتعلة ومحاولة حسم الهوية (عنفا) وفق الثنائيات المعهودة: هوية عربية اسلامية ، هوية افريقية اسلامية ، هوية افريقية علمانية ، هوية عربية علمانية ، هوية صوفية ، هوية هجين (سودانوية)..الخ.
    مثل هذه الأوضاع تخلق تحدي عظيم يجابه الناقد.
    هذا التحدي يتجلي في ان من يتصدى للنقد عليه بتبسيط المفاهيم النقدية العديدة ، او ما تيسر منها ، حتى تكون الصلة بين العملية النقدية ومن يتلقى رسالته كقارئ ومتفاعل صلة سهلة بعيدة عن التناقض والغموض والرطين غير المبرر.وفوق كل ذلك ان يخوض عملية تعليمية شاقة لتوطين النقد كفكر وكممارسة.
    بيد أن عملية النقد ، كممارسة ، تتميز بالسهولة والصعوبة في نفس الوقت. فالسهولة تتمثل في توفر المعينات والأدوات التي تساعد من يتصدى للنقد في خلق عملية نقدية. والصعوبة تتمثل في تعدد الأدوات التي تحتاج كثيرا من التمحيص والتدقيق وبالتالي اختيار افضلها وانسبها ، حتى لا يصير النقد مجرد تعقيد وتغريب للقارئ.
    كل ذلك سيكون ممكن ان تركز الجهد في تحديد مفهوم للنقد والأصول النظرية لهذا المفهوم. فأعمال مثل (نظرية الأدب) و(النظرية الثقافية) هي من اكثر الأدوات التي يحتاجها من يتصدى لعملية النقد ، لأن مثل هذه الأعمال هي الإطار الذي يدرس ويحلل كل التيارات والمناهج في النقد.


    مفهوم النقد:


    المفهوم المبسط للنقد هو عملية التقييم للأعمال سواءا كانت ادبية او ثقافية او فنية او فلسفية..الخ.هذه العملية لا تقصر ذاتها فقط في الإمتاع والتفسير والتأويل ، قد تكون فن قائم بذاته يحتاج الأدوات المنضبطة التي تساعد في هذه العملية.فالنقد هو موقف تجاه العمل المعين.وبالتالي كل فرد يمتلك قدرة تحديد الموقف من الأشياء والأعمال.وفوق ذلك كل عملية نقدية هي ذات اهداف ثقافية كبرى.
    يذكر ادوارد سعيد ، ان ممارسة النقد ألأدبي (اليوم) تتمظهر في اربعة صور: اولا النقد العملي الذي يتجلي في عملية مراجعة الكتب والمقالات الصحفية ، ثانيا: النقد الأكاديمي كما يتجلي في ممارسة المؤسسات الأكاديمية المتعلقة بدراسة الكلاسيكيات واللغويات والتأريخ الثقافي ، ثالثا: نقد الإستحسان (التقدير) وهو نقد مدرسي لا يخضع للصرامة المهنية والأكاديمية ، ويتجلي في ممارسة المدرسين في المدارس من يدرسون النشء كيفية قراءة الأعمال الأدبية وتفسيرها وتأويلها. رابعا: نظرية الأدب [3]
    فالأعمال التي يتعرض لها من يتصدي للنقد هي عبارة عن ظواهر اجتماعية وثقافية وتاريخية ، فالنص ، وفي ظل تطور تكنولوجيا التواصل اصبحت له عدة صور: كتاب (تقليدي ورقمي)، فيديو ، عمل موسيقي ، عمل فني ، الخ. وتعدد هذه الصور انتج تعدد في عملية المعاينة والتفسير لتلك الظواهر.
    بيد ان النقد لا يتوقف فقط في المعاينة التي تقوم على تحديد السلبيات والإيجابيات ، وانما يذهب اعمق الى التحليل وتبيان الجماليات والقيم الثقافية والإجتماعية في كل نص. صحيح ان التحليل والتفسير قد يذهب الى مناحي مختلفة في استيلاد المعاني والقيم في كل نص ، ولكن هذه المناحي يجب ان تكون منضبطة ولها ما يبررها من النص نفسه.


    عماذا يبحث الناقد في عملية النقد؟


    من يتصدى للنقد ، لا يأتي من فراغ ، فهو الأخر له اجندته الخاصة من تكوين فكري وخلفية ثقافية وهذا ما يظهر في عمليات القراءة للنص (كظاهرة) التي تتحول من فن الى صراع يسعى فيه الناقد على فرض تصورات منهجية بعينها.والضرورة تحتم توخي الموضوعية ، فأي مزعم تجاه أي نص كان لابد ان يكون هناك ما يعضدده من داخل ذلك النص.
    في تحليل النص (كظاهرة) يسعى الناقد لخلق عملية قراءة فاعلة.فالنص ، أي نص تكون له بؤرتان: بؤرة فنية (مضمنة في النص نفسه قصدها صاحب النص) وبؤرة جمالية (تتجلي في فعل القراءة والتفاعل مع النص ) [4].فمهمة الناقد تكون في خلق حياة للنص وجعله فاعلا في الحياة. الرواية مثلا ، تكون مغلقة وميتة ومقصية وبعيدة في ركن مظلم ، والنقد يمنحها الحياة والوجود ، وكذا الأمر مع انواع النصوص الأخرى.


    ادوات الناقد: تعدد المناهج


    في عصر المعرفة المفتوحة ، من السهولة الإطلاع على مناهج نقدية عديدة وبالتالي قد يخلق ذلك ربكة في ذهن الناقد وحيرة في اتباع أي منهج. هل يتبع المناهج الموجودة وتطبيقها على النص؟..هل يبتدع منهج خاص به؟..
    ان تطور تكنلوجيا المعلومات قد ساهم كثيرا في خلق اتجاه ما بعد الحداثة الذي يذهب لأنسنة تكنولوجيا المعلومات والإستفادة منها في دراسة النص وتحليله وتفسيره وتوفيره بصورة متاحة. فاتجاهات مثل الإنسانوية الرقمية
    Digital Humanities
    تذهب لدراسة علاقة الإنسان مع تكنولوجيا المعلومات واثر مثل هذه التكنولوجيا في كيفية الدراسة والتفسير والتأويل والبحث. فالناقد اليوم ليس كمثل ناقد الأمس والعصور الماضية ، فالمذاهب والتيارات النقدية والفلسفية مبذولة ومتيسرة للحصول عليها واستخدامها لإجراء عملية النقد سواءا كان نقد أدبي او ثقافي او غيره.
    اليوم خيارات الناقد متعددة ، والمناهج النقدية متعددة منها مناهج تعامل النص كوحدة مستقلة بذاتها مثل اتجاهات نظرية الفن من اجل الفن التي تذهب لموت الكاتب مثل مناهج البنيوية والتركيبية والسيموطيقا والأسلوبية ونظرية السرد وغيرها من مناهج تقصر طرائقها على النص ، وهناك ايضا المناهج التي تعتبر ان النص تفسير لحال ثقافي واجتماعي وتأريخي وان أي نص مرتبط بصورة وثيقة بالظروف الثقافية التي انتجت النص والتي انتج النص فيها مثل مناهج التاريخيانية الجديدة ، المناهج الماركسية ، المناهج المرتبطة بنظرية ما بعد الكولوينالية ، والمناهج المرتبطة بالدراسات الإثنية.. وغيرها من مناهج.
    فالحقيقة التي يجب ان يستوعبها من يتصدى للنقد بان أي نص يمكن ان يستوعب كل المناهج النقدية المعروفة ، فيمكن تحليل وتفسير النص باعتماد النص نفسه دون الوضع في الإعتبار العناصر المحيطة بالنص وظروف انتاجه ، ويمكن ان يحدث العكس بالتعامل مع النص والظروف المحيطة به.فالخيار يرجع لمن يتصدى لعملية النقد ، ولكن بالضرورة الإجابة على سؤال مركزي: ما هو الغرض من النقد؟..هل هو من اجل متعة خاصة؟ هل هو من اجل اقامة مقصلة للنص؟ ام هو عملية تسعى لخلق اهداف وغايات ثقافية؟..


    مصداقية الناقد:


    ان مصداقية الناقد في احداث عملية نقدية لا تعتمد على البلطجة واعمال المشارط واحداث حالة الإستعراض بالمعارف والمصطلحات الغامضة والمعقدة.
    تنبع مصداقية الناقد من عملية مشروعية النقد في ذات نفسه.فالمناهج النقدية المتعددة ، بعضها قد يخلق نص موازي للنص الأصلي ، وقد يتبع ذلك عملية تغريب للنص والناقد والقارئ مما يخلق التشويش. ولكن تظل عملية النقد ذات مصداقية عالية ان اعتبرت نفسها فن يتميز بالموضوعية والبرهنة على أي مزعم من داخل النص نفسه. فاذا اختار ناقد مثلا أن يركز فقط في النص دون وضع لإعتبار الظروف المحيطة بالنص ، فعليه الأ يشتط ويخلق عملية تغريب تضر بالنص وبالعملية النقدية نفسها ، فأي نص ملئ بعناصر عديدة تصلح للتشريح والتفسير وتبرير كل ذلك بصورة تتوخى الموضوعية.
    المصداقية تتطلب أن يتجرد الناقد ، بقدر الإمكان ، من الذاتية التي تبحث عن انتصاراتها الخاصة. وان يتوخى الموضوعية بغرض انجاز عملية تعليمية وثقافية.




    ____________


    المصادر:


    [1] دكتور هاشم ميرغني: نقد ادبي: الإحتفاء بعبد القدوس الخاتم ، نشر بصحيفة الصحافة ، واعيد نشره في صحيفة البعيد الإلكترونية ، 25 ابريل 2015
    [2] نفسه ،
    [3]
    The World, the text , and the critic
    Edward Said
    [4]
    The Reading Process : A Phenomenological Approach
    Wolfgang Iser






















                  

العنوان الكاتب Date
ورشة النقد السوداني: قضايا اولية Kabar01-07-18, 05:49 AM
  Re: ورشة النقد السوداني: قضايا اولية Kabar01-07-18, 05:50 AM
    Re: ورشة النقد السوداني: قضايا اولية Kabar01-07-18, 05:52 AM
      Re: ورشة النقد السوداني: قضايا اولية Kabar01-07-18, 05:58 AM
        Re: ورشة النقد السوداني: قضايا اولية osama elkhawad01-08-18, 07:46 PM
          Re: ورشة النقد السوداني: قضايا اولية Kabar01-15-18, 06:59 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de