كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: ***** هل من يتصيدون الأخطاء على مواقع التواص (Re: ABUHUSSEIN)
|
كانت فكرة الدراسة، والتي قَسّمت 1215 متطوعا على الإنترنت إلى تجربتين، بسيطة، وهي أن يتعرض(5)الخاضع لها لاستقصاء به عدد من الأسئلة التي تبحث في الموضوعين بالتزامن، أسئلة تبحث في إن كنت قد مارست بالفعل أحد مظاهر التصيّد الإلكتروني على الإنترنت، وأخرى تبحث، عبر نماذج معيارية، في وجود تلك الصفات الأربعة بك، أسئلة تميل إلى التأشير عليها بـ "نعم" أو "لا" كـ "مطاردة الآخرين ممتعة" أو "في ألعاب الفيديو، أحب مشاهدة بقع الدماء" أو "الانتقام يجب أن يكون سريعا وقذرا"، كذلك تضمّنت التجربتان تساؤلا عن ثقل استخدام الخاضع لهما للإنترنت، وأي المواقع تحديدا، وأهمية الجدل بالنسبة له، وأهمية الثرثرة مع الآخرين، وصنع أصدقاء جدد.
هنا جاءت نتيجة الدراسة لتقول(6) إنه على الرغم من أن عدد الأشخاص الذين يستمتعون بممارسة التصيّد عبر التعليقات (Comments) في الإنترنت عموما ووسائل التواصل الاجتماعي خصوصا هم أقل من 10%، لكن كان هناك -كما بالرسم البياني المرفق- ارتباط واضح بين تلك الصفات الأربعة وهذا النوع من الاستمتاع بالتصيّد وممارسته، وكانت السادية بالطبع أكثر الصفات وأوضحها وجودا في تلك الشخصيات، لكنّ ارتباطا جانبيا مهما ظهر في هذه التجربة، وهو أن ممارسي التعليق بثقل هم كذلك من أكثر الناس ظهورا في فئة "الترول"، أي كلما ارتفع تردد التعليقات ارتفع تردد الصفات الأربعة عند نفس الأشخاص.
الجميع يمكن أن يتحول إلى ترول في الحقيقة تُحيلنا الملاحظة الأخيرة إلى دراسة(7) مهمة من جامعتي ستانفورد وكورنل نُشرت مطلع العام الحالي في محاولة لفهم سبب انتشار تلك الظاهرة، فمثلا يتعرّض(8) 40% من مرتادي الإنترنت للتحرش، والتنمر، والتصيّد على وسائل التواصل الاجتماعي، بل إن 1 من كل 5 تعليقات على صفحة موقع "سي إن إن" (CNN) هو هجوم فضائحي جارح يضطر المسؤول عن الصفحة أن يزيله، بالطبع لا يتفق ذلك مع ما تتصوره الدراسات السابقة عن نسب المتصيّدين، بالمعنى -مثلا- الذي تشرحه دراسة أيرين باكل السابقة عن رباعي مظلم، في وسائل التواصل الاجتماعي.
خضع للتجربة حوالي 700 شخص، تقوم التجربة بدراسة الحالة المزاجية لهم وتقييم انفعالاتهم قبل وبعد التعرض لاختبارات سهلة جدا أو صعبة جدا (لضغطهم وتعكير مزاجهم)، ثم بعد ذلك دفعهم إلى التفاعل على مواقع التواصل أو من خلال مقال ما، كذلك تحاول التجربة دراسة حالاتهم المزاجية أثناء إصدارهم هم لتعليقات يمكن تصنيفها على أنها تصيّد، هنا تضيف التجربة أنه بجانب كون التصيّد "الترول" هو صفة سلوكية عند بعض الأشخاص، بالطريقة التي تشرحها تجربة باكل، فإن هناك سببين إضافيين يمكن لهما أن يرفعا -بدرجة 20%- من قابلية شخص عادي لإصدار تعليقات جارحة يمكن اعتبارها تصيّدا، وهما الحالة المزاجية، وسياق النقاش.
دعنا الآن نتأمل نقطة مهمة لها علاقة بحياتنا اليومية في الوطن العربي، حيث يشير نطاق "الحالة المزاجية" هنا إلى الوضع العام الذي يعيشه الشخص في حياته اليومية، وكذلك فهو يشير إلى حالات خاصة على مدار اليوم والأسبوع، فكلما ارتفعت قيمة سوء الحالة المزاجية ارتفعت معها قابلية الأشخاص للتعصب وتنميط الآخرين، أي وضعهم في قوالب محددة والتجريح فيهم على هذا الأساس، قد تكون الأسباب ضمن حدود درجة الحرارة، الوضع السياسي، أو درجة الرضا عن الحياة عموما.
تتداخل مع هذا العامل نقطة أخرى مهمة وهي سياق النقاش، حيث أشارت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين تعرضوا للتصيّد في تعليق ما أكثر عرضة للتحول إلى متصيّدين بدورهم، حيث إن تعليقا واحدا جارحا في نقاش ما قادر على قلب النقاش إلى حالة من الفوضى والتحيّز والتصيّد من قِبل جميع الأطراف ضد جميع الأطراف، بالطبع ترتفع نسبة التصيّد في الموضوعات السياسية والاجتماعية الجدلية الحالية لكل نقاش.
في تلك النقطة تتدخل نظرية النوافذ المكسورة (Broken Windows Theory)، إحدى نظريات علم الجريمة، لتُعطي تفسيرًا إضافيًّا مهما لانتشار ظاهرة التصيّد، وتعني النظرية ببساطة أن وجود بعض النوافذ(9) المكسورة في مبنى ما يُشجع المارة على كسر المزيد منها من باب العبث، فهي بالفعل مكسورة، يدفع ذلك بالأشخاص إلى مزيد من الأفعال العنيفة المشابهة مع بقية نوافذ المبنى، ثم -ربما- نوافذ السيارات العامة، والخاصة بعدها، ثم في النهاية ربما قد يخترقون المباني ويتعدون على أصحابها، وهكذا ينتشر العبث وتسود الفوضى، كذلك في حالات التصيّد فإن ملاحظة مرور حالات التصيّد دون عقاب قد يدفع الآخرين إلى ممارسة المزيد من التصيّد، بل وممارسة ما قد يكون أعنف من ذلك
لكن في كل الأحوال فإن نتائج التجربة الأخيرة تشير إلى أن المعايير الاجتماعية تتدخل لضبط الوضع سريعا ضمن مجموعة الأفراد المتناقشة، كذلك فإن تحوّل الشخص العادي إلى متصيّد ضمن ظرف محدد لا يمكن مقارنته بآخر اعتاد -كسلوك شخصي- التصيّد من أجل الاستمتاع، هذا الآخر الذي هو في الغالب مُعلق عالي النشاط على وسائل التواصل الاجتماعي، كانت تلك هي نتيجة دراسة أخرى(10) مهمة، ومرتبطة بالأولى، من جامعتي ستانفورد وكورنل أيضا، لكن إحدى أهم الإضافات التي قدمتها تلك الدراسة هي أن الأشخاص الذين يقومون بالتصيّد يتغذّون على تعليقاتك، ركز معي هنا قليلا لأن ذلك سوف يفيدك في التعامل مع هؤلاء الأشخاص.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
***** هل من يتصيدون الأخطاء على مواقع التواصل مرضى نفسيون؟ ***** | ABUHUSSEIN | 12-28-17, 06:03 AM |
Re: ***** هل من يتصيدون الأخطاء على مواقع التواص | ABUHUSSEIN | 12-28-17, 06:05 AM |
Re: ***** هل من يتصيدون الأخطاء على مواقع التواص | ABUHUSSEIN | 12-28-17, 06:07 AM |
Re: ***** هل من يتصيدون الأخطاء على مواقع التواص | ABUHUSSEIN | 12-28-17, 06:12 AM |
Re: ***** هل من يتصيدون الأخطاء على مواقع التواص | ABUHUSSEIN | 12-28-17, 06:14 AM |
Re: ***** هل من يتصيدون الأخطاء على مواقع التواص | ABUHUSSEIN | 12-28-17, 06:17 AM |
Re: ***** هل من يتصيدون الأخطاء على مواقع التواص | ABUHUSSEIN | 12-28-17, 06:19 AM |
Re: ***** هل من يتصيدون الأخطاء على مواقع التواص | محمد البشرى الخضر | 12-28-17, 06:18 AM |
Re: ***** هل من يتصيدون الأخطاء على مواقع التواص | ABUHUSSEIN | 12-28-17, 06:23 AM |
Re: ***** هل من يتصيدون الأخطاء على مواقع التواص | عبدالحفيظ ابوسن | 12-28-17, 06:32 AM |
Re: ***** هل من يتصيدون الأخطاء على مواقع التواص | حيدر حسن ميرغني | 12-28-17, 06:38 AM |
Re: ***** هل من يتصيدون الأخطاء على مواقع التواص | أيمن محمود | 12-28-17, 06:35 AM |
Re: ***** هل من يتصيدون الأخطاء على مواقع التواص | Osman Musa | 12-28-17, 06:33 AM |
Re: ***** هل من يتصيدون الأخطاء على مواقع التواص | ABUHUSSEIN | 12-28-17, 07:21 AM |
Re: ***** هل من يتصيدون الأخطاء على مواقع التواص | ABUHUSSEIN | 12-28-17, 07:24 AM |
Re: ***** هل من يتصيدون الأخطاء على مواقع التواص | حيدر حسن ميرغني | 12-28-17, 08:19 AM |
Re: ***** هل من يتصيدون الأخطاء على مواقع التواص | Yassir Ahmed | 12-28-17, 09:01 AM |
Re: ***** هل من يتصيدون الأخطاء على مواقع التواص | ABUHUSSEIN | 12-28-17, 09:28 AM |
Re: ***** هل من يتصيدون الأخطاء على مواقع التواص | ABUHUSSEIN | 12-28-17, 09:48 AM |
Re: ***** هل من يتصيدون الأخطاء على مواقع التواص | ABUHUSSEIN | 12-28-17, 09:58 AM |
Re: ***** هل من يتصيدون الأخطاء على مواقع التواص | ABUHUSSEIN | 12-28-17, 03:19 PM |
Re: ***** هل من يتصيدون الأخطاء على مواقع التواص | ABUHUSSEIN | 12-29-17, 02:42 PM |
Re: ***** هل من يتصيدون الأخطاء على مواقع التواص | ABUHUSSEIN | 12-29-17, 03:26 PM |
Re: ***** هل من يتصيدون الأخطاء على مواقع التواص | ABUHUSSEIN | 12-29-17, 04:09 PM |
Re: ***** هل من يتصيدون الأخطاء على مواقع التواص | ABUHUSSEIN | 12-29-17, 05:42 PM |
Re: ***** هل من يتصيدون الأخطاء على مواقع التواص | ABUHUSSEIN | 12-29-17, 06:15 PM |
Re: ***** هل من يتصيدون الأخطاء على مواقع التواص | عمر نملة | 12-29-17, 11:36 PM |
Re: ***** هل من يتصيدون الأخطاء على مواقع التواص | ABUHUSSEIN | 01-01-18, 03:07 PM |
Re: ***** هل من يتصيدون الأخطاء على مواقع التواص | ABUHUSSEIN | 01-07-18, 05:49 PM |
Re: ***** هل من يتصيدون الأخطاء على مواقع التواص | وهبه الشبلي احمد | 01-07-18, 11:17 PM |
Re: ***** هل من يتصيدون الأخطاء على مواقع التواص | عمر التاج | 01-13-18, 08:29 PM |
Re: ***** هل من يتصيدون الأخطاء على مواقع التواص | وهبه الشبلي احمد | 01-27-18, 11:28 AM |
Re: ***** هل من يتصيدون الأخطاء على مواقع التواص | ABUHUSSEIN | 02-01-18, 10:50 AM |
Re: ***** هل من يتصيدون الأخطاء على مواقع التواص | فقيرى جاويش طه | 02-01-18, 03:42 PM |
Re: ***** هل من يتصيدون الأخطاء على مواقع التواص | حامد بدري | 02-01-18, 04:54 PM |
Re: ***** هل من يتصيدون الأخطاء على مواقع التواص | ABUHUSSEIN | 02-01-18, 06:42 PM |
Re: ***** هل من يتصيدون الأخطاء على مواقع التواص | ABUHUSSEIN | 03-27-18, 07:10 PM |
Re: ***** هل من يتصيدون الأخطاء على مواقع التواص | Rami Abdelkareem | 03-27-18, 07:34 PM |
Re: ***** هل من يتصيدون الأخطاء على مواقع التواص | ABUHUSSEIN | 04-29-18, 07:04 AM |
Re: ***** هل من يتصيدون الأخطاء على مواقع التواص | محمد البشرى الخضر | 04-29-18, 07:41 AM |
Re: ***** هل من يتصيدون الأخطاء على مواقع التواص | ABUHUSSEIN | 04-29-18, 08:23 AM |
|
|
|