التحرير الإقتصادي أكبر عملية نهب لموارد وثروات السودان - بقلم د. محمد محمود

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 02:01 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-23-2017, 02:45 AM

النذير حجازي
<aالنذير حجازي
تاريخ التسجيل: 05-10-2006
مجموع المشاركات: 7160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التحرير الإقتصادي أكبر عملية نهب لموارد وثروات السودان - بقلم د. محمد محمود

    01:45 AM December, 22 2017

    سودانيز اون لاين
    النذير حجازي-بلاد الله الواسعة
    مكتبتى
    رابط مختصر

    سياسة التحرير الاقتصادي
    • اكبر عملية تمت لنهب موارد وثروات السودان
    الحلقة الاولي
    تعريف
    سياسة التحرير الاقتصادي تعني التخفيف حدة قبضة الدولة في النشاط الاقتصادي عن طريق تخفيف او ازالة القوانين والقيود الادارية بهدف تمكين القطاع الخاص(السوق) ليلعب الدور القيادي في الاقتصاد٠وارتبط مفهوم سياسة التحرير الاقتصادي بفكر اللبرالية الكلاسيكية في الاقتصاد والتي تدعو لترسيخ مبادي الحريات المدنية وسيادة مبدا حكم القانون في اطار الحرية الاقتصادية ومن اشهر فلاسفة هذا المذهب الكلاسيكي جون لوك و ادم سميث وديفيد ريكاردو وتوماس مالتوس وجين بابتست ساي٠
    وحديثا ارتبط مفهوم التحرير الاقتصادي بمفهوم النيولبرالية الاقتصادي والذي كان الفكر السائد في العالم الغربي الرأسمالي في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين مستندا علي فلسفة ( laissez-faire economic liberalism) دعه يعمل دعه يمر اي ترك الاقتصاد يعمل بقوي السوق دون تدخل من الدولة ٠يرتكز مبدا التحرير الاقتصادي علي ازالة القيود التي تعوق النشاط الخاص وبيع اصول القطاع العام الخصخصة حرية التجارة وحرية حركة رؤوس الاموال وارباح الشركات خفض الانفاق الحكومي ٠جاء الفكر النيولبرالي بوجه الحديث كترياق مضاد للفكر الكينزي والذي كان سائدا في فترة ما بعد الحرب العالمية 1980-1945
    ولعب دورا محوريا في مواجهة الكساد العظيم في فترة الثلاثينيات
    الاساس النظري والأيديولوجي لسياسة التحرير الاقتصادي
    يعتبر اجماع واشنطن (Washington Consensus) الاساس النظري والأيديولوجي الفعلي لسياسة التحرير الاقتصادي وجاء هذا الميداء في العام 1989 باتفاق مؤسسات واشنطن والتي تتحكم في ادارة الاقتصاد العالمي كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي ووزارة الخزانة الامريكية٠
    ويرتكز اجماع واشنطن علي عشرة مبادي تهدف الي استقرار الاقتصاد الكلي وفق مبادي حرية التجارة وحرية الاسوق مع ريادة دور القطاع الخاص وتقليص دور الدولة في ادارة الاقتصاد
    • إعادة توجيه الأنفاق العام من الدعم العشوائي إلى الاستثمار في البنية التحتية
    • الإصلاح الضريبي بمعنى توسعة القاعدة الضريبية بشكل معتدل
    • منح الأسواق حرية تحديد الاسعار بحيث تكون أعلى من نسبة التضخم
    • تحرير قطاع التجارة مع التركيز على مبدأ القضاء على القيود الكمية كمنح التراخيص والامتيازات
    • تحريرا تدفق الاستثمارات الأجنبية
    • خصخصة مؤسسات الدولة
    • تحرير وإلغاء اللوائح والقوانين التي تعوق دخول الأسواق أو تقيد المنافسة
    • سعر صرف العملة يكون مناسباً ويعكس القوة الاقتصادية
    • مراعاة قوانين وحقوق تملك الأراضي
    والهدف الإيديولوجي واضحا تمام في تطبيق هذه التوصيات والتي تتمركز حول توجيه الاقتصاد نحو فلسفة السوق الحر تماما والتحول من الاقتصاد الكينزي والذي ظل سائدا حتي نهاية السبعينيات٠
    بينما يري بعض الاقتصاديين ان مبدا اجماع واشنطن ظل المبدأ السائد في الفترة ما بين 2000-1980 مع بداية الالفية مع كثافة تطبيقه في التسعينيات بينما يري البعض ان اجماع واشنطن قد انتهي عمليا في 2008 وذلك عندما شهد العالم تدخلا واضحا للدول في برامج إسعافيه عاجلة للخروج من الازمة المالية العالمية في الاعوام 2012-2008


    نهاية اجماع واشنطن وفشل التجربة
    يعد عام 2009 التاريخ الحقيقي لنهاية مفهوم اجماع واشنطن وذلك بأجماع معظم المراقبين وعلي راسهم غردون براون رئيس الوزراء البريطاني والذي صرح قائلا في اجتماع قمة الدول العشرون في لندن 2009
    "The old Washington Consensus is over"
    اجماع واشنطن قد انتهي وحتي جون ويليامسون الاقتصادي المعروف في صندوق النقد و صاحب الفكرة الاصلي قد اقر ايضا بفشل كل سياسات اجماع واشنطن والذي قد بلغ قمته في حدوث الازمة المالية العالمية والتي كان مبدا تحرير القيود البنكية وقيود الاستثمار في العقارات احد اهم اسبابها ومبدا التحرير كما اسلفنا يعتبر مبدا راسخ من مبادي اجماع واشنطون٠
    ورغم قصر فترة سيادة مبدا اجماع واشنطن 2008-1980
    فقد شهد العالم وخاصة الدول النامية والتي كانت في حوجه ماسة لقروض ومساعدات تنموية واضرت للجوء للبنك الدولي وصندوق النقد فكان لازما عليها اتباع توصيات تلك المؤسسات وبالتالي الوقوع في فخ اجماع واشنطن بتكلفة اجتماعية وسياسية عالية خلقت نوع من عدم الاستقرار وفي بعض الاحيان احتجاجات جماهيرية عارمة ادت لسقوط بعض الحكومات في اسيا وامريكا اللاتينية في فترة منتصف التسعينيات
    وكان نتاج جماع واشنطن الازمة المالية في الارجنتين والازمة المالية الاسيوية في نهاية التسعينيات واخيرا الازمة المالية العالمية 2008
    واجه اجماع واشنطن وماتبعه من سياسات التحرير الاقتصادي نقدا حادا من اساتذة اقتصاد بحجم جوزيف استقليز وسن امارتا وكلاهما من حملة جائزة نوبل للاقتصاد ويدرسا في اعظم الجامعات الامريكية (جو استقليز استاذ الاقتصاد في جامعة كولمبيا وكان يعمل مستشارا اقتصاديا للرئيس كلينتون كما كان يشغل منصب رئيس قسم البحوث في البنك الدولي واستقال لاختلافات وجهة نظره مع البنك في مفاهيم العولمة الاقتصادية اما البروفسور سن امارتا فهو استاذ الاقتصاد الدولي في جامعة
    (MIT)
    وتتلخص هذه الانتقادات حول الاتي
    1.تحرير التجارة في ظل عدم تكافي الفرص بين الدول الفقيرة والدول الفقيرة
    والتي قد تكون في وضع المتضرر الدائم من شروط التبادل التجاري الغير عادل (unequal terms of trade)
    2. سحب الدعم من الطبقات الفقيرة وسحب الدعم للقطاع الزراعي خاصة ان معظم الدول النامية تعتمد علي الزراعة في اقتصادياتها٠وتجدر الاشارة هنا ان القطاع الزراعي في الدول المتقدمة يحظى بدعم مقدرا وخاصة في الولايات المتحدة وفرنسا
    Common Agricultural Policy (CAP)
    الخصخصة غالبا ما تتم لصالح الطبقة الحاكمة ويتم بيع المؤسسات الرابحة اصلا لصالح الطبقة الحاكمة والمرتبطين بهم٠
    بعض دول اوروبا الشرقية والتي انتهجت مبدا السوق بعد سقوط الاتحاد السوفيتي لم تحقق زيادة في معدلات الانتاج والنمو رغم التطبيق الصارم لبنود اجماع واشنطون٠
    معظم الدول الافريقية التي طبقت برامج اجماع واشنطن لم تحقق النجاح المطلوب بل علي العكس غرقت في الديون والمعونات الدولية٠
    حرية التجارة انتقدت من كثيرا من الشخصيات المرموقة امثال نعوم شاوموسكي والذي يعتقد ان حرية التجارة وحرية العمل مبادي تستغل لصالح الدول الغنية والشركات المتعددة الجنسيات والتي تعمل في هذه الدول وتستغل العمالة الرخيصة والدخول في اسواق هذه الدول٠
    ويعتبر مبدا اجماع واشنطن يهدف الي فتح اسواق هذه الدول واستغلال شعوبها ليس الا٠
    “According to Stieglitz the treatment suggested by the IMF is too simple: one dose, and fast—stabilize, liberalize and privatize, without prioritizing or watching for side effects”
    سياسة التحرير الاقتصادي في السودان
    عندما تسلم المتاسلمين زمام الامور في يونيو 1989 كانت الشعارات المرفوعة والمتشنجة تندد بالغرب الامبريالي والشرق الشيوعي وكان شعار او هتاف "امريكا روسيا قد دنا عذابها" علي كل لسان وعلي الصعيد الاقتصادي كان شعار الاعتماد علي الذات والتحرر والانعتاق من التعبية وكان الكل ينادي بشعارات مثل "ناكل مما نزرع ونلبس مما نصنع"
    وفي خضم كل هذا الزخم يأتي عبدالرحيم حمدي وزيرا للمالية ويشرع في التنفيذ الفوري للسياسة التحرير بشكل تام متبعا كل خطوات اجماع واشنطن بشكل ادهش حتي خبراء صندوق النقد الدولي والذي عادة ما يوصون بتنفيذ حزمة الاصلاحات علي مراحل للتخفيف من حدة الصدمة والتي عادة ما تقع علي عاتق الفقراء وذوي الدخل المحدود
    في لقاء صحفي لخص عراب سياسة التحرير الاقتصادي في السودان عبدالرحيم حمدي سياسته في الاتي
    “بدأت سياسة التحرير قبل عام 1992، لكن بطريقة متدرجة وعالجنا فيها الأشياء التي كانت حرجة عند اعلان اجراءات تطبيق هذه السياسة في فبراير 1992، اذ انها كانت اجراءات مكثفة وموسعة جدا، وهذه السياسة منذ ذاك الوقت كانت مستمرة ولكن حدث تراخ في بعض الجوانب خلال الفترة الماضية. فلقد حدث تراخ في عمل القطاع الزراعي عام 1995، فكانت برامج الخصخصة جاهزة ولكنها لم تطبق آنذاك نتيجة للعوامل التي ذكرتها سابقاً مثل ارتفاع نسبة معدل التضخم في عامي 95 ـ 1996 وبالذات في عام 1996، فدخل استدراك مخالف لحرية سعر صرف العملة يعني حدثت تغييرات غير مقصودة متمثلة في اعادة النظر في حرية التعامل بالنقد الأجنبي وكذلك حدثت تغييرات غير مقصودة في دعم الزراعة ـ فما حدث اخيراً هو اعادة تأكيد لهذه السياسات التحريرية وعودة ايضا الى منهج المعالجة الاقتصادية الكاملة، يعني تطبيق سياسات كبيرة وقوية لتعطي دفعة قوية للاقتصاد السوداني. فما يحدث اليوم هو نفس منهج الثاني من فبراير 1992 ولتفعيل السياسة التحريرية نفسها.
    ويوصل عراب سياسة التحرير الاقتصادي
    ان نمو الاقتصاد ليس لمجرد حدوث انفتاح، ولكن هذا الانفتاح كان من انعكاساته الايجابية جذب الاستثمارات الهائلة في السودان، يعني لولا سياسات التحرير الاقتصادي لما اكتشفنا البترول في السودان. فالبترول استثمار خاص لا تملك الحكومة فيه الا نسبة قليلة. وكانت عندنا تجربة صغيرة جداً في منطقة ابو جابرة وهذه التجربة كلفتنا ملايين الجنيهات لكي نتعلم معنى كلفة الكشف عن البترول. لكن جاءت استثمارات البترول من الخارج فجاء البترول. لولا هذا الانفتاح والاندماج في الاقتصاد العالمي ما كان من الممكن استقطاب هذه الاستثمارات. فهذه واحدة من ثمار سياسات التحرير الاقتصادي. كما ان من سياسات التحرير ظاهرة الوفرة في السلع المختلفة. فالآن كافة السلع متوفرة في السودان عدا ثلاث سلع توجد بصددها مشاكل وهي ما زالت تحت سيطرة الحكومة، الكهرباء والمياه والسكر. هذا يدل ان سياسة التحرير هي السياسة التي يمكن ان توفر السلع، صحيح بثمن.. كما انه حدثت استثمارات هائلة في قطاع النقل، الناس لم تعطِ هذا الأمر حقه. فقد جاءت شركات كبيرة وعملت في قطاع نقل البضائع والركاب. فهناك شركات نقل من ناحية طاقة النقل فاقت السكة الحديد، كلها استثمارات قطاع خاص عربي. فجذب هذه الاستثمارات وما وفرته من تشغيل عمالة ومدخلات، كانت من عوامل زيادة معدلات النمو الاقتصادي، لأنه لا يمكن ان يحدث نمو من غير نقل مثلاً، فهذه واحدة من ثمار سياسة التحرير الاقتصادي. كما ان التنوع الحادث في مصادر الاقتصاد السوداني من بترول وذهب ومعادن وثروة حيوانية جذب الاستثمارات العربية والأجنبية الى السودان. ففي الثروة الحيوانية حدث استثمار في تشييد المسالخ الحديثة والمدابغ، وذلك نتيجة برامج الخصخصة وكذلك الفنادق والاتصالات، وكل ذلك مرده سياسة التحرير، وكان برنامج الخصخصة جزءا من هذه السياسات التحريرية الداعية الى خروج الدولة من العملية الانتاجية والخدمة الا في نطاق ضيق بالنسبة للقطاع الخدمي كالصحة والتعليم.. الخ. ولكن للأسف هذه السياسات التحريرية لا تجد حقها من الرعاية والترويج في وسائل الاعلام المحلية فالسياسات التحريرية حققت انجازات كبيرة جداً في السودان
    كما سبق وان اجبت على سؤال سابق حول ايجابيات السياسة التحريرية، فلكي نتعرف على هذه الايجابيات اكثر علينا التعرف على الجانب الاجتماعي لهذه السياسات، فنجد ان خدمات التعليم تضاعفت، فهل هذا انعكاس سلبي او ايجابي؟! ايجابي طبعا فالأموال صرفتها الدولة لأن التعليم في السودان ليس تعليما تجاريا، على الرغم من انه فُتحت الفرص للتعليم التجاري. ومساهمة الدولة في الخدمات الصحية وخدمات التعليم العالي زادت زيادة هائلة جدا، لم يحدث مثلها في اي دولة مجاورة، وكذلك خدمات السكة الحديد تحسنت وحركة المواصلات الداخلية، كل هذه الخدمات مَنْ الذي دعمها؟ فهي خدمات تم دعمها بواسطة الحكومة، فهل هذه الخدمات تصلح احوال المواطنين ام لا؟ المرتبات هي نفسها زادت زيادة هائلة، صحيح دون الطموح. والدولة تدعم حالياً التأمين الاجتماعي، فهي تدفع %17 من المرتب لاشتراك التأمين الاجتماعي و%4 للتأمين الصحي. وحدثت زيادة مستمرة في المرتبات وكانت في فترة من الفترات يتم تعديلها كل 6 أشهر، وبعد ان قل التضخم بدأت التعديلات تكون بنسب اقل مما كانت عليه في السابق. كان في الماضي هناك ازمات سلعية في الخبز والبترول، حتى اذا لم يملك المواطن سيارة يعاني من ازمة المواصلات لأن الحافلات تتأثر بأزمة البترول، وكذلك كان هناك نقص مريع في المدارس والمستشفيات، كل هذه الأشياء توفرت الآن، صحيح بشيء من الضيق والمعاناة، ولكن الآن حدث انفراج في كل هذه الأشياء ومن يقل بغير ذلك فهو ظالم وكاذب. فقد صبر الشعب السوداني صبرا شديدا على هذه المكاره والمضايقات ولكنه الآن بدأ يحصد ثمار صبره بوفرة في هذه الأشياء، فلا يجوز للبعض ان يحبط هذا الشعب بدلاً من ان يعطيه الأمل. وانا اعتقد ان تبخيس انجازات السياسات التحريرية جريمة، الذي يرتكبها من منطلق انه معارض سياسي يغفر له ذلك، ولكن عندما ترتكب من جامعيين واكاديميين وباحثين يكون هذا جهلا، والجهل كارثة قومية- انتهي كلام عبدالرحيم حمدي
    الكارثة القومية هي انت يا عبدالرحيم حمدي والسودان لو ما هامل يمسك زمام امره وشؤون معاشه شخص بمواصفات هذا الشخص فهو كاذب واناني وجاهل وغير مؤهل فنيا واخلاقيا ليدير شركة صغيرة ناهيك عن اقتصاد دولة ومصير اربعين مليون نسمة٠
    وحمدي ليس له علاقة تذكر بالشأن الاقتصادي فهو موظف بنكي وبالتحديد كل خبرته تتلخص في البنوك الإسلامية ليس اكثر وعقليته مبنية علي مبدا الربح والخسارة وما العائد المالي من اي تعامل دون اعتبار لأي جوانب اخري اجتماعية وسياسية وهكذا يفكر المصرفيين دائما٠
    لذلك تجده يدافع حتي الان دون ملل وبعد ان تجرع الشعب السودان كاسات المر من جراء سياسات التحرير تجده يصر علي تطبيق المزيد منها لان تركيبته وخلفيته البنكية لا تمكنه من استيعاب ابعد من ارنبة انفه فالبنكيون قصيري النظر والروى ولا يصلحون لأدراه اقتصاد متشابك ومتعدد المشاكل مثل حال الاقتصاد السوداني٠
    فلنأتي الان ونفند ادعاءات عراب سياسة التحرير
    اولا يقول هذا المدعي "هذا الانفتاح كان من انعكاساته الايجابية جذب الاستثمارات الهائلة في السودان، يعني لولا سياسات التحرير الاقتصادي لما اكتشفنا البترول في السودان"
    كاذب--- البترول لم تكتشفه الانقاذ اكتشف بواسطة شركة شيفرون الامريكية في فترة حكم النميري٠٠وسياسات التحرير الاقتصادي لم تجذب الاستثمار في مجال النفط بل العكس احجمت كل الشركات الامريكية والاوروبية المعروفة في مجال النفط عن الاستثمار في السودان لسوء سمعة السودان وسجله في مجال حقوق الانسان وحرب الجهاد في الجنوب وهنا نذكر ان شركة تلسمان الكندية قد انسحبت من الاستثمار في السودان وباعت اسمها لشركة هندية استجابة لضغوط من المستثمرين الكنديين والبرلمان الكندي٠فالبترول لم يجذب مستثمرين بل جذب مغامرين من دول أسيوية كالصين والهند وماليزيا٠
    ثانيا٠ يقول حمدي "كما ان من سياسات التحرير ظاهرة الوفرة في السلع المختلفة. فالآن كافة السلع متوفرة في السودان عدا ثلاث سلع توجد بصددها مشاكل وهي ما زالت تحت سيطرة الحكومة، الكهرباء والمياه والسكر".
    ما معني ان تتوفر السلع وتمتلي ارفف السوبر ماركت ولن يتمكن من شراءها سوي نفر من شلل الطفيلية المتاسلمة لذا لا تستغرب من احدي تصريحاته وهو يقيم سياسة التحرير بقوله المدهش مستشهدا بارتفاع عدد (السوبر ماركت)بالخرطوم من 5 آلاف إلى 300 ألف بعد تطبيق سياسة التحرير
    بالله دا كلام زول عاقل ناهيك عن وزير مالية تقيس وتقيم سياسة دولة بعدد دكاكين السوبر ماركت ٠٠
    ثالثا٠٠ يقول حمدي "حدثت استثمارات هائلة في قطاع النقل، الناس لم تعطِ هذا الأمر حقه. فقد جاءت شركات كبيرة وعملت في قطاع نقل البضائع والركاب. فهناك شركات نقل من ناحية طاقة النقل فاقت السكة الحديد، كلها استثمارات قطاع خاص عربي"
    كاذب- عن اي استثمارات هائلة في قطاع النقل تتحدث واين الطرق اصلا لمرور هذه الناقلات اتتحدث عن طرق الموت في مدني الخرطوم ام طرق الشمال ام طريق بورتسودان ونسمع بالموت الجماعي في هذه الطرق كل يوم لعدم الصيانة والغش في المواصفات عند تشيد هذه الطرق٠
    والله الا تكون بتقصد بالاستثمارات الهائلة في قطاع النقل الزيادة الهائلة في عدد "الركشات" حيث فاق عددها عدد النمل في السودان٠٠
    رابعا ٠٠ ويمضي حمدي في تحريفاته ويقول "كما ان التنوع الحادث في مصادر الاقتصاد السوداني من بترول وذهب ومعادن وثروة حيوانية جذب الاستثمارات العربية والأجنبية"
    عن اي استثمارات تتحدث عن المزارع القطرية والتي تستغل فيها مياه واراضي السودان بثمن بخس ويزرع فيها البرسيم والاعلاف هل تسمي هذا استثمار ما القيمة المضاف وماعدد فرص العمل التي اضافها مثل هذا الاستثمار بل ما العائد الاقتصادي لمثل هذه الاستثمارات٠
    اما الاستثمارات في مجال بترول وذهب ومعادن وثروة حيوانية تؤكد الاعتماد والاستمرار في نهج الاقتصاد الربيعي وخطورة هذا النمط الاقتصادي تجاهل كل الانشطة الانتاجية الأخرى كالزراعة والصناعة ويخلق نمط استهلاكي وتفاخري مرتبط بالاستيراد وغير منتج اطلاقا٠ومن اكبر الانشطة الريعية الان بيع العقارات والسمسرة فيها وريع استخدام جهاز الدولة والامن والمضاربة في البنوك الاسلامية وتجارة العملة
    خامسا ٠٠ ويمضي ويقول "، وذلك نتيجة برامج الخصخصة وكذلك الفنادق والاتصالات، وكل ذلك مرده سياسة التحرير، وكان برنامج الخصخصة جزءا من هذه السياسات التحريرية الداعية الى خروج الدولة من العملية الانتاجية "
    بدأت سياسة الخصخصة بعد انقلاب 30 يونيو 1989 مباشرة فقد أعلنت الحكومة في العام 1990 برنامج الإنقاذ الثلاثي 1990-1993والذى استخدم فيه السيد حمدي وزير المالية وقتها نفس سياسات التحرير الاقتصادي كما اسلفنا القول٠
    نفس العام أصدرت الحكومة قانون التصرف في المرافق العامة لعام 1990 والذى تشكلت بموجبه اللجنة الفنية العليا للتصرف في المرافق العامة برئاسة وزير المالية السيد حمدي حينها. وقد قصد من ذلك إعطاء السند والغطاء السياسي لسياسة الخصخصة بقصد انجاحها وخصخصة أكثر من 127 مؤسسة عامة خلال فترة البرنامج.وبالتالى فقد كانت اللجنة الفنية بمثابة الآلية التي تولت تنفيذ سياسة الخصخصة2
    بالفعل بدأت الحكومة تطبيق سياسة الخصخصة في بعض القطاعات مثل قطاع الصناعات الغذائي(الحلويات والزيوت النباتية)وقطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية سودا تل)
    وهنا يجدر بنا الاشارة للاتي
    اولا٠كان الغرض الاساسي من تطبيق سياسة الخصخصة هو الحصول علي المال لدعم النظام في سنينة الاولي وفي نفس الوقت تمكين اعضاء التنظيم وتقويتهم ماليا واقتصاديا لذلك تم بيع اصول مؤسسات كانت رابحة اصلا كمؤسسة الاتصالات السلكية و واللاسلكية التي تم بيعها لشركة سوداتل٠كذلك الحال في البنوك الحكومية كبنك الخرطوم والبنك التجاري وبنك النيلين فمعظم هذه البنوك كانت تعمل بصورة جيدة قبل الانقاذ٠
    ثانيا٠بيعت كل هذه الاصول بأسعار زهيدة اقل بكثير من قيمتها الاساسية او حتي اقل من قيمة السوق وفي احيان كثيرة تجري عملية اعادة تأهيل لها علي حساب الدولة ثم تباع بعد ذلك لاحد الموالين للنظام٠
    ثالثا٠ لم تراعي حقوق العاملين في تلك المؤسسات والشركات التي تعرضت للبيع٠ فقد تم الاستغناء عن عشرات الآلاف من العاملين فيها قبل إعطائهم حقوقهم في الوقت المناسب وبصورة مجزية٠
    سادسا٠٠ويواصل حمدي ويقول "خروج الدولة من العملية الانتاجية والخدمة الا في نطاق ضيق بالنسبة للقطاع الخدمي كالصحة والتعليم "
    كاذب--- فنصيب ميزانية التعليم والصحة لايتعدي ال%3 في احسن الاحوال اذ اطلقت حكومة المتاسلمين يد امثال دكتور مأمون حميدة ليستثمر في المستشفيات والجامعات ويخدم الاغنياء من الطبقة الطفيلية الانقاذية اما غالبية الشعب من الفقراء فلهم الجهل والمرض والموت٠
    ولولا مبدا مجانية التعليم والذي كان سائدا في كل الانظمة التي حكمت السودان قبل نظام المتاسلمين لما تمكن حمدي وحميدة وغيرهم من الكيزان من الحصول علي التعليم العام ناهيك عن الجامعات ٠٠كان حدهم الخلاوي عشان مجاني٠٠٠
    من كل ما سبق ذكره نخلص الي الاتي
    اولا٠تم التنفيذ الكامل لسياسة التحرير بانتهازية واضحة بهدف الحصول علي المال اللازم لتمكين النظام وتمويل الة الحرب القائمة في الجنوب ولتمكين الموالين للنظام من احكام قبضتهم من الاقتصاد السوداني٠
    ثانيا٠نفذت هذه السياسات بالكامل وبقسوة ادهشت خبراء صندوق النقد الدولي واللذين عادة ما يوصون بضرورة التريث في تنفيذ مثل هذه السياسات وتطبيقها علي مراحل لخطورة ما يترتب عليها من اثار جانبية تقع علي عاتق الفئات الضعيفة في المجتمع ولكن اصر المأفون حمدي علي استخدام الصدمة
    "Shock Therapy"متبعا اسلوب صنوه مأمون حميدة في استخدام الكهربائية لمعالجة مرضاه النفسيين٠
    ثالثا٠رغم اعلان فشل سياسات التحرير رسميا بعد حدوث الازمة المالية العالمية في 2008
    الا ان حمدي مازال يصر وفي عناد عجيب علي تنفيذ هذه السياسات الي الان
    رابعا٠رغم التشدق برفع شعارات المعاداة للغرب الرأسمالي الكافر واسطوانة امريكا روسيا قد دنا عذابها التي مللنا سماعها٠٠التزم النظام باتباع كل سياسات الغرب الكافر في ميكا فيلية يحسدهم عليها ميكافيلي نفسه٠
    خامسا٠معظم الدول تنفذ سياسات التحرير الاقتصادي في اطار برنامج للإصلاح الهيكلي كشرط للحصول علي قروض ومعونات ولكن في حالة الانقاذ فذت هذه السياسات دون الحصول علي تلك القروض٠

    في الحلقة القادمة نتحدث عن الاثار الاقتصادية والاجتماعية عن سياسات التحرير الاقتصادي٠
    هوامش
    https://groups.google.com/forum/#!topic/fayad61/Pwm7__ay_ss
    http://www.sudantribune.net/حمدي-يدافع-عن,13240http://www.sudantribune.net/حمدي-يدافع-عن,13240
    http://alsudanalyoum.com/2017/10/21/عبد-الرحيم-حمدي-سياستنا-رفعت-الدولار-م/http://alsudanalyoum.com/2017/10/21/عبد-الرحيم-حمدي-سياستنا-رفعت-الدولار-م/
    https://ar.wikipedia.org/wiki/إجماع واشنطن
    https://en.wikipedia.org/wiki/Neoliberalism
    محمد محمود الطيب
    استاذ الاقتصاد
    كلية هوارد الجامعية
    الولايات المتحدة
    [email protected]




















                  

12-23-2017, 02:20 PM

النذير حجازي
<aالنذير حجازي
تاريخ التسجيل: 05-10-2006
مجموع المشاركات: 7160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحرير الإقتصادي أكبر عملية نهب لموارد � (Re: النذير حجازي)

    .
                  

12-27-2017, 01:17 AM

النذير حجازي
<aالنذير حجازي
تاريخ التسجيل: 05-10-2006
مجموع المشاركات: 7160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحرير الإقتصادي أكبر عملية نهب لموارد � (Re: النذير حجازي)

    سياسة التحرير الاقتصادي

    اكبر عملية تمت لنهب موارد وثروات السودان

    الحلقة الثانية

    الاثار الاقتصادية لسياسة التحرير الاقتصادي

    كما اسلفنا تستند سياسات التحرير الاقتصادي إيديولوجيا ونظريا علي فلسفة الاقتصاد الحر وارتبط مفهوم سياسة التحرير الاقتصادي بفكر اللبرالية الكلاسيكية في الاقتصاد والتي تدعو لترسيخ مبادي الحريات المدنية وسيادة مبدا حكم القانون في اطار الحرية الاقتصادية٠

    وحديثا ارتبط مفهوم التحرير الاقتصادي بمفهوم النيولبرالية الاقتصادي والذي كان الفكر السائد في العالم الغربي الرأسمالي في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين مستندا علي فلسفة

    (laissez-faire economic liberalism) دعه يعمل دعه يمر اي ترك الاقتصاد يعمل بقوي السوق دون تدخل من الدولة ٠يرتكز مبدا التحرير الاقتصادي علي ازالة القيود التي تعوق النشاط الخاص وبيع اصول القطاع العام الخصخصة حرية التجارة وحرية حركة رؤوس الاموال وارباح الشركات خفض الانفاق الحكومي ٠جاء الفكر النيولبرالي بوجه الحديث كترياق مضاد للفكر الكينزي والذي كان سائدا في فترة ما بعد الحرب العالمية1980-1945

    والفرضية الاساسية هنا ان سياسة التحرير الاقتصادي تؤدي الي تحقيق النمو الكفيل بتحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة وبالتالي التخلص او خفض معدلات الفقر عن طريق ال

    "Trickle Down Effect"



    هذا من حيث التنظير ولكن واقع الحال يعكس غير ذلك تماما فتجارب الكثير من الدول التي سلكت هذا المنحى تؤكد فشل التجربة في تحقيق معدلات النمو المتوقع بل علي العكس تماما تعرضت اقتصاديات معظم تلك الدول لهزات واختلالات هيكلية استمرت تعاني منها لزمن طويل وسنقوم لاحقا باستعراض بعض الامثلة التي تؤكد وتوضح فشل تطبيق سياسة التحرير الاقتصادي٠

    وحتي نظريا لم يكن هناك اجماعا حول فعالية او حتي صحة مثل هذه السياسات وخاصة عندما تطبق في الدول النامية٠فنجد كثيرا من الاقتصاديين المرموقين قد انتقدوا وبشدة تطبيق سياسة التحرير الاقتصادي في الدول النامية وعلي راسهم جو استقليز استاذ الاقتصاد في جامعة كولمبيا الامريكية وغيره من الاكاديميين٠علي سبيل المثال يلخص بروفسير جو استقليز انتقاداته لسياسة التحرير الاقتصادي في هذه النقاط

    اولا٠يري بروفسير جو استقليز ان هذه السياسات لا تساعد علي النمو اطلاقا وليس لها مفهوم للنمو اصلا خاصة عندما تطبق في الدول الفقيرة ذات المديونيات العالية لمؤسسات التمويل الدولية والبنوك التجارية فينصب تفكير صانعي تلك السياسات وفي المقام الاول علي ضمان سداد هذه الديون ودفع الفوائد مع التأكد من ان لا تقع هذه الدول في حالة الافلاس التام وبالتالي عدم التمكن من الوفاء بالتزاماتها تجاه مؤسسات التمويل الدولية والبنوك التجارية٠

    ثانيا٠يقول بروف استقليز جوهر تلك السياسات ضد العمل والعمال جملة وتفصيلا اذ تستند علي مبادي الاقتصاد النيوكلاسيكي والذي يستند علي فرضية (wage and labor market flexibility) مرونة الاجور وسوق العمل وهذا يعني باختصار تخفيض الاجور وتشريد العاملين عند الضرورة (راجع مبدا الخصخصة)٠

    كما يري بروف استقليز ان هذه السياسات انكماشية بطبيعتها ولأتساعد في خلق فرص عمل جديدة

    "Job creation"

    بل علي العكس تماما تودي لمزيدا من التخلص من فرص العمل

    "Job destruction"

    اذ عادة ما توصي سياسات التحرير برفع اسعار الفائدة لمستويات تفوق الثلاثين او حتي الاربعين في المئة لتشجيع الاستثمار الاجنبي ولكن في الواقع غالبا ما تودي هذه السياسة لارتفاع نسب العطالة بمستويات عالية٠

    ثالثا٠ينتقد بروف استقليز مبدا الخصخصة ويضرب مثالا بتجربة روسيا اذا يري ان الخصخصة في روسيا بدلا من تودي لخلق فرص عمل وخلق ثروة علي العكس ادت الي

    "asset-stripping" وهروب منظم للامول لخارج البلاد بواسطة المستثمرين الاجانب بمعدل اثنين الي

    ثلاث مليار شهريا٠

    رابعا ٠سياسة فتح الاسواق وحرية تنقل الاستثمارات تعد من اساسيات سياسات التحرير يري بروفسير اسيقليز ان هذه السياسة كانت السبب الاساسي للازمة المالية الاسيوية في منتصف التسعينيات وذلك عندما قامت البنوك التجارية العالمية بالتسليف غير المسؤول بحثا عن الربح لارتفاع سعر الفائدة وحرية حركة وتحويل الارباح٠فضربت الفوضى اطنابها لسهولة التسليف من هذه البنوك بينما يقوم المستثمرين في الدخول في مضاربات في غاية الخطورة بدافع تحقيق اعلي قدر من الارباح ومما عمق الازمة ان معظم هذه القروض قصيرة المدي وبأسعار فائدة عالية مما يجعلها اكثر عرضة لعدم الدفع٠

    خامسا٠ سياسة تخفيض العملة اتبعت بواسطة الدول الاسيوية كجزء من حزمة الاجراءات عمقت الازمة المالية الاسيوية والتي بدأت كأزمة بنكية في تايلاند تبعها اجراء بتخفيض قيمة العملة الوطنية فرض من الخزانة الامريكية وصندوق النقد الدولي تبع ذلك سياسة فتح السوق وحرية حركة الاموال والتي ادت بدورها الي المزيد من هروب الاموال ومزيدا من الضغط علي سعر العملة الوطنية وحاولت الحكومة التدخل بضخ المزيد من الاحتياطي من النقد الاجنبي حتي نفذ٠

    تدخل صندوق النقد الدولي الخزانة الامريكية "rescue package" تتضمن ضخ مزيدا من الدولارات وفق مزيدا من الشروط المعروفة بسياسات التقشف "fiscal austerity" مع زيادة اسعار الفائدة وتعد هذا السياسات انكماشية وادت لارتفاع نسب العطالة في معظم دول الازمة الاسيوية لمعدلات عالية وانخفض الاجر الحقيقي بنسب تتجاوز20

    to 30 percent وانتشرت الازمة كما النار في الهشيم وشملت اندونيسيا ماليزيا الفلبين واخيرا كوريا الجنوبية وافلست معظم البنوك والشركات الكبرى في هذه الدول٠وانخفضت قيم البورصة بمعلات %80-40 .

    تلخص الازمة المالية الاسيوية دليلا عمليا علي فشل سياسات التحرير وفلسفة اجماع واشنطن واكدت قصورها الجلي في احداث النمو المنشود وتحقيق الاستقرار الاقتصادي للدول النامية

    يلخص بروف اسيقليز الدروس والعبر من الازمة الاسيوية وعموما كل سياسات التحرير الاقتصادي وفلسفة اجماع واشنطن في الاتي:

    اولا٠فتح اسواق الدول النامية بدعاوي التحرير الاقتصادي وجذب الاموال او ما يسمي ب

    "Hot money" ويعني سهولة دخول وسرعة خروج الاموال الاجنبية يعد من اخطر الاشياء والتي كما ثبت من الازمة الاسيوية تودي حتما لازمات وعدم استقرار لهذه الدول٠ويضرب مثالا بالصين والهند الدولتين الوحيدتين لم تطالهما الازمة وذلك لا صرارهما في عدم انتهاج سياسات التحرير وفتح الاسواق٠

    ثانيا٠هناك حاجة ملحة في خلق نظام مالي دولي يحقق التنمية والاستقرار للدول النامية فالوضع الحالي في البنك الدولي والصندوق يخدم مصالح الدول الكبرى والشركات والبنوك الكبرى فقط٠

    ومثال اكثر وضوحا لفشل سياسات التحرير الاقتصادي والمالي يكمن في الازمة المالية الاخيرة 2008 والتي بدأت بأزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة وامتدت اثارها لتشمل كل العالم٠

    تعددت الآراء حول أسباب الأزمة المالية العالمية يري بعض الاقتصاديين أن أسباب الأزمة المالية العالمية ، يعود إلى طبيعة النظام المالي العالمي السائد في العالم والذي يحمل بذور الازمات والتناقضات في داخله، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الاوروبي النظام الرأسمالي، الذي يعطي حرية كاملة في التعاملات الاقتصادية والمالية دون تدخل الدولة(Financial Deregulation)

    ، وهذا كما يرى المتخصصون أن هذا النظام يسمح ويشجع بمضاربات غير منضبطة للأسهم الامر الذي يؤدي إلى رفع أسعارها بشكل كبير غير منطقي ، كذاك المضاربات الغير مسئولة في أسعار النفط ، وبعض السلع الهامة مثل الذهب

    ومن جهة أخرى يري بعض الاقتصاديين ان عدم وضع قواعد معينة ومحدد للبنوك لتنظيم عمليات الائتمان والإقراض، تغري البنوك بالقيام بعمليات استثمارية ذات مخاطر عالية بهدف تحقيق اعلي قدر من الارباح٠ وذلك في ظل تطبيق سياسة التحرير المالي و عدم تدخل الدولة في بادئ الامر في إنقاذ كثير من البنوك والشركات من الإفلاس بحجة عدم تدخل الدولة في الاقتصاد الحرية الاقتصادية

    ان ما يسمي بالهندسة المنبثقة من فلسفة المذهب الاقتصادي الرأسمالي الحر المالية كان السبب في خلق اقتصاد الفقاعات التي كانت السبب الاكبر في الازمة وجوهر اسباب الازمة يكمن في

    التوسع الهائل في الإقراض لجني الأرباح، وتزايدت حجم المديونيات حتى صارت أكبر من نمو الاقتصاد الحقيقي نفسه(Excessive leverage)

    الاثار الاقتصادية لسياسة التحرير الاقتصادي في السودان

    يعاني الاقتصاد السوداني من اختلالات هيكلية مزمنة منذ امد بعيد وممالاشك فيه الازمات الاقتصادية قد استفحلت في ظل نظام المتاسلمين والذي يتسم بسيطرة الطبقة الطفيلية غير المنتجة مع غياب الفكر التنموي في صياغة سياسات وبرامج ذات ابعاد ونظرة استراتيجية بعيدة المدي تضع في الاعتبار تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة٠

    ويتسم اقتصاد المتاسلمين بسيطرة الطبقات الطفيلية الموالية للنظام والداعمة لبقائه واستمراريته في الحكم لا طول فترة ممكنة ٠

    السودان لا يعاني مشكلة اقتصادية بمفهوم ندرة الموارد وعدم امكانيتها في تلبية الحاجات اذا كانت هذه الحاجات مرشدة حسب الاولويات ولكن يمكن وكما ذكرنا في مقال سابق ان الازمة الاقتصادية في السودان يمكن ان تلخص علي النحو التالي

    اولاً: المشكلة السياسية وتتلخص وباختصار شديد في وجود هذا النظام الطفيلي الفاسد والذي ظل محتكرا الحكم والملك العضوض لمدة تقارب الثلاث عقود كان التركيز فيها علي التمكين واحكام القبضة السياسية والاقتصادية والامنية دون ادني اعتبار للأداء الاقتصادي او البعد الاجتماعي مجمل التفكير يركز علي السلطة وكيفية الاستمرار فيها وتأمينها وتمكين اعضاء التنظيم والموالين للنظام٠

    ثانيا٠مشكلة فنية وادارية وهي بالطبع مرتبطة ايضا بالنظام فسياسة التمكين ادت لتشريد خيرة ابناء هذا الشعب من كفاءات وخبرات متراكمة تلقت مستويات عالية من التدريب طوال العقود السابقة. وكان مبدا الولاء قبل الكفاءة والخبرة هو السائد٠

    ثالثاً: فساد اخلاقي وفوضي عارمة ايضا يرتبط ذلك بفساد النظام وتفشي ثقافة الطبقة الطفيلية الحاكمة٠

    رابعا٠مشكلة اولويات واسبقيات منذ يومه الاول ركز هذا النظام علي التمكين فكانت كل اولويات النظام منصبة علي تمكين النظام واحكام قبضته فكانت حروب الجهاد لسحق الكفار في الجنوب والقضاء عليهم وفي النهاية فصل الجنوب والتخلص من صداع غير المسلمين والذي يضعهم في مواجهه وصدام مع الغرب المسيحي متمثلا في الولايات المتحدة وبالفعل تم فصل الجنوب ونجحوا في تحقيق اغلي الاولويات٠

    خامسا٠اموال البترول كرست للنمط الاستهلاكي للمجتمع فاصبح قطاع كبير من المجتمع اما ان يكون عاملا في قطاع البترول او يخدم من يعملون في قطاع البترول فانتعش قطاع الخدمات والقطاع الهامشي غير الرسمي وغير المنتج٠

    المشاكل الهيكلية للاقتصاد السوداني

    يعاني الاقتصاد السوداني من خلل هيكلي واضح ومزمن ادي لتفاقم الازمات واستفحالها وابرز مظاهر هذا الخلل حدوث عدة اختلالات علي مستوي الاقتصاد الكلي تتمثل في عدم التوازن في

    ١/ عجز مزمن في الميزان الداخلي (الميزانية) نسبة لزيادة الاستهلاك وتدني الانتاج والإنتاجية (عجز داخلي)٠

    ٢/ عجز في الميزان التجاري نستورد اكثر مما نصدر(عجز خارجي)

    ٣/افراط في السيولة النقدية عن طريق طباعة النقود (تضخم عالي)

    ٤/عطالة بنسب عالية جدا خاصة وسط الشباب والخريجين

    وهناك مشاكل هيكلية اخري في مجالات التعليم والصحة والبنيات الاساسية والطاقة.

    واقتصاد المتاسلمين حتي في احسن فترات ادائه وذلك اذا نظرنا لارتفاع معدلات نمو اجمالي الناتج العام في سنوات استخراج النفط لم يكن اكثر من مجرد اقتصاد ريعي غير منتج ويعتمد علي بيع النفط في السوق العالمي وبعد اكتشاف البترول والذهب اتجه اقتصاد دولة المتاسلمين كليا نحو نهب هذه الموارد واستخدامها لمصلحة النظام وترك غالبية الشعب يجرون وراء السراب. وخطورة هذا النمط الاقتصادي تجاهل كل الانشطة الانتاجية الأخرى كالزراعة والصناعة ويخلق نمط استهلاكي وتفاخري مرتبط بالاستيراد وغير منتج اطلاقا .ومن اكبر الانشطة الريعية الان بيع العقارات والسمسرة فيها وريع استخدام جهاز الدولة والامن والمضاربة في البنوك الاسلامية وتجارة العملة.







    تقييم الاداء الاقتصادي في ظل تطبيق سياسات التحرير الاقتصادي

    نمو اجمالي الناتج العام

    بالنظر لمعدلات النمو لا جمالي الناتج العام في فترة حكم المتاسلمين اي منذ الفترة ما بين (2016-1989) نجد ان متوسط النمو السنوي لايتعدي 4.56 وهو معدل ضعيفا جدا بكل المعايير العالمية

    ومتوسط نمو اجمالي الناتج العام لسنوات ما قبل الفورة النفطية اي في الفترة ما بين (1999-1989) نجده لا يتجاوز ال % 4.82 وهو معدل وهو معدل ضعيفا جدا بكل المعايير العالمية٠

    فمتوسط نمو اجمالي الناتج العام لسنوات ما بعد الفورة النفطية اي في الفترة ما بين (2016-2011) نجده لا يتجاوز ال % 2.53 وهو معدل ضعيفا جدا بكل المعايير العالمية٠

    اما متوسط نمو اجمالي الناتج العام لسنوات الفورة النفطية اي في الفترة ما بين (2016-2011) نجده لا يتجاوز ال % وهو معدل متوسطا بكل المعايير العالمية٠6.04

    ويعلق الدكتور التجاني الطيب ابراهيم الخبير الاقتصادي المعروف ووزير المالية في العهد الديمقراطي علي موضوع النمو الاقتصادي الضعيف في فترة حكم المتاسلمين ويقول “ما يحمد لموازنة 2017م، أنها حاولت هذه المرة مقارنة النمو المحلي مع رصيفه الإقليمي كما ورد في خطاب الموازنة، صفحة 10: “… فعلى الصعيد الإقليمي تواجه الدول الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء أشد درجات التباطؤ في معدلات النمو فمن المتوقع أن ينخفض معدل النمو إلى 1,6% بنهاية العام”. ورغم صحة تراجع معدل النمو المذكور، إلا أن ذلك قول حق أريد به باطل. المقارنة الصحيحة هي النظر إلى الأداء الاقتصادي لمجموعة الدول الأفريقية منخفضة الدخل، والتي يعتبر السودان واحد منها. هذه المجموعة من المتوقع أن يصل معدل نموها إلى 5,4% بنهاية عام 2016م، وإلى 5,8% في عام 2017م (صندوق النقد الدولي ” آفاق الاقتصاد العالمي”، عدد أكتوبر 2016م، صفحة 47). ومن بين تلك الدول – على سبيل المثال – إثيوبيا، كينيا، وتنزانيا، المتوقع أن تصل معدلات نموها في عام 2017م، إلى 7,5%، 6,1%، و 7,2% حسب الترتيب، علماً بأن هذه المعدلات تعتبر من بين الأسرع والأعلى في العالم. بالتالي فمقارنة النمو السوداني بإجمالي نمو إفريقيا جنوب الصحراء هو محاولة لتجميل الذات بدلاً من وضع الصورة في إطار المقارنة الصحيحة" انتهي

    والملاحظ رغم تشدق النظام وافتخاره بتحقيق معدلات نمو عالية في فترة الحقبة النفطية لكن هذا الحديث يفتقر الي الدقة فمتوسط معدل النمو في تلك الفترة لايتعدي ال % 6.04 في احسن حالاته وهذا النمو ناجم عن اقتصاد ريعي يعتمد علي بيع النفط ولايحدث تنمية مستدامة ونمو قوي مطرد ولايحقق قيمة مضافة ولايخلق فرص عمل ولايدعم ويقوي البنيات الاساسية وكل ما يفعل خلق نمط استهلاكي استفزازي بواسطة طبقة طفيلية غير منتجة مرتبطة بالنظام وحتي اذا تم تحقيق بعض النمو فهناك مشكلة في التوزيع اذ يستحوذ علي ثمار اي نمو فئة صغيرة مرتبطة بالسلطة ٠



    Description: Sudan GDP Annual Growth Rate



    Real GDP growth

    2006
    2007
    2008
    2009
    2010
    2011*
    2012*
    8.9%
    8.5%
    3%
    4.7%
    3%
    -1.3%
    -3.4%
    2013*
    2014*
    2015*
    2016*
    2017*


    5.2%
    1.6%
    4.9%
    3.1%
    3.5%


    *Estimate
    IMF World Economic Outlook



    سياسات التحرير تعتبر سياسات انكماشية بمعني انها لا تساعد علي النمو الاقتصادي بل علي العكس تعوق النمو تماما وينتج عنها ركود اقتصادي مؤكد ومن مظهر تلك السياسات الانكماشية الاتي

    اولا٠ارتفاع سعر الفائدة كما تشير معلومات صندوق النقد والبنك الدولي بلغ متوسط سعر الفائدة في الفترة ما بين (2017-2003) ما يعادل %11.85 وكان اعلي معدل لسعر الفائدة قد بلغ %17.3 وذلك في عام 2003 واقل معدل لسعر الفائدة قد بلغ 7.00 وذلك في عام 2016

    ثانيا٠زيادة الضرائب المباشرة كضربيه الدخل الشخصي وضريبة ارباح الشركات وغير المباشرة كالرسوم والجبايات رسوم التسويق للمحاصيل مثل القبانة والعشور، (كمثال الإيرادات الضريبية عام 2016 تساوى 86 مليار جنيه ، أي 12% من جملة الناتج المحلى الإجمالي).

    فبالنظر لميزانية العام 2016 نجد إجمالي الإيرادات الضريبية للعام 2016 (48 مليار جنيه)، مصادرها: الضرائب على السلع والخدمات (34,1 مليار جنيه)، الضرائب على التجارة والمعاملات الدولية (10,4 مليار جنيه)، الضرائب على الدخل والأرباح ومكاسب رأس المال (3,5 مليار جنيه). هذه الأرقام لا تشمل الرسوم الإدارية على السلع والخدمات المقدرة بحوالي (2 مليار جنيه) ويعتبر نظام المتاسلمين اكبر نظام جباية في تاريخ السودان الحديث بل فاق الحكم التركي في الجباية٠

    ثالثا٠زيادة الجمارك ورسوم الانتاج و زيادة الدولار الجمركي من (6.9) جنيها الى (18) جنيهاً٠

    رابعا٠ ارتفاع اسعار الوقود والمحروقات والكهرباء والمياه ويودي ذلك الي انخفاض وتطل الانتاج وذلك بعد ان خفضت الحكومة الدعم على الوقود والكهرباء ارتفعت أسعار البنزين بنحو اكثر من 30 في المئة لتدفع الأسعار للصعود على نطاق أوسع٠

    خامسا٠ سياسات خفض العمالة وتخفيض الاجور الحقيقية نسبة البطالة في السودان (19%) حسب الإحصائيات الرسمية ولكن في الواقع قد تفوق النسبة ذلك بكثير٠

    معدلات التضخم والعمالة

    النظر للجدول ادناه نجد هناك ارتفاع شديد في مستويات التضخم وهو في الواقع اعلي بكثير من هذه الارقام فالتضخم يأتي من حدب وصوب فتقريبا نلاحظ ان كل تصرفات وسياسات الحكومة تضخمية اصلا فعلي سبيل المثال

    اولا٠ الانفاق العام تتعهد الحكومة في كل ميزانياتها منذ عامها الاول بالالتزام بالصرف علي الدفاع والامن ومايسمي بالصرف السيادي وهذه البنود تعد خطوط حمراء غير قابلة حتي للنقاش حولها ناهيك عن خفضها وكما جاء في الاخبار فان ميزانية 2018 تبشر بزيادات متوقعة في ميزانية الدفاع٠

    ارتفعت نفقات الدفاع والأمن القومي الى 23 مليار و888 مليون بما يعادل 16.37% من جملة الموازنة العامة البالغة 173.1 مليار جنيه خصص للدفاع 20 مليار و343 مليون 11مليار و507 مليون لوزارة الدفاع 4مليار 170 مليون جنيه لقوات الدعم السريع فيما استحوذ جهاز الأمن والمخابرات الوطني على مبلغ 4 مليار و654مليون،بجانب مبلغ مليار و230 مليون لمؤسسات التعليم التابعة لوزارة الدفاع،و245 مليون جنيه لمؤسسات التعليم الخاصة بالجهاز فيما بلغ المبلغ المخصص لخدمات المستشفيات التابعة للأمن 135 مليون جنيه فضلاً عن مبلغ 11 مليون و343.337ألف جنيه الهيئة القومية للمساحة.
    فيما استحوذت الشؤون الاقتصادية على مبلغ 16 مليار و877 مليون وبلغ الإنفاق على الصحة مبلغ 2 مليار و942 مليون بنسبة% 2.02 من الموازنة والصرف على التعليم 5 مليار و326 مليون بنسبة 3.65% من الموازنة ويعلق وزير المالية علي الميزانية بقوله “إن المشروع يهدف لتحقيق معدل نمو 4% وتخفيض معدل التضخم من %34.1 الى %19.5 وتخفيض عجز الميزان التجاري من 2,5 مليار دولار الى 2,2 مليار دولار والمحافظة على عجز الموازنة في الحدود الأمنة بنسبة% 4.2 من الناتج المحلي الاجمالي، خفض عرض النقود الى% 45.6 الى %18.1 وخفض معدلا الفقر والبطالة" انتهي

    وطبعا دي مجرد بيع كلام وأضغاث احلام كيف لكم تحقيق كل ذلك في سنة ما فشلتم في تحقيقه في كل سنواتكم السابقة كيف يمكن تخفيض معدل التضخم من %34.1 الى %19.5 وتخفيض عجز الميزان التجاري من 2,5 مليار دولار الى 2,2 وخفض عرض النقود ومازالت الحكومة تطبع النقود وتزيد الاستيراد وتصرف علي الامن والموالين للنظام٠

    ثانيا٠تودي سياسات تخفيض العملة والتعويم لأثار تضخمية كبيرة فالتخفيض يودي لارتفاع فاتورة الواردات ومدخلات الانتاج وبالتالي تودي الي ارتفاع الاسعار٠

    ثالثا٠شراء الذهب عن طريق طباعة المزيد من النقود وهي سياسة تضخمية بامتياز٠

    رابعا٠زيادت الضرائب والجمارك ورسوم الانتاج مما تودي هذه الزيادة لأثار تضخمية كبيرة

    خامسا٠الضرائب والجمارك والرسوم وارتفاع اسعار الطاقة والترحيل

    الي تضخم تكاليف "cost-push inflation"



    Inflation Rate in Sudan (1991-2016)

    Year
    1991
    1992
    1993
    1994
    1995
    1996
    1997
    Inflation rate
    135.7
    117.6
    101.3
    115.5
    70.8
    114.3
    32
    Year
    1998
    1999
    2000
    2001
    2002
    2003
    2004
    Inflation rate
    7.9
    17
    3.3
    7.4
    8.3
    8.3
    7.3
    Year
    2005
    2006
    2007
    2008
    2009
    2010
    2011
    Inflation rate
    5.5
    15.9
    8.8
    14.9
    15.5
    15.4
    18.9
    Year
    2012
    2013
    2014
    2015
    2016
    Inflation rate
    44.4
    41.9
    25.7
    12.6
    30.5
    IMF /World Bank

    أكد تقرير منظمة العمل الدولية 19 يناير 2015 بعنوان (اتجاهات الاستخدام العالمية والتوقعات الاجتماعية 2015) ان السودان يقع ضمن أسوأ مرتبة في العالم حيث تتراوح نسبة البطالة ما بين %12 الى %31 . وكانت منظمة العمل الدولية تقدر نسبة البطالة في السودان بـ (%15.33 ) ، ولكن بعثة التقييم المستقل عن شمال افريقيا وجدت ان نسبة البطالة في السودان تصل الى %20.7 ، وتصل بين الشباب الى %32.8

    40 %وأقرت وزيرة العمل والإصلاح الإداري بان نسبة البطالة وسط خريجي الجامعات بلغت

    Unemployment rate

    2013*
    2014*
    2015*
    2016*
    2017*
    15.2%
    19.8%
    21.6%
    20.6%
    19.6%
    *Estimate
    IMF World Economic Outlook 2016



    سياسة تعويم سعر العملة

    استجابة لتوصيات صندوق النقد الدولي شرع النظام في سياسة التعويم الكامل لسعر السرف اي ترك قوة السوق اي العرض والطلب تحدد سعر العملة وكان السعر في السنوات السابقة يحدد عن طريق النظام المرن او المدار والذي يتحكم فيه البنك المركزي٠ويهدف التعويم الي

    تقليل فجوة العجز الخارجي لميزان المدفوعات، بل بالعكس التعويم يؤدي الي اثار تضخمية وانكماشية خطيرة كما ذكرنا سابقا.

    العجز المزمن في الميزانية والميزان التجاري

    وما يعانيه الاقتصاد السوداني الان ما يسمي العجز التوائم وتتلخص فرضية "العجز االتوائم

    "The Twin Deficits Hypothesis " ان العجز الداخلي اي عجز الميزانية سيقود حتما الي العجز الخارجي اي عجز ميزان المدفوعات وتستند هذه الفرضية علي امكانية تدفقات الاستثمار الاجنبي وراس المال عند ارتفاع اسعار الفائدة الناجمة عن عجز الميزانية بعد تنفيذ سياسة مالية توسعية عن طريق خفض الضرائب او زيادة الانفاق العام، وتدفقات راس المال الاجنبي ستؤدي الي زيادة عرض العملات الاجنبية وانخفاض قيمتها مقابل العملة المحلية اي تقوية العملة المحلية وفي هذه الحالة تقل الصادرات لغلاء اسعارها وتزيد الوردات لانخفاض اسعارها بالدولار ويحدث العجز الخارجي

    ولكن هذه الفرضية غير واردة في حالة الاقتصاد السوداني وذلك لان جذب الاستثمار الاجنبي وتدفقات العملات الاجنبية غير وارد في ظل نظام لا ينال ثقة احد والمناخ السياسي غير ملائم للاستثمار الاجنبي مع غياب الشفافية وحكم القانون والاستقرار السياسي وغياب البيئة الجاذبة للاستثمار

    فعجز الميزان الخارجي سيستمر في العام القادم لقلة الصادرات، وزيادة الواردات لأسباب هيكلية فمعظم الصادرات السودانية الزراعية والحيوانية او حتي التعدينية تعاني مشاكل في الانتاج وتدني الانتاجية وضعف التسويق والتمويل الداخلي والخارجي وهي مشاكل لاتحل بواسطة نظام اقتصاد طفيلي لا علاقة له بالإنتاج اصلا. اما الوردات ستظل كما هي سلع كمالية تخدم الطبقة الحاكمة الطفيلية بكل بساطة فالصادرات السودانية كالقطن والصمغ العربي والذهب تعاني من مشاكل في جانب العرض الانتاج نتيجة لاختلال البنية الهيكلية للاقتصاد الطفيلي وتخفيض سعر الصرف قد لا يكون له اثرا كبيرا وذو تأثير محدود في تحفيز الصادر. اما الواردات فتنقسم الي سلع وخدمات كمالية مثل العربات والاثاثات وادوات التجميل والسفر سيراميك واثاثات من ايطاليا ، وعادة ما تستورد هذه السلع الطبقة الطفيلية الحاكمة وهي سلع قليلة المرونة في الطلب ولا تستجيب للسعر فعند تخفيض قيمة الجنية وغلاء سعر الدولار يظل الطلب علي هذه السلع ثابتا بفضل تمكن الطبقة الطفليلية من السيطرة علي الاقتصاد، اما الوردات الأخرى فهي سلع وخدمات ضرورية للطبقات الفقيرة كالأدوية ومدخلات الانتاج الصناعي والزراعي والسفر للخارج للعلاج والدراسة وهي ايضا سلع هامة وذات طلب غير مرن وسيطلبها الموطن مهما زاد سعرها نتيجة تخفيض قيمة الجنيه، وهذا يثبت ان تخفيض الجنيه في حالة الاقتصاد السوداني غير فعال ويتنافى مع الاساس النظري لروشته الصندوق والتي تستند علي فرضية تخفيض العملة ستؤدي الي تحفيز الصادر وتقليص الوراد وبالتالي تقليل فجوة العجز الخارجي لميزان المدفوعات، بل بالعكس التخفيض يؤدي الي اثار تضخمية وانكماشية خطيرة كما ذكرنا سابقا

    القطاعات الانتاجية القطاع الزراعي والقطاع الصناعي

    في تقرير ضافي يشير الأكاديمي المتميز والعالم الاقتصادي الجليل بروفيسور فرح حسن آدم عميد كلية الزراعة جامعة الخرطوم السابق ألي حالة القطاع الزراعي في السودان ويقول "يشير واقع القوى المنتجة في الزراعة السودانية إلي أن القطاع الزراعي اكبر قطاعات الاقتصاد الوطني ، فحصته من الدخل القومي تتدني باستمرار ، ومعدلات النمو فيه ادني من معدلات نمو القطاعات الأخرى ، ومستوى دخل العاملين فيه ادني من مستوى دخول العاملين في القطاعات الأخرى “انتهي

    ويمضي البروفيسور في تشريح حال واقع الزراعة في السودان ويقول

    "وبالنظر إلى نمو توزيع إجمالي الناتج المحلي علي صعيد القطاعات الاقتصادية الرئيسية منذ الاستقلال وحتى نهاية القرن العشرين يبدو أن حصة القطاع الزراعي في إجمالي الناتج المحلي آخذة في التناقص، بينما كانت تلك الحصة %62 في عام 56 ،أصبحت في المتوسط حوالي %46 في عقدي الستينات والسبعينات ثم انخفضت إلى نحو %37 خلال فترة عقدي الثمانينات والتسعينات. وعموما يعني تدني نسبة الحصة الزراعية في الدخل الوطني من فترة لأخرى واتجاهها نحو الهبوط في البلدان المتقدمة تطور الزراعة واحتلال الصناعة للقسم الاكبرمن الإنتاج الوطني . ولكن في السودان الأمر يختلف . فالصناعة لم تساهم إلا بحوالي%12و %16 من إجمالي الناتج المحلي علي التوالي خلال فترتي الستينات والسبعينات , والثمانينات والتسعينات ,وهذا يعني أن الصناعة والزراعة معا لا تعطيان سوي% 55 تقريبا من إجمالي الناتج المحلي ,والباقي %45 يأتي من قطاع الخدمات , أي أن الاقتصاد السوداني اقتصاد مكشوف قائم علي أسس غير ثابتة، ومعرض للكوارث والنكبات خاصة في ظل الظروف الإقليمية والدولية الراهنة المتسمة بالتعقيد وعدم الاستقرار. انتهي

    اهمل نظام المتاسلمين عند عمد كل القطاعات المنتجة لغيات مفهوم التنمية لديهم وتركيز جل اهتماهم علي اقتصاد الريع والعائد السريع وفصل عالم جليل وخبير دولي بقامة بروفسير فرح حسن ادم من جامعة الخرطوم بإيعاز من زميله الحاقد نافع علي نافع وتكرر نفس المشهد مع بروفسير فاروق احمد ابراهيم الاستغناء من كفاءات وعقول زراعية بحجم هؤلاء وغيرهم من خيرة ابناء الشعب السوداني يلخص حجم المأساة ويؤكد عدم اكتراثهم بهذا القطاع الاساسي للتنمية في السودان رغم اتفاق كل التقارير العلمية والمؤتمرات الدولية حول الزراعة والامن الغذائي علي اهمية دور السودان المحوري في هذا المجال٠

    من خلال السرد المستفيض حول الاثار الاقتصادية لسياسات التحرير يمكننا ان نخلص للاتي

    اولا٠يفتقر هذا النظام للنظرة والفكر الاقتصادي التنموي المعني بالإنسان وتوفير سبل رفاهيته من خلال نظام اقتصادي اجتماعي يسود فيه العدل والمساواة الاجتماعية٠كل ما يقوم به هو ممارسة نمط انتاج طفيلي واقتصاد ريعي يعتمد علي استخراج وبيع ثروات البلاد والاستحواذ علي العائد واستخدامه لمزيد من التمكين واحكام سيطرتهم علي البلاد٠

    ثانيا٠تعمد النظام اهمال وتجاهل بل وتكسير كل القطاعات المنتجة تاريخيا

    وهي سياسة مدروسة وذلك لعدم اكتراثهم بالتنمية لا نها عملية تتطلب الوقت والمال والدراسة وتخدم طبقات لاتهم مصالحهم لذا كان جل تركيزهم علي نشاطات ذات عائد سريع كالمضاربات في العملة والعقارات ويؤسس لهذا التفكير الانتهازي عراب سياسة التحرير عبدالرحيم حمدي اكبر كارثة مرت علي السودان بتفكيره الضحل وقصر نظره وتطرف افكاره المتحجرة واصراره علي تجريب المجرب حتي بعد كل هذا الدمار مازال هذا الحمدي يطالب بالمزيد٠

    ثالثا٠كل السياسات طبقت بقساوة ودائما ضد المواطن ودائما تكون البرامج الاقتصادية مبنية علي توازنات وتوافقات مثلا توازن بين الريف والحضر او بين القطاع الخارجي والداخلي او بين المدي القصير والبعيد او بين القطاع العام والخاص او بين الحكومة والمواطن٠فاذا نظرنا لك الميزانيات نجدها عاجزة بسبب الصرف الحكومي البذخي والذي يذهب جله امتيازات وترضيات سياسية وترفض الحكومة خفض الانفاق ويقع العب علي المواطن في شكل مزيدا من الضرائب والتضخم٠

    رابعا٠يستند النظام في تنفيذ كل سياساته الظالمة المتعجرفة علي ترسانة من الاسلحة والعتاد مستخدما جهاز امن لا يتورع في قتل كل من يعترض ومجزرة سبتمبر 2013 البشعة مازالت في الذاكرة٠

    في الحلقة القادمة الاثار الاجتماعية لسياسات التحرير الاقتصادي





    المراجع

    https://www.globalpolicy.org/component/content/article/209/42791.html

    http://www.sudaneseeconomist.org/print/agriculture_study.pdfhttp://www.sudaneseeconomist.org/print/agriculture_study.pdf

    http://databank.worldbank.org/data/reports.aspx؟Code=NE.EXP.GNFS.ZSandid=1ff4a498andreport_name=Popular-Indicatorsandpopulartype=seriesandispopular=y

    http://www.hurriyatsudan.com/؟p=232415http://www.hurriyatsudan.com/؟p=232415

    http://www.un.org/esa/socdev/rwss/docs/2010/chapter6.pdfhttp://www.un.org/esa/socdev/rwss/docs/2010/chapter6.pdf

    https://www.alrakoba.net/news-action-show-id-264886.htmhttps://www.alrakoba.net/news-action-show-id-264886.htm



    محمد محمود الطيب
    استاذ الاقتصاد
    كلية هوارد الجامعية
    الولايات المتحدة
    [email protected]
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de