|
Re: هنا ادعاء: نحن نجهل تفعيلة واوزان وبنيات ش (Re: محمد جمال الدين)
|
وعلى سبيل المثال العملي عندما ألف صفي الدين الحلي كتابه "العاطل الحالي" في فن الزجل حصرياً عام 1330م.. لم يكن بالسودان أي نوع من الشعر باللغة العربية لأنها ببساطة لم تكن بعد.. أحاول هنا أن أشرح حيرتنا في ضئالة التوثيق بالعربية في السودان أو على وجه الإطلاق أمر عنده مبرراته الموضوعية.. هناك أسباب جوهرية وعملية. وإن صح هذا تكون أمامنا مهمة شاقة جداً "الكتابة والتوثيق" لكن لا بد منها في حسباني بل هي عملية جوهرية وحتمية لتخلق أمة تشعر بذاتها وعندها كينونتها الخاصة المتفردة.. أن نستعيد كل الممكن من تراث شعوب السودان من جديد ونكتبه ونحققه ونجعله متاحاً للناس.. هذا لم يحدث بعد!.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هنا ادعاء: نحن نجهل تفعيلة واوزان وبنيات ش (Re: محمد جمال الدين)
|
مرثية بنونة بت المك.. ملحة شعرية باهرة!
هذه المرة نظرة تقنية في سبيل كشف البنى الداخلية عن أنماطنا الشعرية والغنائية الشعبية في السودان (بنونة مثال تتبعها أمثله أخرى من أركان السودان الأربعة وازمانه المختلفة)
مقدمة: تفعيلة شعر/غنا حقيبة الفن السودانية ليس محققاً بعد.. والبنى التقنية للقصيدة مجهولة لدينا حتى الآن وربما على وجه الإطلاق وليس الحقيبة وحدها.. (هذا وأدناه بتصرف من منشور لي سابق على الفيسبوك لذا لغته تنحو إلى التفاعلية).
عندي شغل كتير بس ممتع.. أظنه ممتع جدا!.. أي زول عنده شوية زمن و بعرف شوية مطلوب يشتغل معانا في تفعيلة التراث الشعري والغنائي في السودان. انا اخدت عينة عشوائية من 25 قصيدة من كل نوع (الحماسة والمناحة والدوبيت وغنا البنات والمديح والحقيبة الخ) و اخدت من الحقيبة زيادة/الضعف كونها محل بحثنا هذه الايام.
وعلى أمل أن نستطيع مقارنة تفعيلة الحقيبة وأوزانها بما سبقها وما يوازيها وما تبعها من الانماط كما مقارنة تفعيلة الحقيبة ببعضها البعض. كمان برضو بنقدر نشوف الجماليات و نقيس الانحرافات في القصيدة الواحدة عبر خلق قوانين/معايير للنمط ألواحد.
واتصور أنه سيكون عملا ممتعا عندما نكتشف البحور أو قل التفاعيل الشعرية الخاصة التي امتثلتها الحقيبة مع ذلك السجع الرنان ولزوم ما لا يلزم بقصد الابهار ومقارنتها بما قبلها وما تلاها من الأنماط الشعرية المشابهة والمختلفة. دا عشان أحاول أبين الأهمية التي ربما رآها البعض لهوا لأول وهلة وإنما هو عمل مهم وكبير ولا مناص منه للعلم بالشيء ولم يقم به أحد من قبل وعلى بساطته التقنية التى تتراءى للعيان!.
كشف وتحليل البنى الداخلية (التقنية) للقصيدة الواحدة وللنمط الشعري المحدد.. ضرورة حتمية لإستنباط المعايير.. وإلا سنصبح على الدوام عاطلين عن أدوات القياس والتي لن نجدها عن الشعوب الأخرى كون الشعر الشعبي والغناء حالة خاصة بمخيال الجماعة في زمكانها (ليست كالشعر الكلاسيكي محمد المهدي المجذوب مثال في إلتزامه البحور المعترف بها والإعراب).
إذ قصائد بنونة ورقية وشغبة وبت مسيميس "مثال" لا تشبه إي نوع شعري آخر في العالم من حيث اللغة والصور والاخيلة الشعرية كما التفعيلة والأوزان وربما ايضاً الغرض المركب "الفروسية والرثاء والمدح والفخر" في ذات الأوان.. عندها خصوصيتها المتفردة التي تتطلب بالضرورة إستكشاف معاييرها المفضية إلى العلم بها تقنياً ومعنويا. تلك الأشعار المسمية تحقيراً حماسة ومناحة وغنا بنات هي من الإرث الأصيل لشعوب السودان. وتلك الزعامات القبلية المحتفى بها في أشعار الحماسة والمناحة "مثال" كانت رموز بشرية مرضي عنها لشعوب عندها حدودها الجغرافية وحواكيرها وعندها علمها ونشيدها الوطني كما عندها جيشها ونظامها السياسي والقانوني والإداري والضريبي المستقل.. إن وحدة السودان لا تتحق إلا بفدرالية الشعر والغناء والإيقاعات الموسيقية .. زعمي.. علينا أن نتصالح مع إرثنا الشعبي كجمالي وفلكلوري على اقل تقدير إن تضائلت في العصر الحديث قيمته الوظيفية في المجتمع!.. شعرنا كله غير محقق التقنيات الداخلية والتفعيلة والأوزان القديم منه والحديث.. وحتى الجديد جداً من زمان إسماعيل حسن وبازرعة والحلنقي إلى عاطف وأسامة الخواض والصادق الرضى "أمثلة" إلى هذه اللحظة غير معلوم بل مجهول (هذه العبارة ثقيلة؟) نعم أعرف.. لكنها الحقيقة المجردة الثقيلة!.
مرثية بنونة بت المك (نظرة تقنية في التفعيلة والوزن).. إتخذها مجرد مثال لضرورة إستكشاف البنى الداخلية للشعر الشعبي السوداني بل الشعر مطلقاً!.
عندي أن مرثية بنونة رؤية شعرية في غاية البهاء والأصالة.. وفيها مقطع من حيث التفرد والأصالة ربما من الصعب أن نجد مثله في اي شعر من نوعه وربما على مدار الكرة الأرضية وهو (ما دايرالك الميته أم رماداً شـــــــــــــح دايراك يوم لقى بدميك تتوشـــــــــــــــح الميت مسولب والعجاج يكتــــــــــــــــح) وعندي ان لو لا هذا المقطع لظلت المرثية عادية مثلها وكل أشعار الرثاء والمناحة.. لكن هذا المقطع مدهش.. يأتي تفصيله لاحقا.. في البدء نطلع على القصيدة من جديد ثم نتأملها تقنيا من حيث التفعيلة والوزن وهي تسير على تفعيلة البحر البسيط (إحدى البحور الشعرية الرسمية):
ما هو الفافنوس ما هو الغليد البوص ود المك عريس خيلاً بجن عركـــــــوس أحيّ على سيفه البحد الــــــــــــــــروس
ما دايرالك الميته أم رماداً شـــــــــــــح دايراك يوم لقى بدميك تتوشـــــــــــــــح الميت مسولب والعجاج يكتــــــــــــــــح أحيّ على سيفه البسـوي التــــــــــــــح
إن وردن بجيك في أول الــــــــــواردات مرناً مو نشيط إن قبلن شــــــــــــاردات أسد بيشه المكرمد قمزاته متطابقــــات وبرضع في ضرايع العنز الفـــــــاردات
كوفيتك الخودة أم عصــــــــــــــــا بولاد درعك في أم لهيب زي الشمس وقّاد سيفك من سقايته إستعجب الحـــــداد قارحك غير شكال ما بِقرَبُه الشــــداد
يا جرعـــــــــة عقود الســــــــــــــــــــم يا مقنع بنات جعل العزاز من جـــــــــم الخيل عركسن ما قال عدادهن كـــــــم فرتاق حافلن ملاي ســـــــــــروجن دم
تلك هي القصيدة/المرثية أعتبرها ملحمة شعرية على قصرها إذ هي مشحونة بالمعاني حتى تنوء بحملها الكلمات (ود المك عريس خيلاً بجن عركـــــــوس) عركوس تعني مجتمعة "كثيرة" كلمة فصيحة.. دلالة على العزة والعظمة والإستقلالية والإعتداد بالنفس إلى عنان السماء.
هذه النسخة هي التي حققها الأستاذ عبد الكريم الكابلي. هناك عدد كبير من النسخ الشعبية بعضها يشوبه الخلل. وحتى النسخة التي حققها الكابلي وجدت بها شيء صغير محتاج للمراجعة.. ما ازال أفكر به.. إذ أن أسد "اسد بيشة" تخل بوزن البيت واشك ايضاً في صحة واو العطف في " وبرضع" (أسد بيشه المكرمد قمزاته متطابقــــات .. "و" برضع في ضرايع العنز الفـــــــاردات) . الوزن يتسق بلا واو عطف واسد بيشة لا تستقيم إلا أن نجعلها "اسدا" بتسكين السين بمعنى أسود جمع أسد وهذا غير مستساغ في دارجة المنطقة أو حسب علمي.
كما أنني لاحظت أن المقطع الأول ثلاثي وبقية القصيدة رباعية وكأنه ناقص بيت.. ربما كانت قاعدة شعرية ولكننا لم نتحقق منها بعد بإعمال مقارنتها بنمطها الشعري وهذا أيضاً ما لاحظته في إحدى أشهر أغاني الحقيبة "يا مداعب الغصن الرطيب" لسيد عبد العزيز إذ ان القصيدة رباعية مثل قصيدة بنونة وفعل سيد مثلما فعلت بنونة أن جاء بالمقطع الأول ثلاثي بينما كل مقاطع القصيدة دونه رباعية: يا مداعب الغصن الرطيب في بنانك إزدهت الزهور زادت جمال ونضار وطيب
* * * يالمنظرك للعين يطيب تبدل الظلمات بنور وتبدل الأحزان سرور إن شافك المرضان يطيب (وهكذا إلخ).
قصيدة بنونة تأخد تفعيلة البحر البسيط وتتحلى بجوازاته.. ووزنُـ البسيط : مُسْتَفْعِلُنْ فَاْعِلُنْ مستفعلن فاعلن
ومن جوازات بحر البسيط أن تتحول مُسْتَفْعِلُنْ إلى: فاعلن و فَعْلُنْ وهذا ما حدث في مرثية بنونة في كل الوقت تحولت مُسْتَفْعِلُنْ في بداية كل بيت إلى فعلن ما عدا بيتان ظلت كما هي .. وفي الضرب (القافية الأخيرة) عند إلتقاء الساكنين تكون فعلان!.
ماهو الفافنوس ماهو الغليد البوص 1. ماهل.. 2. فافنوس .. 3. ماهلغلي.. 4. دلبوص 1. فعلن .. 2. فاعلان.. 3. مستفعلن .. 4.فعلان 1. /ه/ه 2. /ه//ه ه 3. /ه/ه//ه 4./ه/ه ه ( / = الحركة و ه = السكون) ---- ود المك عريس خيلا بجن عركوس 1. ودأل.. 2. مكعريس 3. .. خيلنبجن .. 4.عركوس 1. فعلن ... 2. فاعلان 3. مستفعلن 4. فعلان 1. /ه/ه 2. /ه//ه ه 3. /ه/ه//ه 4./ه/ه ه ( / = الحركة و ه = السكون) ---- أحيّ علي سيفه البحد الروس 1. أححيعلى .. 2. سيفلبحد 3. درروس 1. مستفعلن 2. مستفعلن 3. فعلان 1. /ه/ه//ه 2. /ه/ه//ه 3./ه/ه ه --- د- أحيّ على سيفه البسوي التح 1. أححيعلى .. 2. سيفلبسو .. 3. ويتتاح 1. /ه/ه//ه 2. /ه/ه//ه 3./ه/ه ه 1. مستفعلن 2. مستفعلن 3. فعلان وهكذا يكون الوزن ما عدا الإستثناء الذي قلنا به في (أسد بيشة) و واو العطف في (وبرضع) ومن المؤكد عندي أن واو العطف ليست من اصل القصيدة وإنما دخيلة وذلك بالنظر ليس للتفعيلة فحسب بل أيضاً أن القصيدة كلها خالية من اي أداة عطف وعلى وجه الإطلاق.
قبل عدة اعوام عملت نظرة آنثربولوجية لمرثية بنونة وقلت أنها تمتاز بشيء محير إذ هي إستئناف طريقة موت (بنونة ترفض الطريقة التي مات بها أخيها) أي تستأنف طريقة موته بلغة المحاماة .. وإن كان يحدث أن يتمنى الناس الموت بطريقة مشرفة ومنها الموت دفاعاً عن مقدساتهم (في المعارك الحربية مثلا) فإن بنونة لم تتوقف هنا!. بل ذهبت أبعد بحيث يعجز الخيال.. أذ لم تتمنى لأخيها "عمارة" أن يموت في المعركة فحسب.. بل حددت الطريقة التي توده أن يموتها تفصيليا".. بنونة صورت في إيجاز ودقة متناهية "الموتة" التي تودها للفارس أخيها: (ما دايرالك الميته أم رماداً شـــــــــــــح دايراك يوم لقى بدميك تتوشـــــــــــــــح الميت مسولب والعجاج يكتــــــــــــــــح).
اراه تصوير بديع ورائع من جهة الأخيلة والصور الشعرية كما اللغة صاخبة وحية بلا كثير سجع أو تصنع.. هذا الخيال ربما لم يحدث كثيراً فوق أرض هذا الكوكب.. تلك المبالغة ليست مبالغة إلا إذا قلنا أننا مستحيل أن نبحث شعر الأرض كله.. وببعض الجهد مني حاولت أن أقلب في أشعار الأمم التي أعرف فلم أجد مثل تصوير بنونة!.
وليس بالضرورة أن نتفق مع بنونة أو نختلف معها في رؤيتها لطريقة الموت الصحيحة (تلك مسألة نسبية) ولكن نحن بصدد إستكشاف إبداعية شعر وغناء وفلكلور شعوب السودان الكبير.. شيء مهول ومجهول!.. واليوم مع بنونة وسنواصل في المستقبل النظر في إبداعات أخرى ومن كل الأرجاء الممكنة من السودان.. هذا من أرث شعوب السودان المغيب بفعل فاعل ثم لقصر النظر وسوء الرؤية والتدبير.. أو هو زعمي!.
إذ "مثلاً" عندما استكشف وغنى عبد الكريم الكابلي هذه المرثية العظيمة وصفته جرايد الخرطوم آنها بالحكامة (المرأة الغناية) إستهانة وإستحقاراً ليس به فحسب بل بالمراة الشاعرة وبالشعر الأصيل نفسه ويا لهم من قوم يجهلون أو/و مغرضون (أخبرني الكابلي شخصياً بهذه القصة عندما بحثت عنه واستشرته وأفدت منه أيام البحث في حقيبة الفن وقد روى القصة بحسرة ما زالت تندس تحت ركام الإنجاز والنجاح). أظن أن هناك غربة أو قطيعة مضروبة عمداً على تراث وفنون السودان الأصيلة عضد ذلك سوء الفهم المزمن في جعل الهوية الواحدة أو الهويات المتشابهة شرطاً للعيش السلمي المشترك!.
محمد جمال الدين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هنا ادعاء: نحن نجهل تفعيلة واوزان وبنيات ش (Re: محمد جمال الدين)
|
ملاحظة خاصة بزملاء المنبر: سأضع عدة بوستات في وقت واحد كونها طويلة نسبياً وربما قرائتها تحتاج بعض الوقت لذا سأجل الردود اللازمة لعدة ساعات أو أيام لكي تكتمل الرؤية دون أن نكرر أنفسنا في المداخلات أو الردود "تجربة" لحفظ الوقت والجهد إن كانت مرضية إتبعناها وإن جاءت فاشلة تجنبناها في مقبل الأيام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هنا ادعاء: نحن نجهل تفعيلة واوزان وبنيات ش (Re: محمد جمال الدين)
|
نحن نفتقد المعايير الخاصة.. نفتقد العلمي.!.
تفسيرنا للحياة والأشياء في جوهره سحري.. كلنا دراويش في العمق.. وهذه هي حججي:
في سبيل الدفاع عن مشروع كتابة وتوثيق السودان في 200 سنة!.
كتابة وتوثيق السودان.. ليه!.. ح نعمل بالتوثيق شنو؟!.. ربما خطر لأحدنا ذلك السؤال ولكنه لم يفعل بعد.. نحن هنا ربما لا نستبق الحوادث ونضرب الرمل وننجم كدا بس ولو البلد كلها تنجيم!.. لا!. إنما نزعم أن ربما كان هذا شعور البعض لأن الواقع اليومي أمامنا مزري.. طبعاً هي حقيقة نشهدها كل يوم!.
البلد كلها أزمات وصراعات وحروب أهلية ومشاكل برضو أهلية إن كانت الحرب الداخلية بين أبناء الوطن الواحد تسمى إصطلاحاً "حرب أهلية" فنحن كل مشاكلنا أهلية بذات معنى الحرب الأهلية.
كتابة وتوثيق تفيد شنو؟!. (راجع مشروع توثيق السودان في 200 سنة، نحن هنا نحاول أن نفسر الممكن من جديد حول أهمية المشروع)!.
نحن في العادة دايرين حلول عاجلة وسريعة وثورة "هسا" لا تتأخر يوم واحد لقد سئمنا "كفاية".. دا حق مشروع، لنجتهد في سبيله.. دا كلام صاح.. نحن عايزين حل عاجل والآن!. بس كيف؟!.
الكيفية سؤال مهم.. هذا السؤال يتفوق على السياسة والسياسي.. كونه يتضمر وجود مصلحة مشتركة ورؤية مشتركة (لغاية هنا تمام) لأن المصلحة مشتركة في التغيير إلى الأفضل من الجميع بالضرورة إن كان الفقير سيكسب ثلاث رغائف زيادة والغني سيكسب ثلاث آلاف جنيه زيادة فكل الناس ح تكون مع التغيير لأن مصلحتها فيه مشتركة ولو بدرجات مختلفة.
والرؤية؟!.. أيضاً موجودة فهناك عدة مشاريع سياسية وآيديولوجية تقول كلها بسودان حر ديمقراطي (الإختلاف مقداري بين المشاريع السياسية المطروحة للحل). إذن لا توجد مشكلة جذرية في المصلحة المشتركة والرؤى.. لكن.. لماذا لا يحدث التغيير وإن حدث في إكتوبر 1964 وفي أبريل 1985 لا نراه في أرض الواقع؟!.
السبب في تقديري أن ما نفتقده ليس التلاحم والرؤى (عندنا الكثير والعالم مليان رؤى سياسية وهناك تجارب شعوب عديدة يمكن الإستفادة منها).. ذلك ليس فقدنا الجوهري!.
نحن نفتقد شيء مهم وحاسم للتغيير الشامل وللنهوض ولأخذ دور حضاري حقيقي بين أمم الأرض.. نفتقد "المعايير"!.. نفتقد سبل القياس الصحيحة للسياسي والإجتماعي والإقتصادي والثقافي.. ما عندنا بعد!.
لذا كلنا دراويش!.. كلنا سحريين.. الزول العادي والمثقف والسياسي الكبير والبروف والزعيم المبجل والأمي وست البيت والمديرة الكبيرة وست الشاي.. كلنا في الهواء سواء كما يقول المثل.. كلنا نعتمد على حسنا وذوقنا الخاص في خياراتنا وفي تقديرنا للأمور كبيرها وصغيرها يعني على الأحكام الذاتية المجردة في كل شيء.. التعليم يفعل لنا شيء واحد مهم لكن لا أكثر.. يجعلنا أكثر حذاقة فطرية في إتخاذ القرارات المصيرية الخاصة والعامة!. لكن لا يجعلنا نعرف كيف نستخدم المعايير المتاحة للحكم على أنفسنا والآخرين كما الأفكار والأشياء.. لأن ليس لنا أصلاً معايير خاصة بنا!.
شنو يعني معايير خاصة بنا؟!:
الشعوب لا تنطبق عليها كلمة "شعب" إلا إذا كان عندها معاييرها الذاتية التي تقيس بها إنتاجها المادي والمعنوي (دا بإختصار شديد).. وشرحه أيضاً بإختصار أن: إي شعب عنده مناشط إقتصادية يعرفها أفضل من غيره سواءاً في مجال الصيد أو الرعي أوالزارعة أوالتجارة أو الصناعة وفي العصر الحديث المعلوماتية والفضاء.. تلك المعرفة تنتقل عبر الكتابة "السجلات" طبعاً وإلا ربما ضاعت وفقد الناس معاييرهم الخاصة في قياس إنتاجهم في إطاره الذاتي (تميزهم العملي) وإذن بشكل تلقائي يفقدون المقدرة على مقارنته مع إنتاجات الآخرين.
تلك المعايير ليست حتمية للإقتصادي فحسب بل تعم جميع المجالات الممكنة بما فيها الثقافي طبعاً ومنه الآيدولوجيات والبرامج السياسية والإستراتيجية كما الأدب والفن بمعناهما الشامل ومنه الشعر والقصة والرواية والغناء والإيقاعات الموسيقية.
الحضارة لا تقوم ولا تبقى بلا معايير بل ليس الحضارة بمعناها الواسع فحسب حتى الإستقرار في حده الأدني غير ممكن بلا معايير متفق عليها من العموم أو الغالبية الساحقة وهي بعد معايير فضفاضة وليست بالضرورة مرئية بالكامل في كل المرات لكنها مرة ثانية حتمية بحكم الضرورة العملية!.
نفتقد العلمي!.
هل لنا معايير لشعرنا وغنانا؟ مثلا.. الإجابة العاجلة.. لا!. ليس عندنا بعد.. ليس عندنا في الحقيقة أي معايير لقياس إنتاجنا أي كان على جميع المستويات.. وأنا هنا أتحدث عن الشعر والغناء فقط على سبيل المناسبة (البحث حول الحقيبة) كما أنها حالة جيدة لضرب الأمثلة الحية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هنا ادعاء: نحن نجهل تفعيلة واوزان وبنيات ش (Re: محمد جمال الدين)
|
سلامات عرفات اطلعت على البوست فيه مادة وثائقية هامة جدا كادت ان تضيع وسط زحام المغالطات اللغوية.. شكرا لك.. كنت اتمنى أن تنقل خلاصة المادة في بوست جديد يتحدث عن دور الافندية في الحياة العامة عبر تلك الوثائق
محمد جمال الدين التحيه متابع كتاباتك بانتباه تام و سوف اتبع نصيحتك وافتح توست باسم الغردنييون شكرا لك..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هنا ادعاء: نحن نجهل تفعيلة واوزان وبنيات ش (Re: محمد جمال الدين)
|
من غير المنطقي الحكم باللغات كأقدمية من واقع كتابتها فقط فهنالك شعوب لم تكتب لغتها ولكنها موجودة ببينة اثارية لا جدال فيها كالبجا مثلا فهم مثلا مذكورون بالمدجاي منذ اكثر من 5 الف سنة ومع ذلك لم تدون لغتهم التبداويت هذا لا يعني ان التبداويت غير موجودة ناهيك من ان اللغة العربية حتى كبينة اثارية اي نقش وكتابة قديمة جداً وكتبت حتى قبل اللغة النوبية نفسها فاقدم نقش مكتوب باللغة العربية يرجع الى سنة 737م وهذا التاريخ يرجع لفترة الممالك المسيحية النقش العربي (شاهد قبر باسم فاطمة ابراهيم) يسبق النقش النوبي بأكثر من نصف قرن حيث يعود تاريخ تدوين اللغة النوبية الى 795م رغم ان مملكة نوباتيا كانت لغة الحكم فيها النوبية
يمكن الافتراض من خلال النقش ان اللغة العربية كانت منتشرة قبل ازمان تاريخ هذا النقش في نطاق المخاطبة فقط وهذا تاريخ اسبق بكثير مما افترضته انت فاللغات قد لا تكتب لاي ظرف كان وهذا لا يعني عدم وجودها طالما هنالك بينة تثبت عكس ذلك فحتى اللغة الكوشية (المروية) رغم ان تاريخ تدوينها توقف منذ القرن الثالث الميلادي (نهاية مملكة مروي) الا ان العلماء لديهم ادلة انها استمرت لغة تخاطب للقرن التاسع الميلادي اي لمدة 5 قرون او يزيد ناهيك من اللغة العامية هي بالاساس بوتقة صهرت اللغات المحلية مع العربية بالطبع واخذت قواعد بعض اللغات المحلية وعربتها تماما مثل قام قاعد ذات الاصل النوبي وبعض القواعد والكلمات ذات الاصل البجاوي وبعض الكلمات ذات الاصلي المروي (لغة مروية) وو تحياتي لك وتحية عطرة لاستاذي المك محمد طه الملك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هنا ادعاء: نحن نجهل تفعيلة واوزان وبنيات ش (Re: محمد جمال الدين)
|
: سلام أخ محمد جمال الدين ، وأهنئك على المشروع العظيم الذي تعمل عليه بغرض التوثيق لتاريخ السودان الحديث المعاصر ، وهو مشروع طموح وشاق ولكنه ضروري واجب . أتمنى لك كل التوفيق . أعتقد أن ما أراد أن ينبهك إليه عبد الله الشم أن هنالك أبحاث قديمة وأخرى حديثة ، قدمت وتقدم فرضيات بأن اللغة العربية عريقة في وادي النيل ولم تفد إلى السودان في التواريخ التي أشرت إليها . والباحثين الجدد يتبعون منهجا مقارنا للغات العامية السودانية مع لغات وادي النيل القديمة مثل(رن كمت ، و مدو نتر التي تسمى إصطلاحا بالهروغليف ) إضافة إلى المروية القديمة ولغات شرق السودان التي يصنف بعضها كعربية قديمة ك(الجعزية والبلوية) . أما عن بنيات وتقنيات شعرنا السوداني المحلي فأعتقد أنها تختلف عن تقنيات الشعر لدى العربية القياسية التي وفدت إلينا في الفترات التي أشرت إليها ، وذلك لخصوصيةالشعر السوداني : فالدوبيت على سبيل المثال كلمة بجاوية تصف ضربا من الشعر الذي يقال في الأعراس . والعروس هو دوبا والعروس دوبات ..والعرس نفسه يسمى دوباني . (قالن دوبا ليهن والزمان الفات دوبا) . : لذا مع إنغلاق البيئة الثقافية والخصوصية السودانية ..لا أعتقد أن تقنيات الشعر بالعربية القياسية تنطبق عليه . خاصة كما ذكرت بنفسك أن التراث الشعري والغنائي السوداني باللغات السودانية الأخرى يكاد مجهول تماما بالنسبة للغالبية ..ولا توجد دراسات إستراتيجية للبحث في هذا الكنز التراثي المدفون .:
ختاما أتفق معك حول جزئية ( أسد بيشة) في شعر بنونة بت المك الباهر المبهر ..وكذلك في عدم لزوم واو العطف في بداية البيت الذي أشرت إليه . وبالتوفيق ..وأتمنى أن أكون قد أوضحت .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هنا ادعاء: نحن نجهل تفعيلة واوزان وبنيات ش (Re: محمد جمال الدين)
|
محمد جمال الدين .. لك التحية والاحترام والاشادة بهذا المجهود الضخم والمهم على حد السواء.
مررت على هذا الجزء من كتابتك في صفحتك بالفيس بوك لشهر مضى او يزيد قليلا. تلك القراءة خلفت عندي انطباعا مبهما بمعارضة فكرة (اللغة التي تتنزل على الناس ضربة لازب) .. أو تبدو وكأنها (هبطت للتو من السماء).
تشكل اللغة في اي واقع انساني (أعني بتشكل اللغة في الواقع امتداد جذورها ونموها واستوائها شجرة للكلام).. ... هذا التشكل لا يتم بصورة مباغتة او بأسباب طارئة أو ضعيفه الخ..
عارضني احدهم بصورة ساذجة ان بمقدور الانسان ان يتعلم الانجليزية ويعيش في واقع لغوي انجليزي خلال جيلين او ثلاثة ستكون اللغة الانجليزية اصيلة جدا في سلسالك.. ( وذلك صحيح على المستوى الفردي ولكنه لا يصلح كنموذج ممكن لتأريخ امة أو شعب او مجموعات سكانية لم تغادر مكانها قيد انملة).
المهم .. هناك بالتأكيد عمليات تأريخية وسلطوية ومجتمعية وثقافية هائلة لتحقيق وتكريس واقع لغوي مختلف .. وليست هناك فرضية أخرى الا اصالة اللغة .. ولو على مستوى الاصول القديمة للغة السائدة اليوم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هنا ادعاء: نحن نجهل تفعيلة واوزان وبنيات ش (Re: محمد حيدر المشرف)
|
آمنة مختار .. صديقتنا التليدة.. سعادة بطلتك.. طبعا الامر يهمك من واقع رؤيتك ونشاطاتك المعروفة.. شكرا للاضافة الجيدة.
أما موضوع اللغة والخ نحن نتحدث عن العامية السودانية.. طبعا عندها جذور في لغات أقدم بل اللغة العربية أين كانت بدورها تجد مرجعيتها في لغات أخرى اقدم اقدم مثل العبرية والفارسية والكنعانية وطبعا الكوشية.. وعلى حال نحن هنا نتحدث عن الكتابة والتوثيق فلا توجد مادة مكتوبة باللغة العربية عامية او فصيحة قبل التواريخ المحددة هنا وقلنا بالاسباب في المقال الاول حسب وجهة النظر هذه.. نحن هنا نتحدث عن المكتوب والكتابة لا اللغة في اطلاقها.. أي شي عملي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هنا ادعاء: نحن نجهل تفعيلة واوزان وبنيات ش (Re: محمد جمال الدين)
|
محمد حيدر المشرف.. طابت امسياتك
كلامك صحيح جدا اللغة لا تأتي من العدم.. لكن نحن هنا كما ذكرت اعلاه مخاطبا صاحبتنا آمنة بت مختار نتحدث عن حاجة مكتوبة وموثقة باللغة العربية اي كانت عامية او فصيحة وتلك هي القضية وقلنا أن التوثيق في السودان مشكلة.. وذلك راجع لحداثة اللغة العربية او أي لغة (مكتوبة) في السودان اذ اخر لغة مكتوبة حد علمنا كانت المروية ثم اعقبتها العربية كشي مكتوب وحديثا اذ لم يصلنا الكثير قبل الطبقات 1800م.. تلك هي القضية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هنا ادعاء: نحن نجهل تفعيلة واوزان وبنيات ش (Re: محمد جمال الدين)
|
أستاذنا الرائع الحبيب محمد جمال .. شكراً على هذه البوستات الموسوعة .. ليت بكري يثبت هذه البوستات لتسهيل القراءة والرجوع إليها
الاستاذ مجمد جمال .. لقد ذكرت في إحدى بوستاتك بأن حمزة الملك طمبل أول من نظم الشعر بالطريقة العربية التقليدية.. في السودان .. ماذا عن شاعر المهدية ( محمد عمر البنا ) هو في التراتب الزمني قبل فترة حمزة الملك طمبل وبالمناسبة قصر الملك حمزة مجاوز لقريتنا في أرقو الشمالية
مودتي الاستاذ / محمد جمال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هنا ادعاء: نحن نجهل تفعيلة واوزان وبنيات ش (Re: علي عبدالوهاب عثمان)
|
أيوة اتفق معك على عبد الوهاب ان الشاعر الرائد محمد عمر البنا سابق للشاعر همزة الملك طمبل الذي تلاه.. وساقول لك لاحقا بالأسباب التي دعتني اخطئ في تقديري بازاحة محمد عمر البنا وأهمها أنني صادفت له اشعارا لا تجري على نسق الشعر العامودي دون أن أنتبه إلى لب أشعاره الفصيحة والعامودية.. هو الأول حتى الآن.. ولو ان التقديم والتأخير في مواضع الشاعرين الرائدين لم يكن هدفه تقييمي ولا ابداعي وانما في اطار القول بحداثة التجربة الشعرية الفصيحة في السودان وعلى وجه العموم وتلك حقيقة ساطعة اذ ان اللغة العربية نفسها حديثة في السودان كما حاولنا أن نبين سابقا ولم يصلنا شعر او اي نوع ادبي او علمي مكتوب بالعربية قبل 1700م وهذا طبعا تاريخ قريب جدا مقارنة بالأمم الأخرى المتحدثة العربية بالأصالة.. للسودان التاريخي انساقه الحضارية المختلفة ولغاته المختلفة كما تعلم طبعا.
شكرا للتنبيه وطاب يومك صديق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هنا ادعاء: نحن نجهل تفعيلة واوزان وبنيات ش (Re: محمد جمال الدين)
|
مشروع السودان200 : طبيعته و اهدافه ومبرراته ومناشطه وجدوله الزمني ووسائل تنغيذه وتحدياته ومعوقاته كما ديمومته واثره المستقبلي.. تسجيل صوتي مباشر من الفيسبوك https://m.facebook.com/story.php؟story_fbid=10214754326075486andid=1344875921https://m.facebook.com/story.php؟story_fbid=10214754326075486andid=1344875921
اظن هذا التسجيل يصلح لكل البوستات المتعلقة بالموضوع.. مشروع السودان 200!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هنا ادعاء: نحن نجهل تفعيلة واوزان وبنيات ش (Re: محمد جمال الدين)
|
تسجيل صوتي حول خلاصات بحث حقيبة الفن من ساوند كلاود.. الدنيا نهاية اسبوع والناس هادية شوية والهدوء الموجب جميل.. فانا ح اونسكم شوية بكلام مسجل عن بحث ليس ببعيد من موضوعنا هنا وهو البحث في حقيبة الفن.. في التسجيل أدناه شرح الخلاصات الثلاث الرئيسية التي اوصلنا لها البحث وباختصار (15 دقيقة كلام) اختصار ل 4000 صفحة عدد صفحات البحث.. اتمنى أن يكون ذلك مفيدا للتأمل وليس بالضرورة ان يتفق الناس مع هذه الخلاصات كلها او بعضها.. فقط هي ما وصلنا لها البحث.. نحن نتعلم من بعض (ذلك منقول من قروب في الوتساب والتسجيل من نسخة محولة الى الى ساوندكلاود): https://m.soundcloud.com/solafa-saad/0ubzhtclnyuyhttps://m.soundcloud.com/solafa-saad/0ubzhtclnyuy
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هنا ادعاء: نحن نجهل تفعيلة واوزان وبنيات ش (Re: محمد جمال الدين)
|
الأسئلة التي لم تخطر على بالنا هي العامل القاتل!
الأسئلة التي لم تخطر على بالنا، ربما كانت كثيرة وهنا مثال: هل خطر ببال أحدنا من قبل أو قرأ أو سمع أننا في السودان نجهل بالكامل البناء التقني لأشعارنا وأغانينا؟. برغم حبنا وتحمسنا لها!.
كل علوم العالم كانت أسئلة في البدء!. إن لم تسأل السؤال لن تجد الإجابة.. أمر بديهي أظن.
الآن أخبركم أهلي وصحابي وعبر البحث المتأني الذي فعلت أن بنيات شعرنا كله مجهولة لدينا حتى الآن. كل تلك الأشعار الكثيرة قديمها وحديثها من حماسة ومناحة وحوبي والدوباي "الدوبيت حوالي 17 نوع" والرجز والمسدار والنهيابي والجراري "جراري كردفان وأيضاً شمال وشرق دارفور" والمديح النبوي والشعر الفصيح المقلد للعربي الكلاسيكي وأول شعرائه محمد البنا الكبير العهد التركي/المهدية والشيخ أبو القاسم هاشم المهدية/العهد الإنجليزي وهمزة الملك طمبل العهد الإنجليزي. وأخيراً شعر الحقيبة "الزجل السوداني حسب قراءة خاصتي" ومن أمثلة شعرائه العبادي وابو صلاح وخليل فرح وسيد عبد العزيز.. وصولاً إلى النمطية الحديثة في الشعر العامي الحر والفصيح الحر ومن أمثلة شعرائه إسماعيل حسن وبازعة والحلنقي وهاشم صديق وعاطف خيري والصادق الرضي . كله مجهول!. حتى السؤال ذاته أظن البعض سيستغربه جراء عتمة هذه الجزئية المطبقة.
والدوباي حسب أهم القراءات هو أول شعر سوداني بالعربية "العامية" وأول شاعر سوداني معروف كانت إمرأة هي شغبة المراغماتية عاصرت الشاعر الأول بدوره حسن الحرك في العهد السناري ومن أشعار شغبة: (حسين أنا أمك وأنت ماك ولدي بطنك كرشت غي البنات ناسي ودقنك حمست جلدك خرش مافي لا حسين كتل لا حسين مفلق لا حسين ركب للفي شايتو غلق قاعد للذكاة ولقيط المحلق)
ومن أشعار حسن الحرك (الليلة على القبلة المُبَادر كَر واحدين شَدّو فُوق تيس الخَلا البِنصر رَزمي الشُول بَعد سَدر العِشا ما زر أحسن من دقاقة ورقها البِنْجَر).
خلاصة عاجلة من هذه السرد العاجل وهو مجرد تذكرة جديدة إذ لدينا مقالات سابقة في هذا الصدد.. أكرر ما قلته أعلاه أننا نحن نجهل البناء التقني لجميع أشعارنا حتى هذه اللحظة.. البنيات التقنية الداخلية لقصيدة كل نوع من هذه الأنواع الثرة الكثيرة مجهولة لدينا حتى الآن من حيث النمطية: التفعيلة والوزن و نسق البناء الداخلي.
ليس طبعاً الشعر فحسب نحن في الحقيقة ليس لدينا وعي علمي كافي بجميع عناصر حياتنا العامة في السياسة والإقتصاد والإجتماع والثقافة والاخلاق.. إذن التخلف سمة طبيعية للجهل!.
علينا أن نفعل شيء عملي إزاء هذا!.. هناك مبادرة السودان200.. الكل مدعو للعمل.. هناك شروحات وكتابات وخطط وأعمال تم إنجازها ولجان تشكلت وشباب يعمل في مشروع السودان200.. واي مبادرة أخرى تسعى إلى سوقنا للعلم المنظم أنا شخصياً معها!. لكن الآن أجدد دعوتي لكل القانعين بالفكرة لفعل شيء عملي وجاد!.
مثال عملي: أنا الآن اشتغل على حوالي 300 قصيدة (عمل صعب جدا) بدأتها باستقصاء البناء التقني والوزن والتفعيلة لمرثية بنونة بت المك (ماهو الفافنوس) وهي منشورة في النت (مجرد مثال عملي وتطبيقي) وأعمل على البقية من شتى الأنواع من العهد السناري وحتى آخر اشعار وردت في برنامج "ريحة البن" هذه الايام وذلك على سبيل المثال. عايز ناس شوية بعرفو شوية يشتغلو معاي في الحتة دي عشان نقدر نحدد انماطنا الشعرية عن وعي ونعمل لها معايير علمية محددة زي كل الشعوب المتحضرة!. وفي ذلك ايضا متعة عظيمة او كما عشت بنفسي التجربة هذه الايام!.
امة لا تعرف شعرها لا تعرف نفسها .. لذا نحن نتحارب ونقتل بعضنا البعض ماديا ومعنويا ونكره ونبغض بعضنا البعض!. عندنا بعد فرصة عظيمة لصناعة الحضارة.. انا لست حالما بل على يقين!.
محمد جمال الدين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هنا ادعاء: نحن نجهل تفعيلة واوزان وبنيات ش (Re: محمد جمال الدين)
|
مطلوب متطوعين يشتغلو تفعيلة الشعر السوداني (وتوجد محاولة للإجابة على اسئلة محتملة: دا مهم ليه وفي شنو؟)
اولا الكلام الكبار دا ما يخلع البعض منا، القصة ما صعبة في تقديري، بس في شغل كتير مفروض اتعمل، اي زول عنده شوية معرفة بتقطيع الشعر ولو 10 في المية ممكن يطورها في تلاتة يوم ويشتغل معانا.. بس شوية زمن وصبر وعزيمة.. تمسك اي قصيدة سودانية شعبية/تراثية او اي قصيدة معروفة وتحاول تستنبط تفاعيلها (الوزن) وترسلها لي مساعدة طوعية وحقك الادبي محفوظ. وطلبي في حده الادنى ينتهي هنا.
بعد داك المراجعة واستكشاف البنى التقنية الداخلية لكل قصيدة على حدى وتحديد النوع الشعري ومقارنة الإشعار المختلفة والمتشابهة ببعضها البعض من حيث التفعيلة والأوزان والتقنيات الشعرية التي اتبعت دا ح نعمله لاحقا.
ما أهمية هذا؟!.. أمر في غاية الاهمية.. استكشاف تفعيلة الشعر مثل الفحص الجيني عند البشر يمكنك استخدامه لتعرف خلفيات الشعر المحدد "جذور القصيدة التقنية ومكانها وزمانها". وعليه باعمال وسائل الوزن الاخرى وقراءة الصور والكلمات المفتاحية والاغراض الشعرية تستطيع ان تحدد نمطية القصيدة المحددة (نوعها على وجه الدقة) مثلا دوبيت او مسدار او كلاسيكي/تقليدي او شعر تفعيلة حرة فصيحة او عامية والنوع الاخير حسب قراءة خاصتي هو النوع الشعري لجل الأغاني السودانية منذ وقت حقيبة الفن وإلى يومنا هذا.
والغاية العملية من هذا الجهد ان معظم ارثنا الشعبي الشفاهي تحمله الأشعار كما عادات وتقاليد الاسلاف والحكم والمواعظ والاساطير والحروب والثورات والمصالحات والأفراح والاتراح العامة والخاصة تندس في الأشعار.. مثلا معظم تراث وتاريخ اليونان القديم حملته لنا أشعار الالياذة والاوديسا.. نحن عندنا ربما عشرات الالياذات والاوديسات في انتظار الكشف عنها!.
لذا سيكون الشعر السوداني احد اهم محاور مشروع السودان200.. ونعمل بجد ونعرف انه امر صعب.. لذا نطلب التعاون والعمل معا. . نحن أمام مشروع شامل يتقصد الوعي العلمي بالذات الجماعية.. هناك محاور أخرى عديدة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية.. راجع مخطط المشروع في مكانه ان شئت.
وهذا نداء جديد للتعاون.. راجع لطفا الطلب مقدمة هذا الحديث كي لا ننسى.. وهذه المرة نطلب تعاون في امر دقيق وهام وربما يمكن وصفه بالخطير.. أيضا ممتع.. او هو زعمي!.
تحياتي .. محمد جمال الدين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هنا ادعاء: نحن نجهل تفعيلة واوزان وبنيات ش (Re: محمد جمال الدين)
|
نستطيع كلنا أن نعمل معا في مشروع السودان200! تسجيل جديد حول دراسة جدوى المشروع وتوضيح لكيف يمكن تنفيذه في أرض الواقع! https://soundcloud.com/user-639092537/200-2https://soundcloud.com/user-639092537/200-2
ملاحظة فنية هامة: تستطيع ان تنسخ الرابط وتلصقه في محرك الانترنت.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هنا ادعاء: نحن نجهل تفعيلة واوزان وبنيات ش (Re: محمد جمال الدين)
|
Quote: وان صح هذا الادعاء .. فهل لجان المصنفات الادبية والفنية بتاعة الحكومات والاذاعات والتلفزيونات كل الزمن دا جاهلة وشغالة هبتلي ساي؟.. الإجابة بنعم كبيرة!.. فقط شغالين ب"الزوق".. احكام ذاتية محضة بلا علم ولا دراية.. الاشعار والاغاني في السودان أنواع كثيرة ولها تفاعيل واوزان وبنيات داخلية تقنيا مختلفة مختلفة عن بعضها البعض وعن بقية الشعوب المتحدثة العربية من حولنا.. لا تنطبق عليها بحور الخليل ولا اوزان القوما في مصر مثلا.. لا بد ان عندها نمطياتها المختلفة.. انها ارث ذاتي يشبه مخيال الجماعات المنمازة في حيزها الجغرافي والمناخي والحضاري.. كما ان الأشعار والاغاني السودانية باللغات المحلية أيضا مجهولة وتلفها المزيد من العتمة!.
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هنا ادعاء: نحن نجهل تفعيلة واوزان وبنيات ش (Re: محمد جمال الدين)
|
الهدف من الجهد الذي بذل في الحقيبة من حيث النشأة والإختراع هو: خلق فن جديد محايد تجاه السياسة بقدر الإمكان ويواكب المرحلة التي همها الإستقرار السياسي والإقتصادي بما يحقق فائض أرباح لمصلحة الإمبراطورية العظمى (هذا من ناحية الإنجليز) ومن الناحية الباشوية (المصرية) دمج السودان في مصر بشكل تام سياسياً وإقتصادياً وعسكرياً ثم ثقافيا (الحقيبة ليست وحدها بل كل الفضاء الثقافي ومنه مجالات الكلمة المقروءة والمسموعة مسير بدقة شديدة في ذلك الإتجاه).
يصحب ذلك إزاحة تلقائية للفنون السودانية السائدة التي نشأت في أزمنة إستقلال مختلفة وفيها حماس شديد وإعتداد بالذات وفيها دعم للثورات والتمردات وتحوي كلماتها الكثير من أدوات الحرب (شدو لو وركب فوق مهرك الجماح ضرغام الرجال) .. (ود المك عريس خيلاً بجن عركوس، أحي على سيفو البحد الروس) .. (بتريد اللطام أسد الكداد الزام) .. (نحن أولاد بلد نقعد نقوم على كيفنا.. في لقا في عدم دايماً مخضر صيفنا.. ونحن الفوق رقاب الناس مجرب سيفنا) وغير ذلك الآلاف من النماذج الساخنة. . وحتى أغاني العديل والزين أغاني عزة وإستقلالية وإعتداد بالنفس، مثال (عريسنا ورد البحر وقطع جرايد النخل، يا عديلة يا بيضة ويا ملايكة سيري معا).
هنا أقول بظني في الهدف من الجهد الذي بذل في حقيبة الفن لتكون وتسيطر على المشهد الغنائي الرسمي في السودان والأمر أيضا ذو علاقة بوحدة وادي النيل كما أن كل التسجيلات تمت في في القاهرة وهناك أم كلثوم مختبئة في الخلفية وهي التي اسمت إبراهيم عبد الجليل عصفور السودان (راجع مذكرات البازار وهو الشخص الذي رعى شعراء وفناني الحقيبة ووثق لها ).
كان دور الغناء والروايات الشعبية مهماً جداً في نقل جينات المجتمع وشفراته الثقافية والعقدية وقيمه ومثله إلى الأجيال المقبلة لأن في ذلك الأوان لا توجد بعد في السودان وسائل البث والتثاقف الحالية من شاكلة الإذاعة والتلفزيون والصحف وطبعا لا توجد إنترنت .. والكتب كانت منعدمة أو نادرة والمدرسة هي الخلوة.
لذا كانت الأشعار والأغاني والمدائح والحكايات الشعبية عندها أدوار حاسمة وخطيرة جداً في المجتمع ليس مثل الآن للترفيه فقط. لذا فقد أهتم الإنجليز بالأداب الشعبية عبر صناعة بدائل لها لها كما بالخلاوي التي أنتجت الدروايش الذين قطعو للتو رأس غردون باشا عبر السعي إلى إستبدالها بالتعليم الحديث وبشكل عاجل.. وكذا فعلو بالمشهد الثقافي كله فنتج عن ذلك فضاء المجال المدني الثقافي الذي يجلل المشهد الواقعي حتى الآن ويجد ذلك تجليه العملي في إنفصام المثقف عن مجتمعه تلك الظاهرة التي نشهدها في حياتنا اليومية الراهنة.
والرقصات المصاحبة لتلك الفنون الشعبية الأصيلة أهمها العرضة والصقرية ويستخدم فيهما السيوف والعصي والكرابيج إضافة إلى البطان.. كانت أمدرمان والخرطوم وكل الارياف القريبة والبعيدة تضج لياليها بالعجاج الذي يضمخ السماء من رقصات شباب متحمسين يعرضون ويلعبون الصقرية ويتباطنون فوق أرضهم المستقلة بسيوفهم وعصيهم البلدية وأشعارهم الشعبية التي تشبه أرضهم ومخيلتهم الإجتماعية .. حتى باغتهم الإنجليز في كرري وأصبحت الخرطوم على حين غرة مدينة بريطانية بين مقرن النيلين (سياسة ومعمار وإدارة وثقافة) وعندها شارع في قلب لندن بإسمها كونها إحدى أملاك التاج البريطاني ولو خلف البحار وسيف المهدي أيضاً ذهب إلى هناك لكنه عاد.. وما يزال شارع الخرطوم بذات الإسم حتى تاريخ اليوم بلندن.
وليس الغناء فحسب بل أدخل الإنجليز أيضاً نوع من الرقص جديد تعويض للرقصات الممنوعة علناً أو ضمناً أو قل على أقل تقدير غير المحبذة مثال العرضة والصقرية. هذا الرقص نفعله حتى الآن وهو جاء مع الحقيبة جنباً إلى جنب .. الرقيص الذي نفعله اليوم بتلقائية في المناسبات العامة والخاصة أصله إنجليزي وإسمه العلمي Cumbia.
| |
|
|
|
|
|
|
|