بحري طراوة.. عودة الروح (مع التحية لأبن بحري أخي د. جمال أحمد حسن)

Quote: أحبتي البحراوية .. ما عندي ليكم غير نغيم .. برجوه ينفُض لي غبار زمن القسا الكتّاح يهِزْ عرجون نخل صبر الغلابة الطالْ يحِتْ يخرِتْ تباريح الأسى الممدودة فوق نور الدُّغُشْ يا بحري آه مواصلة لتوثيق الوالد عن مدينة بحري : الجانب الفني....مجال الغناء والطرب من الصعوبة ان يتناول الفرد موضوعاً أحداثه ترتبط بتواريخ دقيقة خاصة إن كان القصد من ذلك التحدث في حقبة زمنية محددة فاذا اردنا ان نتحدث عن سيرة الفن والطرب في مدينة ما من المدن لابد ان نستعرض بعض الامكنة والتجمعات التى كانت مهد للانطلاقة الفنية ايمانا منا بان الفن بداء مع حياة الناس منذ بدء الخلق كحالة تعبيرية للفرح والسرور باختلاف لهجات الناس وتعابيرها إبرازاً للشعور والاحاسيس . ولكن اذا اخذنا الموضوع من ناحية توثيقية نجد بان فترة الاربعينات هي الفترة التي بدأت فيها الحركة الفنية بمدينة بحري تزدهر وتأخذ الطابع التنظيمي خروجا من دائرة الجماعات والشلليات التى كانت تقوم باداء الغناء والدوبيت بطريقة عفوية عبر اللقاءات التى كانت تتم بالانادي كسائر مدن السودان قديماً إذ كانت الإنداية في وقتها كما عرفها الاستاذ محمد الطيب رحمة الله عليه ...هي الحانات الشعبية المنتشرة في معظم أنحاء السودان وهو مكان يؤمه طلاب اللذة والطرب. كانت هذه الانادي تنفرد في مكان بعيد عن الاحياء تجنباً للازعاج ومراعاة الذوف العام غلا انها كانت تخضع للسلطات البلدية التي تحدد مبانيها وتراخيصها وتجديداتها السنوية مع رقابتها أيضاً للسلطات الصحية والالتزام بكافة الضوابط الصحية والامنية إضافة لذلك بان ترفع كل انداية راية عالية بمثابة دليل يهتدى به ....تنكس عند الغروب. كانت هذه الانادي وبوضعها هذا اقرب للمنتديات والاندية التي يلتقي فيها الجميع بمختلف قطاعاتهم المجتمعية إذ كانت ايضاً مكاناً لتلقي الاخبار الاجتماعية وكل ما يهم الناس من اخبار عامة تخدم منافعهم الاقتصادية من تجارة وصناعة وزراعة وغيرها ، اذاً فان الانداية كانت مكان للترويح والطرب ...كان الغناء أثناء الشرب يكون بصورة عفوية ولكل انداية مغنيها ومغنيتها وكان الغناء الشائع بالدلوكة ....هو غناء التم تم والدهولة والعرضة والنقرزان إضافة لاغاني السيرة والفروسية والحماس ....هذا اذا اعتبرنا ان تلك بدايات الطرب والغناء في سائر مدن السودان مدينة بحري فقد كان اضافة لما سبق ذكره ما يعرف بأغاني الطمبارة والمديح الانشادي بالطار والرق ومن اشهر المادحين في ذلك الوقت عبد الرازق حكومة الذى كان مداح / السيد عبد الرحمن المهدي طيب الله ثراه ثم الحاجة بشرية وكانت تمدح في ضريح السيد المحجوب والمراغنة ببحري ، اما مشاهير الطمبارة كان خوجلي العوض وختام ساتي ومحمد عثمان ود رقية وعوض دراج والقرج ومحمد الدنقلاوي ومحجوب سيد احمد وحسين عثمان وعلي يسن(كضيم ) ورحمة الله وخلافهم ممن ضاعت اسماؤهم من ذاكرتي الان . تلى تلك الفترة ما يعرف باغاني الرق او اغاني الحقيبة وكان اشهرهم ادم بقاري والذي كون ثنائياً مع عباس صيام والد الهادي صيام لاعب الهلال المشهور انذاك ...طيب الله ثراهم اجمعين. اما من جانب أغاني البنات واللائي ظهرن في الساحة في حقبة الخمسينات وما بعدها ، منهن الفنانة امنة عبد الله (الناشئة ) وكانت لها بعض الاغنيات سجلت في الاذاعة وايضا من المغنيات ستونة كافي وزهرة بت ام زين ومريم توفيق التى اشتهرت بمريم بت بهانة وخضرة بت الجاك وستنا بت الياس وسعدية بشير وامنة موسى وسعدية الكو وامنة خميس وبتول خميس وظهرت كذلك اسماء بشير واسماء بركية وعوضية زايد واخريات .