حبيبنا علاء سيداحمد ( أننقا) بعض الخواطر عن أهلي في كرمة البلد

Quote: كل هذه المقدمة لأجل ذلك اليوم الذي خرج فيه البرقيق بأكمله لمشاهدة ذلك المارد الضخم شاهدنا العشرات من الناس متجهين صوب البيارة وكأن هناك جثمان في شيخ منور ولكن كل الأمر كان يتعلق بتلك (الحفارة) أو الكراكة التي اتت لتوسيع الجدول ربما التاريخ في منتصف السبعينات .. وتجمهر الناس بالعشرات حول هذا الشيء الغريب حتى بالنسبة لنا ولو كنا نعتبر منفتحين لأنني بصراحة لأول مرة اشاهد الكراكة ولا حتى في صور .. ولكن ما ادهش الناس تلك المبارزة بين النخلة والكراكة فبدا للناس انه صراع الخير والشر وكأنهم يشاهدون فيلم هندي بين البطل والخائن تحرك هذا العملاق تجاه النخلة وحبس الناس انفاسهم ماذا ستفعل هذه الشجرة الصامدة الطاهرة امام هذا الوحش واهلنا يعرفون تماماً ان النخلة يمكن قطعها ولكن لا يمكن اقتلاعها من جذورها وكأن هذا الخبيث يلاعب ضحيته قبل القضاء عليها وأبعدت الاتربة من جوانب النخلة ثم في لحظة واحدة أتت بالنخلة من جذورها اجزم انني شعرت بدوران وكذلك اهلي الموجودون هناك بل وأكون صادقاً انني شعرت بألم في الاسنان وما العلاقة بذلك لا ادري .. كرهت تلك الالة مع ان هذه النخلة هي المخطئة او هي التي اوجدت نفسها في المكان الخطأ .. وبعيداً عن الاحساس بالعاطفة فإن هذه الآلة كانت للخير والنماء وتم توسيع الجدول من الطرفين من البيارة حتى السواقي وصارت الكراكة من الاشياء المعتادة يومياً واصبح لم يتلفت اليها بعد ذلك احد الا القادمون الجدد من المحس او الجزر .. أما السائق فكان نحيف الجسم طويل القامة يلبس بنطلون وقميص وعمة صغيرة في الرأس فكان اول ايامه يتباهى داخل السوق ولسان حاله ( ليس في هذا البلد غير هذا الولد ) وعاش اجمل ايامه في بداية عمل الكراكة وكان يشار اليه بالبنان .. وعندما كان يجلس في مقصورة القيادة والتشغيل كانت كم آهات الاعجاب تنطلق من الحناجر ولكنه بمرور الوقت اصبح عادياً ومن عامة الناس .