|
Re: نداء اطلانتا : لا للقبلية .. أنا سوداني 🇸� (Re: Haytham Mansour)
|
صحيفة الجريدة الاثنين 9 أكتوبر 2017
زمجرة حروف
لا للقبلية ... أنا سوداني
الامام مالك عبدالغفار
الجميع يتفق على أن القبلية هي عبارة عن مكون اجتماعي له ايجابياته وسلبياته ويمثل أهم قطاع ينتمي إليه الفرد في المجتمع وهو دائما ما يلجا إليه في حال غياب دور الدولة ومؤسساتها تجاهه واختلال توازن النظام وذلك كونه منظومة يمكن أن توفر له الحماية التامة وتحفظ له حقوقه كاملة وبالتالي من المؤكد انه ومن هذا القبيل سيتقدم الولاء القبلي على الولاء الوطني من غير أدنى شك ومن الواضح جدا أن سلبيات هذا الاتجاه أخذت تطفو على السطح مؤخرا بصورة مزعجة ومقلقة في وقت بدأت تثار فيه النعرات القبلية وذلك نتيجة لسيطرة فئة محددة على السلطة والثروة وآثرت البقاء على كرسي الحكم على حساب تمزق النسيج الاجتماعي للمجتمع السوداني وفقدان جزء عزيز من تراب هذه البلاد وهي من أرادت ذلك لأجل أن يسود حكمها حتى لو أدى ذلك إلى التناحر والصراع القبلي الأمر الذي سينتج عنه تراجع دور الدولة وانحساره وتأخرها عن النهج الذي يمكن أن تسير عليه الدولة بمفهومها الواضح و تطوّرها نحو المفهوم الحقيقي للدولة الوطنية .
(لا للقبلية .. أنا سوداني ) نداء أطلقته مجموعة من كوادر وقيادات حزب الأمة القومي بمدينة اطلنطا بالولايات المتحدة الأمريكية الأسبوع الماضي لكافة قطاعات الشعب السوداني وذلك لنبذ القبلية والتمييز العرقي والاثني والديني بالبلاد من اجل استقرار السودان وكرامة مواطنيه والحفاظ على ثرواته وحدوده وإعادة الأمن والحرية للشعب السوداني وقد حمل نداء اطلنطا شعار (لا للقبلية .. أنا سوداني) في إشارة للظواهر السالبة التي انتشرت في الآونة الأخيرة نتيجة للإهمال الحكومي لقضايا المواطنين وغياب التنمية في العديد من المناطق وجاء هذا النداء في ظل تداعيات التمييز القبلي والعرقي الذي تفشى مؤخرا بين أفراد المجتمع السوداني , نداء انطلق من حناجر أرادت أن تعيد القاطرة إلى مسارها الطبيعي وهم قد بدأوا بالفعل أولى خطواتهم دون رجعة أو الالتفات إلى الوراء لبلوغ محطات الوطنية رغم صدق توجههم وسلامته باعتبار أن القيم السودانية الأصيلة التي يستند عليها المجتمع السوداني في تواده وتراحمه بين كافة مكوناته منذ القدم والتي لا زالت تعد هي الرهان الأساسي لوحدة السودان وبنائه وتماسكه. القبلية للتعريف وليس للتمييز ودائما ما ينسب الشخص لقبيلته تعريفا وليس تمييزا دون أن ينال ذلك من شخصه أو قبيلته فكم كنا في أوساط مجتمعات متسامحة ننادي أصدقاءنا وجيراننا بنسبهم القبلي وكان ذلك مصدر فخر وإعزاز للجميع وهذا إن دل إنما يدل على سواسية مجتمعنا السوداني ما قبل نظام الإنقاذ ولذلك كان واجب علينا دحض هذه الظواهر السالبة و الهدامة والتي نالت من قيمنا كثيرا ودعوة العامة لطي هذا الملف والعمل على مناهضته بتفعيل هذا النداء الذي دعا إليه نفر كريم من الأحباب باطلنطا ومناشدة كافة القوى السياسية للتعامل مع هذا الأمر بجدية من اجل وقف الصراعات المسلحة وإيجاد حكم بديل يؤمن مشاركة حقيقية يمثل جميع أطياف المجتمع السوداني دون إقصاء لأحد حتى تعود للدولة هيبتها والعمل على نشر الوعي وتبني وتنفيذ سياسات ثقافية لكي تسعى إلى تغيير القيم والمفاهيم الثقافية والاجتماعية السالبة، خاصةً في ما يتعلق بصورة الآخر، فضلاً عن الفهم العميق لجذور الأزمة والاعتراف بها كجزء أساسي من حلها .
|
|
|
|
|
|
|
|
|