آثار عامة لحكم الأخوانوية على السودان لمدة ثلاثة عقود
4 - القفذ من أيديولوجيا إلى أُخرى (أيديولوجيا الحرب المُقدسة فى الجنوب، الأيديولوجيا الإقتصادية وإلهاء النَّاس بالمنجزات الإقتصادية من كبارى وطرق وسدود إلى أن إكتشف الشعب أنها قد أُنجِزت بالإستدانة من العالم الخارجى، وأخيراً فزَّاعة العقوبات الأمريكية على السودان) بغرض التسويف السياسى ومنع الشعب استحقاقه من الحرية والديموقراطية والتداول السلمى للسلطة والتوزيع العادل للثروة.
5- التمييز الإقتصادى لصالح الأخوانويين فى كلِّ شئ، خاصة فيما يتعلق بتوزيع الثروة (كعائدات البترول والمعادن النفيسة التى تُدار خارج الموازنة العامة) وبفرص الاستثمار وبتوزيع الأراضى، وباحتكار التوظيف والتدريب والبعثات الخارجية، وبالأعفاءات من جميع الضرائب ورسوم الخدمات والأتاوات والزكوات وغيرها، وبمضاعفة المرتبات والبدلات، وبالعلاج والتعليم بالخارج لهم ولذويهم، وبإطلاق أياديهم فى سرقة الناس والدولة بفرض رسوم وضرائب على المواطنين من غير أورنيك 15 حتى فاقت الـ 173000 رسماً ضريبياً، وبتجنيب عائدات الوحدات الإيرادية بعيداً عن وزارة المالية والسلطات الرقابية الآخرى.
6- استمراء السير على خط سياسات التحرير الإقتصادى الحمدوية (التى كانت فوق ما يطمع النظام الرأسمالى ومؤسساته الدولية) برفع الحكومة يدها كليةً عن إنتاج السلع والخدمات الاجتماعية كالتعليم والصحة والإسكان وإصحاح البيئة والمياه النظيفة والإمداد الكهربائى المتصل وتركها لقطاع خاص لا يرقب فى اللا - أخوانويين إلاَّ ولا ذِمَّة، خاصةً مع سكوت الشعب السودانى على أخذ 50% من مخصصات التعليم والصحة لصالح استخراج البترول فى السابق.
والمحصلة هى إفقار وتجويع وإعلال منتظم للشعب بجلب السلع التافهة والمنتهية الصلاحية، والتحكم فيه بجعله يدور فى فلك هذا القطاع الخاص من المتنفذين الأخوانويين الذى هو أشبه بنظام الكفيل الاستعبادى الاستبدادى فى الدول الخليجية، ولا يستطيع أن يعيش للأسف إلاَّ من خلاله. وبالتالى صار الشعب فى الداخل ذاهلاً عن موجبات التغيير على أرض الواقع رُغم المعاناة الفادحة، خاصةً مع غياب 10 مليون من الإنتلجنسيا السودانية عن البلد دون إجراء سلس لعمليات تسليم وتسلُّم مقتضيات التغيير للأجيال اللاحقة. الأمر الذى أوجد فجوة سياسية مقدرة وفجوة تغيير، جعلت الشعب السودانى "معلم الشعوب" واقعاً ضمن دائرة الحدس السلبى السائدة إقليمياً، والتى يتهندس فيها الرأى العام بالإشاعة والإعلام الموجه وفى أعلى السقف بالضربات الأمنية الباطشة.
وعليه صارت موجبات التغيير موجودة فقط فى العالم الإفتراضى، وإذا تنزَّلتْ لتتعفر، تجدها "متبيِّنة" فى صحيفةِ هنا وصحيفةٍ هناك، وفى بعض الأنشطة الطلابية المحروسة بالأمن. أمَّا موجبات التغيير كفِعِل جماعى مادى متَّسق وملتحم على أرض الواقع، فهى غير موجودة. ولذلك يُسَخِّر جهاز أمن الدولة أناساً متعوباً عليهم من شعبة الجهاد الالكترونى لإخصاء موجبات التغيير حتى على مستوى العالم الإفتراضى، واللهُ وحده المستعان.
7- استطياب الكسب الحرام السهل عبر سرقات الإنقاذ الجارية جعلتْ من العقل الريعى مسيطراً على كليبتوقراط الإسلام السياسى فى السودان، وبالتالى غابت عن البلد الرأسمالية الخلاَّقة التى تنفق على البنيات الأساسية وتستثمر فى الصناعة مما يزيد من عُرى الترابط الأمامى والخلفى للإقتصاد القومى وفتح أفاق واسعة للتشغيل.
ولكن على العكس من ذلك، فإنَّ كليبتوقراط الإسلام السياسى المُهجَّسين بحدوث تغيير فى أىِّ وقت رغم بقائهم الأطول فى السلطة فى السودان، فإنَّهم يفضلون تنمية بلدان أُخرى على تنمية بلدهم (المسروقون أولى بالمعروف). وبالتالى تجدهم أصحاب استثمارات واسعة فى أثيوبيا، ماليزيا، الأمارات العربية، قطر، كينيا، يوغندا، موزنبيق، موريتانيا، جزر القمر، الهند، الصين، وحتى فى أمريكا اللاتينية.
هذا الواقع جعل من الإنقاذ دولة جباية قاصمة لظهر المواطن المغلوب على أمره، وفى أحسن الأحوال تركته تحت رحمة قطاع خاص غير مسئول وعديم الأخلاق لما عجزت عن شراء الواردات التى تلبى حاجة الشعب والدولة بسبب تآكل الإحتياطى النقدى للدولة، بل سرقته.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة