خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (الحقيبة أصلها زجل أندلسي)!

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 01:58 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-27-2018, 02:18 PM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال (Re: محمد جمال الدين)

    أسامة الخواض:
    {لكن مشكلة الحداثة الغربية أنها اقتصرت على عالمها الغربي، بينما راحت جيوشه تستعمر العالم.. ومن تلك اللحظة التراجيدية ارتبطت الحداثة الغربية بالقهر، وراحت المجتمعات المستعمّرة تبحث عن خلاصها الخاص من خلال الرجوع إلى الماضي}
    الشاعر والكاتب: أسامة الخواض في بوست عن المهدية بهذا المنبر.
    http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi؟seq=msgandboard=499andmsg=1535346241andrn=113

    ماجد السناري:
    {يوجد شيء في تاريخنا الحديث اسمه خيانة الإنجليز للحداثة التي لاحت مع قدومهم عندما بان {لهم}أنها لا تنتج إلا صفوة تتحدي الإستعمار الذي ومنها قرر مسار التاريخ السوداني الحديث في إتجاهه الطائفي}
    الكاتب والفيلسوف د. ماحد السناري في بوست بهذا المنبر.
    Re: ما بين طه جعفر والحي بن يقظانRe: ما بين طه جعفر والحي بن يقظان
    ========
    يا محمد قوم بشّر هز فوق تيجانم سل سيفك وكشر، أو كما غنى خليل فرح..
    ألم نقرأ كلامك عن طوسون قبلا؟ بلى فعلنا ولا أزال غير مقتنع،، يعني هو كان أحسن ول أخير من الصاغ صلاح سالم هههها.. أيدلوجيا وحدة وادي النيل سواء الحقيقية أو النسخة المزورة (بتعبيراتك) لا تفهم ولا تحتاج إلى تزقيط الحقيبة في آذان ووجدان السودانيين.. لو عرفوا لمثل هذه الأسرار الوجدانية فلربما ما احتاج صلاح سالم إلى رشوة السياسيين بوقت تقرير المصير!!..
    ثم أنك لا تزال تحاول الجمع بين النقيضين (مصر والانجليز) في المؤامرة من أجل اصطناع الحقيبة وهذا غير منطقي وكل قرائنه الظرفية في علية الهشاشة، ولم توفر من الوثائق ما يعضد هذه الاستنتاجات.. ألم تكتب من قبل:
    Quote: الأمير عمر طوسون باشا (حفيد محمد سعيد باشا والي مصر ابن محمد علي باشا الكبير) وهو مهندس الوحدة الباشوية الرسمية (لا الشعبية) بين السودان ومصر (وحدة وادي النيل/ النسخة الرسمية) .. ولقبه: أمير العلماء ومن القابه ايضاً الأمير المستنير (1872-1944).
    [ليس من دليل واحد أن الرجل كان في سعة من المنصب أو التوافق مع الحكومة أو العرش الملكي تمكنه لأن يهندس أي شيء..علاقته العاطفية مع السودان لا تصل حتى لمرحلة علاقة أحمد العوام باثورة المهدية]

    تم تكريمة رسميا عام 1934 بواسطة (أمير العلماء والزعيم الروحي لوحدة وادي النيل) عمر طوسون باشا في حضور وفد ثقافي مصري وتم إعلانه رسمياً بواسطة طوسون باشا ك"عميد للغناء السوداني ومجدده" ويعنون بالغناء السوداني غناء ما عرف لاحقاُ بالحقيبة.
    [تكريم سرور تم في سراي عبدالرحمن المهدي، الرجل حاول أن يعبر عن اهتماماته الثقافية فنادوا له سرور من باب المركزية الأمدرمانية ههها. ولكن السؤال هو، هل كان في السودان فنان محترف ومفهوم بالنسبة للمصريين ولو إلى حد ما غير سرور؟]

    ساهم في تنفيذ الخطة بشكل حاسم في أرض الواقع الأمير عمر طوسون باشا (حفيد محمد على باشا الكبير) وهو مهندس "وحدة وادي النيل" في نسختها الرسمية كآيديولوجيا لتلاحم شعبي وأرضي مصر والسودان.
    [أين تفاصيل الخطة؟ كيف تجمع الخطة بين (مهندس النسخة الرسمية لوحدة وادي النيل) وبين مهندسي الانفراد بحكم السودان الانجليز.. كيف تجمع هذه الخطة بين متهم بالميل إلى الخلافة العثمانية وبين أعداء الخلافة ومحاربيها في حرب انتهت سنة ١٩١٨؟]

    وأظن اختيار النسخة الزجلية السودانية جاء على خلفية الدراسة التي قامت بها السلطات البريطانية 1905-1910 في العامية السودانية لأسباب عملية هي فهم مخيال الإنسان السودان بغرض تسهيل أمور الدولة والمجتمع (سلاسة السلطة ) وضمت لجنة العامية مصريين وشوام متميزين في زمانهم اضافة للقيادة الانجليزية برئاسة جيمس كري وزير المعارف ومؤسس ومدير كلية غردون التذكارية يساعده عمر طوسون باشا حفيد محمد على باشا الكبير.
    [أين هي هذه الخطة؟ وما تفاصيلها؟ ماذا قالوا فيها عن العامية السودانية وكبف عرفوا ما يناسبها من الأنماط الزجلية؟ من هم الشوام المتميزين سوى أساتذة كلية غردون ورجلي الترجمة بقلم المخابرات صمويل عطية ونعوم شقير؟ هل هي خطة للقوميين العرب لالحاق السودان عربيا لأم خطة للالحاق بالخلافة العثمانية أم خطة لالحاقه بالتاح المصري أم ببقايا الثورة العرابية المناهضين للتاج؟ هنا تاريخ طويل مهدر!!]
    البين قوسين بالأحمر هكذا[هو تعليقي].

    وماذا عن عمر طوسون:
    أمير من آل محمد علي باشا حكام مصر، وحكام السودان اسميا على أيام الحقيبة حين الكل كانوا تحت هيمنة الانجليز. تقول عنه الويكبيديا:
    {{كان له ولع بمطالعة كل ما له علاقة بتاريخ مصر والسودان.. وقد حدث وعرض عليه الانجليز عرش مصر فرفض، وأنه كان ذو ميول شعبية ومحبوبا عند الناس، وله نزعات اسلامية منحازة إلى فكرة الخلافة، وعلى علاقة متوترة مع الملكين فؤاد وفاروق، وقد أيد سعد زغلول وثورة ١٩١٩، وكان يدعو دائما إلى وحدة الأمة واجتماع الشمل، ويكره الشقاق والخلاف، ولا يهدأ حتى تسكن الفتنة ويلتئم الصف، ويسعى إلى فض النزاعات بين الأحزاب المصرية، حتى لا ينفرط عقدها أمام الاحتلال البريطاني الذي كان يزكي هذه النزاعات ويشعل نارها.. وأن اهتمامه السياسي بالسودان كبير جدا}}..

    وعن هذا الاهتمام قال مصدر آخر: {{إنه كان يعد السودان امتدادا طبيعيا لمصر، وقد كتب ذلك في الصحف وضمنه كتبه ومذكراته. وكان لا يذكر السودانيين إلا بما يليق بهم، ويبدي إعجابه بكفاحهم وجهادهم. وحين شكلت لجنة لوضع الدستور المصري برئاسة حسين رشدي باشا سنة (1341هـ= 1922م) كتب إليهم قبل أن تبدأ أعمالها مذكرا بأهمية السودان وضرورة اعتباره ضمن حدود البلاد كما كان قبل الاحتلال، وبوجوب تشكيل مجلس النواب من السودانيين والمصريين على حد سواء يعمل للمصلحة المشتركة التي لا انفصام لها أبدا، وكان لهذا الخطاب أثره في مناقشات لجنة وضع الدستور.}}..

    وجاء في مصدر ثالث: {{أنه قد كتب وساهم في نشر الكثير من الكتابات وأن الذي يخص السودان منها هو؛ كتاب مصر والسودان عام 1927، مذكرة فى المسألة السودانية باللغة الفرنسية 1929، ومذكرة فى مسألة السودان بين مصر وإنجلترا عام 1929 باللغة العربية، وتاريخ مديرية خط الاستواء المصرية فى 3 مجلدات 1937.. أما المؤلفات بالخصوص السوداني التى طبعت على نفقة هذا الأمير فهي؛ ضحايا مصر فى السودان وخفايا السياسة الإنجليزية 1935، وأعمال الجيش المصرى فى السودان ومأساة خروجه منه 1936، وفتح دارفور عام 1916. والأورطة السودانية المصرية في حرب المكسيك.}}

    https://www.marefa.org/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1_%D8%B9%D9%85%D8%B1_%D8%B7%D9%88%D8%B3%D9%88%D9%86

    https://www.almasryalyoum.com/news/details/33844https://www.almasryalyoum.com/news/details/33844

    عن سيرة طوسون مع الحقيبة تقول الويكبيديا أن {{العبادي هو الذي أطلق علي محمد احمد لقب "سرور" عندما قابله في اليوم الذي اعقب حفل زواج بشير الشيخ فصار اللقب ملازما له طوال حياته . لقب عميد الفن السوداني اطلقه عليه الأمير عمر طوسون باشا إبان زيارته للسودان عام 1934 وفي معيته وفد ثقافي مصري و قد قلده طوسون نيشانا اعترافا بابداعه.}}.

    لا شيء آخر في المصادر سيزيد عن هذه الحكايات، سوى أنه قد التقى بسرور في حفل أقامه عبدالرحمن الهدي لتكريم الامير.. كل شيء بيدو بروتوكوليا جدا.. فلماذا إذن يتكرر اسم طوسون كثيرا في هذا البحث رغم أن التمحيص قد لا يفيد فرضية المبحث، حيث أن مصالح طوسون تتعارض مباشرة مع مصالح ونجت وجيمس كري؟

    فإذن ولمحاولة الإجابة على هذا السؤال عن تكرار سيرة طوسون، أنا أفهم أن طرفا من المبحث الكلي لمحمد جمال فهو أساسا متعلق بالسياسة والآيدلوجيات التي سادت الفترة المعنية بالحقيبة، وهكذا الحال فهو سيتعلق بالحقيبة أيضا.. وأنه انطلاقا من ذاك الطرف البحثي، فإن المبحث الكلي يجب أن يموضع هذا الأمير الخديووي عمر طوسون، المشهور بحب ورعاية الآداب والفنون في عصره، في زمرة (النسخة المدسوسة والمغشوشة من دعاة وحدة وادي النيل التي هي في الحقيقة نسخة باشوات التيار التركي من حكام مصر الفعليين، والتي بعكس التيار الشعبي الوحدوي، فقد كانت تسعى لإستمرارية حكم الباشاوات لمصر والسودان بعد ذهاب الإنجليز.) وهذا على حد تعبيرات محمد جمال!!

    ومع أن أمر تمثيل عمر طوسون لهذه النسخة الباشوية المغشوشة كما يسميها جمال: هو مما يمكن أن يكون عليه اختلاف كبير، وفي تفاصيله دعوة مفتوحة إلى نظر مدقق، وسيحتاج إلى مراجعات تاريخية أشمل. ولكن هذا موضوع طويل سنكتفي الآن بهذه الاشارة إليه ونتركه لحصافة وناقدة القراء، ولنعد لمقولة محمد جمال بين القوسين (بأعلاه مباشرة).. المقولة التي لو إننا سايرناها واكتفينا بظاهر أصول الباشا الأميرية الخديوية ــ مع إن هذه الأصول، وكما رأينا وسنرى، لم تمنعه من الانحياز للثورة الشعبية المصرية على حساب القصر والانجليز ــ لو سايرناها واعتبرنا أنه ممثل تلك النسخة الوحدوية المغشوشة. فسيمكننا عندها أن نفهم ما يريد جمال قوله من إيراده لاسم هذا الأمير لخمس أو ست مرات في مبحثه هذا عن الحقيبة!!

    نفهم ذلك الاصرار كالتالي؛ بما أن لهذا الأمير اهتمامات بالسودان، وبالفنون والآداب السودانية، وبالسودانيين من دعاة وحدة وادي النيل من مختلف التيارات سواء غفلوا عن حقيقة نسخته المغشوشة أو وافقوها، ولأن من ضمن هؤلاء الوحدويين كثير من شعراء وفناني الحقيبة، فإذن لا نستبعد أن هكذا علاقة سياسية قد أدت لتدخله المباشر "في التحريض والتشجيع على (اصطناع) شعر وغناء الحقيبة بما يبعد السودانيين عن ثراثهم الشعري والغنائي الحماسي الجهادي المحرض على التمرد والثورة والاستقلال"، وأيضا فالكلام بلغة محمد جمال!! ولو تذكروا فتلك هي بعض فرضية البحث الثانية (بعد مطابقة الزجل الأندلسي)، بل هي ثاني أهم مقولات الفرضية!!
    حسن، ولكن ما هي الشواهد والدلائل التي يقدمها البحث بين يدي هذه الشكوك، التي لو وردت في سياق غير هذا السياق المفهوم لخطاب وحدة وادي النيل فقد ترقى إلى درجة الاتهام بالعمالة الثقافية، (ألم تفعل بعد؟؟)!! الإجابة هي؛ لا شيء سوى قرينة ظرفية كمثل تكريمه للفنان محمد أحمد سرور وتعميده عميدا للفن السوداني وذلك عند زيارته للسودان سنة ١٩٣٤ وهي السنة التي ويا للعجب قد حكم فيها بالسجن على محمد أحمد سرور في ملابسات اطلاق النار من مسدسه خلال مشاجرة جرت في حفل، ثم في توسط عبدالرحمن (المهدي) لتخفيض الحكم!! المهدي والأمير طوسون.. شفت كيف الدنيا دوارة!!
    لقد سافر خليل فرح، أكبر مثقفي الحقيبة وأنشطهم فيها، وثم هو أصرحهم في التعبير عن والعمل وفقا لمبادئ وحدة وادي النيل، سافر إلى مصر لأكثر من مرة ورافق فيها أشخاصا كأحمد الطريفي الزبير باشا الذي لا يمكن استبعاد اتصاله بالدوائر الباشوية العليا هناك، ثم لم نسمع عن استقبال أو تكريم أو تعميد أو أي اهتمام به من مصريين أو في مصر. لا ضمن الدوائر الأميرية أو الدواوين الملكية ولا حتى الدوارات الشعبية!!
    ألا يمكن تفسير تكريم هذا الأمير لسرور كمجرد نشاط دعائي لرجل مهتم بموضوع السودان وبتأمين إلحاقه بمصر، وفي نفس الوقت مهتم بالأداب والفنون؟ فوجدها فرصة ليعبر عن كلا اهتماماته تلك عبر تكريم من أوصت به الحاشية وغالبا لم يسمع به هذا الأمير قبلا..
    قالوا له سرور فنان السودان، قال فليكن.. وما كان ذاك التكريم ليكون في منزل عبدالرحمن المهدي لولا أن سرورا قد كان فعلا ومنذ وقت طويل قبل هذا التكريم، هو فنان السودان الأول وأن عمادته الفنية لم تك أصلا في محل الشك محليا رغم أنها لم تحميه من حكم المحكمة في نفس سنة التكريم أو وقته من السجن كما رأينا أعلاه.!!

    مع كل هذا، فلنفترض صحة تدخلات الأمير عمر طوسون، عندها فلا أظن أن إرادته الفنية، حتى لو تأكدت، قد كانت ستكون في وارد خدمة الإنجليز أو بالإتفاق معهم كما تقترحه بعض مقولات هذا المبحث. وكيف سيكون ذلك كذلك وهو الذي لم يوافق على عرضهم بملك مصر والصديق لأعادائهم الوفديين من ساسة مصر!!

    كما إنني استبعد منطقيا أن اهتمامات هذا الأمير قد طالت بطموحها إلى مبحث في الذائقة السودانية حتى وجدت به أن الزجل مثلا (ايا كان مصدره) سيكون هو البديل المناسب ليحل محل الفنون الشعرية السودانية الأخرى..

    ولكن اصبر لترى… جيمس كري أيضا.. هل كان يتنافس مع طوسون على حب السودان ورفعة فنونه؟!


    هذا هو الأمير طوسون.. معروضا بلا رتوش ولا أسرار:)
    Quote:
    https://www.almasryalyoum.com/news/details/33844https://www.almasryalyoum.com/news/details/33844
    عمر طوسون.. الأمير الذى رفض عرض الإنجليز تولى عرش مصر وانحاز لـ للفقراء

    رغم انتسابه إلى القصر الملكى إلا أنه اقترب من الشعب والبسطاء، واستطاع أن يجمع بين الثراء الملكى والتواضع والبساطة لأغلب المصريين الذين عايشهم فى وقته، عُرف عنه الجدية فى العمل، والالتحام بقضايا الوطن والعمل العام والتأليف، بعد أن كان مهموماً بقضايا القطر المصرى والعالم الإسلامى.
    دماثة خلقه، التى روى عنها المؤرخون الكثير، تؤكد بالفعل أنه «نبيل» وينحدر من أسرة ملكية حتى النخاع، فكان معروفاً بالمروءة وشهامة ابن البلد والأخلاق، حتى إنه كتب فى وصيته ألا يقام على روحه حداد رسمى، حتى لا يتسبب ذلك فى إزعاج أى شخص مهما كان، واضطر الملك إلى الانصياع لرغبته بعد أن كان طريح «النعش»، حيث صعدت روحه إلى بارئها.
     
    هو الأمير عمر طوسون، الابن الثانى للأمير طوسون بن محمد سعيد بن محمد على، مؤسس مصر الحديثة، ولد فى الإسكندرية يوم الأحد 5 رجب 1289 هجرياً، الموافق 8 سبتمبر 1872 ميلادياً، ولما بلغ الرابعة من عمره فقد والده، فكفلته وربته جدته لأبيه وأشرفت على تعليمه، وكانت دراسته الأولى فى القصر ثم استكملها فى سويسرا، وبعد تخرجه تنقل بين عدة بلدان أوروبية.
    والدته هى الأميرة فاطمة، وهى إحدى بنات الخديو إسماعيل، تزوجت عام 1871 من الأمير طوسون بن محمد سعيد باشا، والى مصر، وما لبث أن توفى والد الأمير عمر وهو فى الرابعة من عمره لتتولى جدته مهام تربيته.
    درس مبادئ العلوم على يد أساتذة مختارين فى قصر أبيه، وعندما شب وكبر سافر إلى سويسرا، لاستكمال دراسته، ومنها إلى فرنسا وإنجلترا، وأكمل علومه، وشاهد أنواع التقدم الاجتماعى والعلمى والصناعى والزراعى فى هذه الدول، ثم عاد إلى مصر.
    وكان الأمير طوسون يجيد اللغات التركية والعربية والفرنسية والإنجليزية قراءة وكتابة، وحين بلغ سن الرشد أدار زمام دائرته وشؤونها بنفسه، ومع إشرافه على إدارة أعماله لم ينقطع عن المطالعة والبحث فى مكتبته، وكان له ولع شديد بالاطلاع على كل ما له علاقة بتاريخ مصر والسودان وجغرافيتهما، وتربى على حب بلاده، وشارك فى الحرب الطرابلسية وحرب البلقان.
    تزوج الأميرة بهيجة حسن، حفيدة الخديو إسماعيل، فى 14 أغسطس عام 1898، وأنجب منها النبيل سعيد طوسون فى7 يناير 1901 والنبيل حسن طوسون فى أول ديسمبر 1901، والنبيلة أمينة طوسون فى 12 فبراير من عام 1903 والنبيلة عصمت فى 17 مارس 1904، وتوفيت بالأستانة 18 يونيو 1918 ثم نقل جثمانها إلى الإسكندرية ودفنت بمدافن النبى دنيال.
    كان الأمير عمر طوسون من أكثر الشخصيات السكندرية شعبية فى النصف الأول من القرن العشرين، فقد كان وجهاً مألوفاً فى المدينة التى تعوَّد أن يطوف بأنحائها مترجلاً من عربته التى تجرها الخيول، وكثيراً ما استوقفه المارة أثناء سيره لإلقاء السلام وطلب الخدمات التى لم ترد أبداً، حيث كان كرمه مضرب الأمثال ولم يكن هذا هو السبب الوحيد الذى أكسبه حب الأمة، حيث ذاعت شهرته داخل مصر وخارجها لوطنيته وتبحره فى التاريخ والجغرافيا، وخبرته الواسعة فى مجال الزراعة وتربية الخيول، واستكشافاته الأثرية وباعه الطويل فى الرياضة، وأعماله الخيرية واستقامته البالغة.
    كان الأمير عمر طوسون يعيش حياة تفوق فى بساطتها حياة عامة الشعب، وكان حسن إدارة الوقت والأعمال أحد أسرار نجاحه، حيث اختار الأمير أن يدير أعماله بنفسه، والإشراف على دائرته وأملاكه الشاسعة، وكان مطلعاً على أدق التفاصيل المتعلقة بأعماله، مما ساعد على زيادة أرباحها، واستصلح الأمير الجزء الأكبر من أراضيه، فتحولت إلى مزارع وفيرة الإنتاج، فكان يمتلك تفتيش الخزان بالبحيرة، وتفتيش الدميرة بالغربية.
    كان الأمير عمر طوسون، يعتبر أباً لكل من كان يعمل لديه أو يعيش على أرضه، فكان يشارك فلاحى دائرته المناسبات السعيدة، ووفر لهم الرعاية الطبية ببناء مستشفى فى كل دائرة، ومساكن لموظفى دائرته، وخصص من الطعام لكل أسرة، بحيث تحصل على إردب من القمح لكل فرد فيها، وخصص لكل عائلة جاموسة للانتفاع بلبنها، ولكل عائلة عدداً من أشجار النخيل للاستفادة ببلحها.
    اعتنى الأمير بالمدارس فى دوائره، حيث كانت المدارس الابتدائية والكتب متاحة بالمجان للأطفال، وكان من يتفوق منهم يتم تعليمه على حساب الأمير فى المدارس العليا، وبنى المساجد فى دوائره، كان هو المسؤول الذى نفذ بناء مقام أبى الدرداء فى الإسكندرية فى منطقة كرموز، حيث يحتفل أتباع ومريدو الطرق الصوفية بالصحابى الجليل كل عام، وتحديداً فى رمضان، وكان الأمير عمر طوسون هو المتبرع الأكبر لبناء استاد الإسكندرية.
    ساهم فى تشييد نادى سبورتنج، وكان يرأس مجلس إدارة النادى، منذ أوائل القرن حتى وفاته عام 1944، وتبرع لإنشاء المدارس بالإسكندرية التى خصص لها بعض أملاكه، وتبرع بفيلات لإنشاء المدارس بها، وفتحت كليه الآداب جامعة الإسكندرية فى أحد قصوره، وهو القصر المعروف بـ«نمرة 3» على ترعة المحمودية، وخصص الأمير الكثير من الوقت فى الجمعية الزراعية الملكية، التى تم انتخابه رئيساً لها، عام 1932، وبمجرد توليه رئاسه الجمعية بدأ الأمير إصلاحها، عن طريق وضع الجمعية فى إطار برلمانى وتشريعى ودستورى، مبنى على أساس ديمقراطى.
    وكان الأمير عمر طوسون، رئيساً فعلياً أو شرفياً أو عضواً بأكثر من 80 جمعية ومنظمة اجتماعية وخيرية، ومن أشهرها جمعيات المواساة، والشبان المسلمين، والخيرية الإسلامية، والخيرية القبطية، والعروة الوثقى الخيرية الإسلامية، والنادى السودانى، بالإضافة إلى دعم الجمعيات الصغيرة، مثل جمعية فقراء الإسكندرية، فى محرم بك، وجمعية الفقراء فى الجمرك، وجمعية معدومى المأوى، وجمعية الأقباط الكاثوليكية، وجمعية الإحسان النوبية، ومستشفى الطائفة الإسرائيلية وملجأ الأيتام اليونانى. كان الأمير من الأعضاء المؤسسين بنادى روتارى الإسكندرية، والهلال الأحمر المصرى، والكشافة، وجمعية الإسعاف فى المحافظة، بالإضافة إلى كونه رئيساً دائماً لنادى الفروسية، ونادى سبورتنج، وكان رئيساً للجنة الأوليمبية المصرية، والاتحاد المصرى للأندية الرياضية.
    شارك الأمير عمر، بدور كبير فى مساعدة القوى الوطنية فى مصر، حيث ساهم بماله وجهده فى مناصرة سعد زغلول والقوة الوطنية فى ثورة 1919، وقبلهم وقف بجوار الزعيم مصطفى كامل مؤسس الحزب الوطنى، إلا أن هناك أقاويل لبعض المؤرخين، ترجع فكرة الوفد المصرى إلى الأمير عمر طوسون، لكن خوفه من الملك وهاجس العزل من على العرش أخفى هذا السر، إلا أنها تبقى تخمينات غير مؤكدة إلى الآن، لكن بعض المؤرخين ربط طلب الملك فؤاد للأمير طوسون بألا يغادر مصر فى هذا التوقيت، وأن يبقى فى الإسكندرية ولا يسافر إلى القاهرة، بعلم الملك، بهذا الأمر وخوفه من دعمه للثوار.
    ونقلاً عن كتاب عمر طوسون أمير الإسكندرية، تأليف الدكتورة سحر حمودة، والذى أشرف على إصداره مكتبة الإسكندرية عام 2005، وتحديداً صفحتى 75 و76 اللتين تحتويان على الوثيقة «السرية»، التى أرسلها السير «ريجنالد وينجت» إلى اللورد هاردتج، مساعد وزير الخارجية البريطانى، فى 24 نوفمبر عام 1918.
    قال «وينجت»، خلال الكتاب، إنه التقى حسين رشدى باشا، رئيس الوزراء، للتأكد من موقف السلطان فؤاد، فيما يخص الأمير عمر طوسون، وكان الانطباع الذى أخذه «وينجت» عن رشدى باشا، هو أن السلطان فؤاد كان فى غاية الغضب لانشغال طوسون بالسياسة، خاصة أنه كان يعتبر الأمير «المحبوب»، ذا الاتجهات الدينية المنافس البغيض على عرش مصر، ولهذا السبب أصر على استخدام عدلى يكن باشا، وحسين رشدى باشا للضغط على الأمير حتى يعود إلى منزله فى الإسكندرية.
    وأضاف «وينجت»، أن رشدى باشا استبعد أن يقوم السلطان فؤاد، بنفى الأمير طوسون، فى الوقت الحالى، كما عقد وينجت اجتماعا آخر مع محمد سعيد باشا، صديق الأمير، الذى أوضح أن السلطان فؤاد هو من كان وراء منع الاجتماع العام فى التاسع عشر من نوفمبر 1918، بسبب كراهيته لذلك المنافس «الوهمى» على العرش، إلا أن محمد سعيد باشا، أكد أن سعد زغلول كان له دور فى تلك الأحداث، حيث كان على اتفاق تام مع الأمير قبل 10 سنوات، ولكنه تخلى فجأة عن الأمير، وتبنى خطا أكثر «تطرفاً»، وكان وينجت نفسه على ما يبدو مقتنعاً بتطرف زغلول وحزبه، بالمقارنة باعتدال طوسون وإن كان يظن أن لطوسون أهدافاً آخرى «خفية».
    وطبقاً لمذكرات مصطفى النحاس باشا، عرض البريطانيون العرش بالفعل على عمر طوسون، بعد وفاة السلطان حسين كامل، وقد أخبر الأمير النحاس باشا بذلك عام 1941، أثناء زيارة النحاس باشا له بمنزله فى باكوس، وينقل النحاس باشا كلمات الأمير كالتالى: لو أن الملك فاروق كان ذا عقل، ويفكر فى شىء من التاريخ، أو كان له نصحاء أمناء لعلم أن العرش عرض علينا قبل أن يُعرض على أبيه، عقب وفاة السلطان حسين كامل، ورفضناه رفضاً باتاً وكان رفضاً بطريقة أغضبت الإنجليز، وجعلتهم يناصبوننا العداء، ولم نبال بعدائهم وانضممنا إلى صفوف الأمة وأعلنا تأيدينا لـ«سعد»، عندما ألف «الوفد»، ولانزال نعلن فى كل فرصة نصرتنا لـ«الوفد»، ولرئيسه الذى خلف «سعد» على الزعامة.
    هذا هو الأمير عمر طوسون «الوطنى»، الذى كتب وصية عام 1933، أوصى فيها بمكتبته، التى حوت أكثر من 8 آلاف كتاب، وتبرع بكتبه التاريخية والأثرية للمتحف اليونانى الرومانى فى الإسكندرية، بالإضافة إلى ما اكتشفه من آثار، فى حين ذهبت الكتب التى لا تتعلق بالتاريخ لمكتبة بلدية الإسكندرية، وقام الأمير بتأليف ونشر مجموعة عظيمة من الكتب باللغتين الفرنسية والعربية.
    ومن أهم الكتب التى قام بنشرها وطبعها على نفقته الخاصة، وكانت توزع مجانا هى: الجيش المصرى البرى والبحرى فى عهد محمد على باشا عام 1923، وكتاب المدارس الحربية والمعامل العسكرية 1924، وكتاب مالية مصر منذ عهد الفراعنة إلى الآن، باللغة الفرنسية عام 1924 وبالعربية 1932، والصنائع والمدارس الحربية والبعثات العلمية فى عهد محمد على باشا عام 1926، وكتاب مصر والسودان عام 1927 وكتاب كلمات فى سبيل مصر 1928، وكذلك مذكرة فى المسألة السودانية باللغة الفرنسية 1929، ومذكرة فى مسألة السودان بين مصر وإنجلترا عام 1929 باللغة العربية وكتاب وادى النطرون ورهبانه وأديرته ومختصر تاريخ البطارقة 1931 باللغة الفرنسية والعربية 1935، بالإضافة إلى كتاب الصنائع والمدارس الحربية فى عهد محمد على باشا 1932، والإسكندرية فى عام 1868 باللغة الفرنسية 1933، وبطولة الأورطة السودانية المصرية فى حرب المكسيك 1933.
    ومن أعماله أيضاً الأطلس التاريخى الجغرافى لمصر السفلى منذ الفتح الإسلامى إلى 1934، و«البعثات العلمية فى عهد محمد على» ثم فى عهد عباس الأول وسعيد 1934، والجيش المصرى فى الحرب الروسية المعروفة بحرب القرن 1853 إلى1855، طبع 1936، ومذكرة عن مسألة السودان عام 1936 باللغة العربية والفرنسية، ومذكرتان للمرحومين أمير اللواء محمد باشا لبيب الشاهد، وأمير الألألى احمد بك رفعت عن أعمال الجيش المصرى فى السودان 1936.
    ومن كتبه أيضاً تاريخ مديرية خط الاستواء المصرية فى 3 مجلدات 1937 وصفحة من تاريخ مصر فى عهد محمد على باشا 1940 وأراضى الدومين والدائرة السنية عام 1942، وتاريخ خليج الإسكندرية القديم وترعة المحمودية 1942، وصفحة من تاريخ مصر فى عهد محمد على باشا الجيش المصرى البرى والبحرى 1942 ومذكرة بما صدر عنا منذ فجر الحركة الوطنية عام (1918 إلى 1928) وطبع 1942 ومذكرة حول التشريع لتنظيم الوقف 1943.
    ومن المؤلفات التى طبعت على نفقة الأمير ضحايا مصر فى السودان وخفايا السياسة الإنجليزية 1935، وأعمال الجيش المصرى فى السودان ومأساة خروجه منه 1936، وفتح دارفور عام 1916.
    توفى الأمير عمر طوسون فى 26 يناير 1944، وحسب وصيته فى عدم إعلان حداد رسمى فى حال وفاته، حتى لا يتسبب فى أى إزعاج لأحد، ونفذ له الملك فاروق وصيته، مقتصراً على تشييع الجثمان الذى شارك فيه الوزراء والأمراء وكبار رجال الدولة.
    وقرر الأمير قبل وفاته أن تبدأ جنازته من الميدان المواجه لمحطة مصر للقطارات فى الإسكندرية، حتى لا يضطر المعزون للسير مسافات طويلة، وبدأت الجنازة من محطة مصر كما أراد ولف العلم المصرى نعشه، الذى حمله ضباط فى البحرية المصرية، وهى لفتة مناسبة، حيث كان جده سعيد باشا أمير الأسطول، وأحاط ضباط الجيش المصرى بالموكب واصطف أهالى المدينة فى الشوارع، وتجمعوا فوق الأسطح وفى الشرفات، ليودعوا أميرهم المحبوب للمرة الأخيرة، وعند وصول الموكب إلى ضريح العائلة الملكى، فى شارع النبى دانيال، هتفت الجماهير: «فى ذمة الله ياعمر.. الأمة تودعك يا أمير الإسكندرية».
    وكان نص وصيته التى كتبها قبل وفاته بـ11 عاماً: «حضرة نجلى العزيزين سعيد طوسون وحسن طوسون، السلام عليكما ورحمة الله وبركاته، وبعد:
    فمن نعم الله علينا وتوفيقه أن أُشْربت نفسنا حب العلم ونشره، وتأصلت فينا رغبة الاطلاع على ما فى بطون الكتب من أخبار وعلوم، ولما فى ذلك من حسن القصد ونبيل الغاية، اتجهت ميولنا إلى اقتناء نفائس المجلدات، والكتب والتأليف، قديمها وحديثها، بمختلف اللغات، حتى أصبح لدينا مكتبة جامعة فى شتى العلوم، وعلى الأخص فى التاريخ والآثار والأدب، مودعة فى سرايات الرمل والمحمودية والزمالك وديوان الدائرة.
    ولما كان من رغباتنا الانتفاع بما حوته هذه المكتبة، فقد رأينا أن نوصيكما بإهدائها، بعد انتقالنا إلى الدار الآخرة، للهيئات الآتية، راجين من الله النفع والمثوبة. أولا: كل ما يتعلق بالجيوش والحروب والمسائل العسكرية بجميع اللغات يهدى، إلى مكتبة متحف الجيش المصرى، ثانياً: كل ما يتعلق بالآثار بجميع اللغات يهدى، إلى مكتبة المتحف الرومانى اليونانى فى الإسكندرية، ثالثاً: ما عدا ما تقدم من كتب علمية وأدبية وتاريخية، يهدى إلى مكتبة الإسكندرية بقسميها الأدبى والإفرنجى، فإن اشتمل كتاب أو مجلد على تأليف فى جملة نواح من التخصص المتقدم يكون الإهداء إلى الهيئة الأكثر ترجيحًا لما اشتمل عليه.
    وتابع: «الله نسأل أن يسدد خطاكما، ويوفقكما إلى ما فيه الخير والفلاح والفائدة للعالم أجمع وللأمة المصرية خاصة، والسلام عليكما ورحمة الله وبركاته، والدكما عمر طوسون».. إلى هنا تنتهى وصية الأمير الراحل الذى غيبه الموت عن دنيانا عام 1944.

    =======

    http://www.almayadeen.net/books/846951/%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1-%D8%B9%D9%85%D8%B1-%D8%B7%D9%88%D8%B3%D9%88%D9%86-%D9%88%D8%AF%D9%88%D8%B1%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8Ahttp://www.almayadeen.net/books/846951/%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1-%D8%B9%D9%85%D8%B1-%D8%B7%D9%88%D8%B3%D9%88%D9%86-%...85%D8%A7%D8%B9%D9%8A
    موقفه تجاه الدولة العثمانية وقضية وحدة وادي النيل

    أما موقف طوسون من القضايا العثمانية فجاء في وقت مبكر انطلاقاً من قناعته الإسلامية وإيمانه بفكرتي الخلافة والجامعة الإسلامية مثل مصطفى كامل ومحمد فريد وغيرهما، وانطلاقاً من مساعداته الضخمة للدولة العثمانية في الحرب الطرابلسية ضد الاستعمار الإيطالي في ليبيا وفي الحروب البلقانية. فقد دعا إلى تكوين اللجان وتجول في كل أقاليم مصر المختلفة، ملقياً الخطب ومحفزًا المصرين على مساندة الدولة العثمانية. وفي هذا الإطار، جمع طوسون مئات الآلاف من الجنيهات التي أرسلت إلى أسطنبول في صور نقدية وعينية. وكانت له مساهمات في مساندة مراكش وفلسطين والحجاز وسوريا. لكن هذه المساعدات تتضاءل بالمقارنة مع المساعدات التى أرسلت إلى الدولة العثمانية. وهذا يعكس حقيقة الميول العثمانية الإسلامية لعمر طوسون حتى الحرب العالمية الأولى، هذه الميول تحولت بصعوبة وبطء لتصبح ميولاً عربية.
    واهتم طوسون بقضايا أُخرى أهمها قضية السودان وعلاقتها بمصر بل باتحاد السودان ومصر، فأعطى هذه القضية الكثير من وقته وأمواله وكتاباته الاجتماعية والسياسية. ولم يأتِ ذلك من فراغ وذلك لإيمانه بأن بقاء الوحدة بين مصر والسودان فيه ضمانة حقيقية لمستقبل مصر الاستراتيجي السياسي والعسكري والاقتصادي. كما أدرك خطورة انفصال السودان وأنه سيؤدب إلى نقصان حصة مصر من مياه النيل. ومن أجل هذه القضية ظهر طوسون نصيراً للحبشة(إثيوبيا) في حربها ضد إيطاليا، وكتب الكثير من المقالات التي هاجم فيها الاحتلال الانجليزي ودافع فيها عن وحدة مصر والسودان. وقد طالب بفكرة في غاية الأهمية وهي أن يكون أعضاء البرلمان المصري من المصريين والسودانيين وطرح فكرة رومانسية مفادها أن يحكم السودانيون مصر. وإن لم يكن بالمستطاع، أن يحكم المصريون السودان. كما هاجم كل الاتفاقيات المصرية الإنجليزية التي لا تؤكد وحدة على مصر والسودان. وقد اقترب طوسون من السودانيين وقرّبهم منه واهتم بأوضاع السودان تحت الاحتلال الإنجليزي وساهم في بناء المدارس والمساجد فيها وتحمل جزءًا من تكلفة إرسال بعض أبناء السودان في بعثات إلى الخارج واهتم بأوضاع السودانيين في مصر.
     


    دوره الوطني تجاه القضية المصرية

    كان عطاء الأمير عمر طوسون للقضية المصرية كبيراً وإن لم تسعفه مواقفه وظروف مصر السياسية لمزيد من العطاء. وهناك أكثر من مرحلة مر بها الدور السياسي الوطني لطوسون. المرحلة الأولى بدأت مع بدايات القرن العشرين واستمرت حتى قرب نهاية الحرب العالمية الأولى. ورغم عدم وضوح دوره أو إخفاقه خلال تلك المرحلة بسبب الاحتلال الانجليزي والقيود التي وضعت على ممارسة الأمراء للسياسة، ناهيك عن طابع طوسون المسالم في المعارضة، فإن طوسون حاول المشاركة بشكل أو بآخر، وكان في ذلك من مؤيدى سياسة مصطفى كامل ومحمد فريد أو مؤيداً لسياسة الحزب الوطني القائلة بضرورة جلاء الإنجليز عن مصر. وبقدر ما أدت مواقفه في هذه الفترة إلى تعرّضه لبعض المضايقات السياسية مثل منعه من العودة من فرنسا عند نشوب الحرب. كما أبعدته عن أن يصل إلى حكم مصر بعد عزل الخديوي عباس حلمي الثاني عام 1914، وكذلك بعد وفاة السلطان حسين كامل في عام 1917.
    وأما المرحلة الثانية للدور السياسي الوطني لطوسون فبدأت منذ قرب نهاية الحرب العالمية الأولى وتمثلت في الأساس في دعوته لتكوين وفد مصري للذهاب إلى مؤتمر الصلح في فرساي للمطالبة باستقلال مصر مع السودان. ومع إنه كان صاحب الفكرة فإن سعد غلول وصحبه وبالتعاون مع السلطان فؤاد بل والإنجليز أبعدوه عن رئاسة الوفد المصري. وعندما قبِل بمجرد المشاركة فقط فإنه أبعد عنها أيضاً مع أنه كان يطمح من مشاركته إلى خدمة القضية المصرية السودانية بماله وجهده، بحسب الكاتب.
    ورغم فشله في ذلك فقد فشل في تكوين وفد من الحزب الوطني موازٍ للوفد المصري للتأكيد على استقلال مصر مع السودان. ورغم الضربات الموجعة من سعد غلول ورفاقه من أجل إبعاده عن أي دور في الحركة الوطنية، فإن طوسون أصر على المشاركة الإيجابية في مصر وبما يؤيد المطالب المصرية. من هنا كان رفضه لجهود الجنرال اللنبي لاحتواء حركة الأمراء ومشاركته في مقاطعة لجنة ملنر وحرصة على وحدة الأمة برغم اختلافها على تشكيل الوفد واحتجاجه على تصريح رئيس الوزراء البريطاني ونستن تشرشل ومُطالباته المتكررة بحقوق مصر، بل ومحاولاته للإصلاح بين رجال الوفد أنفسهم. ثم رفضه لتصريح 28 شباط فبراير1922، لأنه لم يعطِ الاستقلال الكامل لمصر مع السودان وأرجأ قضية السودان، إذ حث طوسون السلطان فؤاد على التمسك بذلك.
    بيد أن القبول بتصريح 28 شباط فبراير 1922 ثم صدور دستور عام 1932 كانا بمثابة مرحلة جديدة في الدور السياسي الوطني لعمر طوسون. فوفقاً للدستور أصبح السلطان فؤاد ملكًا على مصر والسودان وحظي بسيطرة مهمة على البرلمان والحكومة والبلاد.
    وكانت قوة نفوذ الملك فؤاد تعني بشكل ضمني إبعاد عمر طوسون الذي فضل الابتعاد عن المشاركة الفعلية في الفاعليات السياسية التي طغت عليها الصراعات الحزبية. وبالتدريج أصبح طوسون يكتفي بالإدلاء بآرائه في بعض القضايا السياسية عندما يطلب منه ذلك أو بالكتابة التى اعتبرها منذ ذلك الوقت خير منبر يعبّر فيه عن رأيه بقدر أوسع من الحرية. بيد أن هذا لا يعني أن طوسون ابتعد تمامًا عن الساحة السياسية حيث شارك بين الحين والآخر في إصدار نداءات للوفاق بين الأحزاب أو في إبداء رأيه في الشؤون المصرية، مثل قضية تعطيل العمل بالدستور أو تشكيل الوزارات أو المفاوضات بين مصر وإنجلترا وكذلك في المسألة السودانية.
       وبعد موقفه الرافض لدستور عام 1930 الذى صنعه إسماعيل صدقي المتحالف مع الملك فؤاد وتعرّضه لهجوم شرس، بدأ الدور السياسي لطوسون يشهد التراجع. وهنا نجده وقد زاد من اهتمامه بأمور أراضيه وممتلكاته وكذلك بالمشاركة في أنشطة الجمعيات وتقديم المزيد من الدور المجتمعي ناهيك عن زيادة اهتمامه بالكتابة والتأليف.




















                  

العنوان الكاتب Date
خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (الحقيبة أصلها زجل أندلسي)! محمد جمال الدين10-18-17, 06:23 PM
  Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد الأمين موسى10-18-17, 07:03 PM
    Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد على طه الملك10-18-17, 08:44 PM
      Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش Hamid Elsawi10-19-17, 05:39 AM
        Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش ياسر السر10-19-17, 07:09 AM
        Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش بابكر قدور10-19-17, 07:18 AM
          Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش علي عبدالوهاب عثمان10-19-17, 08:26 AM
  Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش أبوذر بابكر10-19-17, 09:19 AM
    Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد على طه الملك10-19-17, 10:06 AM
      Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش علي عبدالوهاب عثمان10-19-17, 01:31 PM
        Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش Nasr10-19-17, 04:56 PM
          Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ينشر لأول مرة) محمد جمال الدين10-19-17, 07:15 PM
            Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ين محمد على طه الملك10-20-17, 10:52 PM
              Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ين محمد جمال الدين10-20-17, 11:34 PM
              Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ين محمد جمال الدين10-20-17, 11:34 PM
                Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ين محمد جمال الدين10-21-17, 00:06 AM
                  Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ين مني عمسيب10-23-17, 11:24 AM
                    Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ين محمد جمال الدين10-24-17, 10:07 PM
                      Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ين محمد جمال الدين10-26-17, 03:26 PM
                        Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ين محمد جمال الدين10-26-17, 03:28 PM
                          Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ين محمد جمال الدين10-26-17, 06:59 PM
                            Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ين محمد على طه الملك10-26-17, 08:14 PM
                              Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ين عرفات حسين10-26-17, 09:39 PM
                                Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ين عرفات حسين10-27-17, 10:31 AM
                                  Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ين محمد جمال الدين10-27-17, 11:59 AM
                                    Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ين محمد جمال الدين10-27-17, 05:43 PM
                                      Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ين محمد جمال الدين10-27-17, 05:45 PM
                                        Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ين محمد جمال الدين10-30-17, 04:13 PM
                                          Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ين محمد جمال الدين11-01-17, 03:01 AM
                                            Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ين محمد على طه الملك11-01-17, 05:01 PM
                                              Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ين محمد جمال الدين11-02-17, 01:12 AM
  Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش AMNA MUKHTAR11-02-17, 02:27 AM
    Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين11-04-17, 06:48 PM
      Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش mohmmed said ahmed11-05-17, 03:18 PM
  Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش الصادق البديري11-06-17, 12:13 PM
    Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين11-07-17, 06:58 PM
      Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش ناذر محمد الخليفة11-08-17, 02:00 PM
        Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين11-08-17, 06:18 PM
          Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين11-09-17, 10:12 PM
            Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين11-10-17, 01:43 PM
              Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين11-12-17, 04:09 PM
                Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين11-14-17, 00:35 AM
                  Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين11-15-17, 01:31 AM
                    Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين11-17-17, 04:45 AM
                      Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين11-18-17, 03:36 PM
                        Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين11-20-17, 11:05 PM
                          Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين11-23-17, 02:53 AM
                            Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش أبوبكر عباس11-23-17, 04:36 AM
                              Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين11-23-17, 04:19 PM
  Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش Mohamed Sanad11-23-17, 10:37 PM
    Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين11-24-17, 11:14 PM
      Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش Mohamed Sanad11-25-17, 11:07 PM
        Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش Mohamed Sanad11-26-17, 00:15 AM
          Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين11-27-17, 03:35 AM
            Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش بابكر قدور11-27-17, 10:05 AM
              Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين11-27-17, 10:32 PM
                Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين12-08-17, 01:16 AM
                  Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين12-10-17, 03:06 AM
                    Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين12-10-17, 10:31 PM
                      Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين12-13-17, 00:07 AM
                        Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين12-13-17, 02:06 AM
                          Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين12-14-17, 02:54 AM
                            Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين12-16-17, 00:59 AM
                              Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين12-17-17, 09:26 PM
                                Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين12-24-17, 01:24 AM
                                  Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين12-27-17, 02:46 AM
                                    Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين12-31-17, 02:37 AM
                                      Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين01-05-18, 01:17 AM
                                        Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين01-07-18, 00:44 AM
                                          Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين01-07-18, 01:13 AM
                                            Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين01-08-18, 03:48 PM
                                              Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين01-12-18, 03:25 AM
                                                Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين01-26-18, 09:55 PM
                                                  Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين01-27-18, 03:10 AM
                                                    Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين01-28-18, 02:51 PM
                                                      Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين01-30-18, 03:15 PM
                                                        Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين02-12-18, 10:51 PM
                                                          Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين02-14-18, 01:41 AM
                                                            Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين02-14-18, 01:43 AM
                                                              Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين08-07-18, 12:43 PM
                                                                Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين08-08-18, 02:41 PM
                                                                  Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش هاشم الحسن08-08-18, 03:30 PM
                                                                    Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين08-08-18, 05:13 PM
                                                                      Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين08-09-18, 01:45 PM
                                                                        Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين08-15-18, 10:58 PM
                                                                          Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين08-17-18, 00:11 AM
                                                                            Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش عزيز08-17-18, 02:35 PM
                                                                              Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش Ahmed Yassin08-17-18, 04:05 PM
                                                                                Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين08-18-18, 08:14 PM
                                                                                  Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين08-19-18, 10:27 PM
                                                                                    Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين08-22-18, 02:58 PM
                                                                                      Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين08-23-18, 05:55 PM
                                                                                        Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين08-24-18, 03:41 PM
                                                                                          Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش أبوبكر عباس08-24-18, 09:13 PM
                                                                                            Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين08-24-18, 11:18 PM
                                                                                              Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش أبوبكر عباس08-25-18, 03:00 AM
                                                                                                Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين08-25-18, 12:20 PM
                                                                                                  Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش أبوبكر عباس08-25-18, 06:19 PM
                                                                                                    Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش محمد جمال الدين08-25-18, 06:38 PM
                                                                                                    Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش هاشم الحسن08-25-18, 11:07 PM
                                                                                                      Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (نش عبدالله الشقليني09-21-18, 04:33 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de