قراءات فى إنتفاضة 6 أبريل.....دعوه للتوثيق والتحليل!!

Quote: ليلة الوادى 1. لم تكن ليلة 5-6 أبريل كتلك اليالى الروتنيةالتى تمر علينابمنطقة وادى سيدنا العسكرية والتى رئاستها بالكلية الحربية. فقد كان أجتماع وحدات المنطقةالذى دعى له قائدهااللواء الركن عثمان الأمين (كتمبور)ذو هدف تنويرىلعكس ماتقرر فى أجتماع القادة الذى تم فى القيادة العامة. والذى كان يتعلق بالأحداث التى كانت تنتظم الساحة السودانية. وبأختصار شديد كان القرار (أن تبقى الأوضاع كما هي عليه لحين عودة الرئيس نميرى من الولايات المتحدة المتوقعة فى اليوم التالى أى يوم 6 أبريل) . 2. بالرقم من النقاش الحامى الذى دار فى ذلك الأجتماع إلا أن أهم ثلاث نقاط فى ذلك النقاش هى : أ. عدم تدخل القوات المسلحة فى مواجهة الجماهير خاصةوأن هنالك مسيره معلنه للقضاة صبيحة يوم 6أبريل. وقد تسأءل بعض الضباط : هل سنقف مكتوفى الأيدى أذا أرتكبت جهة اخرى مجزرة ضد القضاة؟ ب. المحافظة على تماسك وإجماع القوات المسلحة وتفويت الفرصة على أى تيار يحاول الوثوب على السلطة. ج. إنحياز القوات المسلحة للشعب وأن يعلن ذلك صبيحة يوم 6 أبريل دون أنتظار عودة الرئيس . 3. كنا نعلم علم اليقين أن هنالك عدة تيارات فى القوات المسلحة كانت متحفزة وجاهزة وقد وصل الأمر ألى أن هدد بعض الضباط فى ذلك الأجتماع بأنه أذا لم يعلن أنحياز القوات المسلحة للشعب باجماع القوات المسلحة فأننا (سنتصرف) . لذلك فأن معظم الضباط كانوا يضغطون فى ذلك الأتجاه. وكان ذلك ضد رغبة القادة وماتمخض عنه أجتماعهم 4. كان أبرز حضور ذلك الأجتماع العميد الركن صلاح حسين قائد مدرسة المشاه,والعميد الركن يسن شرف الدين قائد مدرسة المدرعات’ والعميد الركن طيار ركابى قائد قاعدة وادى سيدنا الجوية ومعظم الضباط المعلمين بالكلية الحربية.وللحقيقة والتاريخ فأن العمداء الثلاث المذكورين كان دورهم بارزافى الضغط على اللواء الركن قائد المنطقة للاجتماع بقادة المناطق خلال ذلك الليل وأعلان إنحياز القوات المسلحة للشعب صباح 6 ابريل, كما كان لضباط الكلية الحربية دورا فاعلا فى ذات الأتجاه. 5. كانت هنالك بعض الأراء الهامة لبعض الضباط أذكر منها على سبيل المثال : أ. العميد الركن الفاضل عمر البشارى كبير المعلمين بالكلية قال بأنه يجب أن تسود الديمقراطية فى الشعب . وأن تسود الدكتاتوريةفى الجيش وكان يعنى بالدكتاتورية فى الجيش (الضبط والربط الصارم) . ب. كان المقدم هاشم محمود أدهم يطلق (صيحة ) كلما أحتدم النقاش وحاول رئيسه التملص (الحديدفى الظلط)وكان يقصد بذلك أن دباباتهم جاهزة للتحرك إن لم يحدث إجماع . ج. عندما قال رئيس الأجتماع أن هنالك إستحالة لجمع القادة فى ذلك الوقت المتأخر من الليل’ قلت له : إن تلفون المايكرويف يمكن بواسطته عقد إجتماع والقادة موجودون فى مكاتبهم .وقد ردد ماقلت أحد مدعى البطولة’ ونسب ذلك لنفسه فى إحدى الصحف التى لم تنشر توضيحى الذى ارسلته لهم. . 6. وللحقيقة والتاريخ أذكر أن العميد الركن يسن شرف الدين قد طلب منى أن أدله على أقرب تلفون فخرجنامن الأجتماع إلى مكتب مجاور فتحدث مع أحد الضباط بسلاح المدرعات ’ وكان أحد كبار القادة يجتمع بضباط المدرعات ’ وقدسمعت العميد يسن يقول للطرف الأخر (أذا أستمر فى المماطلة والتطويل أعتقلوه). 7. أخذ (الشارع ) السودانى بفعالياته المختلفةعلى القوات المسلحة تقديمها مجلس عسكرى ضعيف بينما يوجد فى القوات المسلحة ضباط على قدر كبير من الكفاءة والتميز ’ نعم !ولكن هناك حقائق قد تكون غائبة عن الناس لأبد من ذكرها فى تقديرى : أ. كان أخذ الوضع على علاته ( هيئة القيادة وقادة المناطق ) للمحافظة على تماسك القوات المسلحة. ب. كان تقيير التركيبة فى الستوى الأعلى يقتضى القيام بأنقلأب عسكرى وكان ذلك مرفوضا من الضباط وبألتاكيد من الشارع نفسه . ج. تماسك القوات المسلحة فوت الفرصة على التيارات التى كانت جاهزة للقيام بانقلاب عسكرى وكانت مكشوفة للجميع . 8. نعم ! لم يكن المجلس الأنتقالى على مستوى التطلعات ولكنه فى ذلك الظرف الدقيق والعصيب كان شرا لابد منه . هذا والله من وراء القصد.