قراءات فى إنتفاضة 6 أبريل.....دعوه للتوثيق والتحليل!!

Quote: عن الانتصار الرائع لانتفاضة 6 ابريل 1985 الأوضاع عشية الانتفاضة بقلم:د.عبد القادر الرفاعي لو ان الجنرال عبود قبل ان يقود انقلاب نوفمبر 1958 تذكر ان شعبنا قاد اروع مرحلة من مراحل تاريخه في تحقيق الاستقلال الوطني و حققه قبل قرابة ثلاثة اعوام كما نفذ الانقلاب جنرالات من الجيش في نوفمبر من ذلك العام . و لو ان الذين كانوا خلف تدبير و تنفيذ انقلاب 25 مايو 1969 تذكروا ان شعب السودان في 1964 قد انتصر في اكتوبر في اعظم ملحمة من ملاحم تاريخنا المعاصر يوم صعد شعبنا الي مستوي الفعل الثوري محدثا تغييرا باستعادة الديموقراطية بعد ان هز بلالدنا من اقصاعا الي اقصاها و لما استهانوا بشعب السودان و خاض معارك الدم منذ ثورة 1924 و غيرها من اساطير البطولة التي لا زالت تبحث عن مؤلف يرويها . كما انه ليس من الصحيح ابدا تصور امكان اطلاق حركة جماهيرية واسعة بقرار مفاجئ . فالانتفاضة انما هي عملية تراكمية تطول او تقصر حسب الظروف التي كل مجتمع عن سواه . و يبقي نموذج الانتفاضة و بطولاتها هو نموذج حافز و مشجع للجماهير عند تحركها ومهما كان السياق التاريخي لفكر البرجوازي الصغيرو الظروف الموضوعية المحيطة باحزابنا فان كل ذلك بلا شك قد لعب دورا هاما في مسيرة شعبنا السياسية و مسيرة بلادنا علي وجه العموم . و لو ان شعبنا قد وضع كلتا يديه علي جذور اخفاق ثوراته و لم يضعها في خانة "كان في الماضي" لكاد ادرك دون شك النتائج الجوهرية التي يتعيين علي انتفاضة ابريل ان تضعها في حساباتها علي اية حال لا يفي مقال محدود في مضمونه و في كلماته عن الاوضاع عشية الانتفاضة لان يصبح متصفا بالشمول و يغوص الي عمق الازمة السابقة لانتصارها او ربما لما حاق بالوطن بعد انتكاستها و هنا يمكن تلخيص الاوضاع في : ان النضال لم يتوقف بعد استيلاْء انقلابيي مايو 1969 علي السلطة و اطاحتهم بالديمقراطية بل ان ذلك النضال الديمقراطي و الطبقي قد ازداد حدة في السودان رغم كل محاولات الاحتواء و الاستيعاب الديماغوجية و الاساليب و التجارب المنقولة من الخارج في الهيمنة علي المؤسسات الاقتصادية و الاحتماعية و السياسية .كما ان الدعاية المكثفة للفكر المنقول عن تجارب لا تناسب اوضاع السودان فضلا عن الدعاية المكثفة لحكم الفرد المطلق و تمثيله لكل فئات الشعب دون تفرقة و بلا تحيز .كما برع الانقلابيون في تخريب الحياة الداخلية للقوى السياسية و الجماعات و الاحزاب بتقسيم صفوفها و تاجيج الصراعات و الخلافات بينها بشراء الذمم و رشوة العناصر المهياة لتلقيها و احتوائهم في تنظيم الاتحاد الاشتراكي" التنظيم الاوحد" كما كانوا يطلقون عليه ضمن ما يطلقون من تسميات . كانت السياسة الاقتصادية التي تتبعها حكومة النظام المايوي قد واصلت سيرا في خط معاد للفئات الشعبية و تثير سخط الجماهير التي تحس بوطأة الظلم الاجتماعي و تعاني من اثار غلاء المعيشة و البطالة و الازمات الاقتصادية الطاحنة التي وقع عبؤها علي الكادحين و العمال و المزارعين مما زاد من افقارالفقراء فقرا .ومن جانب اخر كان لجوء النظام المايوي لاستخدام اجهزة القمع في اعتقال و تشريد العناصر الشريفة و خاصة من الاوساط من العمال و المهنيين و الثقفين و الموظفيين و غيرهم فضلا عن اثارة الزعر و الفزع في اوساط المناضليين و اسرهم لتجميد اي اتجاه للعمل الثوري المنظم. ورغم كل هذه المظالم و الاساليب المكثفة فان النضال الديمقراطي الشعبي لم يتوقف ابدا و الذي كانت حركة 19 يوليو 1971 وهبة اغسطس 1973 و حركة 5 سبتمبر العسكرية و انتفاضة يوليو 1976 . كما كثرت حركات و اضرابات النقابات التي عبرت في توجهها لتحقيق بعض المكاسب الاقتصادية . انعكست كل هذه الجهود علي النظام المايوي ليحتدم الصراع داخل السلطة التي ظلت تتارجح تارة نحو اليسار و تارة نحو اليمين و تارة بلا اتجاه محدد . و اجهت سلطة القهر المايوي كل هذه التطورات بالقهر و العنف و بطريقة غير مسبوقة و سقط القتلي و الجرحي و امتلات السجون .وهكذا نمت حركة المعارضة الشعبية بقوة و ازدادت خبرة و نضجا و ضاعفت من تحركاتها لتصبح اكثر اتساعا و اكتسبت دعما و تاييدا متزايدا و احتدم الصراع الطبقي و تمتنت وشائج الصلات بين القوى الشعبية وتسارع الاستقطاب داخل المجتمع . ساعتها اشتعلت الطرقات في كل العاصمة و عدد من مدن السودان الاخري . ساعتها كان الوقت الذي يمكن فيه احتواء او قمع الانتفاضة الشعبية قد مضي و كان انتصار انتفاضة 6 ابريل 1985 معلما لانتصار شعب السودان الاعزل . هذه الرسالة سلمت لتجمع الاحزاب العمالية والعربية في موسكو-7 ابريل 1985 عزيزتي د. شيراز _ تحياتي و بعد لقد فاتني ان اعيش لحظة انتصار الانتفاضة اذ كنت اعيش في موسكو ]