(جنوب دارفور) - النور أحمد النور «الصفح والعفو» بعد الذبح على الهوية في دارفور... هذا حال السكان في منطقة شطاية بولاية جنوب دارفور السودانية الذين اجتمعوا لأيام تحت خيمة كبيرة، وتحدثوا بلغة صريحة لإخراج «الهواء الساخن» من الصدور تمهيداً لفتح صفحة جديدة في حياة
منطقتهم ذات المكونات الإثنية المختلفة، وذلك بعد 13 سنة على نزوح غالبيتهم إلى مخيمات بعد أحداث دموية خلفت 1370 قتيلاً خلال أسابيع قليلة، وأدت لاحقاً إلى إصدار مجلس الأمن قرار إحالة ملف دارفور على المحكمة الجنائية الدولية.
داخل الخيمة حيث جلس ممثلو القبائل الثماني، وهم الفور التي اتهمت سابقاً بدعم متمردي دارفور، والمسيرية، والبني هلبة، والرزيقات، والسلامات، والخزام، والزغاوة والداجو، وقف رجل وأشار إلى آخر من الجالسين قائلاً: «هذا من قتل والدي وذبح ابني وأضرم النار في منزل أسرتي فماتوا حرقاً». وأضاف: «لا أريد إلا الاعتراف بالجرائم، ولا أطالب بدية أو تعويض»، ثم وقف المتهم للاعتراف بما فعل وطلب الصفح، قبل أن يتصافح الاثنان وسط بكاء ودموع.
ولاحقاً أشار آخر بالاسم متهماً إياه بإطلاق النار على أسرته وقتل أفرادها وتهجير من تبقى من منازلهم وتوطين آخرين في ديارهم والاستيلاء على مزارعهم. ويعترف المعني ويطلب العفو الذي يوافق عليه المظلوم ويقول: عفوت لله والرسول، ولا أريد إلا استعادة المزارع».
ويفاجئ زعيم قبلي الحضور بالاعتراف من دون أن يطلب منه أحد ذلك بأنه استقدم مئات من المواطنين من مناطق أخرى ومنحهم مزارع للعمل فيها خلال السنوات الماضية، ثم يتعهد بمطالبة من استولوا على المزارع بإعادتها إلى أهلها، ويطالب سلطات الولاية بتدوين بلاغات ضد رافضي هذا الإجراء. وفي ترجمة لعملية المصالحة، سلمت لجنة تمثل سكان المنطقة من الإثنيات المختلفة نسبة 95 في المئة من المزارع المُصادرة لأصحابها، مع ملاحظة اتفاق بعض مالكيها الأصليين مع من سيطروا عليها على إبرام شراكات.
قال أبكر محمد أبكر، رئيس لجنة السلم الاجتماعي في شطاية وأحد رموز قبيلة الفور كبرى قبائل المنطقة لـ «الحياة»: «سيُعيد مؤتمر المصالحة الحياة مجدداً إلى شطاية، وهي إحدى أخصب مناطق السودان التي حولتها التصفيات الجسدية والقتل الجماعي، للأسف، مدينة أشباح».
وأكد محافظ شطاية محمد إبراهيم أن السلطات المحلية ستركز على تحسين الصحة والتعليم وتوفير مأوى للعائدين الذين يعيشون تحت خيام، يقيهم الأمطار المتدفقة ليلاً ونهاراً، وإحياء الأسواق وتنشيط الحياة الاقتصادية. وسيزور الرئيس عمر البشير المنطقة قبل نهاية الشهر الجاري لتسلم وثيقة من أهل المنطقة تعلن التبرؤ من المحكمة الجنائية.
ومع اتفاق المجموعات القبلية المجتمعة على ضرورة التعايش السلمي ورفض حماية المجرمين، ومطالبتها بنزع السلاح وفرض هيبة الدولة ونشر مؤسسات العدالة والقضاء، يزور الرئيس عمر البشير المنطقة قبل نهاية الشهر الجاري لتسلم وثيقة من أهل المنطقة تعلن التبرؤ من المحكمة الجنائية وفتح صفحة جديدة للتعايش.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة