البعاتي ... احدى نظريات التشكيك بموت بعض الشخصيات

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 05:40 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-10-2017, 10:24 PM

بدوي محمد بدوي
<aبدوي محمد بدوي
تاريخ التسجيل: 01-18-2017
مجموع المشاركات: 192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
البعاتي ... احدى نظريات التشكيك بموت بعض الشخصيات

    09:24 PM September, 10 2017

    سودانيز اون لاين
    بدوي محمد بدوي-KSA
    مكتبتى
    رابط مختصر


    قبل أسابيع قليلة وبينما كنت اتحدث مع صديقنا الأمين يعقوب وهو من المهتمين بالشأن العام والمتابعين للمنبر العام لسودانيز اون لاين طرح علي سؤالا في معرض الحديث قائلا هل تعرف ان صلاح جادات قد توفي رحمه الله ورغم انه لا تربطني أي علاقة بالسيد صلاح جادات ولا اعرف عنه أي شيء الا من خلال بعض كتاباته في المنبر العام لسودانيز اون لاين كما انني لا ادخل الى مواضيعه التي ينشرها في المنبر الا نادرا لما فيها من تهويل وتضخيم لأغلب الأمور كما انني لم اتعرف على أي من أصدقائه في حياتي ولاتربطني به أي صله سوى انه شخصية عامة تكتب في المنبر العام لسودانيز اون لاين وتغالى أحيانا من خلال الكتابة في معاداة حكومة البشير وهو امر أرى فيه الكثير من الإيجابية لاسيما اذا ما غلبه الطابع الموضوعي بينما الأمر الذي اراه سلبيا هو استسهاله وتسرعه في توزيعه لبعض الألقاب كغواصات وغيرها على بعض الذين يختلفون معه. على اية حال فبالرغم من عدم معرفتي الشخصية بالرجل قلت له بعد ان ترحمت عليه انا لله وانا اليه راجعون واردفت يموت كثير من الناس هذه الأيام بطريقة مفاجئة ثم سألته من باب الفضول متى توفي فأجابني قبل أسبوع تقريبا ثم اردفت السؤال ما هو سبب الوفاة فأجابني ان الوفاة كانت طبيعية نتيجة حمى في احدى مستشفيات عاصمة دولة جنوب السودان جوبا ولكنه اردف قائلا ان بعض الناس يشككون في هذه الوفاة المفاجئة ويتهمون الحكومة السودانية بانها ربما قامت باغتياله عن طريق سم او أي شيء اخر وربما اختطفته وهي الاحتمالات التي استبعدتها تماما قائلا له الذين يتهمون الحكومة بمحاولة اغتياله او اختطافه انما يحاولون زراعة الوهم ويعطون الرجل والحكومة بطولات وهمية لا يستحقانها.

    بعد هذا الخبر المحزن تناقشنا لبضع دقائق في موضوع الوفاة وسألته أسئلة أخرى تتعلق ببعض المعلومات التي تخص السيد صلاح جادات والجدير بالذكر ان الرجل نفسه لم يكن على أي علاقة شخصية بالسيد جادات وانما كانت أيضا معلوماته معتمدة على علاقة السيد جادات بالشأن العام وكان من ضمن أسئلتي له سؤال مركزي يتعلق بهذه الوفاة وهو اين هي جثته بعد ان ذكرت له ان اهم عامل للتأكد من موت أي شخص هو جثته فأجابني ان الجثة قد تم دفنها في مقابر للمسلمين بجوبا بيد ان القبر الذي دفنت فيه مصور في النت كما ان شهادة وفاته من المستشفى أيضا منشورة ومصادقة من قبل السفارة السودانية هناك وهى كلها أمور ذادت حيرتي من الامر وجعلتني ارجح ان هنالك جهة ما تحاول الاجتهاد لإثبات موت هذا الرجل وهو امر غريب فالموت هو أوضح حقيقة في هذه الحياة وفي الغالب لا يحتاج الى اجتهاد في اثباته. ثم استأذنته في سؤال أخير يتعلق بهذا الموضوع ولكنني طلبت إجابة دقيقة قدر المستطاع فقال ما هو فسألته هل للسيد صلاح جادات ارتباطات بجهات معارضة للحكومة السودانية ومرتبطة بجهات امنية متنفذة في حكومة جنوب السودان بحيث تستطيع هذه الجهات بالتعاون مع بعضها القيام بترتيب وفاة غير حقيقية للرجل؟ فأجابني نعم في الغالب له ارتباطات بمجموعات المعارضة هذه وقد ذهب الى كينيا قبل ان يأتي الى جنوب السودان والمح الى ان السيد صلاح جادات كان يركز في الفترة الأخيرة على موضوع النضال السري في مقارعة النظام. فأخبرته بأنني اريد أن اطلع اكثر على ما كتب في النت عن هذه الوفاة لكي أتعرف اكثر على ملابساتها قبل ان اصدر حكما او رأيا فيها لان نشر صورة القبر وشهادة الوفاة لا تصب في موت هذا الرجل وانما في شيء اخر وطلبت منه بعضا من الوقت.

    وهكذا وما ان غادرني صديقنا الأمين حتى بت ابحث في ملابسات وفاة السيد صلاح جادات ومع ان اغلب المعلومات التي تحصلت عليها في النت ومع شحتها كانت قد نشرت لإثبات موضوع وفاته الا انها كانت تصب في الجانب المعاكس لموضوع الوفاة ولم تكن تقدم أجوبة حقيقية للأسئلة المهة والتي طرحها او طرح بعضها بعض الاخوة الذين يتشككون في ملابسات الوفاة ومنها: كيف يموت شخص سوداني له علاقات واسعة دون ان يحضر وفاته أي شخص سوداني اخر؟ لماذا تدفن جثته في جوبا القريبة من كوستي مسقط راسه؟ وأين هذه المقابر وما هو اسمها؟ لماذا لم يذهب أي من اهله الى الجنوب لمعاينة الجثة واستلامها لدفنها؟ لماذا لم يشهد دفنه مجموعة من الناس السودانيين من رفاقه ولم يصوروا خلال الدفن بدلا من تصوير القبر خاليا؟ من هو الشخص الذى استلم جثته من المستشفى وقام بدفنها؟ لماذا لم يكن أي من أصدقائه على علم بموضوع مرضه رغم تواصله الدائم معهم؟ من هو الشخص الذى نقله الى المستشفى ولماذا لم يتصل باي من اهله وأصدقائه؟ اين هي ممتلكاته الشخصية من تلفون ولاب توب وغيرها؟ ولماذا تنشر في الأصل شهادة وفاة في النت ولماذا يصور قبر من الأساس؟ مئات السودانيين تم نعيهم في منبر سودانيز اون لاين هذا هل تم تصوير قبر احدهم او نشرت شهادة وفاته؟ كل هذا الأسئلة المشروعة وغيرها من الأسئلة الأخرى تحتاج لإجابات مقنعة من شانها ان تزيل اللبس القائم هنا وعدم الإجابة عليها او المحاولات غير العلمية للإجابة عليها او محاولات البعض للتبرع للإجابة على بعضها دون المام كامل بالموضوع كل هذه الأمور تصب وكما اسلفنا في فبركة وفاة غير حقيقية للرجل. اضف الى ذلك ان سمة شروط بعينها منها ما هو ذاتي تتوفر مجتمعة في السيد صلاح جادات وحده وليس هذا مجال الحديث عنها ولكن أهمها انه لا يمتلك اسرة من زوجة وأبناء يمكن ان يثقل كاهلهم موضوع فبركة موته وكذلك منها ما هو موضوعي ويشكل دافعا له في اطار اجهاد نفسه لمصارعة النظام والوصول الى صيغ مبتكرة ربما جعلته يفكر في طريقة ما يمكن ان يدخل بها البلاد لقيادة نشاط سري ما يتوق اليه ويتصوره سيعجل بإسقاط النظام الامر الذي جعله يقنع جهات المعارضة التي ينتمي اليها بجدوى فكرة اقناع الناس بموته حتى يتثنى له حرية الحركة تحت أي شخصية أخرى باعتباره غير موجود من الناحية القانونية. كان ذلك هو الاستنتاج الأكثر علمية والاقرب الى الواقع بالنسبة لي ولكنه مشروط بإجابه صديقي حول ارتباطات السيد جادات بقوى معارضة للنظام ومتنفذة في دولة جنوب السودان يمتلك هو قدرة للتأثير عليها.

    على كل بعد يومين او ثلاثة وبعد ان توصلت ضمن ما توصلت اليه ان السيد صلاح جادات مازال حي يرزق وهو استنتاج غالبا ما اتعجل في الذهاب اليه اتصلت بصديقنا الأمين يعقوب واخبرته انني توصلت الى استنتاجات مفادها ان السيد صلاح جادات قرر مقارعة النظام من الداخل وابتكر طريقة اختلاق وفاته واقنع بها اطراف المعارضة التي يتبع لها فراقت لها فكرته ونفذتها وربما يكون الان في أي من اطراف العاصمة السودانية يمارس نشاطه المتفق عليه. فلم يعيرني الرجل اهتماما والمح لي بانني ربما شخص يهتم بالأمور الفارغة ولعله محق في ذلك بحيث ان وفاة السيد صلاح جادات من عدمها ليست بالموضوع الذي يجب ان يأخذ حيزا كبيرا من اهتماماتي ولكنه اخذ ذلك لما يوجد فيه من بعض الشبه لفكرة مختمرة في ذهني منذ حوالي احدى عشر عاما وتتعلق بالرئيس العراقي صدام حسين وهي فكرة التشكيك في موته وهي فكرة يعرفها عني غالبية الذين يعرفونني كما انها قد افقدتني الكثير من هيبتي وثقة الاخريين في بما فيهم أصدقائي المقربين لما فيها من تصورات تبدو غير منطقية لغالبية الناس.

    على اية حال فان ملخص رأي في موضوع وفاة السيد صلاح جادات لا يخرج عن كونه مجرد استنتاج مبني على تحليل ما هو متوفر من معلومات في النت ومع شحتها كما اسلفت ومفاده ان السيد صلاح جادات مازال حي يرزق وان كل المعلومات المتوفرة حول هذه الوفاة لا تثبت سوى العكس تماما لكى اختم في هذا الصياغ قائلا انه اذا كانت المنية قد وافت السيد صلاح جادات وكل نفس ذائقة الموت فاني ادعو الله ان يتقبله قبولا حسنا ويرحمه ويدخله فسيح جناته ويلهم اهله وذويه وأصدقائه ورفاقه الصبر والسلوان اما اذا ما كان حي يناضل من اجل اسقاط النظام الحاكم في السودان فاني ادعو له بالتوفيق والسداد متمنيا له التحلي بالصبر وطول النفس.

    لاشك ان فكرة انكار او التشكيك في موت بعض الشخصيات فكرة قديمة ومرتبطة بظروف وملابسات عديدة اهمهما عدم وجود المعلومات الكافية المرتبطة بموت الشخصية المعينة وكذلك صعوبة تقبل فكرة الموت للشخصية المعينة من قبل بعض الناس الذين يؤيدون هذه الشخصية او تلك اضف الى ذلك التشكيك في المعلومات المبذولة من قبل بعض الخصوم السياسيين حول موت او تصفية هؤلاء. وفي بعض الأحيان يكون موضوع موت شخصية سياسية او تاريخية وملابساته واضحة ولا تحتاج الى كثير عناء لاكتشافه ومع ذلك تجد بعض من انصار هذه الشخصية او تلك ونتيجة لظرف او لأخر لا يريدون تصديق ان هذه الشخصية قد ماتت او تم اغتيالها او اعدمت وفى الغالب تسيطر على هؤلاء غير المصدقين بموت الشخصية المعينة بالإضافة الى حبهم للشخصية محل الموت فكرة الوقوع في فخ ما يسميه البعض بنظرية المؤامرة وفي أحيان أخرى تؤثر الصدمة على هؤلاء وتفقدهم توازنهم المطلوب للتعامل مع الحدث كما ان محدودية تفكير ووعي بعض هؤلاء تهديهم أحيانا الى رفض فكرة موت الشخصية المعينة ودون مبررات منطقية وتلاحظ هذه الأمور في الحياة اليومية الاعتيادية أحيانا عند وفاة الابن المحبوب بالنسبة لأبيه او الأخ العزيز بالنسبة لأخيه او الصديق الوفي لصديقه وهكذا دواليك.

    ولعله بعد وفاة الرسول الكريم حزن أناس واراد أناس اخرون يحبون الرسول حبا لامثيل له ان لا يصدقوا ان محمدا قد مات ومنهم الفاروق عمر ابن الخطاب كما أرادها اخرون فرصة للارتداد على الدين نفسه ربما من هول الصدمة او نتيجة الضعف بحسب الروايات حتى جاء أبو بكر الصديق فكشف وجه المصطفى وقبله قائلا: (بأبي انت وأمي, طبت حيا وميتا) ثم خطب في الناس قائلا: (ألا من كان يعبد محمد فان محمد قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت) وذلك في إشارة واضحة للإيمان بالفكرة وليس بالأشخاص حتى ولو كانوا انبياء ثم قرأ: ( وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افأن مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين.) صدق الله العظيم سورة أل عمران الآية 144.

    وربما ان فكرة انكار الموت هذه هي التي ولدت لدى البعض فكرة الامام الغائب او المهدي المنتظر الذى سياتي يوما ما ليغير الأوضاع في الكون وهي فكرة موجودة ويؤمن بها جزء من الناس بصورة او بأخرى وفي التاريخ السياسي السوداني الحديث رفض جزء من أهلنا الأنصار فكرة موت الامام الهادي المهدي عليه رحمة الله تعالى وذلك نتيجة لملابسات عملية تصفيته وما رافقها من لغط وربما لايزال من ينتظر ظهوره الى الان ويقال والعهدة عند الراوي انه عندما كان بعض الأنصار يتدربون في ليبيا في التحضير لحركة محمد نور سعد التي قادتها ما اسميت حينها بالجبهة الوطنية في 02 يوليو 1976 من القرن المنصرم التي كان على راسها السيد الصادق المهدي والمرحوم الشريف حسين الهندي واخرون واطلق النظام عليها حينها الغزو الليبي والمرتزقة وغيرها من المسميات كان رحمة الله عليه الشريف حسين الهندي وفي جولاته واشرافه على معسكرات التدريب تلك يوقف السيارة على مسافة بعيدة نسبيا من المعسكر المزار ويدخل المعسكر راجلا في ايحاء لهؤلاء ان الامام الهادي ينتظر في تلك السيارة وكنوع من شحذ المعنويات في الصراع مع نظام نميري.

    وفي التاريخ الحديث وفي منتصف الثمانينات من القرن المنصرم أيضا واثناء محاكمة واعدام الأستاذ محمود محمد طه رفض بعض الجمهوريين فكرة موته حتى انه روي ان بعض كوادر القوى السياسية قد حثت بعضهم للتحرك في موضوع المحاميين للدفاع عن الرجل فكانوا يجيبون بأن الأستاذ لن يموت, كما روى أيضا ان بعضهم كان ينتظر وفي لحظات الإعدام التي شهدها جمع من الناس معجزة الهية لكي تنقذ الأستاذ من الموت الذي واجهه بشجاعة شهد له بها القاصي والداني وجعلت الموت الحقيقي يصيب جلاديه الذين اثبتت الأيام انهم ليسوا اكثر من دجالين ادخلوا هذا الرجل التاريخ من أوسع ابوابه ودخلوا هم جميعهم في مزبلته. على ايه حال مازالت هنالك قلة من مؤيدي محمود محمد طه من يؤمن بانه عائد من اجل اصلاح المجتمع.

    ومن ضمن العوامل المتشابهة في ملابسات موت هؤلاء لاسيما القادة السياسيين منهم سنجد الظلم الذي يتعرض له هؤلاء من قبل سلطات جائرة تمتلك القوة التي تنفذ بها الإعدام دونما محاكمات عادلة بالإضافة الى انه لديهم جماهير تؤمن بأفكارهم وقيادتهم وهو الامر الذي حدث مع صدام حسين أيضا حيث قامت دولة عظمي مع عملائها في احتلال بلده استنادا الى ما تبين انه أكاذيب وافتراءات ثم القت القبض عليه ورتبت له محاكمة صورية وسلمته لحكومة عميلة تابعه لها نفذت ما اطلقت عليه عملية اعدام صدام حسين في 30 من ديسمبر في العام 2006.
    بيد ان التشكيك في موت صدام حسين تعتبره الغالبية العظمى من الناس ليس اكثر من حالة هيستيرية من قبل بعض الذين تسيطر عليهم حالة متطورة من الوهم من أمثالنا لسبب او لآخر وذلك نتيجة للمعطيات التي توفرت لدى هذا الجمع من الناس حول اغتيال او اعدام الرجل واهمها مشهد محاكمته التي كانت شبه علنية واستمرت لأكثر من أربعة عشر شهرا ومن ثم كللت هذه المحاكمة بتنفيذ حكم الإعدام عليه الذي شاهده الملايين من خلال الأجهزة المرئية. اضف الى ذلك فأن الغالبية من الناس الذين شاهدوا المحاكمة او جزء منها او عملية الإعدام يعتبرون ان الفكرة القائلة بأن من حوكم واعدم هو شبيه صدام حسين فكرة ساذجة ومستحيلة ولا تستحق النقاش وهم بلا شك محقون في ذلك لأنه من غير المنطقي أن يعتقل شبيه ويحاكم لمده أربعة عشر شهر ويعدم بدلا من شخص أخر لسبب بسيط جدا وهو استحالة وجود مثل هذا الشبيه الا في مخيلة من يعتقدون بذلك.

    وبالرغم من عدم ايماني المطلق بنظرية الشبيه وبالطريقة التي يطرحها هؤلاء واستهزائي ببعض الذين يعتقدون فيها من أمثال الصحفي المصري انيس الدغيدي والذي سيذيع صيته مع ظهور صدام حسين أقول بالرغم من هذا وذاك سأظل اعتقد بل واجزم بأن الرئيس العراقي صدام حسين حي يرزق وسيظهر قريبا ليحارب الامريكان بعد أن يضربوا ايران قاضيين على دولتها الموحدة في الفترة القريبة القادمة سيحاربهم وسيأسر غالبية جنودهم في صحاري العراق الغربية بعد أن تتقطع بهم السبل مساهما بذلك في تفكيك أمريكا وانهيارها ومن ثم يتوجه غربا يقود جيشا جرارا ليحرر به فلسطين واضعا اللبنات الأولى لعهد جديد للعرب تمثل اشكال التوحد والتعاون العربي بعد ان يتحرر الانسان وكذلك الثروة العربية أهم سماته.

    ولاشك انني عندما أقول هذا الكلام والذي هو بالنسبة لي ليس ضربا من ضروب الغيب وانما استنتاجات مبنية على تحليل علمي مستند على المعطيات الموجودة في الواقع وفق ما اراه ولربما لا يراه الكثير من الناس الاخريين على طريقتي لا اريد هنا الخوض في النقاش حوله لأنني اعرف مسبقا ان النقاش فيه سيوصل غالبية الناس الى طريق مسدود معي ويجعلهم في النهاية لا يجدون مفرا من اللجوء الى توصيفي وفي افضل الحالات بما لا يخرج عن حالة الهستيريا والوهم انفة الذكر. ولكنني اريد أن انبه وقبل أن اختم حديثي هنا لأقول ان مناقشة موضوع حياة او موت صدام حسين يتطلب ضمن ما يتطلب شروطا صعبة للخوض فيه أهمها المعرفة الدقيقة بشخصية صدام حسين وطريقة تفكيره وذلك من خلال معرفة معظم تاريخه الشخصي والسياسي هذا بالإضافة الى الالمام شبه التام بفكر حزبه السياسي حزب البعث العربي الاشتراكي وتاريخه أيضا باعتباره المحرك الأساسي للرجل بالإضافة الى معرفة تاريخ العراق بشكل عام مع التركيز على تاريخ العراق الحديث وتجربة حكم البعث فيه وأيضا معرفة نقاط القوة والضعف عند العرب وكذلك علاقة العروبة بالإسلام هذا من ناحية ومن ناحية اخري يجب توخي الدقة في معرفة الطرف الغربي المقابل في هذه المعادلة من الصراع لاسيما الأمريكي وطريقة تفكيره وجدل نقاط الضعف والقوة عنده وكذلك الظرف الدولي المعاصر بالإضافة الى جدل صعود وهبوط الامبراطوريات والدور الأسطوري لبعض الشخصيات في التاريخ بالاضافة الى دور الحروب في تغيير التاريخ. هذا كله في جانب وفي الجانب الاخر فان متابعة الصراع العراقي الأمريكي بالتفصيل من تاريخ احتلال العراق للكويت في العام 1990 الى احتلال أمريكا للعراق في العام 2003 ومن ثم محاولة الإجابة على الأسئلة الصعبة التي تتعلق بحرب احتلال العراق ومسارها والعملية السياسية التي افرزتها وكيفية سقوط بغداد واندلاع المقاومة العراقية والقبض على صدام حسين وتطور الاحداث بعد ذلك وظهور المجموعات المسلحة العراقية المختلفة وانسحاب الجيش الأمريكي من العراق ورجوعه التدريجي الأخير اليه وظهور تنظيم الدولة ومن قبله القاعدة في بلاد الرافدين ثم تشكل الحشد الشعبي واندلاع الصراعات المسلحة الأخرى في المنطقة, متابعة كل هذه الأمور مع الالمام بما ذكر انفا من شروط الخوض في هذا الموضوع هو وحده الكفيل بإيصال صاحبه الى استنتاجات اقرب الى العلمية حتى وان لم تكن تصب في حقيقة ان صدام حسين حي يرزق.

    ومع ذلك فأن لكل شخص الحرية في ان يدلو بدلوه في الموضوع حسب وعيه و معرفته التي ربما تتجاوز وعيي ومعرفتي المتواضعة ففي النهاية الامر بالنسبة لي ليس اكثر من توثيق لأفكار وتصورات تحملت عبء المجاهرة بها وهي موثقة في أماكن أخرى ولكنني اخترت توثيقها في هذا المكان الذي يزوره ويشارك فيه كوكبة من أبناء وطني المكلوم ومع علمي المسبق بصعوبة تصديقها ولذلك استميح القراء الكرام والمتداخلين منهم العذر مسبقا في إمكانية الرد على المداخلات المحتملة والتي لاشك ان غالبيتها ستكون مثمرة ومفيدة وتستحق النقاش ولان هذه مداخلتي الأولى في هذا المنبر بعد مداخلات الترحيب بعضويتي له يجب أن لا يفهم البعض انني محصور فيما اطلق عليه مع بعض أصدقائي نظرية البعاتي والتي يصعب على الاخريين الالتفات اليها والتعامل معها بجدية الان كما اسلفت أقول ان هنالك الكثير من المواضيع السياسية والثقافية الاعتيادية الأخرى التي يمكن ان يحاورني فيها الاخريين أمل ان تسمح لي ظروفي بالكتابة حولها وبما يجعلنا نتوصل فيها مع الاخريين الى الكثير المشترك الذي فيه الخير لنا ولمجتمعنا.

    والله ولي التوفيق
    بدوي محمد بدوي
    03 سبتمبر 2017


                  

العنوان الكاتب Date
البعاتي ... احدى نظريات التشكيك بموت بعض الشخصيات بدوي محمد بدوي09-10-17, 10:24 PM
  Re: البعاتي ... احدى نظريات التشكيك بموت بعض ال Asim Fageary09-11-17, 04:02 AM
    Re: البعاتي ... احدى نظريات التشكيك بموت بعض ال اخلاص عبدالرحمن المشرف09-11-17, 08:33 AM
    Re: البعاتي ... احدى نظريات التشكيك بموت بعض ال اخلاص عبدالرحمن المشرف09-11-17, 08:39 AM
      Re: البعاتي ... احدى نظريات التشكيك بموت بعض ال بدوي محمد بدوي09-12-17, 02:30 PM
        Re: البعاتي ... احدى نظريات التشكيك بموت بعض ال اخلاص عبدالرحمن المشرف09-12-17, 05:30 PM
          Re: البعاتي ... احدى نظريات التشكيك بموت بعض ال اخلاص عبدالرحمن المشرف09-13-17, 02:41 AM
            Re: البعاتي ... احدى نظريات التشكيك بموت بعض ال Asim Fageary09-13-17, 09:51 AM
              Re: البعاتي ... احدى نظريات التشكيك بموت بعض ال بدوي محمد بدوي09-13-17, 04:12 PM
                Re: البعاتي ... احدى نظريات التشكيك بموت بعض ال بدوي محمد بدوي09-15-17, 11:32 AM
                  Re: البعاتي ... احدى نظريات التشكيك بموت بعض ال سيف النصر محي الدين09-15-17, 06:59 PM
                    Re: البعاتي ... احدى نظريات التشكيك بموت بعض ال بدوي محمد بدوي09-17-17, 02:44 PM
                      Re: البعاتي ... احدى نظريات التشكيك بموت بعض ال Ali Alkanzi09-17-17, 03:00 PM
                        Re: البعاتي ... احدى نظريات التشكيك بموت بعض ال بدوي محمد بدوي09-17-17, 04:25 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de