عن الموت و الجسد و الفراق : مقال فلسفي حزين عن الخلود و مواجهة الموت

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 02:46 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-21-2017, 07:57 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10922

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عن الموت و الجسد و الفراق : مقال فلسفي حزين عن الخلود و مواجهة الموت

    06:57 AM September, 21 2017

    سودانيز اون لاين
    محمد عبد الله الحسين-
    مكتبتى
    رابط مختصر


    مقال لا يتناول جديدا إذا كان الحديث عن الموت و الفناء
    و لكنه ..‏
    يبعث من جديد في النفس الحزن و الخوف من المواجهة المحتومة..‏

    الجديد فيه التركيز على الجسد كعبء .عبء في الحياة و عبء ما بعد الحياة

    فلنقرأ إذن مقال (لمياء المقدم)
                  

09-21-2017, 08:02 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10922

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الموت و الجسد و الفراق : مقال فلسفي حزين (Re: محمد عبد الله الحسين)

    عبء الجسد
    لو أن التراب يتكلم لرفض أن يستقبل تلك الأجساد الكثيرة التي تملأ قلبه بالمعاناة، وقد صدق الشابي عندما قال على لسان الأرض: ولولا أمومة قلبي الرؤوم… لما ضمت الميت تلك الحفر.
    العرب لمياء المقدم [نُشر في 2017/09/21، العدد: 10758، ص(21)]

    لم يخطر ببالي يوما أنني سأواجه فكرة الموت بهذه الحدة. عندما توفيت أمي كان أكثر ما يؤلمني ويذهب بعقلي هو أن تلك المرأة التي كانت منذ قليل تمشي بيننا بلحمها وشحمها، جارّة خلفها الهواء والضوء والحب، ترقد تحت التراب. آلمني جدا أن أتخيل ذلك حتى كدت أحفر التراب بيدي العاريتين وأخرجها. يظل الموت أمرا نظريا قاسيا لأنه يعني النهاية والفقد والفراق، لكنه يصبح حقيقة ملموسة ومؤذية عندما نوراي الذين نحبهم التراب.

    في ثقافات مغايرة ابتكروا أساليب أخرى، أو ربما هي أساليب متوارثة، لتغييب أجساد الموتى، أشهرها على الإطلاق حرقهم بالنار وذر رمادهم في مكان يوصون به بأنفسهم. لوهلة تبدو هذه طريقة أشد قسوة وعنفا، لكنها أيضا عملية سريعة، تنهي كل شيء بسرعة وتحول من نحبهم الى حفنة من رماد يأخذها الريح في اتجاه مجهول، فلا قبر يعيش بيننا كأنه واحد من أفراد العائلة، ينمو ويكبر ويهرم، ولا عظام تتآكل ولا أمهات يتمددن تحت طبقات سميكة من تراب، نعجز عن تحريكها لإخراجهن.

    أفكر أحيانا: أهذه هي كل الخيارات المتاحة؟ أن ندفن تحت التراب أو نحرق؟ ألا توجد بدائل أخرى أقل قسوة على قلوب الأحياء؟

    ماذا لو حنطنا أمواتنا، مددناهم في صناديق زجاجية، وهم في كامل زينتهم، عيونهم دافئة كعادتها ووجوههم صافية أليفة، ووضعناهم في ركن من البيت؟ هل كان الأمر سيكون أهون علينا؟ ماذا لو حولناهم الى تماثيل من جبس وأوقفناهم في الحدائق والحقول يحرسون الأشجار ويطردون الطيور عن ثمارها؟ أتخيل عالما سكانه نوعان: الأحياء الماشون على أقدامهم، والتماثيل البيضاء الواقفة على حافة الطرقات وفِي الحقول وبين الأشجار، عالما مشتركا يتقاسمه الأموات والأحياء بنفس القدر.

    في أمستردام التي أقيم قريبا منها، ابتكروا متحفا غريبا لم أجرؤ على دخوله ولو مرة رغم أنني أدير رأسي باتجاهه كلما مررت من أمامه. اسمه متحف الأجساد، ويمكن لأي شخص أن يترك وصية ليتبرع بجسده للمتحف قبل موته. لوهلة تبدو فكرة المتحف مرعبة، ولا تقل بشاعة عما تقوم به داعش، فهم يقومون بسلخ جلد الميت وإفراغ معدته وعينيه ورئتيه وقلبه وتحنيط اللحم الأحمر في حركات فنية وقفزات هوائية مختلفة. رأيت بعضا منها في الصور، وللحقيقة ليست سيئة تماما، ربما بسبب اللمسة الفنية التي تضفى عليها وتلك القفزات التي تجعل الميت يبدو وكأنه يحلق أو يرقص.

    الجسد عبء كبير، سواء في حياته أو موته (هل تموت الأجساد فعلا، أم أن الأرواح هي التي تموت؟). في الحياة هو المادة الثقيلة التي نجرها خلفنا أينما ذهبنا، تربطنا وتقيّدنا وتثقل علينا بآلامها ومتطلباتها، وفِي الموت لا نعرف ماذا نفعل بتلك الكتلة المتراكمة من اللحم والدم الممدة بيننا بلا حراك.

    لو ترك الأمر لي، لاخترت تذويب الأجساد في سائل حمضي، تماما كما كان يروى عن بعض الحكام الجائرين والدكتاتوريين الذين كانوا يضعون أعداءهم في سائل نووي فيختفون بالكامل.

    فلا يبقى شيء ليأكله التراب أو تذره الريح. أليس هذا ما يحدث للأرواح التي تختفي تماما كأنها لم تكن أبدا، لماذا نستكثره على الجسد، هذا الغياب التام الذي يحرر الأجساد من كينونة قهرية فائضة؟ العدم هبة رائعة، ولهذا السبب ربما استفردت بها الأرواح دون الأجساد. ولو أن التراب يتكلم لرفض أن يستقبل تلك الأجساد الكثيرة التي تملأ قلبه بالمعاناة، وقد صدق الشابي عندما قال على لسان الأرض: ولولا أمومة قلبي الرؤوم… لما ضمت الميت تلك الحفر.

    كاتبة تونسية
    لمياء المقدم
                  

09-21-2017, 11:17 AM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الموت و الجسد و الفراق : مقال فلسفي حزين (Re: محمد عبد الله الحسين)

    سلامات يا محمد ..
    افتكر دا تقرير عن المتحف البتتكلم عنو.

                  

09-22-2017, 04:48 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10922

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الموت و الجسد و الفراق : مقال فلسفي حزين (Re: محمد على طه الملك)

    الأخ محمد علي

    تحية و احتراما


    شكرا على تكرمك بالفيديو

    فعلا اعتقد ها ما قصدته الكاتبة

    لك الود كله
                  

09-22-2017, 05:09 PM

Hatim Alhwary
<aHatim Alhwary
تاريخ التسجيل: 01-23-2013
مجموع المشاركات: 2418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الموت و الجسد و الفراق : مقال فلسفي حزين (Re: محمد عبد الله الحسين)

    مساء الخير
    شايف اليومين دي في اخبار عن تجارب زراعة "راس" في جسد اخر
    نجاح مثل هذه الزراعة مستقبلا سيدخل المؤمنين بفكرة الروح في حرج كبير
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de