|
إعادة تعريف النخبوية .. مأمون التلب و ممراته الشعبية
|
04:59 PM August, 11 2017 سودانيز اون لاين كمال علي الزين-الدوحة _ قطر مكتبتى رابط مختصر (*) 1 في معاركه الأخيرة مع شعراء السلطة الثقافية الرسمية , مجموعة ريحة البن , ثم روضة الحاج و داليا الياس , يتحايل مأمون التلب على صراع النخبة و العوام , حيث أنه يتحدث حديثاً نخبوياً بإمتياز , إلا أنه يرفض تماماً أن هؤلاء الشعراء و من خلفهم السلطة الثقافية الرسمية يمثلون العوام , هنا لا أتحدث عن عامة الناس و غمارهم , بقدر ما أصوب نحو (العوام) , الذين لا يقرأوون و لا يتدبرون و لكنهم يؤمنون بالسلطة الثقافية الرسمية , فروضة الحاج شاعرة مجيدة بنظرهم طالما أن شاشة إحدى الفضائيات العربية أقرت لها بذلك , و طالما أن السلطة الثقافية قد أنتدبتها ذات عام ممثلاً للشعراء السودانيين في مهرجان المربد , و كذلك نجوم ريحة البن و داليا الياس و غيرهم من أدوات السلطة الثقافية في إعادة تعريف الأدب و الشعر و من ثم الأديب و الشاعر .ينطلق مأمون التلب من ذات المنطلق الذي أنطلق منه الأديب السويسري الألماني (هيرمان هيسه ) 1877- 1962, حيث أن (هيرمان هيسه ) يقول بأن أرادة الفرد هي وحدها المهمة , و هي أعلى درجات الشجاعة و المقدرة على التغيير , وليس من هناك من هو بحاجة إلى التفكير و التحرك وسط القطيع إلا الجبناء , مستشهداً بتجربة السيد المسيح و نيتشه .إلا أن مأمون التلب حسب وجهة نظر الفريق الآخر , قد وجد قطيعه أيضاً , ممثلاً في شلة من الصعاليك الصغير ( ال ص ع ل و ك نبات صحراوي ينبت بعيداً عن مضارب القبائل في جزيرة العرب ) , و هم مجموعة كتاب جدد لا يتورعون عن إستخدام اللفظ الخارج أو الإسم المغلظ للأعظاء التناسلية دون الحاجة إلى رمزية تضعهم ضمن قائمة الشعراء المحترمين الذين يمثلون بالطبع في نصف قرننا الثقافي الماضي , مدرسة تأصيل و أسلمة الفنون و الآداب , و إن أضعف ذلك صنعتها و حرفيتها , و هو تيار يمثله السر السيد و روضة الحاج و المحبوب عبدالسلام و غيرهم من مثقفي الحركة الإسلامية و ما ثلة ريحة البن و داليا الياس و رهطها إلا إمتدادا لهذه المدرسة التي تخاطب العوام , و تنازع مأمون التلب و نخبته فكرة إعادة تعريف النخبوية .وسلاح مأمون التلب في معركته هو ذات سلاح مخالفيه (الجريدة الشعبية ) , إلا أنهم يتفوقون عليه بتمتعهم بدعم السلطة الثقافية الرسمية , و التي ترى أن تأصيل الأداب و الفنون أكثر أهمية من جودة الأعمال و النصوص و لا تلقي بالاً لإنهيار حرفة الفن و تدهور صنعة الأدب .
نواصل ,,
(عدل بواسطة كمال علي الزين on 08-11-2017, 06:02 PM) (عدل بواسطة كمال علي الزين on 08-11-2017, 06:14 PM)
|
|
|
|
|
|