سانتهز هذه الفرصة لبيان الخطأ الشنيع الذي وقع في الخوارج والإخوان في فهم الآية التي وردت في سورة المائدة التي فيها (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون. ) ظنوا بأن كلمة (يحكم ) معناها قاصر على الحكم القضائي وهذا غير صحيح البتة فكلمة (يحكم ) وردت ثلاثة مرات في كل مرة كانت تستهدف والله أعلم فئة مختلفة ونوع من الوظائف مختلف في المرة الأولى استهدفت الأنبياء والعلماء ...وكانت تعني (الحكم الفقهي والأحكام الفقهية ) ومعناها أن الذي عدل عن الحكم الفقهي الشرعي والديني الصحيح ..بسبب هوى النفس أو محاولة ارضاء الحاكم أو بسبب الدنيا والكسب الدنيوي (فأولائك هم الكافرون)فأي عالم يفتي بفتوى لم يريد بها وجه الله فهذه الآية خاصة به وتشمله لمذا قلنا هذا الكلام .. تجد الجواب في الآية نفسها في قول الله تعالى : إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ۚ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44) نحن نعلم بأن معظم بل الكل إلا قليل من الأنبياء لم يكونوا حكام ولا ملوك ولا قضاة..وكذلك الربانيون والأحبار لم يكونوا حكام ولا قضاة إذا هنا المفصود الحكم الفقهي المتعلق بالعلماء ... فالآية تكفر العلماء الذين لا يحكمون حكماً فقهياً بما أنزل الله إذا كانوا متعمدون أو متجاسرون من غير تثبت أو من غير كفاءة وتأهل هذه الآية خاصة بالأنبياء والعلماء فقط...وليس للحكام أي علاقة بها والآية المتعلقة بالحكام والقضاة هي في قول الله عز وجل : وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ ۚ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45) هذه متعلقة بالحكام والقضاة الذين لم ينفذوا الحدود الشرعية أو لم يعاملوا المختصمون والمتحاكمون بالمساواة فهؤلاء وصفوا بالظلم وبأنهم ظالمون أما الثالثة والتي فيها قول الله تبارك وتعالى : (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) هذه متعلقة بالسلوك الأخلاق ...فمن لم يحتكم لأخلاق الدين فهو من الفاسقين وليس الأمر كما قال القرضاوي هذا والله أعلم
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة