في الطريق الى الجزيرة ابا ، يلاحظ الناس وجود الأبقار ، والطريفة لون هذه الأبقار.. فهي رمادية ..فحين ان ابقار الفلاتة ويلا في حلقة سابقة (وكذا ابقار البقارة في كردفان ودارفور) لونها يغلب عليه اللون الأحمر..والأسود.. هناك حديث عن حجر عسلاية (في المقدمة) ، ومثلما اهل السودان يسمون النيل بحرا ، فهم ايضا يسمون الجبل حجرا..في جبال النوبة عادي تجد الناس تقول حجر تيما ، حجر تلشي ، حجر والي..الخ وهم يقصدون جبل.. كنت اتمنى ان تمتد زيارة الفريق اكثر الى داخل الجزيرة ابا لغاية مرسى البنطون في طيبة.. فالجزء الذي تم تصويره هو مركز الجزيرة واقدم بقعة فيه ، وتمددت جنوبا لتشمل الحلة الجديدة والبيارة وطيبة..وطيبة فيها مرسى البنطون القادم من كوستي.. واحيانا كان البص النهري (القادم من الدويم )يمر بالجزيرة ابا..ولكن اهم مداخل الجزيرة ابا هو المدخل البري عبر جسر الجاسر والنيل عبر البنطون القادم من كوستي.. الجزيرة ابا هي سودان مصغر وتجد فيها جميع الإثنيات.. ابان بداية عهد جعفر نميري ، في 1970 كانت الجزيرة ابا ملجأ لأهل المعارضة..وكانت فيها قيادات المعارضة الطائفية والأخوان المسلمين..وحدث وقتها ما يسمى بضربة الجزيرة ابا..وكان الإمام الهادي يقود مقاومة العسكر من الجزيرة ابا..تذكر الأحاديث الشفاهية بان قبل ضربة الجزيرة ابا..كان الرائد هاشم العطا من الرافضين لعملية الضرب ، وكان في طائرة هليوكوبتر يوزع المناشير من الجو ، ولكن للأسف اهلنا الأنصار وقتها ظنوا ان بركات الإمام قد حولت رصاص العسكر الى ورق..! هي حقبة تحتاج كثير من التوثيق.. من اللقطات الطريفة التي كنت اتمنى ان اراها وتوفق الفريق في التقاطها وهي طريقة قراءة الأنصار لأذكار راتب الإمام المهدي ، واذكر في بداية التسعينات كان الشاعر الكبير عثمان البشرى (وهو من ابناء الجزيرة ابا) كانت له قصيدة مشهورة اسمها (راحيل) وكان يلقيها بطريقة قراءة الأنصار للراتب..وكانت تجربة ملفتة للنظر وغالبية الناس كانت تستغرب من هذه الطريقة وتعبرها مجرد تقليعة عابرة ولكن عثمان كان يستدعي تاريخ وثقافة..!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة