قلما نجد في شاشاتتا السودانية برامج تجمع بين الشكل الوثائقي والحواري العميق وتظهر لنا وجه السودان العريق،لكن بالأمس إمتلكتني الفرحة واشتعل في دواخلي حب إنتمائي لهذا البلد وأنا أشاهد سهرة من سهرات الرجل الماتع سعد الدين حسن المعنونة ب (الليلة في سيرتك) وهي من إعداد أحمد عز الدين وإخراج الشاب خالد. تحدثت السهرة عن الأديب الراحل علي المك عبر حوار مبسط ومهضوم مع الأستاذين مصطفى الصاوي ونبيل غالي صاحبتها أغنيات للراحل أبو داؤود وهو صديق لعلي المك وكانت الأداء بصوت الفنان المتألق عاطف عبد الحي ورفاقه الموسيقيين. الملاحظ أن سهرة (الليلة في سيرتك) أتى عنوانها من عمق الونسة السودانية،فعندما نلتقي بأحدهم صدفة نقول له (والله الليلة كنا في سيرتك) فجاء هذا العنوان الذي تنسمنا عبره أنسام الحياة السودانية الأصيلة أصالة الموقع الذي تم فيه تصوير هذه السهرة،فالموقع وحده عبارة عن حكاية سودانية أخرى،الجلسة،البنابر،العنقريب والبرش،الحديقة النباتية التي أظهرت سحر المكان وجلد البقر المفروش في التربيزة والقلل وطقس الجبنة الكامل والرادي العتيق وسماحة السلام والإستقبال حتى أزياء الحضور عبرت عن إنسان السودان التلقائي النبيل،، مثل هذه السهرات حسب رأيي عبارة عن حسن مآب لتفاصيل الحياة السودانية التي نفتقدها في وسائل الإعلام،،فنحن كمشاهدين ومستمعين نريد وببساطة أن يتم عكس صورة بلدنا الحقيقية نريد كل الأحاسيس التي تعتري الإنسان السوداني ساعة اللقاء وساعة الفرح،ساعة الفراق وساعة الإنتصار، نريدها أن تظهر من خلال برامجنا بكل تلقائية وأريحية، لا نريد سودان مصنوع لا نريد أفكار مقلدة وكلمات وحوارات منمقة فقط،،نريد أن يشعر أهلنا الكرماء بانتمائهم لكل ما يقدم عبر شاشاتنا،، فمثل هذه السهرات ينبغي أن لا تفوت أحدا،، سهرة الليلة في سيرتك حسب ظني ستقدم كل سبت منتصف الليل على شاشة النيل الأزرق خلال الشهر الفضيل،، نتمنى أن تتواصل السهرة وتثبت في خارطة القناة لتحدث نقلة في عالم البرامج السودانية.
العنوان
الكاتب
Date
المذيع سعد الدين حسن،،الطرح الماتع عبر (الليلة في سيرتك) على شاشة الأزرق
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة