كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: خواطر من ذكري ثورة (مايو 1969م) ......(تسلم أبعا (Re: عمار قسم الله)
|
** دروس وعبر :- أثبتت ثورة مايو (1969م) – أنها لم تكن (اٍنقلابا محدودا) بقصد الوصول الي سدة الحكم – ولكنها كانت (اٍستدعاء) من الشعب – لوضع حد للعبث والفوضي (الحزبية والطائفية) التي كانت تحكم السودان .. ولذا اتجه نميري بكلياته الي القضاء علي الطائفية والحزبية – ويحسب له أنه نجح الي حد كبير في انحسار المد الطائفي في السودان ..... كما أثبتت مايو – أن الأحزاب جميعها (بدون اٍستثناء) – لاهم لها الا حكم السودان – وأن (الديمقراطية) ليست الا شعارا ... يؤخذ به عند اللزوم ... فالشيوعيون والقوميون – امتطوا الدبابات مع النميري – للوصول للقصر ... والصادق (وهو في تجمع الجبهة الوطنية) خارج حدود البلاد – نازع (الشريف حسين الهندي) في قيادة الجبهة – ثم (ضحي) برفاقه – وحضر لمصالحة نميري – ونيل حظه من (الكيكة).... وكذلك فعل الترابي ورهطه ..ثمّ فعلها المراغنة – وفعلها الاٍخوان المسلمين - أما الحزب الجمهوري فقد أيد (مايو) منذ اٍنطلاقتها وفق مبرراته الخاصة – بحيث لم تبق حجة لأي حزب أن يدعي (اٍنه ديمقراطي) – فماهم سوي ((مجموعات – طائفية – أو جهوية – وعنصرية – أو ذات فكر مستحدث ) ولكنها جميعا تفتقر للممارسة الديمقراطية حتي داخل تنظيماتها – والدليل علي ذلك هو بقاء القادة الي أرذل العمر في القيادة – ثم نظام التوريث – أو نظام (الاٍستخلاف الجبري) . وهو مانراه اليوم وكل يوم في الساحة السياسية المترهلة أبدا . ولاتزال نظرة الأحزاب والقوي المعارضة (مقتصرة) علي (من يحكم) .... وقد تجلي ذلك بوضوح الآن وبعد مرور (48) عاما علي قيام ثورة مايو (( فقد تشظت الأحزاب والمعارضة المسلحة – وأضعنا (3) سنوات فيما يسمي الحوار – لتتجلي مطامع المشاركين – حكومة وأحزابا وحركات مسلحة – في نيل (قسمة من الكيكة) .. ولتقدم حكومة (ترضيات ..لا ..كفاءآت). وسيظل التاريخ يذكر أن جل مشاريع التنمية في كل القطاعات – لم تتم اٍلا في ظل الحكم العسكري–(الفريق عبود – والمشير نميري) وحتي الذي تم الآن – فقد كان بسبب الخلطة العسكرية في السلطة – وليست بسبب التوجه السياسي . ** وتعتبر مايو فترة مفصلية في تاريخ السياسة السودانية – فقد ساهمت بقوة في تفتيت الأحزاب الطائفية والتقليدية علي السواء – كما كانت اٍختبارا عسيرا (للأحزاب غير التقليدية – متمثلة في قوي اليسار والاٍخوان المسلمين) – باٍعتبارها الأحزاب القادرة علي أن تمسك بزمام التوجهات السياسية المستقبلية .... ولكن – تعثر اليسار – أيام الحزبية الثانية وتم حل الحزب – ثم عاد يركب الدبابة ليثأر – فكانت نهايته فعليا علي (مصد) مايو – وبعد انهيار الاٍتحاد السوفيتي وانحسار المد الثوري اليساري .. – لم يعد الحزب غير (حائط مبكي)...!!! وأثبتت الأيام أن بقية الأحزاب الصغيرة (البعث – القوميين – وغيرهم) ماهي اٍلا تكوينات محدودة ومؤقتة ويتأثر وجودها بمصادرها ولذا كان من الطبيعي أن تتلاشي ..وينحسر مدها .. ولايزال المتبقي منها يبحث عن (توليفة) تعيده للحياة فتوجهوا للدمج بين (مفهوم الاٍشتراكية والاٍسلام والعلمانية) – شيء شبيه باٍضافة البهارات الي عصير الفواكه – ويبقي الحزب الجمهوري – ويعتبر حزب ذو تكوين (فلسفي) أكثر من كونة تنظيم سياسي – وبموت مؤسسه دخل أتباعه في مغالطة كبري وسؤال واحد لابد من الاٍجابة عليه – وهو (هل مؤسس الحزب مفكر عادي – أم رسول – أم جزء من اٍله) !!.. ومن ناحية أخري – فقد ظهر نهم الاٍخوان المسلمين للسلطة – مهما كان الثمن – فكانت ماعرف (بقوانين سبتمبر) – ومالبثت أحلامهم أن تشتت أمام (مصد) مايو كما حدث لغريمهم اليسار – وعلي خطي الحزب الشيوعي (ركبوا الدبابة بليل) وكانت (30/يونيو) ... وتسلقوا السلطة وتمكنوا من مفاصل الدولة – فظهر (اٍيمانهم الزائف) – ونفاقهم البائن – وتنافسوا السلطة وفسدوا وأفسدوا الحياة ....وهاهم اليوم – يتخاصمون – ويفشون أسرارهم (المشينة).. وهم يعلمون تماما .... أن لاقيام لهم – مهما عدّلوا في مصطلحاتهم – أو بدّلوا أسماء تنظيماتهم ..!! *** ويقينا أقولها – ستظل من محاسن مايو (التي سنحسها مستقبلا) – تلاشي اليسار + الاٍخوان المسلمين + الأحزاب التقليدية والطائفية . ولن تجد لها في الساحة موطئ قدم . فمن محاسنها أنها كشفت الغطاء عمّا كان يسمي (بالديمقراطية) ..!! (مايو) كانت درسا عميقا – لمن يعتبر – بأن الديمقراطية في السودان – لاتزال شعارات – لم تستوعبها – القلوب بعد – وأن المد الطائفي – والعنصري – لن يساعدا في نمو وتطور الفكر الديمقراطي- ولن يسمح بممارسة الحريات – في السودان – ولاتزال المسافة شاسعة – للاٍجابة علي السؤال المحوري (من يحكم السودان – وكيف يحكم السودان ) !! . وللاٍجابة علي هذا السؤال – لابد من اٍعادة صياغة السياسيين في الساحة – وذلك لايتأتي الا باٍزالة كل الوجوه القائمة والمرتبطة بفترات الحكم السابقة – ولابد من تحرير الأجيال القادمة – من كل أثر عنصري أو طائفي – وهذا يطرح سؤال : هل مازلنا في حاجة الي مايو (2) !!!!!!...
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
خواطر من ذكري ثورة (مايو 1969م) ......(تسلم أبعاج أخوي يادراج المحن)..!!!! | عمار قسم الله | 05-25-17, 06:48 AM |
Re: خواطر من ذكري ثورة (مايو 1969م) ......(تسلم أبعا | عمار قسم الله | 05-25-17, 06:50 AM |
Re: خواطر من ذكري ثورة (مايو 1969م) ......(تسلم أبعا | عمار قسم الله | 05-25-17, 07:08 AM |
Re: خواطر من ذكري ثورة (مايو 1969م) ......(تسلم أبعا | عمار قسم الله | 05-25-17, 07:12 AM |
Re: خواطر من ذكري ثورة (مايو 1969م) ......(تسلم أبعا | عمار قسم الله | 05-25-17, 07:14 AM |
Re: خواطر من ذكري ثورة (مايو 1969م) ......(تسلم أبعا | عمار قسم الله | 05-25-17, 07:15 AM |
Re: خواطر من ذكري ثورة (مايو 1969م) ......(تسلم أبعا | عمار قسم الله | 05-25-17, 07:17 AM |
Re: خواطر من ذكري ثورة (مايو 1969م) ......(تسلم أبعا | عمار قسم الله | 05-25-17, 07:31 AM |
Re: خواطر من ذكري ثورة (مايو 1969م) ......(تسلم أبعا | البرنس ود عطبرة | 05-25-17, 07:31 AM |
Re: خواطر من ذكري ثورة (مايو 1969م) ......(تسلم أبعا | عمار قسم الله | 05-25-17, 07:52 AM |
Re: خواطر من ذكري ثورة (مايو 1969م) ......(تسلم أبعا | عمار قسم الله | 05-25-17, 08:11 AM |
|
|
|