|
Re: قلق الأفول الأخير.. (Re: محمد حيدر المشرف)
|
=
عنوان البوست شاعري في مفرداته وشاعري في غموضه لكني أظن يا حاتم بأن أكمة السودان ما تزال تخبئ الكثير مما وراءها. وأن الواقع السياسي السوداني حافل بالكثير من المعطيات، وبما يعاكس ويخالف كل التوقعات كما حدث في نهايات العام 2010 حيث كان الجو يبدو ربيعياً بديعاً أمام أنظار كل الديكتاتوريات الحاكمة في مصر وتونس وليبيا وغيرها من تلك التي توهطت في عروشها ثلاثة وأربعة عقود، وكان يُنظر للمعارضات حينها بأنها ماتت وشبعت موتا،ً أو أنها على أحسن الفروض، في (قلق الأفول الأخير).
أما من يتجرأ ويتحدث عن مفردة "ثورة" تتراكم، أو إرهاصات غيوم تتلبد خلف الأفق، فكان يُنظر إليه باعتباره مجنون يتحث عن شجرٍ يمشي، ومهووس يُتمتم بطلسمات ويحكي عن الغول والعنقاء، وغيرها من المستحيلات.
ولا شك أنك تذكر يا حاتم بأن اطمئنان الديكتاتوريات وقتها وصل حداً جعل المصري (حسني مبارك) يضع في بطنه بطيخة صيفي، ولم يعد يأبه بالمعارضين الذين استنكروا انتخاباته المزورة في نهايات العام 2010، كما لم يكترث بحفنة من النواب البرلمانيين الذين اسقطوا وهددوا بتكوين برلمان موازي، والذي غمز مبارك من قناتهم مستخفاً وأطلق عبارته الشهيرة: (خليهم يتسلو).
وبالعودة للسودان، وإن كنت تقصد بـمصطلح "المجتمع الدولي" أمريكا Quote: لكنها أستطاعت أن تفرض خطها التحاوري وأن تقدم مايفيد للمجتمع الدولي بانها قادرة علي التراجع والتنازل |
فإن الولايات المتحدة لم تكن في أي من يوم من الأيام ضد نظام "الإنقاذ" ولا غيره من الديكتاتوريات.
أمريكا يا حاتم ويا مشرّف جُبلت على دعم أشرس الأنظمة الديكتاتورية طالما كان الديكتاتور وفياً للمعايير الأمريكية، وبالطبع هي معايير أبعد ما تكون عن المعايير والاشتراطات القانونية المتعلقة بالمحكمة، أو غيرها من النواحي الأخلاقية و"المثالية" وحكاية "حقوق الإنسان" التي أشار إليها الأخ المشرّف، والتي غالباً ما تُطرح ذراً للرماد في العيون.
تاريخ التعاون والتنسيق الأمني بين أمريكا والنظام سبق أحداث سبتمبر 2011، وسبق تفجير البارجة كول عند شطآن خليج عدن، بل اعترف النظام أنه - وفي عز أيام جعجعات العقيد يونس وهتافات :(أمريكا قد دنا عذابها) – كان النظام قد عرض وقتها على أمريكا تسليمها ("الشيخ" أسامة) وقت أن كانت سيرة (بن لادن) مغمورة، ومسيرته شبه مجهولة.
منذ ذلك الوقت السحيق – وربما قبله – كان العم سام يلعب أوراقه بمهارة وهو يلوِّح بجزرته بيد، ويحمل عصاه الغليظة باليد الأخرى. وبين جزرة الإغراء وعصى التخويف والترهيب انصاع جماعتنا للابتزاز وأطاعوا العم سام ومكنوه من أن يقضي وطره، كما اعترف البشير بنفسه لصحيفة قطرية رابطها أدنى هذا التصريح المخجل لرئيسنا الجاثم فوق صدر شعبه قرابة الثلاثة عقود:
raya.com/news/pages/16fc963b-205b-4b79-b412-53b7006f874f
... .. .
|
|
|
|
|
|
|
|
|