مقتطفات من كتاب الشرعة والمنهاج للباحث ابن قرناس

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 03:27 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-17-2017, 07:44 AM

عثمان احمد شرف الدين
<aعثمان احمد شرف الدين
تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 36

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقتطفات من كتاب الشرعة والمنهاج للباحث اب (Re: عثمان احمد شرف الدين)

    (83) ابن قرناس يكشف شخصية زيد المذكورة في القرآن: هل تبنى الرسول زيد ابن حارثة ؟؟

    كتب التراث تقول إن زيداً هو زيد ابن حارثة، ويوردون له نسباً وقصصاً مختلفة عن كيفية تبني الرسول له، نورد ملخصاً لها كما يلي:

    نسبه في كتب التراث

    يوردون لزيد نسباً طويلاً جداً يوصله إلى كلب ثم قضاعة ثم إلى قحطان.

    كما يوردون لأمه نسباً مماثلاً يوصلها لطي ثم قحطان. وهذه الأنساب الطويلة والموغلة في القدم لا سبيل للتأكد من صحتها، كما أن إيرادها بهذه الدقة المبالغ فيها يجعل الشك يحوم حول اختلاقها، ولماذا اختلقت؟

    ثم يصفونه بقولهم: "كان زيد رجلاً قصيراً، أسمرا، أفطس الأنف". وهذه الصفات تنطبق على رجل أسود من أصل زنجي، ولا يمكن أن تنطبق على رجل عربي سليم النسب لكلب فقضاعة ثم قحطان.

    كيف حصل عليه الرسول

    تقول كتب التراث إن حكيم بن حزام بن خويلد قدم من الشام برقيق فيهم زيد بن حارثة، وأهداه لخديجة، التي أهدته لزوجها محمد، الذي أعتقه ثم تبناه.

    ومرة يقولون: إن حكيم ابن حزام ابن خويلد قد اشتراه من سوق عكاظ، وليس من الشام.

    ومرة أخرى يقولون: إن الرسول هو من رآه بالبطحاء بمكة ينادى عليه ليباع، فأتى خديجة فذكره لها، فاشتراه من مالها، فوهبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقه وتبناه‏. ‏

    وبطبيعة الحال تتفق هذه القصص في أن الرسول حصل عليه كعبد ثم تبناه، وهذا يؤكد خرافة هذه الأقوال. لأن التبني لا يكون للعبيد، ولكن للأيتام ومعروفي النسب.

    ولكي يتأكد القراء أن كل ما نقلته كتب الأخبار عن زيد ليس صحيحاً، وأنه ليس ابن حارثة، وأن تسمية زوجته بزينب بنت جحش ما هو إلا محض اختلاق، تعالوا نحلل بعض المعلومات التي قالوها عن زيد، مقتبسة من كتاب أحسن القصص:

    يقولون إن زيد ابن حارثة مات سنة (8) للهجرة في معركة مؤتة، وعمره خمس وخمسون سنة. أي أن عمره عندما هاجر الرسول كان (47) سنة، وبما أن الرسول - حسب زعمهم - هاجر وعمره ثلاث وخمسين سنة، فإن فارق السن بين الرسول وزيد كان ست سنوات فقط .

    وحسب زعمهم، فالرسول تزوج خديجة وعمره خمس وعشرون، وماتت قبل الهجرة بثلاث سنين، أي عندما كان عمر الرسول خمسين سنة. والرسول تبنى زيداً، كما يقولون، في حياة خديجة، ولنقل قبل وفاتها بعامين. وكان عمر الرسول 48 سنة، وعمر زيد 42 سنة. فهل يعقل أن يتبنى الرسول رجلاً بعمر 42 وقريباً من سنه؟

    وحتى لو افترضنا أن الرسول تبنى زيداً في السنة الأولى من زواجه بخديجة، أي عندما كان عمره 25، حسب زعمهم، فإن عمر زيد سيكون 19 سنة. أي أنه رجل بالغ عاقل.

    وحتى لو كان رقيقاً واشتراه الرسول أو غيره وأعتقه الرسول، فلا يمكنه تبنيه وهو في تلك السن، لأن التبني يكون للأطفال، ولا يكون للرجال أبداً.

    ولن نتتبع كل ما قاله الإخباريون عن زيد، ولن نسلم به، وما يهمنا من أمره، هو أن محمداً قد تبنى طفلاً في مكة. وتبني محمد للطفل زيد كان فعلاً غير منكر، في بيئة اعتادت على التبني، وقام بإلحاقه بنسبه، كما يفعل الناس. وأصبح يسمى زيد ابن محمد، واستمر كذلك منذ تبنيه في مكة، وحتى نزول سورة الأحزاب في المدينة.

    وزيد ابن حارثة المشهور كان له ولد اسمه أسامة ابن زيد قد ولاه الرسول قيادة جيش لحرب الروم في آخر حياته، مما ينفي نفياً قاطعاً أن يكون الرسول قد تبناه في وقت من الأوقات لقرب سنه من سن الرسول.

    كما أن زينب بنت جحش "المزعومة" من المسلمين القدماء وتقول كتب التراث إنها ولدت قبل البعثة وكان عمرها (33) عاماً عند هجرة الرسول. ولما تزوجها رسول الله كان عمرها يزيد عن (38) عاماً. أي كانت قد هرمت بمقاييس ذلك العصر، وتجاوزت نضارة الشباب، وقاربت سن اليأس.

    مما ينفي أن تكون قد سحرت الرسول بجمالها كما زعمت كتب التراث. ولم يكن زواج الرسول بها زواج عجوز متصابٍ بفتاة يافعة، كما تحاول أن تصوره كتب التراث. ولكنه زواج رجل هرم بسيدة قاربت سن اليأس.

    نقول هذا الكلام على سبيل الافتراض من أن زوجة زيد هي بالفعل زينب بنت جحش.

    من هو زيد ابن محمد؟

    نقول كتب التراث إن الرسول تزوج بخديجة بنت خويلد التي سبق وتزوجت قبله برجيلين أحدهما هلك ولم تنجب منه، واسمه عتيق بن عائذ من بني مخزوم. والآخر أنجبت منه واسمه أبو هالة. وقد اختلف في اسمه، فقيل هو زرارة وقيل نباش وقيل هند، وقيل غير ذلك. وقد أنجبت خديجة منه ولد تذكر كتب التراث أن اسمه هند.

    وقال ابن الكلبي: أبو هالة هند بن النباش بن زرارة، كان زوج خديجة قبل النبي صلى الله عليه وسلم، فولدت له هند بن هند، وابن ابن ابنه هند بن هند بن هند‏. انتهى

    وهذا التكرار في اسم هند يثير الريبة، ويضع احتمالاً ألا يكون ولد ابن أبي هالة اسمه هند.

    وسنحاول في الأسطر القادمة التعمق أكثر في بعض الروايات، ونقول:

    إن الأخبار عن أبي هالة زوج خديجة ضبابية وتم تعتيمها، لدرجة أن اسمه الأول ذكر فيه عدة آراء، منها: أنه نماش أو نباش أو زرارة أو مالك وقيل هند.

    والتعتيم على حياة الرجل طال نسله من خديجة، فقيل إنه أنجب منها ولدين بينما أنجب منها الرسول أولاداً وبناتاً. ولو تساءلنا اين هم أولاد رسول الله من خديجة؟ لأجابت كتب التراث بأنهم: عبد الله والطاهر وأحياناً يضاف لهم غيرهم. وكلهم ماتوا وهم أطفال، بينما بقيت البنات.

    والقرآن يؤكد أن الرسول لم ينجب من خديجة لا بنين ولا بنات. ولو كان قد أنجب فلن يعيره القرشي بالأبتر: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ(3) الكوثر.

    وحتى لو افترضنا أنه لم يرزق من خديجة بأولاد ذكور وكان له بنات فقط، فلن يعيره القرشي بالأبتر التي تعني مقطوع النسب. لأن من ينجب بنات قد ينجب الذكور، ولأن القرشي لم يعيره بأنه أب للبنات، بل عيره بالأبتر مع وجود بنات خديجة. مما يعني أنهن لسن بناته صلوات الله عليه، ولكن ربيباته.

    ويكون التعتيم على أبي هالة متعمداً.

    وكتب التراث، فيما نقل الطبري، تقول: (تزوّج أبو هالة خديجة بنت خويلد، فولدت له هندا وهالة، رجلين فمات هالة، قال: فخلف عليها رسول اللّه وعندها ابن أبي هالة، هند، فأدرك هذا الاسلام، فأسلم، وحدّث عنه الحسن بن علي).

    فخديجة رزقت بولدين من أبي هالة، واحد اسمه هالة مات وهو صغير، والآخر "هند" أدرك الإسلام، وهو الذي وصف رسول الله للحسن ابن علي.

    وهالة هذا يقول عنه صاحب كتاب أسد الغابة في معرفة الصحابة: (أخبرنا أبو موسى إجازة، أخبرنا أبو عدنان محمد بن أحمد بن المظهر بن أبي نزار وغيره قالا‏:‏ أخبرنا محمد بن عبد الله الضبي، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا علي بن محمد بن عمرو بن تميم بن زيد بن هالة بن أبي هالة التميمي بمصر، حدثني أبي محمد، عن أبيه عمرو، عن أبيه تميم، عن أبيه زيد، عن أبيه هالة بن أبي هالة‏:‏ أنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو راقد، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فضم هالة إلى صدره، فقال‏:‏ هالة ‏!‏ هالة ‏!‏ هالة ‏!‏‏.‏)

    وكان هذا وهالة طفل صغير.

    والمؤرخون وكتاب السير يكادون يجمعون على أن خديجة لم تنجب سوى ولد واحد من أبي هالة، فهل هذا يعني أن هالة هو ذاك الطفل وهو الذي يسمى أحياناً هنداً.

    وهالة قد لا يكون اسمه، ولكن المؤرخين ظنوا أنه اسمه لأن لقب والده "أبو هالة" فظنوا أنه سمي بأبي هالة لأن له ولداً اسمه هالة. وهذا قد يكون أصبح سارياً في عصور لاحقة، لكن في الجاهلية وعصر الرسول كان الرجل يلقب باسم ليس بالضرورة أن يكون له ولد يحمل نفس الاسم، مثل أبي طالب، أبي بكر، وغيرهما كثير.

    ويكون هالة ابن أبي هالة هو هند ابن ابي هالة وهو الولد الوحيد لخديجة، ولكن بما أن البعض نقل إن اسمه هالة والبعض ذكر أن اسمه هند قال بعض المؤرخين إن خديجة أنجبت ولدين من أبي هالة، واحد مات صغيراً وهو هالة بينما أدرك الإسلام أخوه هند.

    ويكون هالة الذي ضمه الرسول لصدره هو الولد الوحيد لخديجة، وكان طفلاً صغيراً بعدما تزوج الرسول بخديجة. أي أن أبي هالة قد توفي وابنه مولود حديثاً وبقيت بعده خديجة عاماً أو عامين ثم تزوجت الرسول.

    وهذا الطفل هالة، كان يلقب بالطاهر، كما ورد في ترجمته في كتاب الاستيعاب في معرفة الأصحاب: (الطاهر بن أبي هالة أخو هند وهالة، بنو أبي هالة الأسيدي التميمي، حليف بني عبد الدار بن قصي، أُمّه خديجة زوج النبي). وذكره ابن ألأثير في أسد الغابة، وجاء ذكره في الإصابة أيضاً، وذكره البغوي أيضاً ضمن ترجمته لعبيد ابن صخر ابن لوذان.

    وهذا يجعلنا نقول إن الطاهر الذي قيل إنه ابن رسول الله من خديجة هو لقب ولد خديجة من زوجها أبي هالة، والذي اختلف في اسمه هل هو هالة أو هند؟ أو كما نظن أنه زيد.

    ويكون الولد الوحيد لخديجة من أبي هالة هو أصغر أولادها منه، وبالتالي ففاطمة أصغر بنات خديجة تكبر أخاها الذي سمته كتب التراث هالة أو هنداً.

    وفاطمة تقول كتب التراث إنها ولدت قبل البعثة بخمس سنين، وسنفترض أن أخاها ولد بعدها بسنتين وفي نفس السنة أو التي تليها توفي أبو هالة، أي قبل البعثة بسنتين أو ثلاث. وتزوجها الرسول في نفس السنة أو التي تلتها، أي قبل البعثة بثلاث سنوات أو سنتين. وكانت تعيش مع بناتها الأربع من أبي هالة وولدها.

    وولد خديجة من أبي هالة الذي تسميه كتب التراث (هنداً، أو هالة وتلقبه بالطاهر) تربى في حجر الرسول. ويروي أبو عبيدة أن الرسول قد صحب ربيبه هذا معه ومع أبي بكر عندما خرج من مكة مهاجراً. وأنه بعدما وصل لغار ثور أمره بالرجوع إلى مكة . وقد قتل مع علي يوم الجمل، ومات ابنه هند بالبصرة. وجاء في الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني:

    أخرج الزبير بن بكار والدولابي من طريق محمد بن الحجاج عن رجل من بني تميم قال رأيت هند بن هند بن أبي هالة وعليه حلة خضراء فمات في الطاعون فخرجوا به بين أربعة لشغل الناس بموتاهم فصاحت امرأة واهند بن هنداه وابن ربيب رسول الله قال فازدحم الناس على جنازته وتركوا موتاهم.

    كما جاء في كتاب الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر: أخبرني خلف بن القاسم، ثنا الحسن بن رشيق، حدثنا الدولابي، نا أبو بكر الوجيهي أنا جعفر بن حدان قال: حدثني أبي، عن محمد بن الحجاج، عن رجل من بني تميم قال: رأيت هند ابن هند بن أبي هالة بالبصرة وعليه حلة خضراء من غير قميص، فمات في الطاعون، فخرجوا به بين أربعة لشغل الناس بموتاهم، فصاحت امرأة: واهند بن هنداه وابن ربيب رسول الله، فازدحم الناس على جنازته، وتركوا موتاهم، وهذا هو الصحيح إن شاء الله تعالى. انتهى.

    هند هذا كان ربيباً لرسول الله لأنه ابن زوجته. ومن المعتاد حينها أن ينسب الربيب لمن تربى عنده، وقد يكون الناس يسمونه ابن محمد.

    كما أن خديجة لديها أربع بنات بجانب الصبي مما يجعل حاجة الرسول لتبني طفل إضافة لابن وبنات خديجة غير موجودة ولا حاجة لها.

    وهند ربيب رسول الله وابن زوجته هو من كان يتفوق على غيره في وصف هيئة وسلوك رسول الله. فقد جاء في المعجم الكبير للطبراني قوله:

    حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي، ثنا جميع بن عمر العجلي، قال: حدثني رجل بمكة، عن ابن أبي هالة التميمي، عن الحسن بن علي بن أبي طالب، قال: سألت خالي هند بن أبي هالة وكان وصافا عن حلية النبي -صلى الله عليه وسلم - وأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئا أتعلق به. فقال: كان رسول الله فخما مفخما، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر. أطول من المربوع، وأقصر من المشذب.

    عظيم الهامة، رجل الشعر، إن انفرقت عقيصته فرق، وإلا فلا، يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفره. أزهر اللون، واسع الجبين، أزج الحواجب سوابغ في غير قرن، بينهما عرق يدره الغضب. أقنى العرنين، له نور يعلوه. يحسبه من لم يتأمله أشم، كث اللحية، سهل الخدين، ضليع الفم، أشنب، مفلج الأسنان. دقيق المسربة، كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة. معتدل الخلق، بادن متماسك، سواء البطن والصدر. عريض الصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم الكراديس. أنور المتجرد، موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط. عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر. طويل الزندين، رحب الراحة، سبط القصب، شثن الكفين والقدمين، سائل الأطراف.

    خمصان الأخمصين، مسيح القدمين ينبو عنهما الماء. إذا زال زال قلعا، يخطو تكفيا، ويمشي هونا. ذريع المشية، إذا مشى كأنما ينحط من صبب. وإذا التفت التفت جميعا. خافض الطرف، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء. جل نظره الملاحظة، يسبق أصحابه، يبدر من لقيه بالسلام". قلت: صف لي منطقه. قال: " كان رسول الله متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة، لا يتكلم في غير حاجة، طويل السكت. يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه، ويتكلم بجوامع الكلم. فصل، لا فضول ولا تقصير.

    دمث، ليس بالجافي ولا المهين. يعظم النعمة وإن دقت، لا يذم منها شيئا، لا يذم ذواقا ولا يمدحه، ولا تغضبه الدنيا ولا ما كان لها. فإذا تعوطي الحق لم يعرفه أحد، ولم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له. لا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها. إذا أشار أشار بكفه كلها، وإذا تعجب قلبها، وإذا تحدث اتصل بها فيضرب بباطن راحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى. وإذا غضب أعرض وأشاح، وإذا فرح غض طرفه. جل ضحكه التبسم، ويفتر عن مثل حب الغمام". انتهى

    وسؤال الحسن ابن علي لخاله عن صفات الرسول يؤكد أن الخال كان قريباً من الرسول، قرب الابن من والده .

    ألا يكون هند هو زيد المذكور في سورة الأحزاب، وقد تم تغيير اسمه في عصور الفتن والظلمات عمداً، لكيلا يعلم الناس أن بنات وولد خديجة من ذرية ابن أبي هالة ولم تنجب من الرسول. ولا يمكن أن نحسن الظن هنا ونقول إنه قد يكون اشتبه الأمر على كتبة التراث فظنوا أن اسم ابن أبي هالة –الزوج السابق لخديجة – هو هند وليس زيداً. وأنه هو من أصبح ابناً للرسول بالتبني بحكم زواجه بأمه خديجة.

    ونقول إننا لا نحسن الظن، لأنه قد يحدث أحياناً أن يسمى الولد باسم والده فيقال سيف ابن سيف، لكن لم يحدث أن سمي رجل باسم والده وسمى ولده باسمه، كما تقول كتب التراث عن أبي هالة أن اسمه هند، وأن اسم ابنه من خديجة كان هنداً، وأن هنداً هذا أنجب ولداً سماه هنداً. هذه ليست صدفة ولم تحدث، ولكنها فبركة لكي يتم ترسيخ أن من تتحدث عنه سورة الأحزاب على أنه ابن للرسول بالتبني ليس له علاقة بابن خديجة ربيب الرسول وابنه بالتبني. وذلك بالإصرار على تسميته هنداً لينسى الناس اسمه الحقيقي وهو زيد. فيكون هند ابن أبي هالة هو زيد ابن ابي هالة.

    ويكون زيد القرآن هو هند كتب التراث، وهذا يزيل الريبة حول تكرار اسم هند من الأب للابن للحفيد كما ذكر ابن الكلبي، في ظاهرة لم تتكرر. ويكون اسم ابن الرسول بالتبني هو زيد ابن هند أبي هالة، الذي قتل مع علي ابن ابي طالب يوم الجمل. وله ولد اسمه هند ابن زيد ابن هند أبي هالة، وهو الذي مات بالطاعون بالبصرة وبكت عليه المرأة.

    ولو كان هذا ما حدث فإن تبني الرسول لزيد ابن هند أبي هالة سيكون طبيعياً لأنه ابن زوجته. أما لو كان زيد شخصاً آخر فإن الرسول ليس بحاجة لتبني طفل وهو يعيش مع زوجته خديجة التي لديها أربع بنات وولد، وكلهم يعتبرون أبناء للرسول.

    وإن كان ما تقدم صحيح فإن ابن خديجة أصغر من كل بناتهاـ وهو ما يؤكد أنهن بنات لأبي هالة من باب أولى وليس للرسول.

    لو هذا الكلام صحيحاً فكيف تأتي سورة الأحزاب وتقول:

    يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً{59}؟

    وفي سنة الأولين اعتبرت أن للرسول بنات ولكنه رزق بهن من إحدى زوجاته في المدينة ورجحت أن تكون عائشة، وأن البنات توفين وهن صغيرات. ولكني الآن أرى أن قول الآية: "وبناتك" تعني بها بنات خديجة اللاتي يعتبرن بنات للرسول تجاوزاً كونهن ربيباته، والحديث هنا ليس لتأكيد نسبهن للرسول ولكن الخطاب هنا لتوجيههن ونساء المسلمين لاتخاذ بعض الاحتياطات وتحري الحشمة. بينما جاء تقرير أن زيداً ليس ابناً للرسول ولكنه متبنى، لأن الخطاب تقريري وتشريعي يؤكد أن التبني لا يعني أن يلحق الولد بنسب من تبناه.

    وعندما نزلت سورة الأحزاب، كانت زينب وأم كلثوم وفاطمة على قيد الحياة، فيما توفيت رقية بداية الهجرة، حسبما ورد في كتب التراث.

    ويكون الرسول عليه الصلاة والسلام لم يرزق بذرية أبداً، وقد جاء القرآن يعزيه ويرفع من معنوياته في هذا المجال، ومن ذلك:

    الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا{59} الكهف.

    ---------------------------------------------------------
    #بن_قرناس ابن قرناس احسن القصص - الشرعة والمنهاج
                  

العنوان الكاتب Date
مقتطفات من كتاب الشرعة والمنهاج للباحث ابن قرناس عثمان احمد شرف الدين05-17-17, 07:38 AM
  Re: مقتطفات من كتاب الشرعة والمنهاج للباحث اب عثمان احمد شرف الدين05-17-17, 07:44 AM
    Re: مقتطفات من كتاب الشرعة والمنهاج للباحث اب عثمان احمد شرف الدين05-17-17, 07:48 AM
      Re: مقتطفات من كتاب الشرعة والمنهاج للباحث اب عثمان احمد شرف الدين05-17-17, 07:50 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de