على الضفة الغربية للنيل الازرق ، تحديدا في منطقة سوبا جنوب العاصمة السودانية الخرطوم، اختارت منظمة الطوارئ الإيطالية هذه البقعة لتكون مقرا لمركز السلام للقلب والذي تم تشييده بمواصفات ومواد بناء محلية جعلته صديقاَ للبيئة ، بالاضافة لكونه يعتمد بشكل كلى على التيار الكهربائي المستمد من الطاقة الشمسية ، وهو الامر الذي جعل المركز يفوز باحدي الجوائز العالمية المختصة بالبيئة والهندسة.
الآن، بعد مرور 10 سنوات علي إنشاءه مازال المركز الذي زارته ” التغيير الالكترونية ” يبدو وكأنه افتتح حديثا حيث يبدو كل شيء فيه نظيفا ومرتبا علي عكس الصورة المعروفة عن المؤسسات الصحية في البلاد. فالمرضي ينتظرون في مكان مخصص لهم بني بطريقة تجعله يستوعب اكبر قدر منهم. كما أن هنالك لافتة بارزة مكتوب عليها باللغتين العربية والإنجليزية “هذا المستشفي مجاني ولا يحق لاي احد ان يطالب المرضى بدفع مقابل مادي للعلاج.. ومن يطلب منه ذلك فعليه بالتبليغ الفوري”. داخل مباني المستشفي والذي اكتسي معظمه بالخضرة لا يوجد مرافقون او اي اشخاص آخرون سوي العاملين فيه او المرضي ولا يحق لذوي المريض الدخول فقط عليه تسليمه الي إدارة المستشفي التي تتكفل بالقيام بكل شيء.
قيادات المركز تستعد للاحتفال بمرور 10 سنوات علي إنشاءه وهم يبدون فخورين بما انجزوه حتي الان. وفي هذا الصدد يقول قينو ستاردا وهو من مؤسسي المستشفي أنه ومنذ افتتاحه استطاعوا تقديم الخدمات العلاجية لاكثر من 66.677 شخص فيما تم اجراء اكثر من 58 الف عملية روماتيزوم في القلب وأكثر من 7 الف عملية جراحية.
واضاف أن مهتمهم لا تنتهي بإجراء العمليات فقط وأنما المتابعة اللصيقة والمستمرة مع المريض حتي يتماثل للشفاء الكامل. موضحا ” لم نتلقى شكوى حتي الان بوجود اخطاء طبية في عملنا بالرغم من هذه السنوات الطويلة بل نتلقى التهاني من المرضي وأهاليهم وهذا ما يشعرنا بالفرح الشديد”.
"http://www.up-00.com/"
وبات مألوفا أن يشتكي المواطنون من الأخطاء الطبية المتكررة عندما يذهبون لتلقي العلاج في المؤسسات الصحية الحكومية أو الخاصة بالرغم من انها تطالب بمبالغ كبيرة جدا نظير الخدمات الصحية. وليس اخرها ما وقع في مستشفي مكة للعيون عندما فقد العشرات بصرهم اثر اجراء عملية جراحية لهم في غرفة غير معقمة بشكل جيد كما اعترفت إدارة المستشفي بذلك.
وفي هذا الصدد يقول ستاردا أنهم يؤمنون بان تلقي العلاج والرعاية الصحية هو حق اصيل من حقوق الانسان ، وخاصة في المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة ومنها السودان ، مشيرا الي انهم يستهدفون اي شخص مصاب بالقلب ولا ينظرون الي اي امر اخر.
واضاف: ” هدفنا هو تقديم أفضل خدمة طبية ممكنة ومجانا ولكل الاشخاص.. بالاضافة الي تطوير قدرات السودانيين العاملين في القطاع الصحي وحاليا لدينا نحو 160 كادرا طبيا يعملون معنا من بينهم 60 إيطاليا”.
وفي إطار الاحتفال قرر المسئولون تنظيم مؤتمر دولي في الخرطرم لمناقشة الأمراض المتعلقة بالقلب وجلب خبراء مختصون من عدة دول وتقديم اخر الدراسات المتعلقة بهذا الشأن.
وحاولت الحكومة السودانية ، اكثر من مرة ، الاستيلاء علي المستشفي او مشاركة الادارة الحالية في ادارتها له وتخصيص جزء منها لعلاج الاثرياء عن طريق دفع مبالغ مالية – في هذا الإطار انتشر فيديو علي وسائل التواصل الاجتماعي يظهر فيه الرئيس السوداني عمر البشير واحد أشقاءه يقومون بزيارة المركز ويتحدثون في هذا الامر – لكن مؤسسوا المركز رفضوا هذا الامر بشدة لجهة انه ضد توجهاتم التي يؤمنون بها وهي ان العناية الصحية المجانية حق اصيل للانسان.
وتعاني المستشفيات والمؤسسات الصحية الحكومية من إهمال شديد من قبل السلطات الرسمية في ظل قلة الميزانية المخصصة للقطاع الصحي والتي تصل بالكاد الي 130 مليون دولار في ميزانية العام الحالي وهي تمثل نحو 5 % من جملة الميزانية فيما تبلغ الميزانية المخصصة للمؤسسات السيادية نحو 150 مليون دولار وهي اكبر من الميزانية المخصصة للصحة.
*شاهد الفيديو الذى يظهر طلب الرئيس البشير (برفقته شقيقه اللواء عبدالله ود.المتعافى واحمد بلال) من ادارة المستشفى تحويل اجزاء من المستشفى الى استثمارى وتحصيل مبالغ مالية من المرضى وهو مارفضته ادارة المستشفى التى تمسكت برسالته الخيرية
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير عثمان حمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست