تدور عقارب الساعة للوراء مرة ثانية ويأتي نظام المؤتمر الوطني " الاسلاموعروبي" ويحاول جاهدا استرقاق شعب جبال النوبة عبر سياسة القهر والإضهاد وإعادة الإنتاج وعندما فشل في ذلك ذهب مباشرة الي حملة الإبادة الجماعية ففي العام 1992م أعلن اللواء الحسيني عبد الكريم حاكم كردفان الجهاد علي شعب النوبة وقاد حملات اغتيال واعتقال واسعة ضد المتعلمين من أبناء وبنات النوبة وتهجير قسري الي المدن وفتح ما يسمي بـ ( معسكرات السلام) لإعادة الإنتاج بالقوة بينما شنّت القوات المسلحة مدعومة بمليشيات القبائل العربية هجوم علي قري جبال النوبة وتم حرق المنازل والمواد الغذائية ونهب الأبقار وخطف أطفال والذهاب بهم الي الأبيض وإدخالهم "الخلاوي" بالقوة ومن فر منهم الي المدن الكبيرة شمالاً أصبح ينظر لنفسه بشكل من الدونية وأصبحت كلمة "نوباوي" مترادفة لـ ( السب وعار). وحتي تنجح الإنقاذ في سياسة تغبيش الوعي شاركت عدد من أبناء النوبة الانتهازيين في حكوماتها أمثال ( إبراهيم نايل ايدام - مكي علي بلايل - كبشور كوكو - سومي زيدان - باب الله بريمة - عفاف تاور - خميس كجو...الخ)،بينما عاش شعب النوبة ضنك العيش وأصبحت مشقة البحث عن لقمة عيش ودواء وكساء هي مجمل الهموم الأسرية. قفل النظام كل أبواب التعليم في وجه أبناء النوبة يتجهوا مباشرة الي الجندية ( الجيش ، الشرطة ، الأمن) ويدفع بهم النظام الي مناطق العمليات حتي الكلية الحربية بعد اشتداد العمليات العسكرية في الجنوب أصبحت متاحة بشكل كبير لأبناء النوبة وكل دفعة تجد ما يقارب الـ (50) ضباط من أبناء النوبة معظمهم يموت قبل أن يصل الي رتبة " النقيب". وفي ظل هذه الظروف يبرر البعض وجود أبناء النوبة في جيش النظام ويعزز تبريراته بأن النوبة يحبون الجندية ولهم تاريخ منذ دخولهم بكثافة في قوات دفاع السودان ( نواة القوات المسلحة) لذلك يصنفهم بأنهم " مجبورين " في الالتحاق بالمؤسسة العسكرية الأحادية التي تقتل وتغتصب المواطنين العزل منذ تأسيسها حتي الآن . وفي تقديري مهما تكن المبررات والدوافع فأن بقاء أبناء النوبة حتي الآن في جيش النظام ومؤسساته الأمنية يعتبر خيانة عظمي للقضية والمنطقة والشعب،فالنظام منذ مجيئه السلطة أستهدف شعب جبال النوبة وشن حملات عسكرية واسعة النطاق في الحربين الأولي والثانية مستخدماً كافة أنواع الأسلحة بما فيها المحرمة دولياً إضافة الي استخدام سياسة التجويع ومنع قوافل الإغاثة للوصول الي مناطق المتضررين.. وفي السابق أصدر علماء الدين الإسلامي فتاوي بمدينة الأبيض تكفر شعب النوبة وتهدر دمه وتبيح نسائه وأمواله .. http://www.almshaheer.com/article2-551037
العنوان
الكاتب
Date
"افيدونا" هل هذه الفتـوي ما زالت سارية علي مناطق جبال النوبة ؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة