الحزب الإتحادي المصري .!! عزمي عبد الرازق 📝 🔰 أي شخص استمع إلى إفادة وزير التجارة الخارجية صلاح محمد الحسن في برنامج (حال البلد) حول منع استيراد المنتجات المصرية المصنعة، بقى في عقله شيء من حتى، وسؤال كبير يعتمل في الدواخل، ما الذي أراد أن يقوله الرجل صراحة بخصوص قرار وزارة الصناعة؟ هل يعترض على منع استيراد السلع من مصر حفاظاً على صحة المواطن السوداني من منطلق حرصه الأكبر على مصر؟ وهل اختلت الموازين لدى الوزير لدرجة يستشعر فيها حساسية العلاقة، حتى وإن أدى ذلك لتعريض حياة السودانيين للخطر؟ إنها الأسئلة التي تندلع كالثورة لدى كل من استمع لوزير التجارة الخارجية، وتلمس قلقه على علاقة تعني لحزبه الكثير، بينما لا تقوم على ظروف موضوعية في حقيقة الأمر، فلم يعد ثمة حزب بعد اليوم تتلبسه الشعارات القديمة، نحن ولاد النيل ومصر يا أخت بلادي يا شقيقة، العلاقات أصبحت رهينة للمصالح والمزاج البراغماتي المحض، والأحزاب نفسها تسعى لكسب الداخل عبر مواقف وطنية خالصة . 🔰 من هنا، لم يكن مدهشاً ذلك الاحتشاد المزلزل قبل أشهر بخصوص أزمة حلايب، وهو احتشاد ينكفئ على المقدمات، دون أن يحاول تدارك النتائج .. من عزلته الطويلة كان القيادي الإتحادي ومرشح الرئاسة الأسبق حاتم السر قد خرج بتصريحات ساعة حديث للرئيس البشير حول سودانية حلايب، خرج حاتم وقتها بتصريحات تتهم من يسميهم بنافذين فى الحكومة السودانية وقيادات من حزب المؤتمر الشعبى بالوقوف خلف حملة التصعيد ضد مصر وفتح ملف حلايب فى ذلك التوقيت بالذات، حاتم أرجع التصعيد لعدم ارتياح الإسلاميين في السودان للثورة المصرية وافرازاتها، وهنا يعني صعود السيسي في ثلاثين يونيو وليس ثورة يناير، فيا للعجب !! يدق الرجل على طبل الصراع الأيديولجي، دون أن يضع مجمل النقاط على كل الحروف، لائذاً من دلالة التوقيت بعبارة (إنه أمر محير)، لكن حاتم الذي يعيش في مصر منذ سنوات، وينتقل منها إلى أكثر من عاصمة أوربية، لا يحبذ لوم القاهرة على التصعيد المقابل، أو أن يتسلل إلى ظنونه، أن مصر تحشد اعلامها الرسمي لقصف الجبهة الخرطومية، وأن الملف السوادني بالنسبة لها ملف مخابراتي، وحاتم بذلك يشبه إلى حد ما وزير التجارة الخارجية المنزعج من تسرب الخطاب للصحافة، والذي كادت تفضحه همهماته وتململه المشين. 🔰 المنطق الذي يجره مرشح الرئاسة الأسبق لم يكن يضع في اعتباره مواقف أخرى للإتحاديين، تنظر لحلايب من منظور سيادي، كونها أرض سودانية محتلة، الراجح في ذلك أن الرجل وغيره يبيعون بضاعتهم للنظام المصري، بسعر الأمس، أو هى بضاعة الحزب في مصدر وجوده، مقابل النيل من النظام السوداني الذي يعارضه حاتم، ثمة من يرى ذلك، بجانب أن الإتحادي الأصل ما انفك يحمل على ظهره صليب حلم قديم ينشد الوحدة مع مصر، رغم أن تلك الوحدة انقطع طاريها منذ أيام الملك فاروق، ونمت فوقها أدغال كثيفة، وإلا ما الذي منع مولانا محمد عثمان الميرغني طوال هذه السنوات من اطلاق تصريح صغير يقول فيه أن حلايب سودانية، مجرد تصريح فقط لا أكثر؟!. 🔰 وبعيدا عن أشواق الإتحاديين، فإن اشارات وزير التجارة الخارجية ينبغي أن لا تمر مرور الكرام، حتى لا تجر على الحكومة غضب الشارع، فكل ما يُشتبه به يجب أن يُترك، ونحن أصلاً لسنا في حاجة للصلصة والكاتشب والمربى المصرية، نحن بلد زراعي عريق ويمكن أن نصنع كل هذه المنتجات بسهولة، ويمكن أيضاً أن نصدرها للعالم الخارجي، ولروسيا نفسها التي تفتح أبوابها لمنتجاتنا الزراعية، ما يعزز لدينا الثقة أكثر، وهى فرصة بالمناسبة للتخلص من فكرة أن السودان دولة تستهلك أكثر مما تنتج، وتستورد أكثر مما تصدر، وليس أمامها إلا أن تبقى على الدوام مكبا للبضائع الرديئة والفاسدة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة