|
|
|
 Re: رحيل عمنا الأمين، والد أعضاء المنبر... صلا� (Re: عبيد الطيب)
|
تحية و تقدير للاخوين إسماعيل وراء
و عبيد الطيب ود المقدم
الرحمة لجميع الأموات.
.....
عسي يا ود المقدم أن أسمع صوتك و قد تجد رقمى على المسنجر واتشرف بذلك
قدر تشرفى بقراءة دقيقة عبر الحب و الإعجاب لمقالاتك رفيعة القيمة عن ثقافة بادية
الكبابيش ذات الخاصية النوعية الثرة فى محيط الثقافة السودانية ذات الثراء المتعدد
بذات الدرجة بوستاتك رفيعة القيمة على قلتها الموجبة بهذا المنبر اهتز انها بعض مصادر تكوينى
المعرفى خاصة عبر المعلومة و المفردات الحوشية.
تحية لمن يترحم من القراء بظهر الغيب.
| |
  
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: رحيل عمنا الأمين، والد أعضاء المنبر... صلا� (Re: احمد الامين احمد)
|
***جدى الشيخ الحافظ فكى يحي عبدالله (جدثه بمدافن ود هاشم ملى اول صعيد مكوار و قد أوصى ابوى اللمين أحمد الولى أن يتم دثره أينما حدق فى الموت إلى جواره وقد نفذ نجله البكر صلاح الوصية فى النصف الثانى من تلك الليلة التى فاضت روحه إلى خالقها ) مقدم التجانية له الرحمة حجة فى كل قراءات الكتاب الحكيم خاصة قراءة ابى عمرو برواية الدوري التى ذاعت بالسودان القديم على السنة و أفئدة الشيوخ الحافظين و الفقراء الموحدين و الحنفاء المتوضئين الهابطين تجاه الشروق من حواضر قديمة مثل شنقيط و فاس و كنو و تمبكتو و ماسينا الذين جل همهم الخلاوى و الألواح المقدسة.
فكى يحي عبدالله رجل رهيف البدن، شديد صفاء اللون كأن والده هو ورش راوية الإمام نافع شيخ الإمام مالك و تلميذ ابن عمر رضي الله عنهم، تكاد تشم فى فكى يحي عبق المصاحف المخطوطة القديمة اذا اقتربت منه باعا أو أقل.
تلقى علوم الدين و اللغة ببكة أرض مولده شرفها الله على ذاك النهج القديم الذى كان سائدا بحواضر المسلمين قبل انحطاطهم الحالى(حين صاروا فى كثرة لكنها كغثاء السيل -حسب حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ) بسمرقند وبخار و ترمذ و نیشاپور و البصرة و الكوفة و بغدان (وقيل بغدان و بغداد ) والأزهر الشريف (قبل انحطاطه).
شرح لى جدى فكى يحي -سقت جدثه الرياح المرجحنة - ذات مرة وأنا تلميذ بالمجلد المتوسطة خلال عطلة صيفية قضيتها بمدينة جوبا بالسودان القديم حين زارها لأجل زواج نجله أستاذ محمد يحي على شقيقتى الكبرى فايزة أم مهند فى اقل من ربع الساعة عبر منهجية صارمة و جذابة و سحرية الفرق بين الصفة و الحال بصورة لم أجد لها مثيلا فى كافة مجالس العلم المنهجى التى جلست بها طوال فترة طلبى بمختلف المراحل التعليمية فى مختلف المواد على ايدى أساتذة من خلفيات علمية و جنسيات مختلفة منهم العديد من الفرنجة من لدن أستاذ بول الخواجى الذى درسنا أدب انجليزى بالصف الأول الثانوى وهو من نصحنى فى حصة ما حين الهمنى الله إجابة على سؤال معقد طرحه علينا فى احدى المرات دراسة لسان شكسبير فى المرحلة الجامعية و غيره من جهابذة الخواجات مثل جون أباظة و المبشر و اللغوى الاممى الذى يتعامل لغويا مع عشرين من الألسن الحية و القديمة ريتشارد استيفنسن و جهابذة العلم من السودانيين الذين تخرجوا فى حنتوب و الوادى و طقت وجامعة الخرطوم قبل ابتعاثهم إلى أكسفورد شأن محمد عبدالحي ومحمد محمود و كامبريدج شأن أحمد محمد على الحاكم أو أدنبرة شأن سيدنا الحبر و غيرهم من أساطين العلم المدنى .
البراعة اللغوية عبر الذاكرة القرآنية عند جدى يحي تجلت مرة أخرى عقب سنوات من ذلك الموقف حين جلست إليه ذات أصيل بعيد بمنزله بودهاشم ملى التى كانت تحت شياخته حين أسر إلى
أنه أى فكى يحي قد استوعب خلال جلوسه بمجالس الدرس فى اللغة و الأدب العربي وعلوم الدين بالحرم المكي ألفية ابن مالك فى النحو العربى بشواهدها و متونها كاملة فى زمن قياسي يكاد لا يذكر علما أن بؤس التعليم المدنى المدرسي عهدنا بمقاعد الدرس بآداب جامعة الخرطوم كان يحصر الطلاب فى فصل دراسى كامل يشمل نصف العام الجامعي فى ست وعشرين بيتا من هذه الألفية هى الأبيات الخاصة بالمبنى و المعرب و قد درسناها صيف 1985 بالقاعة 102 (قاعة عبدالله الطيب حاليا ) على يد البروفسور صلاح الدين المليك وكان جلنا يجد عنتا و مشقة فى هضمها بشواهدها و متونها و حواشيها.
الذخيرة اللغوية عند جدى يحي الشيخ الجوال فى صعيد مكوار و جنوب الجزيرة المروية مثل الشكابه طه و غربها مثل المناقل وماحولها من قرى و دساكر حيث يكثر تلاميذه فى سلك السجادة التجانية التى كان عليها إلى جانب تطواف قديم له فى شرق السودان جعله ملما بدقة بلسان البداويت المبين.
كان رحمه الله ولعا بمطالعة أمهات كتب الفقه فى اختلاف المذاهب السنية وله ولع خاص بأصول الفقه المالكى وقد خلف كنزا لا يقدر بثمن عبر تلك المكتبة الخاصة التى تركها وقد رأيت ضمن ما تركه فى هذه الفانية عدد من المصلايات بعضها من جلد الجاموس -حسب قاموس صاحب العودة إلى سنار الذى قبره يزار بمدافن برى -مثلما خلف كذلك عدد من السبح بعضها من اللعولب و إحداها من أسنان الموتى فتأمل حسب مصطلح محمد عبدالحى الشاعر الصوفى المعذب.
له الرحمة و المغفرة و الشفاعة و السقيا و السير تحت لواء الحمد و ومذاق خمر الواقعة و فاكهة النبأ العظيم.
الفقير لرحمة مولاه
أحمد اللمين أحمد
رجب 1438.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: رحيل عمنا الأمين، والد أعضاء المنبر... صلا� (Re: احمد الامين احمد)
|
**
الشيخ محمد ودهاشم التور الضالع الذى تشرفت أكثر من قرية اول صعيد مكوار غربى بحرها الأزرق بحمل اسمه الجميل تربطه صلة قربى بالشيخ طلحة الذى تحمل اسمه قريه جنوب شرقى مكوار تقابل بلدة مايرنو و حسب رسالة الدكتوراة من جامعة لندن للدكتور عمر النقر أستاذ التاريخ الافريقى بجامعة الخرطوم وجامعة ردينق البريطانية فقد تم تأسيس بلدة شيخ طلحة 1901 و بلدة سلطان مايرنو 1903 (انظر دكتور عمر النقر. Pilgrimage Tradition in West Africa. ).
تأريخ تأسيس بلدة ودهاشم ملى حسب إفادة والدى له الرحمة فى حديث موثق بأكثر من لغة لتوفير مادة بحثية علمية بمنزل جدى يحي عبر حوار مع بروف اللمين ابى منقة وعالم علم أجناس اجتماعى من بلاد الرايخ كان تقريبا فى مستهل العقد الثانى من القرن العشرين و قد كانت البلدة تقع مباشرة على قيف البحر لكن تكالب الماء خلف الخزان العام 1951 حدا بهم الانتقال نحو كيلو مترا غرب الموقع القديم حيث الموقع الحالى وقد ذكر ابوى له الرحمة ذاك الحدث بقوله و اللفظ له :
(وكت نشروا شيخ ودهاشم سنة واحد و خمسين كنا فى الحلة التحت :اتنين وخمسين رحلنا الحلة دى. متأكد شيخ ودهاشم نشروه سنة واحد وخمسين كنا فى الحلة القديمة مشينا شوفنا العنقريب ذاتو. )انتهى
قلت :
عقب نشر جثمان شيخ ودهاشم التور الضالع من جدثه بودهاشم القديمة تم نقل رفاته عبر موج البحر إلى بلدة شيخ طلحة ليتم دفنه قرب الشيخ طلحة سيد الاسم و حسب التأويل الصوفى السائد فى تلك المنطقة ذات الوجدان الصوفى العميق منذ السلطنة الزرقاء هو منام راه أحد مريدى التور الضالع فحواه نشر القبر ونقل الرفات إلى شيخ طلحة عبر البحر كى يرقد جوار شيخه لكن حسب المنطق و تبدل التضاريس و العقل سبب نقل رفات الشيخ ودهاشم إلى طلحة هو طغيان الماء و تكالبه على جدثه القديم لكثرة المياه فى بحيرة الخزان وقتها ربما بسبب تعلية ما أو شدة ارتفاع المناسيب اعالى الحبشة عقب سنوات قليلة من فيضان 1946 الشهير الذى تجلى بصورة جمالية كعنصر حقيقة فى رواية بندر شاه للطيب صالح وقد حدثنى ابوى له الرحمة أكثر من مره أنه كان ضمن الذين عكفوا على نقل الجثمان (كان والدى له الرحمة فى سن 26 عاما ) فادهشه طراوة الجسد وعدم تعفنه رغم تقادم العهد عليه ولعل سبب ذلك الطهر حفظه لكتاب الله بأكثر من رواية والله أعلم.
أهل ودهاشم ملى و أهلهم بالقرى المسلمة ذوات الأصول الأفريقية القديمة لم يك السودان القديم as crossing land هو مقصدهم فى تلك الهجرات المقدسة السابقة لتكوين السودان الحديث بل كانت بكة شرفها الله كارض حج و يثرب على ساكنها السلام كارض مجاورة حسب المذهب المالكي هما المبتغى لذا بدأت رحلاتهم الطويلة من شمال مالى تحديدا فى قوافل ضخمة سارت بعضها لأكثر من 13 عاما كما أورد دكتور عمر النقر (مصدر سابق ) حتى وصلوا بكة وتم ميلاد بعضهم هناك (جدى فكى يحي و أقرانه ) ثم لأسباب عديدة منها نشوب الثورة العربية تحت قيادة الاشراف و تعذر عبور المواشي كمصدر رزق لبحر المالح وقد تركوها قبل عبورهم تجاه مطلع الشمس وقبل ذلك إرادة الله التى حددت أرض معاشهم و مماتهم و مثوى قبورهم منذ أن خلق القلم و اللوح عاد بعضهم إلى السودان القديم وفضل بعضهم الإقامة فى الحجاز لذا يجد زائر بكة تحديدا أن الأحياء الفقيرة المتاخمة للحرم تعج بسعوديين من أصول من دولة مالى المسلمة و لبعضهم نسب ورحم مع أهل هاشم ملى اول صعيد مكوار بأرض الفونج (فى رواية أن نوبة الجبال وقيل الشلك و الدينكا أسبق من الفونج فى تلك الأرض التى لا يملكها فى الواقع أحد سوى الله ) وأخواتها شرق مكوار علما أن أجود شاعر سعودى فى القرن العشرين الميلادى طاهر زمخشرى الذي يحمل إحدى شوارع تونس الخدرة إسمها ينتمى لإحدى العائلات بودهاشم ملى حاليا و قد بلغنى أن بعض ارثه من تركته حسب تقسيم الفرائض قد وصل لمن يستحقه من أهله بودهاشم ملى فتأمل.
حسب الروايات الموثقة بدقة عقب عودة أهل ودهاشم ملى من الحجاز إلى السودان أقاموا فى منطقة بيت المال الحالية فترة وتم ميلاد عدد منهم هناك لكن لنمط معيشتهم الخاص قرروا النزوح طوعا وبعد عدة خيارات فضلوا الإقامة بالمنطقة صعيد و شرق مكوار الحالية و يروى أن من اختار موقع ودهاشم ملى الحالى بعد طواف على طول مجرى النيل الأزرق صعيد مكوار لأجل توخى المكان هو جدنا عبدالرحمن الملقب ب (دومة ) وهو من المعمرين وقد شاهدته سبعينيات القرن الماضى بمدينة جوبا حين قدم فى زيارة لأجل تفقد أبناء شقيقه العاملين بالتجارة وقتها بجوبا وهم اعمامى على و يوسف وعمر و اللمين ومحمود.
قلت :
دولة مالى عبر حاضرتها القديمة تمبكتو منشأ تلك الهجرات المقدسة كانت إحدى أرقى حواضر العالم الاسلامى الثقافية لأكثر من قرن عبر تمركز العلماء و كثرة التأليف بها تحديدا المذهب المالكي حيث بلغت درجة من الثراء المالى و الروحى جعل حاكمها يكسو الكعبة ويرسل محملا مليئا بالذهب لتوزيعه على فقراء بكة ثم أن هبوط حجيجها عبر مصر كان يؤدى إلى انتعاش اقتصادي فى القاهرة و أسواقها يدوم شهورا (راجع عمر النقر مصدر سابق ) ويروى أن أحد علماء مالى تخلف عن قافلة الحج قبل عبور البحر المالح بلحظات ومكث بمصر أكثر من عام لأجل مناظرة مع علماء مصريين حول مدلول عبارة (بسم الله الرحمن الرحيم ).
تحفل اضابير بعض البيوتات بودهاشم ملى و أخواتها بالكثير من المصاحف المدونة باليد إلى جانب مفكرات مدون عليها أنساب المواليد وأسماء النباتات والبلدان وحركة الطقس ومناهل المياه و سجل الوفيات بدقة مذهلة إلى جانب الطب الشعبي كذلك الكثير من سكان ودهاشم ملى عبر حركة تحركهم بحرية فى بلدان عديدة و احتكاكهم باجناس مختلفة اكتسبوا مهارات لغوية جعلت بعضهم يتحدث بطلاقة أكثر من ثمان لغات بعضها لغات نادرة جدا.
فى عالم متشابك و خارطة وطن ودهاشم ملى ليست جزيرة منعزلة رغم خصوصية تكوينها الديموغرافي بل هى جزء من لوحة أوسع هى الوطن الواسع لذا ارتبط أهلها عضويا بالمجتمع السودانى رغم سكنهم المنعزل بايجاب لذا يتصف أهلها بذات صفات غيرهم من السودانيين سلبا و ايجابا و تسود بها كل الطبقات و المهن و الانتماء السياسى و الخير و الشر فتجد منهم المحاضر الجامعى والامى و الفاقد التربوى و الطبيب و التاجر و المهندس وعامل البناء و المحامى وضابط الديش و الجندى و المعلم و الاقتصادى و السائق و مساعد اللوري و العاطل و بتاع الأمن و المجتهد و الكسول و التقى و الفاجر وغير ذلك من شرائح الحياة.
الطريقة الصوفية السائدة هى التجانية و تاريخيا الغلبة للانصار وأتباع حزب الأمة لكن هناك تمثيلا لكافة الفعاليات السياسية بودهاشم ملى لدرجة وجود بعضهم فى الحزب الشيوعي و بعضهم فى حركات دارفور و الحركة الشعبية فى مرحلة ما لكن الملفت وجود جيل محدد ينشط داخل المؤتمر الوطنى و صنوه الشعبى.
تعج ودهاشم ملى بشخصيات كثيرة تصلح للتوقف عندها لكن عسي أن أذكر عمنا و خالنا المرحوم إسماعيل تجانى له الرحمة و المغفرة ذاك الشاب المثابر البشوش الذى مخر بشرف دروب التجارة بمدينة جوبا فزادات ثروته الحلال وكان محسن بارا بأهله لكن شاء الله أن يك بمدينة جوبا بمتجره ذاك اليوم الذى شهد مصرع قرنق على سفح الاماتونج فدخل عليه بعض أبناء جنوب السودان القديم الغاضبين على مصرع قرنق و سكبوا عليه بنزين و احرقوه حيا فتم اخلاؤه إلى السلاح الطبى بامدرمان لكنه فارق الحياة علما انه لا صلة له بموت قرنق أو حياته ولا أدنى علاقة تربطه بالسياسة له الرحمة و المغفرة.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: رحيل عمنا الأمين، والد أعضاء المنبر... صلا� (Re: نعمات عماد)
|
* تحية وشكر اختنا نعمات عماد تشرفنا غاية الشرف بمرورك بسرطان عزاء والدنا له الرحمة
و إضاءة شمعة غفر الله له ولنا اجمعين.
تحية مرفوعة لاخى الحساس جدا بدر الدين الأمير فى محرابه السحري ب (اربجى ) التى سبقت (مكوار ) بنحو ثلاثة عقود و كلاهما على قيف بحر أزرق المقدس.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
إسماعيل وراق
عبيد الطيب
احمد الامين احمد
عبدالله الشقليني
عباس محمد عبد العزيز
بدر الدين الأمير
نعمات عماد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست