يدور جدل فى الفكر السياسى منذ زمن حول انماط العلاقة بين الدين والدولة اوبين الدين والسياسة...بين علمانيين واصوليين العلمانيون يطالبون بفك الارتباط بين الدين والسياسة كما هو بين فى اطروحة رشا عوض الله اعلاه ومن خلالها يفكرون فى المجال السياسى ويتمثلون نموذجا مرجعيا خارجيا..الدولة الحديثة التى نشات فى الفضاء الاوربى بمفهومها الدستورى وطبيعة العلاقة فيها بين الحكام والمحكومين على خلفية الافتراض القائل ان المجال السياسى والدولة جزء منه مجال زمنى على وجه الطبيعة والضرورة يقع بناؤه بالتواضع على قواعد ومبادئ وضعية غير مفارقة او متعالية دون الانتباه الى خصائص الدين ومكانته فى الحياة العامة..وتتغذى اطروحة الاصوليين فى النظر لمفهوم العلاقة بين الدين والدولة على افتراض ان العلاقة بينهما علاقة تلازم وتماهى عصية على اى شكل من اشكال الفصل بينهما وان السياسة باب من ابواب الشريعة وحرمة دينية ضد اى انتهاك وضعى ومن ثم يجب تطبيق الشريعة الاسلامية واقامة الدولة الاسلامية وكاننا امام دولة علمانية حقيقية على مثال الدولة الحديثة كما فى فرنسا والعلمانيون يذهبون الى وجوب اقامة الدولة على مقتضى العلمنة الشاملة وكاننا نعيش فى الدولة الدينية على مثال دولة الكنيسة التى اوجبت قيام نقيضها فى اوربا النهضة. ومن ثم نستطيع القول كلا الفريقين يفكران فى المجال السياسى تفكيرا لاتاريخيا او قل غير واقعى .بالنسبة لتشكل المجال السياسى فى الاسلام وبما ان الدولة جزء منه نطالع الحقائق الاتيةان النصوص الدينية لم ترسم شكلا محددا للنظام السياسى ولا حددت الية عمل الاجتماع السياسى للمسلمين وان المرجع الوحيد الذى فى حوزتنا هو تجربة النبوة فى دولة المدينة وتجربة الخلافة الراشدة فيما بعد اوما يسمى بالدولةالاسلامية التاريخية وكلا التجربتين لم تقم على اسس دينية باى من المعانى التى تفهم من عبارة الدولة الدينية اما خيار الدولة العلمانية المنشود اقامتها دعاتها يغفلون الحقائق التالية وهى مكانة الدين فى الحياة العامة حتى فى اوربا اين هى الدولة الثيوقراطية التى يحكم السودان من خلالها؟؟؟ هلا كلمتنا عن مؤسساتها الدستورية ذات المرجعية الدينية.وبالتالى ينبغى تحرير الدولة من كل اشكال المقدس ؟؟؟؟وهلا اخبرتنا اذا سلمنا بان استمرار تاثير العامل الدينى فى مجال السياسة والصراع السياسى هو سمة من سمات مجتمع متاخر..وعهدة ذلك على المقالة العلمانية. ..كيف نفسر الازدهارالكبير للفكرة الدينية فى الحياة السياسية فى الدول الحديثة الاكثر تقدما فى الغرب كيف نفسر انه ما زال فى وسع الاحزاب الديمقراطية المسيحية ان تفرض هيمنتها السياسية فى بعض البلاد الاوربية المتقدمة .. مثل المانيا وايطاليا...بل وان تستحصل رضا الشعب فى المنافسة الانتخابية فتستلم السلطة فى دول بلغت عراقة علمانيتها كل مبلغ....وكيف لنا ان نفسر نجاح المؤسسة الدينية المهزومة قبل قرون فى المعركة العلمانية (الكنيسة) فى الحاق هزيمة نكراء بالنظام الشيوعى فى بولندا....وكيف نفسر سطوة الكنيسة البروتستانتية على اوربا الشمالية وبريطانيا والولايات المتحدة ؟؟؟؟؟ ما الذى يقال امام كل هذا؟؟؟ليت نخب الحركة الشعبية يحسنون تهجى اشكالية الدين والدولة فى الفضاء العلمانى قبل الاسلامى.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة