|
Re: حمى المظاهر و الوجاهة بالألقاب العلمية: ا� (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
متابعة المقال: ربما كان هؤلاء النفر من الناس قد قرروا أصلا اللحاق بقطار زملائهم الذين استفادوا قبلا من اللقب مجتمعيا، خصوصا أن ثقافة الصفوة التي وطنتها لا تختلف عن سياسة مجتمع بعض البقارة. فكلما امتلكت المئات من الأبقار كان حظك عظيما في مجلس الرأي السديد، والتداول الحكيم، في فضاء برلمان الفريق. والحقيقة المرة أن عدد العلماء السودانيين الذين حصلوا على هذه الشهادات العليا ممن تتسنى لهم الكتابة في الدوريات العالمية لا يتعدى أصابع اليد. بل إن عددا مهولا مما نسميهم الخبراء، والمستشارين في أدق تفاصيل حياتنا العامة، لم يسبق لبعضهم أن نشر بحثا ذي قيمة في الدوريات الإقليمية حتى. أما الذين ينمون البحث عبر الدوريات السودانية فإن مشكلتهم كبيرة، إذ إن جامعاتنا لا تحفل بنشر أبحاثها التي لها علاقة لها بالواقع المعاش. وهاهنا تبدو هذه الجامعات، خلافا لما نشاهده في دور العلم في العالم المتقدم، معزولة عن سياسة المجتمع، واقتصاد المجتمع، وثقافة المجتمع، وسوق المجتمع، وعمران المجتمع، وفن المجتمع. وأذكر أن الفنان زيدان المعروف بسخريته وصف مرة معهد الموسيقى والمسرح بشارع الدكاترة، منتقدا بذلك أساتذة هذا الصرح الذين لم ينتجوا قيما جمالية في مجال الموسيقى، والغناء، والبحث. ورغم الكلمة الجارحة من الفنان الراحل إلا أنه ربما أراد تنبيهنا إلى هذا العدد المهول من الحاصلين على درجة الدكتوراه في الموسيقى، والغناء، والمسرح. وربما قصد الفنان المتميز أن يقول لزملائه إن عبرة الخلود الفني ليست بالدال، وإنما بالإنتاج، وتقديم البحث الكثيف عن ما لا نعرفه عن أسرار موسيقانا، وغنائنا.
ولكن الشئ الذي قد لا يعرفه زيدان هو أن النشر الجامعي آخر اهتمامات من يضعون الميزانيات. فأفضل الذين عرفوا في مجال الاهتمام بمجال النشر الثقافي هو زهير حسن بابكر، الحاصل على درجة الأستاذية في مجال الآثار. ولكن أحالوه للصالح العام رغم أنه كان عالما في مجاله، ومن أميز من قدموا تجربة فريدة في النشر الأكاديمي، والثقافي، وأقام معارض المليون كتاب التي جلبت الملايين من الدولارات للجامعة. وكان يرافق المعارض بفاعليات ثقافية سنوية ضمت أبرز رموز الأدب في العالم العربي، ولذلك شاهدنا هناك أدونيس، ومحمود درويش، ومظفر النوب، وهم يقدمون أمسيات قيمة في السودان. وقد علمت لاحقا أن زهيرا كافأته بلاده بالاعتقال لسنوات بعد أن أسس دار الخرطوم للنشر، وتعرض لأسوأ محنة جعلته بعيدا عن الجامعة، والمجتمع، ومجال النشر الذي أبدع فيه. والآن يعاني زهير، وزملاؤه، بمرارة في هذا المناخ في وقت يرون فيه أن السلفيين المتطرفين الذين درسوا في جامعة أم القرى صاروا عمداء في جامعة الخرطوم. فتأمل.!
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
حمى المظاهر و الوجاهة بالألقاب العلمية: ابتذال الدرجات العلمية والمهنية في ساحة الكتابة | محمد عبد الله الحسين | 03-03-17, 07:50 PM |
Re: حمى المظاهر و الوجاهة بالألقاب العلمية: ا� | محمد عبد الله الحسين | 03-03-17, 08:14 PM |
Re: حمى المظاهر و الوجاهة بالألقاب العلمية: ا� | محمد عبد الله الحسين | 03-03-17, 08:24 PM |
Re: حمى المظاهر و الوجاهة بالألقاب العلمية: ا� | محمد عبد الله الحسين | 03-03-17, 08:57 PM |
Re: حمى المظاهر و الوجاهة بالألقاب العلمية: ا� | صلاح شعيب | 03-03-17, 09:26 PM |
Re: حمى المظاهر و الوجاهة بالألقاب العلمية: ا� | محمد على طه الملك | 03-03-17, 10:12 PM |
Re: حمى المظاهر و الوجاهة بالألقاب العلمية: ا� | Asim Ali | 03-03-17, 10:13 PM |
Re: حمى المظاهر و الوجاهة بالألقاب العلمية: ا� | elhilayla | 03-04-17, 01:35 AM |
Re: حمى المظاهر و الوجاهة بالألقاب العلمية: ا� | محمد عبد الله الحسين | 03-04-17, 03:56 AM |
Re: حمى المظاهر و الوجاهة بالألقاب العلمية: ا� | محمد عبد الله الحسين | 03-04-17, 06:35 AM |
Re: حمى المظاهر و الوجاهة بالألقاب العلمية: ا� | محمد الأمين موسى | 03-04-17, 06:46 AM |
Re: حمى المظاهر و الوجاهة بالألقاب العلمية: ا� | Asim Ali | 03-04-17, 08:36 AM |
Re: حمى المظاهر و الوجاهة بالألقاب العلمية: ا� | mekki | 03-04-17, 08:43 AM |
Re: حمى المظاهر و الوجاهة بالألقاب العلمية: ا� | صلاح شعيب | 03-04-17, 09:21 AM |
Re: حمى المظاهر و الوجاهة بالألقاب العلمية: ا� | محمد عبد الله الحسين | 03-04-17, 09:45 AM |
Re: حمى المظاهر و الوجاهة بالألقاب العلمية: ا� | اسماعيل عبد الله محمد | 03-04-17, 09:51 AM |
Re: حمى المظاهر و الوجاهة بالألقاب العلمية: ا� | Elmosley | 03-04-17, 06:25 PM |
Re: حمى المظاهر و الوجاهة بالألقاب العلمية: ا� | Elmosley | 03-04-17, 06:30 PM |
Re: حمى المظاهر و الوجاهة بالألقاب العلمية: ا� | wadalzain | 03-06-17, 06:16 AM |
Re: حمى المظاهر و الوجاهة بالألقاب العلمية: ا� | Mohamed E. Seliaman | 03-06-17, 07:21 AM |
|
|
|