أعرف أنت وأهل السودان عن السلفية الجهادية في السودان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 08:03 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-19-2017, 12:46 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أعرف أنت وأهل السودان عن السلفية الجهادية في السودان

    11:46 AM February, 19 2017

    سودانيز اون لاين
    زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
    مكتبتى
    رابط مختصر


    عرف المجتمع السوداني بتسامحه الشديد وتصوفه العميق، ولم تعرف السلفية الجهادية انتشارًا في أراضيه إلا بعد الغزو الأمريكي للعراق في 2003م. ورغم أن الدكتور الظواهري والشيخ أسامة بن لادن كانا يقيمان في السودان في التسعينات، إلا أنهما لم يتمكّنا من استقطاب السودانيين لفكرهم، حتى أن أول عملية إرهابية على الأراضي السودانية في 1997م بفتح الرشاش على المصلين في جامع أنصار السنة المحمدية، قام بها إرهابي ليبي الجنسية، هو محمد عبدالرحمن الخليفي، بعد أن اتهم أنصار السنة بأنهم عملاء للأسرة المالكة في السعودية.

    لم تكن هناك سلفية جهادية في السودان كتلك الموجودة في مصر والجزائر، رغم أن هناك عددًا كبيرًا من السودانيين ممن ينتمون لتيار الإخوان المسلمين ذهبوا إلى أفغانستان، إلا أنهم ذهبوا وعادوا إخوانًا مسلمين، ولم ينضموا إلى قاعدة بن لادن وعبدالله عزام.

    بل إن المؤسِّسين المفترَضين للتيار الجهادي السوداني: علي السماني محمد عمر، عبد الله إبراهيم فكي، أحمد عثمان مكي، وفكي محمد نور فكي، اختاروا ترك الفكر الجهادي والانضمام للجبهة الإسلامية القومية، ثم حزب المؤتمر الوطني، بعد أن ظهر لهم فشل تجربة الجماعة الإسلامية في مصر التي حاولوا استلهامها.

    تشتت تيار السلفية الجهادية في السودان في خمسة أقسام كبرى، ترفض غالبيتها وصمها أنها تيارات جهادية رغم أنها تقدم محتوىً فكريًا جهاديًا بامتياز؛ فهي ترفض الدولة الوطنية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وترى أن السبيل الوحيد للاستيلاء على السلطة هو القوة المسلحة. فقسم يرى وجوب أن تكون هذه القوة هي الجيش والشرطة، وقسم آخر يختار أن تكون هذه القوة مليشيات مسلحة مثل تنظيمات داعش والنصرة في سوريا.

    1. حزب التحرير الإسلامي
    رغم أن حزب التحرير هو حزب سياسي مبدأه الإسلام، وتزخر أدبياته برفض استخدام العمل المادي ضد الأنظمة الكافرة (كما يصفها)؛ إلا أن المرء ليعجب من التقارب الفكري بينه وبين الجهاديين. فحزب التحرير يتشابه مع الجهاديين، لا في الراية السوداء فقط، بل في الموقف من قضايا الديمقراطية وحقوق المرأة وحقوق الإنسان. فكلا الطرفين يرفضان هذه المسائل رفضًا مبدئيًا.

    فحسب ما قال الناطق الرسمي باسم حزب التحرير في السودان، الأستاذ إبراهيم عثمان أبو خليل، للكاتب، أن موقف حزب التحرير من الديمقراطية هو موقف الإسلام منها، وقد بيَّن الحزب فساد النظام الديمقراطي، وأما حقوق المرأة فقد حرر الإسلام المرأة قبل أن يحررها الغرب، وأما العلم الأسود فهو راية رسول الله (العقاب).

    وأما عن الموقف من الجهاديين، فقال الأستاذ أبو خليل: نعم، هناك تعاطف من الحزب مع جبهة النصرة و مع كل من يقاتل النظام السوري باعتبارهم يقاتلون نظامًا ظالمًا. لكن هذا التعاطف برأيه لا يعني التوافق الفكري الكامل مع أطروحات الجهاديين. فحسب كلام الأستاذ أبو خليل، الدولة الإسلامية لا تقام بالجهاد، بل بما سماه الطريق الشرعي، وهو طلب النصرة من أهل القوة والمنعة (الجيش).

    والمتمعن في أفكار حزب التحرير يجده يشابه في أفكاره تنظيم صالح سرية الجهادي في مصر، والمسمى «تنظيم الفنية العسكرية»، الذي كان يخطط للاستيلاء على السلطة بانقلاب عسكري في الثمانينات.

    لقد كانت أفكار حزب التحرير، وما زالت، محل سخط التيار الغالب من الجهاديين، وخصوصا موقف الحزب من العمليات النوعية كتفجير العبوات في قوات الأمن أو استهداف المصالح الغربية، حيث أن الحزب يرفضها ويرفض أي عمل مادي فردي لإقامة الخلافة، ويؤيد استخدام العنف من قبل حَمَلة السلاح الشرعيين من جيش وشرطة، للوصول لدولة الخلافة.

    2. تيار الأمة الواحدة
    هو تيار أسسه الشيخ محمد علي الجزولي بهدف توحيد الجماعات الإسلامية طريقًا لتكوين الأمة المسلمة ثم تكوين الدولة الإسلامية. هناك تقارب كبير بين حزب التحرير الإسلامي وتيار الأمة الواحدة، لدرجة تدريس الدكتور محمد علي الجزولي لكتب حزب التحرير.

    ورغم رفض الدكتور الجزولي في تصريحات خاصة وصف تياره بأنه تيار جهادي، فإن المتمعن بمحتوى أفكار الدكتور الجزولي سيجدها أقرب للجهاديين منها لأي تيار إسلامي آخر.

    ويختلف الدكتور محمد علي الجزولي مع حزب التحرير و الجهاديين في مسألة إقامة الدولة الإسلامية فورا. فالدكتور الجزولي يرى أن هدفه الأسمى حاليا هو تحريض الإسلاميين على التوحد وتكوين الأمة قبل إقامة الدولة.

    وكذلك لا يرفض الدكتور الجزولي القيام بالأعمال المادية ضد المصالح الأمريكية، ويتفق الدكتور محمد علي الجزولي مع الجهاديين وحزب التحرير في رفضهم لكل قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان الغربية.

    وأما الموقف من الحالة الجهادية في بلاد الشام، فقد صرَّح الدكتور الجزولي للكاتب، أنه لا يدعم تنظيم الدولة الإسلامية كما يُشاع، إلا في إطار حربه مع النظام السوري، وأنه لا يدعم هجوم التنظيم على بقية الفصائل الإسلامية، وأنه قدم مبادرة من 15 نقطة إلى الفصائل الإسلامية في بلاد الشام للتوحد بما فيها تنظيم الدولة، وكانت هذه المبادرة بعد تواصل بينه وبين زعيم أحرار الشام الراحل، الشيخ أبي عبدالله الحموي (حسان عبود).

    لكن الدكتور الجزولي لا يرى بأسا في قتال تنظيم الدولة لما يسميهم بالصحوات باعتبارهم خونة وعملاء للمخابرات الغربية.


    لقد كان تيار الدكتور محمد علي الجزولي محل سخط الجهاديين السودانيين رغم أنه يتمتع بشعبية خارج السودان؛ فقد صرّح مَن يُطلق على نفسه أبي عبد الله السوداني (ناشط مؤيد لتنظيم الدولة)، للكاتب، أن منهج الدكتور الجزولي هو منهج مداهنة الحكام، المبتدعة، عند الجزولي، مثل الترابي، هم مجتهدون مأجرون. واعتبر تياره هو تيار المتناقضات.

    والشيخ الصادق عبدالله الهاشمي (مؤيد للقاعدة) يتفق مع أبي عبدالله السوداني في هذا الموقف من الدكتور الجزولي حيث أصدر كتيب بعنوان (الرد على المفتون المتلون معركة مفتعلة في غير معترك ) رفضا لموقف الدكتور الجزولي من الشيخ حسن الترابي الذي يكفره عامة الجهاديين.

    3. جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة
    هي فصيل من جماعات الإسلام السياسي أسسه الشيخ الراحل سليمان أبو نارو، عقب التنازع بينه وبين قيادات التنظيم الدولي للإخوان، عقب فوزه وتياره بالمؤتمر العام للإخوان في 1991م، وإرسال التنظيم الدولي للإخوان الدكتور محمد حبيب للتفاوض معه على التراجع عن بعض الأفكار؛ لكنه رفض.

    وأُعلن هذا الفصيل بشكله الجديد في عام 2003م عقب مؤتمر صاخب انتهى بالبراءة من فكر جماعة الإخوان المسلمين، وتبني أفكار سلفية سرورية بالتدريج، حتى انتهى بهم الحال إلى السلفية الجهادية. وكان بيانهم الشهير عقب إعلان تنظيم الدولة لخلافته في العراق واالشام، الذي فيه تأييد صريح لخلافة البغدادي.

    وتبع ذلك بيان آخر للتنظيم يبارك فيه إحراق الطيَّار الأردني الكساسبة، بعنوان: «التحقيق في جواز التحريق»، ثم بيان سبتمبر/أيلول الماضي الذي يؤكد فيه التنظيم عدم التنازل عن تأييد من سمَّاهم المجاهدين بعد أن خرجت تسريبات صحفية عن حوار وسطاء بين جماعة الاعتصام وبين السلطة لإطلاق سراح أميرها عمر عبد الخالق.

    وتتميز جماعة الاعتصام بأنها جماعة جهادية ذات طابع سياسي؛ فهي لا ترفض الحوار مع النظام تماما كما يفعل الجهاديون، ولم تتورط في أي عمل عنيف داخل السودان، ولم تعلن رغبتها في القيام بأي عمليات في السودان. ولذلك، تسمح لها الحكومة بنشاط محدود تحت سقف معين تدركه الجماعة.

    4. تيار الشيخ مساعد السديرة الجهادي
    غداة الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم، أعلن عدد من الشباب السوداني تكوين ما سموه بتيار السلفية الجهادية السوداني في ندوة علنية للشيخ مساعد السديرة، المحدِّث السوداني. ورغم أن الشيخ مساعد السديرة أعلن أن مخاطبته لتلك الندوة لا يعني تأييده لتيار السلفي الجهادي السوداني، فقد قام جهاز الأمن باعتقاله مدة 7 أشهر، ثم أُطلِق سراحه بعفو رئاسي.

    والشيخ السديرة هو أحد الشيوخ الذين أيدوا تنظيم الدولة الإسلامية وخلافته في العراق والشام، وله تسجيل بعنوان «النصرة السودانية للدولة الإسلامية» فيه تلميحات بمبايعته لأبي بكر البغدادي، وهجوم شرس على المقدسي وأبي قتادة، شيخي التيار الجهادي، متهمًا إياهم بالوقوع في فخ الإخوان والسرورية.


    ويمتاز تيار الشيخ مساعد السديرة عن بقية التيارات الجهادية الأخرى بأن لهم جرأة أكبر على تكفير الحكومة والرئيس وقيادات الأحزاب السياسية؛ وهذا ما لا تستطيع التيارات الجهادية إعلانه.

    5. المؤيدون لجبهة النصرة
    يتميز المؤيدون لجبهة النصرة في السودان بأنهم خليط من ألوان إسلامية شتّى، كالسرورية والإخوان والسلفية، ومن النادر أن يؤيد الجهاديون السودانيون جبهة النصرة؛ ربما لأنهم يعتبرونها مشروع جهاد وطني لا يرضي طموحاتهم.

    غير أنه يوجد من مشايخ التيار الجهادي من يجاهر بتأييده للجبهة مثل الشيخ أبي عبد الله الصادق بن عبد الله الهاشمي، ومعه جمهرة من طلابه.

    وقد تحدث الناشط الإسلامي عامر الطيب، للكاتب، عن الأسباب التي دفعته لتأييد جبهة النصرة، فقال أن جبهة النصرة هم مجاهدون حقيقيون يقاتلون عدوًا صائلًا، بينما تنظيم الدولة هو عبارة عن دولة خوارج يعقدون الولاء والبراء على خليفتهم البغدادي، ويُلزمون الناس بيعتهم، وبالإضافة إلى ذلك، فإنهم يقاتلون أهل الإيمان ويتركون أهل الأوثان.

    زجاء في تقرير للجزيرة كذلك تحت عنوان

    السلفية في السودان: انقسام بين التسليم والصدام
    تنامى المد السلفي في السودان في السنوات الأخيرة، لكن عوضًا عن السلفية التقليدية التي كانت تركز دعوتها على تصحيح العقيدة ومحاربة الشرك وتكفير الأفراد؛ ظهرت السلفية الجهادية التي انتقلت إلى تكفير النظم والحكام واستخدام العنف.

    جمال الشريف
    تنامى المد السلفي في السودان في السنوات الأخيرة، لكن عوضًا عن السلفية التقليدية التي كانت تركز دعوتها على تصحيح العقيدة ومحاربة الشرك وتكفير الأفراد؛ ظهرت السلفية الجهادية التي انتقلت إلى تكفير النظم والحكام واستخدام العنف، كما في الآونة الأخيرة حيث أفتت جماعات سلفية بكفر زعماء الأحزاب، ومن بينهم رئيس حزب الأمة الصادق المهدي ورئيس حزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي ورئيس الحزب الشيوعي السوداني محمد إبراهيم نقد.

    تتناول هذه الورقة الخريطة السلفية في السودان وتطورها وانقساماتها ومدارسها المختلفة وعملياتها ذات الطابع العنيف.

    السلفية التقليدية
    جماعة أنصار السنة المحمدية

    تعرّف السودان على الإسلام السني في وقت مبكر وغلب عليه روح التصوف، ويُعتبر أكثر من 60% من أهل السودان (حوالي 16 مليون شخص) مرتبطًا في ولائه الديني بالتصوف بينما لا تشكِّل الجماعات السلفية سوى 10% من الخريطة الدينية للسودان التي يمثلها إلى جانب المتصوفة والسلفيين كل من اللامنتمين إلى أي من الطوائف وجماعات الإخوان المسلمين(1).

    وقد بدأت الأفكار السلفية تأخذ طريقها إلى البلاد من الحجاز عن طريق الحج وليس من مصر أو غرب إفريقيا الذي وفد منه الإسلام السني والصوفي. وطبقًا لدراسة أحمد محمد طاهر الذي كتب عن جماعة أنصار السنة المحمدية في السودان فإن السودان تعرّف على التيار السلفي من خلال كوكبة من العلماء، أبرزهم عبد الرحمن بن حجر الجزائري (1870-1939) الذي أقام بالسودان لفترة من الزمن(2). ومنذ العام 1897 ، بدأت آثار دعوته السلفية تتبلور في السودان. وفي 1936، أعلن (الشيخ يوسف أبو) قيام جماعة أنصار السنة من أجل الدعوة للتوحيد والعقيدة الصحيحة. وفي 1947 تم التصديق لهم بإنشاء مركز عام. وفي 1967، تم بناء مسجدهم الأول الذي افتتحه الملك فيصل بن عبد العزيز بن سعود (3).

    لم تحصر الجماعة نفسها في الحقل الدعوي وإنما كان لهم وجود فاعل في الحقل السياسي؛ فخلال سنوات الاستقلال (1956)، نشطت الجماعة لمطالبة الأحزاب بتطبيق الدستور الإسلامي وتحكيم الشريعة الإسلامية، كما شاركت في جبهة الميثاق الإسلامي التي خاضت الانتخابات العامة في السودان عام 1964. وفي السنوات اللاحقة اتخذوا موقفًا واضحًا من حركة التمرد في جنوب السودان فقاموا بتنظيم حملة لدعم القوات المسلحة، ثم أنشأوا أمانة خاصة في هيكلهم السياسي باسم أمانة السياسة الشرعية والبحوث. كما بدأوا في نفس الوقت إصدار مجلتهم (الاستجابة) التي ناقشت الكثير من القضايا السياسية(4). وإلى جانب ذلك، أدركت الجماعة أهمية المراكز والمعاهد الدعوية، فأنشأت عددًا منها لمختلف المراحل الدراسية للطلاب السودانيين والوافدين؛ وكانت المناهج على غرار مناهج جامعة المدينة المنورة وجامعة الإمام محمد بن سعود. وللسلفية جهود مقدرة على الصعيد الاجتماعي وحركة التحول الاجتماعي، فقد أولوا اهتمامًا خاصًّا بالمرأة وإقامة المجمعات النسوية ومراكز تحفيظ القرآن والتدبير المنزلي. كما اهتموا بالعمل الخيري التطوعي من خلال استقطاب الدعم من التبرعات الخيرية السعودية والكويتية لمجالات الإغاثة وبناء المدارس.

    وكأية جماعة طائفية أو سياسية، لم تنجُ السلفية التقليدية من ظاهرة الصراعات الداخلية والانشقاقات التي انتهت بهم إلى تيارات وأجنحة عدّة، أبرزها جماعة اللاجماعة والتي انشقت عن جماعة أنصار السنة عام 1990(5).

    وترفض هذه الجماعة العمل المنظم بأمير أو قائد، وتقول ببدعية الانتماء للجماعات الإسلامية، وتسعى لإقناع الشباب بالخروج على جماعاتهم، ولا تؤمن بالعمل السياسي وترى أن من السياسة ترك السياسة، وتدعو إلى وجوب طاعة الحاكم وتحرّم المعارضة السياسية، كما لا تؤمن بشرعية قيام الأحزاب السياسية أو أي شكل من أشكال التعددية الدعوية أو السياسية في المجتمع والدولة. وتُعتَبر هذه المدرسة امتدادًا لمدرسة محمد أمان الجامي وربيع الهادي المدخلي في المملكة العربية السعودية والتي تقول ببدعة الانتماء(6). كما تتبنى هذه الجماعة المنهج الدعوي للشيخ ناصر الدين الألباني الذي يقوم على ما يسميه منهج التصفية والتزكية، ويعني بها تصفية كتب التراث من الحديث الضعيف والمرجوح وتربية الأتباع على ما صح من ذلك. وارتبطت هذه المجموعة بحادثة مشهورة، وقعت بمنطقة الخرطوم، حينما أقدم شباب الجماعة على سكب البنزين على جهاز التليفزيون وحرقه على مشهد من الأهالي بدعوى دخوله على النساء في مخادعهن دون استئذان(7). ومن أبرز قيادات هذه الجماعة الشيخ حسين خالد عشيش وهو داعية سوري استقر بالسودان منذ العام 1993.

    أما التيار الثاني من المنشقين فعُرِفوا باسم جمعية الكتاب والسنة الخيرية؛ ونشأت إثر الخلاف مع قيادة جماعة أنصار السنة عام 1992. واختارت لنفسها أهدافًا محددة تمثلت بمحاربة الشرك والخرافة ومظاهر الشعوذة والدجل ونشر العقيدة الصحيحة، ومن أبرز رموزها إبراهيم الحبوب وصلاح الأمين.

    أما التيار الثالث من المنشقين والذي سُمي بجماعة أنصار السنة (الإصلاح)، فقد ظهر إلى العلن في يوليو/تموز 2007(8). وهو أحدث الجماعات السلفية انشقاقًا عن الجماعة الأم بعد الخلاف الذي نشب بين رئيس الجماعة شيخ الهدية ونائبه الشيخ أبي زيد محمد حمزة، بسبب المشاركة في الحكومة السودانية. ولما زادت شُقّة الخلاف أصدر الشيخ الهدية بيانًا فصل بموجبه الشيخ أبا زيد محمد حمزة من منصبه كنائب للرئيس ومن الجماعة، وفصلت الجماعة أيضًا عددًا من القيادات الطلابية الذين كانوا طرفًا في الأزمة. وفصلت بعض قيادات الجماعة ومنهم الشيخ محمد الأمين إسماعيل الداعية المعروف في السودان وشيخ الدين التويم المحامي. ونشطت وساطات المهتمين بالعمل الدعوي في السودان وخارجه لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، ولكنها لم تنجح في احتواء الخلاف بينهما رغم وساطة وزير الأوقاف السعودي بحسب إفادة الشيخ الهدية، ووساطة الملحق الديني السعودي بالسودان ذي الصلة الوثيقة بالجماعة(9). وتُعتبر هذه الجماعة معارضة للحكومة السودانية، ولها مواقف نقدية للجماعات الإسلامية الأخرى وخاصة جماعة الإخوان المسلمين؛ كما لا تتمتع بأية علاقات تحالفية أو تشاركية مع أي من الأحزاب السودانية. وحاليًا تتجه الجماعة نحو الانغلاق والتشدد مع نزعة تكفيرية ظاهرة.

    السلفية الوسطية
    حزب الوسط الإسلامي

    أُسِّس هذا الحزب رسميًّا في أكتوبر/تشرين الأول 2006، بعد استقالة مؤسسه الدكتور يوسف الكودة من الأمانة العامة ومن المركز العام لجماعة أنصار السنة المحمدية. يعتبر الحزب أن رسالته الأساسية هي العمل على معالجة الأخطاء المتكررة والتجارب المحسوبة على الإسلام ومراجعة وتصحيح ما يُسمى بالإسلام السياسي، وتقديم نموذج إسلامي مشرق فكرًا وتطبيقًا، قولاً وعملاً(10). يرفض الحزب الغلو والتشدد في الدين وتحميل النفوس فوق طاقاتها، كما يرفض أن تُحصر حقوق المواطنة في فئة قليلة في بلاد السودان متعددة الثقافات والاعراق والمعتقدات. كذلك يرفض حزب الوسط الانقلابات العسكرية واستخدام القوة كوسيلة للوصول إلى السلطة، ويؤمن بالتداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع. يدعو إلى تطوير الديمقراطية بالبلاد حتى تصبح أكثر توافقًا وقبولاً وواقعية في السودان. يعتبر الحزب أن دور المرأة في الحياة العامة ما زال ضعيفًا ولابد من إعطائها حقوقها السياسية كاملة لتقوم بواجبها في تصحيح مسيرة الأمة ولتتبوأ المقاعد الأمامية في مسيرة التغيير والمراجعة(11). ليس لديه تحفظ على أن تتولى المرأة أغلب المناصب أو كلها فيما عدا الإمامة العامة. ويُلاحَظ أن هذه الأفكار فيها جرأة غير معتادة عند السلفيين، ولعل هذا السبب حال دون انخراط أعداد كبيرة منهم في هذا الحزب أسوة بالانقسامات السابقة في جماعة أنصار السنة، وكذلك لم يقدم الحزب رؤى تأصيلية عميقة لأفكاره الرئيسية وهي أفكار غير شائع التسليم بها في الوسط الإسلامي السلفي، وهو ما جعل كثيرين ينظرون إليه بتوجس خشية أن تكون حماسة مؤقتة لمؤسسه الدكتور يوسف الكودة. ويُنظَر إلى حزب الوسط الإسلامي على أنه سلفية مخففة، فرئيس الحزب يرى أن الغلو في تكفير الآخرين من الأمور الخطيرة، وأن تكفير المسلم كقتله، وأن من يكفِّر طائفة من الناس لا يدري كم من الأنفس ستموت بسببه(12). ويقول الكودة: إننا مأمورون بحماية الأنفس فلماذا نقتلها بتكفيرها؟!(13). ويرى الكودة أنه لا يجوز لأي داعية أو مسلم أن يكفِّر مجموعة من الناس لأن التكفير محله المحاكم لما يترتب عليه من إجراءات مثل تطليق الزوجة وأن لا يُدفن الكافر في مقابر المسلمين؛ ويؤكد عدم جواز تكفير المعين فردًا أو جماعة.

    السلفية الجهادية
    الرافد الأفغاني

    إلى عهد قريب، كان مصطلح السلفية مرتبطًا بجماعة أنصار السنة المحمدية التي كانت تقوم بالدعوة حسب منهج سلمي إلى أن تدفقت إلى السودان مجموعات سلفية أخرى من أفغانستان عُرفوا بالأفغان العرب؛ وذلك بعد نهاية الجهاد ضد الاتحاد السوفيتي. وتوافدت هذه المجموعات، ومن بينهم أسامة بن لادن، للاستقرار بالسودان في أعقاب ما يُعرف في بداية عقد التسعينيات بسياسة الباب المفتوح التي انتهجتها الحكومة السودانية(14).

    وتحت مظلة المؤتمر الشعبي العربي والإسلامي الذي تأسس في الخرطوم، انضم إليها كثير من قادة الحركات الإسلامية المغضوب عليهم في بلادهم، مثل مجموعات الجهاد الليبي والمصري والإخوان المسلمين الخارجين عن سلطة التنظيم العالمي للإخوان، مثل قادة التنظيم السوري والتونسي. وقد كان التطرف الديني في السودان والذي يقوم على أساس تكفير الحكام والمجتمع محدودًا ومحصورًا في مناطق معينة مثل منطقة (أبو قوتة) في ولاية الجزيرة، على بعد 400 كيلو متر من الخرطوم؛ ومنطقة (الفاو) بشرق السودان، على بعد 500 كيلو متر من الخرطوم؛ وجيوب صغيرة في كل من الدمازين الواقعة على بعد 600 كيلو متر جنوب شرق الخرطوم، ومنطقة كوستي التي تبعد 400 كيلو متر غربًا، بالإضافة إلى تواجدهم بأعداد قليلة في الخرطوم. وكانوا يُسمَّون بالعزلة نسبة لاعتزالهم المجتمع وهجره دون مخالطته، باعتباره مجتمعًا كافرًا ومشركًا يتحاكم إلى الطاغوت والقوانين الوضعية.


    الشيخ د. إسماعيل عثمان محمد الماحي أنصار السنة المحمدية بالسودان (يمين) والشيخ محمد عبد الكريم (الجزيرة)
    وتزامن مع دخول الأفغان العرب إلى السودان، دخول الشيخ السوداني محمد عبد الكريم مرحَّلاً من السعودية عام 1993، حيث كان إمامًا وخطيبًا لمسجد الكوثر بجدة. وما أن استقر محمد عبد الكريم بالسودان حتى خلق تجمعًا كبيرًا من الشباب أطلقوا على كيانهم (الجبهة الإسلامية المسلحة) التي حاولت تنفيذ العديد من العمليات العسكرية، من بينها مذبحة (كمبو 10) كما سنتحدث عنها(15).

    وفي نفس العام 1993، جاء إلى السودان مرحَّلاً من أبي ظبي الشيخ عبد الحي يوسف الذي كان إمامًا وخطيبًا لمسجد محمد بن زايد بأبي ظبي. ولحق بهؤلاء مؤخرًا الشيخ مدثر أحمد إسماعيل. وقد كان جميع هؤلاء قد درسوا في الجامعات السعودية وتخرجوا وعملوا بها قبل ترحيلهم إلى السودان. وحتى هذا الوقت، لم يكن للسلفية الجهادية كيان أو تنظيم موحد يجمعهم وإنما كانوا يلتقون في المبادئ والأهداف والوسائل. وبازدياد وتيرة وسخونة الخطب التي يلقيها الشيوخ العائدون من دول الخليج، وبتوفر المهارات والقدرات العسكرية التي وفرها الأفغان العرب الذين وفدوا إلى السودان، أصبح نشاط التيار السلفي التكفيري في تصاعد.

    وظهر تيار من السلفية سُمي اصطلاحًا بالسلفية الجهادية لأنها زاوجت بين الاتجاه السلفي في المعتقد والتوجه وبين المنهج الحركي التنظيمي المستمد من تنظيمات الإخوان المسلمين، وأصبح شعارهم (سلفية المنهج وعصرية المواجهة). ونتيجة لذلك ظهرت على الساحة السودانية حالات من العنف الدموي بين السلفيين أنفسهم ثم امتد لاحقًا إلى اتجاهات أخرى.

    السلفية الجهادية
    فتاوى التكفير

    إلى جانب الخطب الملتهبة التي بدأ السلفيون الجهاديون إلقاءها من فوق منابر المساجد وفي أشرطة الكاسيت المسجلة وفي الميادين العامة؛ فقد ظهرت أيضًا فتاوى تكفيرية، طالت أشخاصًا ورموزًا وكيانات سياسية إلى جانب بعض الأنشطة؛ ففي العام 1995، صدر شريط كاسيت بعنوان (إعدام زنديق) والذي فيه إفتاء من الشيخ محمد عبد الكريم بتكفير الدكتور حسن الترابي والمطالبة بإعدامه(16). ثم وبعد ذلك بقليل، صدرت فتاوى أخرى تكفّر من ينضم إلى الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الراحل جون قرنق؛ كما أفتوا بعلمانية حكومة المؤتمر الوطني، وأفتوا بحرمة المشاركة في الانتخابات لأنهم يرون أن العملية الانتخابية كلها كفر.

    وفي 2006، قاموا بإهدار دم الصحفي محمد طه محمد أحمد واتهموه بالردة والكفر والزندقة، وكانوا يتظاهرون حول مباني المحكمة حاملين يافطات كُتِب عليها: إعدام الزنديق(17).

    وفي نفس العام أيضًا، أفتوا بكفر الشيعة واعتبروهم ليسوا خارجين من ملة الإسلام وإنما لم يدخلوه أساسًا، ودعوا لوضعهم في حفرة وعدم لمسهم باليد لنجاستهم والمطالبة بإغلاق السفارة الإيرانية في الخرطوم، كما قاموا بحرق كتب الشيعة التي كانت معروضة في أحد أجنحة معرض الكتاب في الخرطوم عام 2006(18). وفي أوائل العام 2007، أهدروا دم الأستاذة البريطانية جوليان جييوتر والتي كانت تعمل في إحدى المدارس السودانية لاتهامها بالإساءة إلى الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، كما جددوا في العام نفسه تكفير الترابي على خلفية إفتائه بجواز إمامة المرأة للرجال في الصلاة وجواز اعتلائها لمنبر صلاة الجمعة. ولحق التكفير أيضًا السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة السوداني المعارض وإمام طائفة الأنصار الدينية، وطولب بالاستتابة لأنه أجاز مساواة المرأة بالرجل في الميراث(19). وفي رمضان 2009، خلال افتتاح دار الحزب الشيوعي بإحدى مدن الخرطوم، حدثت اشتباكات بين الشيوعيين وبعض التكفيريين الأمر الذي قاد إلى تكفير الشيوعيين والمطالبة بحظر نشاطهم.

    السلفية الجهادية
    فقه الصدام

    كانت أولى بدايات الصراع التكفيري في السودان قد حدثت في ولاية الجزيرة بمنطقة تسمي (كمبو 10) في نهاية العام 1993، وذلك عندما قام مجموعة من الشباب التابعين للشيخ محمد عبد الكريم والذين كانوا يعتقدون بتكفير الحكام، وتكفير التحاكم إلى الطاغوت، وتكفير استخراج الأوراق الثبوتية كالجواز والجنسية والبطاقة الشخصية واستخدام العملة الورقية، بالسير على الأقدام إلى (كمبو10) بولاية الجزيرة والتي تبعد 400 كيلو متر من الخرطوم، وذلك من أجل هجر الكفر والشرك(20). وعند وصولهم للكمبو، قام أحد الأهالي بالتبليغ عنهم؛ فجاءت قوة من الشرطة وطلبت منهم الاستسلام غير أنهم، وباعتقادهم أن طاعة الشرطة كفر، وقع الاشتباك بينهم، الأمر الذي أدى لمقتل أمير الجماعة وعدد من أتباعه إلى جانب أفراد من الشرطة السودانية. وفي صيف عام 1994، قامت خلية من السلفيين الجهاديين تحت قيادة عبد الرحمن الخليفي، وهو ليبي الجنسية وقادم من الجهاد من أفغانستان، وأحد الحراس الخاصين لأسامة بن لادن، بتنفيذ مذبحة ضد جماعة أنصار السنة في مدينة أم درمان بالخرطوم؛ إذ أقدم هؤلاء على إطلاق النار على جموع المصلين بالمسجد الرئيسي لجماعة أنصار السنة، فمات في الحادث 27 مصليًا وجُرح أكثر من ثلاثين. وفي العام 1997 وبعد مشادات كلامية، وقع اشتباك بين جماعة من التكفيريين وجماعة من أنصار السنة بأحد مساجد جماعة أنصار السنة بواد مدني عاصمة ولاية الجزيرة، الواقعة على بعد 198 كليو مترًا جنوب الخرطوم، حيث قُتل في الاشتباك ثلاثة من جماعة أنصار السنة وجُرح آخرون. وفي عام 2000، وقعت مجزرة أخرى ضد جماعة أنصار السنة، وذلك عندما قام أحد شباب التكفيريين، ويُدعى عباس الباقر ومعه ثلاثة آخرون بإطلاق وابل من الرصاص على المصلين في صلاة التراويح حيث قُتِل 20 شخصًا وجُرح 50 آخرون. وكان عباس الباقر السوداني الجنسية من المجاهدين في أفغانستان، ثم هاجر إلى ليبيا ثم استقر بالسودان. وأثناء احتفالات رأس السنة عام 2008، اغتالت مجموعة من الشباب التكفيريين الدبلوماسي الأميركي قرانفيل وسائقه، وكان من بين المتهمين ابن أحد شيوخ جماعة أنصار السنة المحمدية والذي كان يعمل ضابطًا بالقوات المسلحة السودانية.

    ومن أحدث اشتباكات السلفيين المواجهات الدامية التي وقعت بينهم وبين الصوفية خلال احتفالات المولد النبوي الشريف في السودان في 31 يناير/كانون الثاني 2012؛ حيث أصيب وجرح العشرات وذلك قبل أن تتمكن الشرطة السودانية من فض الاشتباك. وقد كانت الصدامات بينهما قد وقعت، فضلاً عن الخلافات المعهودة بينهما حول شرعية ولا شرعية الاحتفال، نتيجة للتوتر الذي نشأ بينهما على خلفية قيام مجهولين بنبش وحرق ضريح أحد مشايخ الصوفية في 2 ديسمبر/كانون الأول2011، وهو الشيخ إدريس ود الأرباب بضاحية العيلفون جنوب الخرطوم بنحو 30 كيلومترًا. وقد اتهمت جماعات الطرق الصوفية الجماعات السلفية بحرق الضريح، غير أنها أنكرت ذلك وأصبح الجو مكهربًا بينهما حتى تفجر الوضع في ساحة المولد.

    السلفيون
    العلاقات الخارجية

    إذا كانت السلفية التقليدية قد انشقت حول نقاشات التعاون مع الحكومة إلى جناح رافض وآخر قبل التعامل وشارك بكوادره في أجهزة الحكم الاتحادي والولائي؛ فإن موقف السلفيين الجهاديين قد اتخذ مواقف عدة حول المشاركة في الحكم؛ ففي المرحلة الأولى الممتدة من 1990 وحتى 2000؛ كانت السلفية الجهادية تُعتبر في خندق المعارضة من خلال الهجوم على الحكومة وسياساتها. وكان موقف هذه الجماعة من الحكومة مرتبطًا بعلاقة حسن الترابي بالحكومة. وما أن وقعت المفاصلة بين أجنحة الحركة الإسلامية الحاكمة وخروج الترابي من مواقع التأثير حتى اقتربت الجماعة السلفية الجهادية من الحكومة. وشهدت الفترة بعد 2001 ووقوع أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول نوعًا من الكمون في نشاط السلفية الجهادية؛ وذلك لما تمخضت عنه إجراءات خاصة بمكافحة "الإرهاب"، وملاحقة تنظيم القاعدة، وتزايد الضغط على السودان للتعاون مع الولايات المتحدة ضد "الإرهاب". وقد أدت هذه الإجراءات بالجماعات السلفية إلى نوع من المهادنة مع النظام.

    وعلى صعيد العلاقات الخارجية؛ تُعتبر السلفية التقليدية (جماعة أنصار السنة المحمدية) ذات علاقات بالنظام السعودي الحاضن والممول لهذا التيار. وبالتالي فإنهم على اتصال وتنسيق مع نظرائهم من السلفيين في كافة البلاد الإسلامية. أما السلفية الجهادية فإنها تجمع بين تيار شارك في القتال بأفغانستان وتيار أخذ خلال تواجده بالخارج من مدارس سلفية متشددة.
    ___________________________
    جمال الشريف - كاتب في الشؤون السودانية

    قائمة المصادر والمراجع
    1- أ.د/حسن مكي محمد أحمد؛ الخارطة الدعوية في السودان وآفاق التعايش؛ ورقة مقدمة لهيئة الأعمال الفكرية بالسودان2007.

    2- د.مهدي ساتي؛ التيار السلفي في السودان؛ دراسة غير منشورة بمكتبة جامعة إفريقيا العالمية؛ 2007.

    3- د.سالم الحسن الأمين؛ مجلة الدعوة والاعتصام؛ العدد 45؛ 1969.

    4- وليد الطيب؛ خريطة الجماعات السلفية في السودان؛ دراسة غير منشورة 2012.

    المصدر السابق نفسه.

    6- المصدر السابق نفسه.

    7- منتصر أحمد إبراهيم؛ السلفية الجهادية ومهددات الأمن القومي السوداني؛ مطبعة الحوراني؛ القاهرة؛ 1997؛ ص28.

    8- محمد نجيب العالم؛ تاريخ السلفية في السودان؛ دار النزهة؛ الجماهيرية العربية الليبية؛ ط1؛ 1998؛ ص 219.

    9- المصدر السابق نفسه؛ ص223.

    10- خريطة الجماعات السلفية في السودان؛ مصدر سابق.

    11- المصدر السابق نفسه.

    12- محمد الأمين عبد النبي؛ تكفيريو السودان: الوجه الآخر للقاعدة؛ مدونة محمد الأمين عبد النبي؛ 30 -5-2010

    13- المصدر السابق نفسه.

    14- تنظيم القاعدة في السودان: منصات جديدة للانطلاق. أرشيف وزارة الخارجية السودانية.

    15- المصدر السابق نفسه.

    16- المصدر السابق نفسه.

    17- د.صالح الزين عثمان؛ السودان: تنامي التيار السلفي الجهادي؛ دار الحوصي للطباعة والنشر؛ أم درمان؛ السودان؛ ط1؛ 2009؛ ص45.

    18- المصدر السابق نفسه؛ ص117.

    19- المصدر السابق نفسه؛ ص156.

    20- تنظيم القاعدة في السودان؛ مصدر سابق


    *
    ماهي حقيقة داعش وحجم وجودها في السودان ؟

    ظيم 'داعش' يأتيكم من السودان!!


    الأثنين 23/2/2015

    أحمد هريدي محمد

    ويلٌ لأهل السودان والعرب من شر قد اقترب.. فقد أطل تنظيم 'داعش' برأسه في وطني الثاني، وأصبح كياناً يمارس نشاطه في تأهيل الدواعش الجدد جهاراً نهاراً.. وقد أعلن التنظيم الإرهابي عن نفسه علي ألسنة الخطباء وعبر موقعه الرسمي علي شبكة الإنترنت وعلي صفحات التواصل الاجتماعي الإلكترونية.. هذا الكيان الداعشي الجديد هوجماعة 'الاعتصام بالكتاب والسنة' السودانية التي أعلنت البيعة لخليفة المسلمين وأمير الدولة الإسلامية 'داعش' أبوبكر البغدادي، وباركت العمليات الإرهابية وأباحت القتل ذبحاً وقتلاً وحرقاً ورمياً بالرصاص!!

    وقد وجد هذا الكيان دعماً مباشراً وغير مباشر من أصحاب الفتاوي الدامية التي تنطلق من المنابر في قلب العاصمة السودانية الخرطوم داعية إلي الجهاد لتحرير الدول الإسلامية من الأنظمة الكافرة، وفي مقدمتها من وجهة نظرهم مصر التي يحكمها من يسمونهم بالانقلابيين، حسب تعبير بعض الخطباء والأئمة في السودان!!

    وجماعة 'الاعتصام بالكتاب والسنة' بالسودان – لمن لا يعرفها – مولود شرعي للتنظيم العالمي لجماعة 'الإخوان'، وقد انشق مؤسسها وزعيمها الراحل سليمان عثمان أبونارو عن التنطيم العالمي الإخواني في عام 1991، وتم انتخابه رئيساً لجماعة 'الإخوان' التي كانت تضم أكبر كتلة من أعضاء الجماعة في مواجهة كتلة أخري تحمل نفس اسم 'الإخوان' في السودان بقيادة صادق عبد الله الماجد، وهي الكتلة المعترف بها من التنظيم العالمي والمرشد العام.

    وفي عام 2003 دعت مجموعة 'الإخوان' التي يرأسها الشيخ سليمان أبوناروإلي مؤتمر عام استثنائي اتخذ فيه قيادات من التنظيم قراراً بعزل الشيخ سليمان أبونارو وانتخبوا جمال الطيب أحد شباب الجماعة أميراً للتنظيم الذي ظل يحمل اسم ' جماعة الإخوان' مضافاً إليه كلمة 'الإصلاح'، وسرعان ما استقل الشيخ سليمان أبوناروبجماعته الإخوانية وقام بتغيير اسمها إلي جماعة 'الاعتصام بالكتاب والسنة' تاركا اسم 'الإخوان المسلمين' لمجموعتين الأولي تحمل اسم 'الإخوان' والثانية تحمل اسم 'الإخوان المسلمون - الإصلاح'، واحتفظ أبونارو بمن بايعوه من أعضاء الجماعة الذين يعتنقون الفكر القطبي مع خليط من فكر السلفية الجهادية.

    وفي السادس والعشرين من يوليو2014، أصدرت جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة 'الإخوان سابقاً' بياناً بتوقيع أمير الجماعة الشيخ سليمان أبونارو أعلنت فيه تأييدها للدولة الإسلامية في العراق والشام وبايعت أبوبكر البغدادي خليفة المسلمين، ووصف البيان 'داعش' بـالطائفة المجاهدة التي أقامت شريعة الله ومكّنت لدينه، وأحيت صرح الإمامة، ونصبت منارة الخلافة وأثخنت في أعداء الله، واشار البيان إلي أن انتصارات داعش 'أفرحت عامة المسلمين، مما جعل دول الكفر تجلب بخيلها ورجلها وجمعت جموعها وأعلنت حربها علي الإسلام'!!

    وانتقد البيان الحكومات الداعمة لمن وصفهم بأعداء الإسلام الذين يحاربون 'داعش'، وقال: 'عوّدتنا هذه الحكومات دائما التخندق مع أعداء الإسلام مهما حورب الإسلام وأهله، وعودتنا خيانة المسلمين وبيعهم في أقرب مزاد وبأبخس الأثمان، وما فتئت تورط المسلمين في الردة عن الدين والانسلاخ عن شريعة رب العالمين بشتي ضروب الكيد والمكر والخديعة!!'

    واتهم البيان من يناصرون أعداء 'داعش' بالكفر، وأكد 'أن مناصرة الكافرين علي المسلمين هي أعلي درجات الولاء المخرج من الملة الناقض للإيمان الذي حكم رب العالمين بكفر متعاطيه مهما كانت الأسباب، رغبةً أورهبة.. وأعلن البيان براءة جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة من ولاية الكافرين ومظاهرة حلف المشركين، منتقدة من يسوغ للحرب علي تنظيم الدولة الإسلامية ضمن الحملة الصليبية العالمية بحجة جواز الاستعانة بالكفار'!!

    وتعني البيعة التي أعلنها تنظيم سليمان أبونارو أن جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة 'الإخوان سابقاً' قد حكمت علي الرئيس السوداني عمر البشير وقيادات الدولة بالكفر والخروج من ملة الإسلام.. كما يعني أنها لا تعترف بالسودان كدولة، ولا تعترف بمؤسساتها، وبهذا المفهوم فإن ضباط وجنود الجيش والشرطة في السودان وقيادات الأجهزة الأمنية والمسؤولين في الدولة قد أصبحوا في عداد الكافرين الخارجين عن طاعة ولي الأمر وخليفة المسلمين أبوبكر البغدادي، والبقية معروفة ومعلومة للجميع !!

    ولم تتوقف الجماعة في منهجها التكفيري عند أهل الحكم بل ألقت بأحكام التكفير علي جميع السودانيين المشاركين في الحياة السياسية التي تقوم علي التعددية الحزبية.. وقالت الجماعة في بيان إعلامي نشره موقعها علي الإنترنت بتاريخ 12 يناير 2015 تحت عنوان: 'مسالك الشرك لا يبررها مبرر.. ودين الديمقراطية لا ولن يأتي بدين الاسلام': 'نقول لمن يريد تكوين حزب وينخرط في العملية الديمقراطية ويشارك في الانتخابات يجب أن نفاصل الباطل ونعتزل الجاهلية وأهلها لا أن ندخل في منظومتها ونسلك سبيلها ونلبس علي الناس دينهم فلا تسلم عقائد الناس من رجس وشرك الديمقراطيات التي تعطي البشر حق التشريع في أمور حكم الله فيها، تلك الديمقراطيات التي يريد الغرب تصديرها إلينا عقيدة ومنهجا ونظام حياة ليخضعنا للمنظومة الدولية'.

    وأشار البيان إلي أن خلاف الجماعة مع 'الأحزاب الإسلامية' التي سلكت هذا المسلك الخطير أوالتي تريد سلوكه ليس خلافاً فرعياً هامشياً، وقالت: ' نحن نعتقد اعتقاداً جازماً بأن هذا المسلك شركي ونعتبر تصريحات من يريد سلوك هذا الطريق والاحتكام إلي الصناديق والدساتير الوضعية ومشاركة العلمانيين وتبني الديمقراطية وعدم الانقلاب علي قواعدها نعتبر تصريحاتهم في غاية الضلال والخطورة علي دين صاحبها وأنها تهدم قواعد الدين وتضيع قضية العبودية وإن كنا نفرق بين الفعل والفاعل'.

    واستمرت الجماعة السودانية التابعة لتنظيم 'داعش' في إعلان مواقفها الداعمة للتنظيم الإرهابي، بل وجهر أعضاؤها وقادتها بذلك في مساجد السودان، وأصدرت العديد من البيانات التي تم نشرها علي الموقع الرسمي للجماعة والصفحة الرسمية علي الفيس بوك، تحت سمع وبصر الجميع في السودان.

    وبعد وفاة أمير الجماعة ومؤسسها الشيخ يوسف أبونارو أصدرت الجماعة في الرابع من ديسمبر 2014 بياناً أعلنت فيه أن مجلس شوري جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة بالسودان قد عقد جلسة طارئة لاختيار أمير للجماعة خلفا للشيخ سليمان بن عثمان أبونارو، وتم اختيار الشيخ عمر بن عبد الخالق بن عمر أميرا للجماعة.

    وسار الأمير الجديد علي نهج سلفه، وأعلنت الجماعة تأييدها للعملية الإرهابية التي استهدفت مقر صحيفة شارل ايبدوالفرنسية في السابع من يناير 2015 وأسفرت عن مقتل 12 شخصاً وإصابة 11 آخرين، وقالت جماعة 'الاعتصام بالكتاب والسنة' في بيان لها: '.. جاءت النصوص الصحيحة بوجوب قتل أمثال هؤلاء وهذه مهمة الحكومة الإسلامية وفي غيابها واجب المسلمين. والتجارب أثبتت أنه لا يمكن إيقاف مثل هذه الجرائم بالمظاهرات والاستنكارات.

    وأضاف البيان: '.. ثم لما قامت طائفة بالثأر والاقتصاص وهوشيء يسير بقدر الوسع والطاقة صاحت عليهم تلك المجموعات من كل جهة وصوروهم مجرمين مخالفين للشريعة فيما كان الواجب شكرهم وتأييدهم، وهتفوا بأن الطاعنين علي النبي صلي الله عليه وسلم أناس أبرياء مسالمون معاهدون، أحرار في رأيهم ولا يوجب ما اقترفوه قتلهم وترويعهم.. وهذا القول الخبيث مذهب العصرانية العلمانية المدعي أن لا عقوبة علي الردة الفكرية' !!

    وعقب قيام تنظيم 'داعش' الإرهابي بإحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، أصدر دواعش السودان أومن يسمون أنفسهم بجماعة 'الاعتصام بالكتاب والسنة' بياناً في 12 فبراير 2015 أجازوا فيه قتل الطيار الأردني حرقاً وقال بيان صادر عن الجماعة: إن ما وصفها بالدولة الإسلامية قتلت '.. أحد الكفرة المرتدين المحاربين تحت راية الصليب، إذ كان يرمي حممه الحارقة التي تحرق الأخضر واليابس والبشر والشجر' وأضاف البيان: '.. وبينما هويستمتع بهذه الطلعات المحرقة وينفذ مهمة تحريق المسلمين ونسائهم وأطفالهم إذ برمية المجاهدين تصيبه فيقع أسيرا بأيديهم ثم يقتلونه بعد مدة بالنار إحراقا، جزاءً وفاقا، تنكيلاً وإرعاباً، وإرهابا لمن خلفه.. '!!

    ورغم هذه البيانات والإعلان الصريح عن الانضمام إلي كيان 'داعش' تمارس جماعة الاعتصام نشاطها ودعوتها عن طريق الدروس واللقاءات العلمية والمحاضرات، وتعقد اجتماعاتها العلنية في مركز عام بالخرطوم بحري، وتسعي إلي استقطاب الشباب مستعينة ببعض خطباء المساجد، والعلماء في المعاهد الدينية مثل معهد الإمام البخاري للعلوم الشرعية.. وذلك بهدف تأهيل الشباب للدعوة والجهاد أوبمعني أصح تخريج أجيال جديدة من الدواعش !!

    ولم يكن الانتماء إلي 'داعش' والدعوة إلي دعمها مقصورًا علي جماعة الاعتصام فقط.. بل كانت هناك عناصر أخري تمثل 'داعش' وتعلن عن نفسها في قلب الخرطوم التي شهدت مظاهرة داعمة للإرهاب يوم الجمعة 20 يونيو2014، وجاءت المظاهرة بعد خطبة الجمعة التي ألقاها الشيخ الدكتور محمد علي عبد الله الجزولي 'أبوالهمام' بمجمع المعراج الإسلامي بالطائف شرقي الخرطوم، وأعلن فيها تأييده لتنظيم 'داعش' ومناصرته للخليفة أبوبكر البغدادي، وبعد الصلاة قاد الجزولي جماعة من المصلين في وقفة ومظاهرة داعمة لمشروع الخلافة!!

    وكان من الطبيعي أن يقوم جهاز الأمن والمخابرات الوطني باستدعاء الجزولي للتحقيق.. لكنه خرج ليكتب في حسابه علي 'تويتر': 'لقد انتشر علي صفحات التواصل الاجتماعي خبر اعتقالي من قبل جهاز الأمن والمخابرات السوداني مُقحماً مع حادثة الاعتداء علي عثمان ميرغني وما يعرف بجماعة حمزة التي لم يحسن مفبركوها صناعتها فكانت خداجاً.. مما استوجب التوضيح التالي:

    - لم يتم اعتقالي من قبل جهاز الأمن والمخابرات وإنما تم استدعائي وتبليغي قرار إيقافي من الخطابة في منبر الجمعة بمسجد المعراج بالطائف.

    - ليس لاستدعائي أي علاقة بحادثة عثمان ميرغني أوما يعرف بجماعة حمزة وبيانها الركيك لغة ومحتوي !!.

    - موضوع الاستدعاء بسبب مناصرتي للدولة الإسلامية - أعزها الله باقية وتتمدد بإذن الله تعالي - وهذا موقف فكري وسياسي معلن صرحت به لعدة صحف وخطبت فيه عدة خطب وكتبت فيه عدة مقالات وأنا كفيل بالدفاع عنه مع اختلافي مع الاخوة في الدولة الاسلامية في الطريقة التي سلكوها لاعلان الخلافة الإسلامية'.!!!

    ونشرت المواقع الإلكترونية الداعمة للإرهاب بياناً لتنظيم 'داعش' يعلن فيه تعيين الجزولي 'أبوالهمام' أميراً لإمارة الحبشة، ويقصدون بها جمهورية السودان !!!!

    وها هوتنظيم 'داعش' يأتيكم من السودان.. وقد نسمع قريباً عن حوادث ذبح المسيحيين أوقتل ضباط وجنود الجيش والشرطة في قلب الخرطوم وغيرها من الولايات.. وقد نسمع عن اختطاف وذبح مصريين في السودان.. وربما نسمع قريباً وقع أقدام 'داعش' وهي تقترب من حدود مصر الجنوبية!!

    المصدر : صحيفة الأسبوع المصرية
    أبو أحمد
    07-01-2015, 10:58 AM
    استدعاء وزير الداخلية بشأن انضمام طلاب لـ«داعش»

    الثلاثاء, 30 حزيران/يونيو 2015

    البرلمان: هبة عبيد-الانتباهة

    دفع عضو البرلمان المستقل أبو القاسم برطم بمسألة مستعجلة للبرلمان لاستدعاء وزير الداخلية حول حيثيات انضمام عدد من الطلاب السودانيين لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، والأسباب الموضوعية حول حصر الظاهرة بجامعة العلوم الطبية دون غيرها من الجامعات والكليات السودانية.
    أبو أحمد
    07-22-2015, 09:13 AM
    مقتل أحد الطلاب السودانيين المنتمين لـ «داعش» بسوريا

    الانتباهة - الثلاثاء, 21 تموز/يوليو 2015

    قُتل طالب سوداني ينتمي لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش» عندما فجر نفسه بعبوة ناسفة في الرقة بسوريا، يوم أمس الأول، ونصبت أسرة الطالب مصطفى عثمان فقيري سرادق العزاء بحي العمارات في الخرطوم لتلقي العزاء في نجلها الذي كان قد وصل سوريا ضمن مجموعة طلاب سودانيين في مارس الماضي.

    وطبقا للصحفي المتخصص في شؤون الجماعات الجهادية الهادي محمد الأمين، فإن فقيري الذي ولد ودرس مراحله الأولى في المملكة العربية السعودية، يعد أول طالب يختفي من جامعة العلوم الطبية المملوكة لوزير الصحة بولاية الخرطوم مأمون حميدة في العام «2013»، برفقة طالب أجنبي.وقال الصحفي المتخصص في الجماعات الجهادية لـ «سودان تربيون»، إن فقيري، «20 سنة»، تلقى الفكر الجهادي في مسجد عبد الله بن رواحة الذي يعد ملتقى للجهاديين، على يد الشيخ «أ. س» الذي كان معتقلاً في غوانتنامو، وبعد أن أطلقت الولايات المتحدة سراحه وأحضرته للسودان أصبح إماماً في المسجد الكائن في حي العمارات.

    وأضاف الهادي أن مقربين لفقيري أفادوا أنه لم تبد على الطالب الذي كان يدرس في كلية الصيدلة أي مظاهر للتطرف قبل مداومته على مسجد عبد الله بن رواحة، ليختفي بعد ذلك وتبدأ حملة بحث عنه عبر الشرطة ومواقع التواصل الاجتماعي. وأشار إلى أن فقيري عمد بعد فترة للاتصال بإحدى زميلاته وأبلغها بأنه توجه إلى الجهاد، مرجحاً أن يكون قد غادر إلى مالي، ليعود قبل نحو «7» أشهر بسبب مضايقات قابلها منسوبو «داعش» هناك.

    وأوضح أن فقيري توجه مرة ثانية للمحاربة في صفوف «داعش» ضمن مجموعة من طلاب جامعة العلوم الطبية في مارس الماضي، وقال إنه أصبح مسؤولاً عن مخازن الأدوية بحكم دراسته للصيدلة، قبل أن يفجر نفسه في عملية بمنطقة الرقة، ثالث أيام عيد الفطر. يشار إلى أن والدة عثمان فقيري هي كريمة إبراهيم الطيب أحد قدامى رجال الأعمال بنيجيريا ورئيس الجالية السودانية بإنجلترا حالياً.

    وقال طالب مقرب من فقيري: «لقد أبلغنا عبر البريد الإلكتروني بعد أن أغلق هاتفه الجمعة الأخيرة من شهر يناير الماضي بأنه يطلب العفو والعافية بـ«العامية السودانية»، وأنه لن يعود إلى صفوف الدراسة دون أن يحدد وجهته».



    لشيخ سليمان أبو نارو السوداني رحلة فكرية من تنظيم الإخوان إلى داعش ؟

    تبدأ قصتنا بمدرس لغة عربية اسمه سليمان أبونارو كان ناشطا في جبهة الميثاق الاسلامي (الاخوان المسلمين)، ولكنه كان معارضا لسياسات الأمين العام للجبهة حسن الترابي باعتباره أحدث انحرافا كبيرا عن خط الجماعة، وكان أقصى ما يتمنى أن يعقد المؤتمر العام للجبهة لكي يطالب بعزل الأمين العام.

    ولكن حدث انقلاب عسكري مفاجئ قاده جعفر نميري في مايو 1969م وأعقب هذا الانقلاب قرارات عسكرية استهدفت المعارضين، وخصوصا الإسلاميين منهم فعزلتهم من وظائفهم واعتقلت المئات منهم وكانت هذه الأعمال تولى كبرها تحريضا الحزب الشيوعي السوداني باعتباره تحالف مع قيادة الجيش للانقلاب على حكومة الصادق المهدي الأولى .

    و أثناء المحنة و الابتلاء تناسى سليمان أبو نارو خلافه مع الترابي، لكنه وبسبب انقطاع التعامل مع القيادة الملاحقة أمنية قرر أن يعمل مع الجماعة بشكل لا مركزي فجمع عليه عدد من منسوبي الجماعة ووزعهم في أسر وحلقات تنظيمية، ولكنه وضع لهم مقررا يحتوي على مجموعة رسائل حسن البنا بالإضافة إلى كتاب التوحيد لمحمد بن عبدالوهاب !

    وفي عام 1977م بعد أن قام نميري بالقضاء على الشيوعيين وإقصائهم، قرر التصالح مع المعارضة، فوافق حسن الترابي على المصالحة مع نظام نميري، على أن يحل تنظيمه مقابل أن يدخل في الحزب الحاكم، ويصبح في المكتب القيادي للاتحاد الاشتراكي السوداني! على شرط إعادة المفصولين إلى وظائفهم، والسماح لهم بحرية الدعوة، والحركة لكن بشكل غير تنظيمي.

    وقد اتخذ الترابي قرار المصالحة دون استشارة قيادة الجماعة، فعاد مؤسسها الأول صادق عبد الله عبد الماجد من الكويت إلى السودان وأعلن أن الجماعة ترفض المصالحة مع نميري، وترفض كل من يتصالح مع نميري، ولكن الترابي أصر على المصالحة مع نميري وانحازت له جميع جماهير الحركة الاسلامية، فحدث الانشقاق الأول؛ حيث اجتمع قيادات إخوانية وأعلنوا إعادة العمل باسم الإخوان المسلمين والانشقاق عن الترابي.

    وبعد فترة انضم لهم جميع من أعدهم سليمان أبو نارو في حلقاته التنظيمية .

    لاحظ الإخوان أن جميع من جاء من عند أبونارو كانوا مختلفين عن بقية الإخوان؛ فقد كانوا يبالغون في الاهتمام بقضية الهدي الظاهر والإسبال وقضايا اشتهر بها السلفيون.

    كما انهم يفتعلون المشكلات مع الصوفية، ويكفرونهم، ولكن الإخوان تعاملوا مع أبو نارو وجماعته ببرغماتية باعتبارهم قوة عددية لا يستهان بها، وجاء الجهاد الأفغاني فسافر عدد كبير من شباب الإخوان إلى أفغانستان للانضمام إلى القتال وكان كثير منهم هم من تلاميذ الشيخ سليمان أبو نارو.

    وهناك اختلطوا بجماعة جهيمان العتيبي السلفية، وبعدها عادوا إلى السودان بفكر جديد، وحاولوا فرضه على الإخوان في مؤتمر يوليو 1991م الذي فازوا فيه باكتساح على الجناح الإخواني المعتدل الذي رفض الاعتراف بالنتيجة، و قال: لن نعترف بفوز من يريد تغيير أفكار التنظيم! وهذا انتهى بانشقاق الجماعة من جديد، وخروج جميع أتباع أبو نارو وتأسيسهم لجماعة جديدة سموها: الإخوان المسلمون ـ جناح أبو نارو.

    تدخل التنظيم الدولي للإخوان محاولا إثناء أبونارو عن الإنشقاق فوافق أبو نارو على مبادرة تحتوي على تعيين الشيخ الصادق عبد الله عبد الماجد أقدم أعضاء الجماعة و أكبرهم سنا، والذي بايع بنفسه الإمام حسن البنا فوافق الشيخ سليمان أبو نارو،

    ثم أحس بأن الشيخ صادق منحاز للجناح الآخر، باعتباره كذلك لا يرى تكفير الترابي والبشير ولا يرى من مصلحة الإسلاميين استعداءهم خصوصا بعد أن استتب لهم الأمر، وتخلصوا من المعارضة اليسارية والطائفية ( حزب الختمية الاتحادي وحزب الأنصار الأمة) فخرج أبو نارو من جديد ورفض كل محاولة للصلح في المرة الثانية،

    بل إن أحد أتباعه قام برمي كتب المنهج التربوي التي تدرس في الأسر، وقال لمبعوث التنظيم الدولي للإخوان في لقاء في تركيا عام 1995م: نحن لسنا في حاجة لكتبكم ولا منهجكم.

    فأرسل الإخوان الدكتور محمد حبيب ( نائب المرشد السابق ) في مهمة إلى مقر الشيخ أبو نارو فذهب إليهم بنفسه في بورسودان و تناقش معهم فما وجد منهم، إلا كل إصرار، بل إنهم طالبوه بأن يلتزم السنة وأن يقصر بنطاله؛ لأنه كان أسفل كعبيه ومرت الأعوام وانشغل الإخوان عن أبو نارو وجماعته فانشقت إلى قسمين:

    قسم ظل ولاؤه لمنهج الإخوان بقيادة الشيخ ياسر عثمان جاد الله، وقسم ولاؤه تحول تماما إلى تيار السلفية السرورية، ومن ثم تغيرت جماعة الشيخ سليمان أبو نارو من جماعة الإخوان ـ جناح الشيخ أبو نارو إلى جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة وكان ذلك في عام 2003م حين عقد أبونارو وجماعته مؤتمرا عاما تبرأوا فيه من فكر الإخوان المسلمين، وأخرجوا بيانا يطالبون فيه المسلمين بمبايعة قرشي للخلافة ( يا للمفارقة ) وتكفير كل من حكم بالديمقراطية أو من دعا لتحكيم صناديق الاقتراع.

    وكان أبو نارو أول من دعى لمبايعة قرشي بالخلافة قبل مبايعة البغدادي بأكثر من عشر سنين، وكان هذا المؤتمر متزامنا مع الغزو الأمريكي للعراق وتصاعد تيار السلفية السرورية فتحول تنظيم الشيخ أبو نارو إلى خزان بشري للسلفية السرورية في السودان، وكان الغزو الأثيوبي للصومال في 2007م فرصة لجماعة الشيخ سليمان أبو نارو المسماة بجماعة الاعتصام؛ حيث تحرك شبابها بجحافلهم إلى الصومال لمساعدة حركة الشباب المجاهدين.

    وفعلا ذهب الشباب إلى الصومال، وعادوا بأفكار أكثر تشددا، أفكار لم تكن تعرف في السودان، لقد عادوا بأفكار السلفية الجهادية المتطرفة في نسخة قريبة من نسخة داعش، حيث إنهم ذهبوا يقاتلون لأول مرة مسلمين يشهدون الشهادة، بل يحكمون الشريعة، لكنهم متعاونون مع الأمريكان. أمثال تنظيم المحاكم الإسلامية بقيادة شيخ شريف شيخ أحمد، فدخل مصطلح صحوات وخرجت فتاوى تكفر كل من يتعاون مع الأمريكان.

    وهنا أعتقد أن الشيخ فقد السيطرة على شباب مجموعته فتشتت إلى مجموعات صغيرة، منها من تحرك للقيام بأعمال ضد الحكومة، لكن تم كشفهم بسهولة.

    كحوادث تفجير منزل حي السلمة الذي كان مملوء بكميات كبيرة من القنابل والمتفجرات، ومنها من قرر استهداف البعثات الدبلوماسية، فكانت جريمة اغتيال الدبلوماسي الأمريكي (مايكل غرانفيل) من جماعة منشقة سمت نفسها بأنصار التوحيد بحجة نشره للمسيحية،

    وهكذا تفكك التنظيم الذي بناه الشيخ سليمان أبو نارو إلى جماعات صغيرة تعتنق الفكر الجهادي المتشدد، و كانت أحداث الربيع العربي لحظة فارقة، حتى أن تيار جماعة الاعتصام أخذ في الانهيار وضعف كثيرا تأييده، وتسلق التيار الاسلامي الحكم بسلم الديمقراطية، لكن انهيار الربيع العربي في مصر وانقلاب 3 يوليو كان قُبلة حياة لتيار الاعتصام!

    حيث عاد من جديد، لكن بشكل أشد تطرفا حيث ساروا إلى تأييد تنظيم داعش وإعلانه ما يسمى بالخلافة، ومبايعة البغدادي، فخرج بيان ممهور بتوقيع الشيخ سليمان أبونارو بنفسه يبارك فيه صنع الدواعش من إعلان الخلافة، ويقول: (ونحن في جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة بالسودان نعتقد أن الدعوة للخلافة، وإقامتها، وترسيخ العقيدة والإيمان في الأرض من أوجب واجباتنا التي نعمل لها،

    ولقد أفرحنا قيامهم بهذا الواجب الذي عجز الكثيرون عن القيام به، ومما هو مقرر في الشريعة أن يفرح المؤمن بقيام الواجب الذي عجز عنه إن تولاه غيره وتصدى له، إذ النظر هنا إلى تحقق الواجب بقطع النظر عمن قام به، لا سيما إذا كان من تصدى لهذا الأمر من أهل الجهاد والشوكة ومراغمة الأعداء فبذلك يحصل استثمار الجهود، وتحقق الموعود، إذ الغاية هي إقامة أمر الله تعالى و تعبيد العباد له سبحانه.

    وقد فوت المسلمون والمجاهدون خاصة في العقود المتأخرة سوانح كبيرة لإعلان الخلافة بعد جهاد عظيم، وبذل جسيم، ولمّا لم يفعلوا انتهزها الزنادقة والمرتدون وقطفوا ثمرات جهاد المجاهدين ودماء شهداء المسلمين.

    وإننا في جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة بالسودان نعلن تأييدنا ونصرتنا لهذه الخطوة المباركة، ونرى أن هذا الحدث فرصة عظيمة لتوحيد المسلمين وتقوية صفهم في مواجهة أعدائهم سائلين الله أن يحفظها ويديمها فتعم سائر بلاد المسلمين )

    وخرج بيان آخر للتنظيم يبارك فيه إحراق الجندي الأردني الكساسبة فيه يقول: (حينما أحرقت دولة الخلافة الإسلامية- أيدها الله – أحد الكفرة المرتدين المحاربين تحت راية الصليب، إذ كان يرمي حممه الحارقة التي تحرق الأخضر واليابس والبشر والشجر،

    وبينما هو يستمتع بهذه الطلعات المحرقة وينفذ مهمة تحريق المسلمين ونسائهم وأطفالهم، إذ برمية المجاهدين تصيبه فيقع أسيرا بأيديهم ثم يقتلونه بعد مدة بالنار إحراقا؛ جزاءً وفاقا، تنكيلا وإرعابا، وإرهابا لمن خلفه؛ أولياءه وحلفه، فشكر المسلمون صنيعهم خاصة أولئك الموتورين في أهليهم وأبنائهم الذين أحرقتهم تلك الحمم ).

    توفي الشيخ سليمان أبو نارو في ديسمبر 2014م بعد حياة حافلة بالتقلبات من الإخوان حتى السرورية و انتهاء بالسلفية الجهادية وبايعت من بعده جماعة الاعتصام الشيخ عمر بن عبد الخالق، الذي قال إنه سيظل متمسكا بخط الشيخ سليمان، فهل يا ترى سيبايع داعش بشكل رسمي أم يكتفي بتأييدها بالبيانات الشفوية و المكتوبة ؟


    "وحدات جهادية" في جامعات السودان

    الخرطوم: يجلس رجل الاعمال السوداني عمار سجاد خلف مكتبه في وسط الخرطوم، ويتحدث بصوت متهدج عن احتجاز ابنه من قبل زملاء له في حرم الجامعة في العام الماضي.
    ابن سجاد البالغ من العمر 19 عاما يدرس هندسة الالكترونيات. وقد تعرض للضرب في غرفة صغيرة داخل مبنى الجامعة من قبل زملاء ينشطون في "الوحدة الجهادية"، كما قال الاب لوكالة فرانس برس. واضاف "لا احد يستطيع الوصول لهذه الغرفة حتى الشرطة والاساتذة".
    وقد انشئت هذه "الوحدات الجهادية" في الجامعات السودانية قبل سنوات لدعوة الطلاب الى التطوع للمشاركة في القتال اثناء الحرب بين شمال السودان وجنوبه التي انتهت في العام 2005 بتوقيع اتفاق سلام. ويدعو مدافعون عن حقوق الانسان وقادة معارضون وناشطون الى تفكيك هذه الوحدات التي يتهمونها بالوقوف وراء العنف في الجامعات.
    وقال حسن الحسين القيادي في حزب المؤتمر الشعبي المعارض في اجتماع في الاسبوع الماضي ان "هذه الوحدات الجهادية مسؤولة عن العنف في الجامعات ويجب اغلاقها". واكد عدد من الطلاب لفرانس برس ان "الوحدات الجهادية" تستخدم لقمع تحركات المعارضين في الجامعات.
    وقال احد قادة طلاب المعارضة في جامعة ام درمان الاهلية طالبا عدم كشف اسمه خوفا من توقيفه من قبل جهاز الامن والمخابرات ان "الحرب الاهلية انتهت الآن لكن النظام ما زال يستخدم هذه الوحدات الجهادية لمهاجمة المعارضين من الطلاب".
    وقال طالب معارض اخر من جامعة الخرطوم اكبر الجامعات السودانية ان "الوحدات الجهادية المدعومة من الرئيس (عمر) البشير وحزب المؤتمر الوطني (الحاكم) تستخدم لتخزين الاسلحة واحتجاز الطلاب المعارضين داخل الجامعات".
    مخاطر
    واحتج مئات من طلاب الجامعات السودانية مرات عدة ضد السياسات الحكومية، بما في ذلك التعامل مع مناطق النزاع في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق وكذلك من اجل المطالبة باطلاق سراح زملائهم الذين يتم اعتقالهم اثناء تظاهرات.
    وفي الاسابيع الماضية وقعت اشتباكات عدة بين طلاب جامعات سودانية وقوات الامن، بما فيها جامعتا الخرطوم وام درمان. وقتل طالبان وجرح عدد آخر اثناء التظاهرات، ما اجبر السلطات على تعليق الدراسة بعدد من الجامعات.
    وبينما يحمل ناشطون "الوحدات الجهادية" وقوات الامن مسؤولية مقتل الطالبين يتهم مسؤلون رسميون ومؤيدون للحكومة، انصار الحركات المسلحة التي تقاتل الحكومة بالوقوف وراء قتل الطالبين.
    وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير في الشهر الماضي "هناك قلق بسبب تقارير تتحدث عن مجموعات طلابية تتبع للحكومة تساند قوات الامن بالقضاء على المظاهرات بما في ذلك استخدام الذخيرة الحية".
    وقال خالد التجاني رئيس تحرير صحيفة ايلاف الاسبوعية "هناك تعاون بين الاثنين ومن الصعب التفريق بينهما". واضاف ان "وجود الوحدات الجهادية داخل الجامعات يعقد الوضع الامني فيها". ويشير خبراء الى ان الوحدات الجهادية انشئت عقب وصول الرئيس البشير الي السلطة بانقلاب عسكري في 1989. وقد عمل على تاسيس نظام حكم اسلامي كما استضاف زعيم تنظيم القاعدة السابق اسامه بن لادن من 1992 الى 1996.
    وقال محمد الجاك الاستاذ بجامعة الخرطوم ان عددا من طلاب الجامعات قتلوا اثناء مشاركتهم في الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب. واضاف "الان يعتبرونهم شهداء". وقتل حوالى مليوني شخص في الحرب الاهلية التي انتهت بانفصال جنوب السودان عن شماله في 2011 بموجب اتفاق سلام. وقال التجاني الذي كان ناشطا خلال دراسته الجامعية ان "الحرب انتهت، والوحدات الجهادية جلبت ميدان القتال للجامعات".
    المدافعون عن النظام
    وعلى مر السنين تغير دور هذه "الوحدات الجهادية" كما يرى خبراء. وقال التجاني ان هذه الوحدات "تعمل الآن لمساندة قوات الامن"، موضحا ان "اعدادهم ليست كبيرة، لكنهم منظمون بصورة جيدة، ويدافعون عن النظام". وقاتل عدد من الطلاب في بعض مناطق الحرب مثل دارفور، حيث قضى عشرات الاف منذ بدء النزاع هناك عام 2003.
    ونفى قيادي في الطلاب المؤيدين للحكومة اي دور لهذه الوحدات في العنف داخل الجامعات. وقال مصعب محمد عثمان رئيس الاتحاد العام للطلاب "الوحدات "الجهادية" تسيرها ادارة الجامعات وانشئت لغرض خاص".
    واضاف ان "دورها هو جمع الطلاب للجهاد ولا تتدخل في العمل السياسي في الجامعات". ويرى احد الناشطين انه "طالما ان النظام يستفيد من هذه الوحدات فانها تظل غير محايدة".
    واكد رجل الاعمل سجاد الذي قاتل في تسعينات القرن الماضي ضد جنوب السودان ان "الجهاد كان اثناء الحرب الاهلية (...) اما الان فليس هناك جهاد لذا لا نريد هذه الوحدات". واضاف "لكن بعض اجهزة النظام تستفيد منها لذلك تريد الابقاء عليها".





    الأخبار
    طلاب السودان يدرسون فى داعش
    كتب : عبدالواحد إبراهيم


    حكومة حزب المؤتمر الوطنى «إخوان السودان» تعتبر أولى الحكومات السودانية التى غرست بذور التطرف فى البلاد، وذلك بخلق البيئة الملائمة لنمو وتمدد التيارات الدينية المتشددة، من خلال الخطاب الرسمى للدولة، الذى بدا خطابا دينيا راديكاليا، ثم زادت نبرة التشدد فى إطار سعى الحكومة لإنهاء الصراع الدامى مع الحركة الشعبية فى جنوب السودان فأسست للجهاد واستخدمت فى صراعها كل الجيش والشرطة والأمن ثم خلقت أجساما جديدة موازية «الدفاع الشعبى، الشرطة الشعبية، جهاز الأمن الشعبى»، ولكنها توسعت فى استخدام وسائل الإعلام بصورة غير مسبوقة وبمحتوى دينى فى حملاتها فاستغلت محطات التليفزيون والإذاعة القومية والولائية، ثم المساجد التى أصبحت أداة التعبئة ضد «الخوارج» حاملى السلاح من الجنوبيين
    استمر ذلك الوضع أثناء وبعد اتفاقية سلام نيفاشا فى العام 2005م، لتتم حملات التعبئة مرة أخرى عبر تلبيس ذات الخطاب الدينى وجها عرقيا إثنيا، استغل فيها النظام التناقضات القبلية فى دارفور تحديداً مع ربط الحركات المسلحة فى المناطق التى تدور فيها حروب بأجندات خارجية «النيل الأزرق وجنوب كردفان»، ولكن خطاب النظام الدينى هو هو نفسه لم يتغير، حتى أصبح خطباء الجمعة أكثر أهمية من أعضاء المجلس الوطنى «برلمان» ومن التنفيذيين فى البلاد، فقد أصبح تأثيرهم طاغياً واستحوذوا على عقول الكثير من الشباب المحبط من الواقع الاجتماعى والاقتصادى.
    بدأ تحالف «نظام البشير» التنسيق والعمل المشترك مع المجموعات الإرهابية فى العلن، منذ وقت باكر عقب استيلائه على الحكم اتساقا مع الخطاب الدينى الرسمى، حيث أقام علاقات مع أكثر المجموعات المتطرفة فى المنطقتين العربية والإسلامية، وآوت الخرطوم أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة، والحركات الجهادية الأفغانية، وحركة حماس والجهاد الإسلامى، والحركات الجهادية الصومالية والنهضة التونسية وغيرها، ومنحت بعض قيادات تلك المنظمات الإرهابية جوازات سفر سودانية دبلوماسية، وكانت نتيجة ذلك التشابك والتلاحم مع الجماعات الدينية المتطرفة محاصرة السودان من قبل أطراف دولية عديدة، دفعت البلاد ثمن ذلك التطرف ولا تزال وكانت حكومة السودان قد أقامت ملتقى «المؤتمر الشعبى العربى والإسلامى»، الذى أتاح الفرصة للجماعات المتطرفة العيش فى السودان بصورة طبيعية، حيث طورت هذه الحركات علاقاتها مع قطاعات شبابية عديدة، ثم ظهرت إلى الوجود تنظيمات السلفية الجهادية المختلفة وأبرزها تاثيراً تلك التى يقودها نائب رئيس هيئة علماء السودان الذى أفتى بتكفير «حسن الترابى» والمحاضر بجامعة الخرطوم «عبدالحى يوسف»، إضافة إلى «محمد عبدالكريم» مؤسس المجموعة السلفية التى أطلق عليها فى البداية «الجبهة الإسلامية المسلحة»، ثم الحركة السرورية «نسبة إلى الداعية السورى» «محمد بن سرور»، أما تنظيم «داعش السودانى» فيعتبر «كوكتيلاً» لتجمع انشقاقات سلفية متعددة، وإن كان العضو السابق بحزب المؤتمر الوطنى الحاكم والناطق باسم «منبر السلام العادل» «محمد على الجزولى» هو الشخص الوحيد الذى تحدث فى العلن باسم تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» فى السودان.
    فقد دعا الجزولى شباب السودان إلى التطوع من أجل مقاتلة الدولة الكافرة - حسب تعبيره - أمريكا، ثم أعلن البيعة لقائد تنظيم داعش أبوبكر البغدادى، كما كفر كل الأنظمة العربية والإسلامية ووصفها بالطاغوتية، وأشاد فى إحدى خطبه بسيد قطب ودعوته!
    بدأت تترى أخبار شباب تنظيم داعش السودانية منذ منتصف العام الماضى، وفى أكتوبر 2014م، قامت السلطات السودانية بالتحقيق مع محمد على الجزولى لبضع ساعات ثم أطلقت سراحه، ثم اعتقل بضعة أيام وأفرج عنه ثم قبض عليه مجدداً ولا يزال رهن الاعتقال لدى جهاز الأمن والمخابرات الوطنى.
    ويعد الجزولى من الميسورين فى السودان، حيث يمتلك شركة تجارية ومؤسسة تعليمية خاصة بالخرطوم «رياض ومدارس صناعة القادة»، وهو من مشاهير الأصولية الإسلامية ولديه صفحة على مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» باسم «رابطة محبى المفكر الشاب محمد على الجزولى»، ويؤيد كل أفعال وأقوال أسامة بن لادن ويكفر المجتمع والحكام.
    فى العاصمة السودانية الخرطوم بدأ حصاد السنوات يطفو على السطح، فقد بدأت داعش فى تفويج المقاتلين إلى مناطق الصراع إلى سوريا والعراق والتحق مؤخراً بتنظيم «الدولة الإسلامية فى الشام والعراق» المعروف اختصاراً بــ«داعش» عدد 12 من طلاب جامعة «مأمون حميدة» من بينهم ثلاث فتيات وكلهم يملكون جوازات سفر غير سودانية، حيث يحمل 7 منهم جوازات سفر بريطانية و2 منهـــم يحملــــون الجـــواز الكندى وواحد أمريكى، واثنان بجواز سفر سودانى، وجميعهم غادروا إلى تركيا الدولة المضيفة للإرهابيين الصغار، وكانت الحكومة البريطانية قد أكدت فى وقت سابق على لسان متحدثة باسم مكتب وزارة الخارجية أن 7 من البريطانيين سافروا إلى تركيا من السودان.
    الناطق الرسمى باسم وزارة الخارجية السودانية السفير «على الصادق» قد أكد سفر ابنته إلى تركيا من غير أن يسجل مكتب المغادرين بمطار الخرطوم اسمها ضمن كشوفات المسافرين، ولكنه تعرف عليها من خلال مراجعته تسجيلات كاميرا مطار الخرطوم وتأكد من ذلك بنفسه.
    واتهم الصادق بعض الدوائر بتقديم تسهيلات لهولاء الشباب للسفر إلى مناطق الحروب، وفى تصريح لوسائل الإعلام قبل مغادرته مطار الخرطوم من بداية الأسبوع الماضى إلى تركيا للبحث عن ابنته التى سافرت مع مجموعة طلابية من جامعة «مأمون حميدة» المملوكة لوزير الصحة بولاية الخرطوم، قال الصادق: «إن جهات تدفع رشاوى بمبالغ كبيرة لتسهيل خروج الطلاب المتجهين إلى سوريا».
    وذكر على الصادق أن بعض الطلاب تمكنوا من المغادرة إلى تركيا دون أن يمروا بالطريقة المتبعة عبر صالة المطار، حيث تسلقوا سور مطار الخرطوم وأن أسماءهم لم تكن مدرجة ضمن قائمة ركاب الخطوط التركية.
    الحكومة السودانية التى استعصمت بالصمت تجاه قضية داعش فترة من الزمن باستثناء تصريحات شحيحة من بعض المسئولين، حيث علقت سمية أبو كشوة، وزيرة التعليم العالى فى مؤتمر صحفى فى وقت سابق على تأثيرات داعش على الطلاب السودانيين وقالت: «إن جهات - لم تسمها - تقوم باستدعاء الطلاب السودانيين للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، وأن الأمر لم يعد قاصراً على طلاب الجامعات وحدها، وإنما هناك قطاعات أخرى من المجتمع انضمت إلى داعش.
    وتبقى الإدانة الرسمية الوحيدة تلك التى جاءت من نائب الرئيس السودانى السابق «حسبو محمد عبدالرحمن» فى مارس الماضى، حيث وجه اتهاماته إلى جهات خارجية وأجهزة مخابرات دولية بالوقوف وراء ظاهرة التطرف الدينى فى الوطن العربى وأفريقيا، وقال: «إن المخابرات الدولية تدعم التنظيمات الإرهابية بالسلاح والاتصالات».
    وأوضح حسبو وقتها، وكان يخاطب القمة الشبابية العربية الأفريقية لمكافحة التطرف قائلا: «إن ظاهرة التطرف تعد واحدة من التحديات الأمنية التى تواجه المجتمعات العربية والأفريقية، وطالب بضرورة البحث عن دوافع وأسباب التطرف».
    ونفى نائب البشير، أن تكون فى السودان أى من ظواهر التطرف والإرهاب، وقال: إن الظواهر التى بدت قليلة فى السودان وأن علاجها سيكون فى مهدها وعبر أسلوب الحوار المباشر.
    عضو البرلمان المستقل «أبوالقاسم برطم» تقدم بسؤال مستعجل للمجلس الوطنى لاستدعاء وزير الداخلية والأجهزة الأمنية لمعرفة حيثيات انضمام عدد من طلاب الجامعات السودانية لتنظيم «داعش»، ومعرفة الأسباب الموضوعية حول حصر الظاهرة بجامعة العلوم الطبية دون غيرها من بقية الجامعات والمعاهد السودانية.
    يقول الدكتور «عمر القراى» المعارض لنظام البشير والخبير فى شئون الجماعات الدينية: «من حيث الفكرة الأساسية، فإن داعش» كغيرها من الحركات الإسلامية، لم تنزل من السماء، وإنما جاءت من فكر الإخوان المسلمين، وهذه حقيقة قال بها «يوسف القرضاوى»، حيث قال: إن أبوبكر البغدادى، كان معهم فى تنظيم الإخوان المسلمين، كما صرح أيمن الظواهرى، بأن أسامة بن لادن، أخبره بأنه من الإخوان المسلمين وأن القاعدة الفكرية التى تجمع كل هؤلاء، هى آراء الإمام حسن البنا، التى تقوم على إعادة فكرة الخلافة الإسلامية».
    ويؤكد دكتور القراى أن العلاقة بين داعش وتنظيم الإخوان المسلمين علاقة فكرية وإن تعددت التنظيمات فإن الفكرة واحدة وهى الدعوة إلى إقامة الخلافة الإسلامية، ويقول: «لقد كان شعار حركة الإخوان المسلمين، تحت قيادة الإمام حسن البنا»، السيفان اللذان وضع بينهما صورة مصحف، وكتب تحتهما كلمة «وأعدوا» التى قصد بها قوله تبارك وتعالى «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم»، وحركة الإخوان المسلمين بعد مرور عشر سنوات من ظهورها عقدت مؤتمرها الخامس فى يناير 1939م، أعلنت فيه أن من أهم أهدافها إقامة الخلافة الإسلامية».
    يذكر أن المجموعات السلفية، والسلفية الجهادية فى السودان تمتاز بالثراء العريض وبامتلاكها أمولاً ضخمة، كما تمتلك سلسلة من الروابط والجمعيات الخيرية والمنظمات الطوعية ووسائل إعلام وشركات تجارية ذات وزن اقتصادى. ومن أبرز تلك المؤسسات والروابط «الرابطة الشرعية للدعاة» و«منظمة المشكاة الخيرية»، و«قناة وإذاعة طيبة»، وصحيفة «المحرر الإسلامى»، و«مجلة البيان»، وجمعية «ذى النورين الخيرية»، و«جمعية الشباب المسلم بالجامعة العتيقة»، و«اتحاد قوى المسلمين» «أقم» التنظيم الطلابى للسلفية الجهادية السرورية، تحصل بعضاً من هذه المؤسسات والجمعيات على إعفاءات جمركية وضريبية من خلال الصلات الوثيقة بأطراف فى قيادة الدولة، وليس أدل على ذلك من نعى إحدى الأسر لابنها الذى قتل فى معارك داعش فى سوريا ووصفه بالشهيد تحت سمع وبصر أجهزة الدولة ومؤسساتها الأمنية، والأنكى، أن الشاب القتيل «محمد مأمون أحمد مكى عبده» سبق وأن التقى رئيس الجمهورية، ولديه صور منشورة فى وسائل الإعلام المملوكة لعناصر معروفة بانتمائها إلى حزب المؤتمر الوطنى الذى يتزعمه الرئيس عمر حسن أحمد البشير.∎



                  

العنوان الكاتب Date
أعرف أنت وأهل السودان عن السلفية الجهادية في السودان زهير عثمان حمد02-19-17, 12:46 PM
  Re: أعرف أنت وأهل السودان عن السلفية الجهادية زهير عثمان حمد02-19-17, 01:01 PM
    Re: أعرف أنت وأهل السودان عن السلفية الجهادية زهير عثمان حمد02-19-17, 01:03 PM
      Re: أعرف أنت وأهل السودان عن السلفية الجهادية زهير عثمان حمد02-19-17, 01:20 PM
        Re: أعرف أنت وأهل السودان عن السلفية الجهادية زهير عثمان حمد02-19-17, 01:27 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de